حرب تجارية جديدة.. توتر حاد بين كندا والولايات المتحدة بعد قرارات ترامب
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
تسببت القرارات التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصدع تاريخي وغير مسبوق في العلاقات الكندية الأمريكية، وتوتر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وأيضا الاجتماعية.
وأصدر الرئيس الأمريكي أمرًا، أمس السبت، بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، وطالبهم بوقف تدفق عقار الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ليشعل بذلك حربا تجارية قد تقوض النمو العالمي وتؤجج التضخم.
وتعهدت المكسيك وكندا، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، على الفور بفرض رسوم جمركية مضادة، في حين قالت الصين إنها ستطعن على قرار ترامب أمام منظمة التجارة العالمية وستتخذ "تدابير مضادة" أخرى.
وفي خطابه الذي ألقاه أمام الكنديين والأمريكيين، مساء أمس السبت، في واحدة من أكثر اللحظات توترا في تاريخ العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، ذكر جستن ترودو المستمعين بكلمات الرئيس الراحل جون ف.كينيدي عندما خاطب البرلمان في مايو 1961، حيث قال رئيس الوزراء، مقتبساً من كينيدي، "لقد جعلتنا الجغرافيا جيراناً، وجعلنا التاريخ أصدقاء، وجعلنا الاقتصاد شركاء، وجعلتنا الضرورة حلفاء".
وأضاف ترودو أن "كندا والولايات المتحدة نجحتا معا في بناء أنجح شراكة اقتصادية وعسكرية وأمنية شهدها العالم على الإطلاق وعلاقة يحسدها عليها العالم".. وقال، وهو يعلن كيف سترد كندا على الرسوم الجمركية الأمريكية، "لسوء الحظ، أدت الإجراءات التي اتخذها البيت الأبيض إلى تفريقنا بدلا من جمعنا".
وقال رئيس الوزراء الكندي، في خطاب إلى الأمة مساء أمس، "أعلن الليلة، أن كندا سترد على الإجراء التجاري الأمريكي برسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار"، موضحا أن هذا سيشمل رسومًا جمركية فورية على سلع بقيمة 30 مليار دولار اعتبارًا من يوم الثلاثاء، تليها رسوم جمركية أخرى على منتجات أمريكية بقيمة 125 مليار دولار في غضون 21 يومًا، للسماح للشركات الكندية وسلاسل التوريد بالسعي لإيجاد بدائل.
ولكن ورغم ذلك، سيتعين على الأمة الكندية رؤية مدى عمق الانقسام ومدته، ففي الأمد القريب، قد يكون الأمر صعبا للغاية، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين أصبحت وظائفهم وسبل عيشهم مهددة الآن، وفي لحظة قلقة بالنسبة للبلاد، بدا ترودو عازماً على جمع الكنديين وإعدادهم لنضال كبير في مواجهة الحرب التجارية التي شنها الرئيس ترامب، قائلا: "هناك العديد من الطرق التي يمكنكم من خلالها القيام بدوركم".
ولكن حتى لو تم إصلاح هذا الانقسام بطريقة أو بأخرى وبسرعة نسبية، فمن الصعب تصور نوع التغير في العلاقة على المدى الطويل التي ستجمع كندا بحليفتها الأساسية.
ورغم تصريحاته الجدلية، والتي يتشكك فيها الجميع، لا يمكن القول "إن ترامب يستجيب لرغبة كبيرة من جانب الأمريكيين في اتخاذ موقف صارم تجاه المنتجات المصنوعة في كندا، فقد وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «إبسوس» في يناير أن 37% فقط من الأمريكيين يؤيدون فرض ضريبة جديدة على السلع الكندية.. وبالمثل، وجدت شركة "أباكوس داتا" أن 28% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن فرض تعريفة بنسبة 25% "فكرة جيدة".
وأشار البيت الأبيض إلى التعريفات باعتبارها "رافعة مالية" يوم أمس السبت، ولكن من غير الواضح ما الذي تريده الولايات المتحدة أكثر من ذلك، وأيًا كانت مخاوفه المعلنة بشأن الفنتانيل، فقد ينظر ترامب إلى التعريفات الجمركية على أنها وسيلة لزيادة الإيرادات للحكومة الفيدرالية التي تعاني بالفعل من عجز قدره 1.8 تريليون دولار أمريكي، ووسيلة لإجبار الشركات على تصنيع المنتجات داخل الولايات المتحدة.
ويبدو أنه يعتقد أن القوة الاقتصادية الأمريكية موجودة لكي تستخدم ضد الآخرين، سواء الأعداء أو الأصدقاء، دون أي اهتمام بالعلاقات الدولية لأمريكا أو رفاهية المواطنين في البلدان الأخرى.
يذكر أن الولايات المتحدة، الجارة البرية الوحيدة لكندا، هي الشريك التجاري الأول لكندا ووجهة ثلاثة أرباع صادراتها.. وفي عام 2023، بلغت قيمة التبادل التجاري من السلع والخدمات بين كندا والولايات المتحدة أكثر من 1.300 مليار دولار كندي، أي بمعدل أكثر من 3.56 مليار دولار يومياً في الاتجاهين.
اقرأ أيضاًتؤثر على اقتصادات كندا والمكسيك والصين.. «تعريفة ترامب الجمركية» تهدد بإشعال حرب تجارية
ترامب يوقع أمرا بفرض رسوم جمركية على الواردات من المكسيك وكندا والصين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الرئيس الأمريكي ترامب كندا حرب تجارية کندا والولایات المتحدة الولایات المتحدة رسوم جمرکیة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
ترودو ينتقد رسوم ترامب الجمركية على كندا ويصفها بـ"الخطوة الغبية"
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين، مما أدى إلى اضطراب الأسواق المالية الأمريكية.
وانتقد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هذه الخطوة، واصفًا الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بأنها "تصرف غبي للغاية".
كندا تنتقد وترد : "هذه حرب تجارية"وقال ترودو: "اليوم، شنت الولايات المتحدة حربًا تجارية ضد كندا، أقرب شريك وحليف لها، وأقرب صديق لها. وفي الوقت نفسه، يتحدثون عن العمل بشكل إيجابي مع روسيا، وإرضاء فلاديمير بوتين، الديكتاتور الكاذب والقاتل. اجعلوا ذلك منطقيًا إن استطعتم".
وأضاف: "ليس من عادتي أن أتفق مع صحيفة وول ستريت جورنال، لكن حتى تلك الصحيفة أشارت إلى أنه رغم كونك رجلا ذكيا، إلا أن هذه خطوة غبية للغاية. القتال بين الأصدقاء هو بالضبط ما يود خصومنا في العالم رؤيته".
جاءت تصريحات ترودو بعد أن أطلق ترامب حربًا تجارية ضد أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة: كندا والصين والمكسيك. إذ فرضت واشنطن رسومًا بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بينما فرضت رسومًا بنسبة 20% على المنتجات الصينية.
وفي هذا السياق، أشار ترودو إلى أن بلاده ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي (102.1 مليار يورو)، حيث ستدخل رسوم بقيمة 30 مليار دولار كندي (19.8 مليار يورو) حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، على أن يتم تطبيق بقية الرسوم خلال 21 يومًا.
وذكر ترودو في بيان رسمي: "ستظل رسومنا الجمركية قائمة حتى تتراجع الولايات المتحدة عن إجراءاتها التجارية، وإذا لم توقف واشنطن هذه الرسوم، فإننا نجري مناقشات نشطة ومستمرة مع المقاطعات والأقاليم لدراسة اتخاذ إجراءات غير جمركية إضافية".
في المقابل، حذر ترامب عبر منشور في منصة "تروث سوشال"، قائلًا: "عندما يفرض (ترودو) رسومًا انتقامية على الولايات المتحدة، فإن رسومنا التعريفية المتبادلة ستزيد فورًا بالقيمة نفسها".
المكسيك والصين تدخلان على خط المواجهةمن جانبها، قالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، إن بلادها سترد بفرض رسوم جمركية انتقامية خاصة بها، مشيرة إلى أنها ستعلن عن المنتجات المستهدفة يوم الأحد خلال فعالية عامة في ساحة وسط مكسيكو سيتي، في خطوة قد تعكس رغبة في التهدئة وسط تصاعد الحرب التجارية التي بدأها ترامب.
أما الصين، فقد أعلنت أنها ستفرض رسومًا إضافية تصل إلى 15% على الواردات الأمريكية من المنتجات الزراعية الأساسية، بما في ذلك الدجاج ولحم الخنزير وفول الصويا ولحم البقر، كما ستفرض قيودًا إضافية على التعاملات التجارية مع الشركات الأمريكية.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، إنها "غير راضية بشدة" عن الرسوم الأمريكية، محذرة من أنها "ستتخذ تدابير مضادة لحماية حقوقها ومصالحها".
ترامب يواصل سياسة "أمريكا أولًا" رغم التحذيراتوتماشيًا مع وعوده الانتخابية، يتجه ترامب نحو التخلي عن سياسات التجارة الحرة التي اتبعتها الولايات المتحدة لعقود عقب الحرب العالمية الثانية، معتبرًا أن هذه السياسات تسببت في فقدان ملايين الوظائف في قطاع التصنيع.
ويرى ترامب، أن فرض الرسوم الجمركية هو الأداة المناسبة لحماية الاقتصاد الأمريكي وتعزيز الازدهار الوطني، رغم تحذيرات الخبراء الاقتصاديين الذين يؤكدون أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتباطؤ النمو الاقتصادي.
ويرفض ترامب وجهات نظر معظم الاقتصاديين الذين يرون أن هذا النهج مكلف وغير فعال، إذ قال في تصريح من البيت الأبيض يوم الاثنين: "الضرائب على الواردات هي سلاح قوي للغاية لم يستخدمه السياسيون من قبل لأنهم إما كانوا غير صادقين، أو أغبياء، أو تم شراء صمتهم بطريقة أو بأخرى... أما الآن، فإننا نستخدمها".
تصاعد الأزمة... إلى أين تتجه الحرب التجارية؟مع دخول أكبر 3 قوى اقتصادية في العالم في مواجهة مباشرة، تتزايد المخاوف من تأثير هذه الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي، وسط تحذيرات من ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ حركة التجارة الدولية.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن هذه الدول من احتواء الأزمة، أم أن المواجهة ستتصاعد لتتحول إلى نزاع اقتصادي طويل الأمد يضر بجميع الأطراف؟
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي: المشادة الكلامية التي حصلت مع ترامب مؤسفة ونحن جاهزون للتعاون تحت قيادته القوية هل يفرض روبوت الدردشة الآلي Grok رقابة على انتقاد إيلون ماسك ودونالد ترامب؟ رفضًا لسياسات ترامب.. شركة نرويجية توقف تزويد السفن الأمريكية بالوقود ضرائبالصينكندادونالد ترامبعقوباتالمكسيك