عواصم " وكالات": أطلقت روسيا عشرات الصواريخ والمسيرات على أوكرانيا ما اسفر عن 15 قتيلا، وفق ما افادت كييف صباح اليوم، في حين أكدت موسكو ان قواتها تتقدم في العمق الاوكراني بتجاه مدينة توريتسك الاستراتيجية.

كما ألقى الجانبان باللوم على بعضهما البعض في ضربة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص في منطقة كورسك الروسية.

واتهمت الحكومة الروسية اليوم أوكرانيا بشن هجوم صاروخي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في اليوم السابق داخل مدرسة تستخدم كملجأ للمسنين في سودجا في منطقة كورسك الروسية.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية في بيان "ارتكبت القوات المسلحة الأوكرانية جريمة حرب أخرى بشن ضربة صاروخية موجهة ضد مدرسة داخلية في سودجا"، قائلة إن عملية الاطلاق تمت من مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا.

بالمقابل، وجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نداء جديدا إلى الغرب، طالبا بشكل عاجل المزيد من الدعم لقواته التي تعاني من نقص حاد في العتاد، مؤكدا استهداف روسيا بلاده بأكثر من 1400 هجمة جوية خلال الأسبوع الماضي.

وقال زيلينسكي، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم الأحد "تهاجم روسيا أوكرانيا يوميا بالطائرات المسيرة والصواريخ والقنابل الجوية".

ورافق البيان مقطع مصور أظهر مشاهد الموت والدمار في المدن الأوكرانية.

وأوضح زيلينسكي أن روسيا هاجمت أوكرانيا بنحو 50 صاروخا و660 طائرة مسيرة وأكثر من 760 قنبلة انزلاقية خلال الأسبوع الماضي.

وقال زيلينسكي "لن تتوقف روسيا بمفردها. يجب على العالم أن يجبرها على إنهاء هذا العدوان الغير المبرر".

وأضاف زيلينسكي أن "تعزيز دفاعاتنا أمر ضروري للغاية. نحن بحاجة إلى حماية أفضل، تشمل أنظمة دفاع جوي وأسلحة بعيدة المدى وضغط عبر العقوبات".

وأضاف أنّ "كلا من هذه الهجمات يُظهر أنّنا بحاجة إلى المساعدة للدفاع عن أنفسنا في مواجهة الإرهاب الروسي"، داعيا "شركاء" كييف إلى التحرّك سريعا لانقاذ بلاده من الهزيمة.

وكان زيلينسكي قد اشار مسبقا إلى أضرار جسمية لحقت بست مناطق، هي زابوريجيا وأوديسا وسومي وخاركيف وخميلنيتسكي وكييف.

وفي خبر لافت، أعرب قائد القوات البرية الأوكرانية ميخايلو دراباتي عن أسفه بسبب تزايد العنف ضد الأفراد العسكريين في البلاد.

وكتب دراباتي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك اليوم الأحد إن "قتل أفراد عسكريين خلف خطوط المواجهة، هو خط أحمر لا ينبغي تجاوزه. ليس لدينا الحق أن نشاهد بصمت الموجة المتزايدة من الاستخفاف بالمدافعين عن أوكرانيا".

وكان يرد بذلك على القتل العنيف لاثنين من أفراد الجيش أمس السبت. ودعا السلطات إلى اتخاذ رد قوي ومعاقبة الجناة.

في غضون ذلك، تدافع أوكرانيا عن نفسها ضد التدخل الروسي الشامل منذ نحو ثلاث سنوات.

من جانبها، أفادت القوات الجوية الأوكرانية اليوم بأن موسكو أطلقت 42 صاروخا و123 طائرة مسيّرة على المدن الاوكرانية، لافتة إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ من دون تحديد عددها.

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية تدمير 56 طائرة مسيرة معادية، وأن 61 أخرى لم تصل إلى أهدافها.

وقتل 15 شخصا على الاقل في ضربات ليل الجمعة السبت وفجر السبت طالت وسط أوكرانيا وشرقها اضافة الى مقتل ثمانية من هؤلاء وبينهم طفل في قصف صاروخي على مبنى سكني في مدينة بولتافا بوسط البلاد، بحسب اجهزة الاسعاف. واعلنت السلطات الحداد لثلاثة ايام.

وشاهد مصور لفرانس برس في المكان عناصر إطفاء يبحثون بين ركام المبنى.

في خاركيف كبرى مدن شمال شرق أوكرانيا، أسفر تحطم طائرة روسية بلا طيار فوق مبنى سكني بعدما أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي، عن مقتل امرأة وإصابة أربعة آخرين بجروح، حسبما أعلن حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف عبر تطبيق تلجرام.

كذلك، قُتل ثلاثة عناصر شرطة في ضربة جوية روسية على إيوناكيفسكا الواقعة قرب الحدود الروسية في منطقة سومي (شمال شرق)، وفقا للإدارة العسكرية الإقليمية.

في الاثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّها استهدفت خلال الليل بنى تحتية للغاز والطاقة "تضمن عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري" في أوكرانيا.

وعلى الارض، تواجه القوات الاوكرانية صعوبات كبيرة في منطقة دونيتسك حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ وحدات تابعة لـ"المجموعة المركزية" سيطرت على بلدة كريمسكي (كريمسكوي باللغة الروسية) الواقعة في الضاحية الشمالية الشرقية لتوريتسك.

وأشارت مجموعة المحللين الأوكرانيين "ديبستايت" إلى أنّ القوات الروسية موجودة في وسط مدينتي توريتسك وتشاسيف يار المتنازع عليهما منذ أشهر.

الى ذلك، احرزت القوات الروسية تقدّما أيضا في منطقة خاركيف (شمال شرق)، كما تقترب من مدينة كوبيانسك التي لها أهمية استراتيجية.

وبينما يدخل التدخل الروسي في أوكرانيا عامه الرابع في فبراير، تتزايد احتمالات إجراء مفاوضات بين موسكو وكييف، في وقت يُنظر إلى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على أنّها نقطة تحوّل محتملة في الحرب.

وكان الرئيس الأمريكي انتقد المَبالغ التي أنفقتها الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا، ولكنه تبنّى أيضا نبرة صارمة تجاه موسكو التي هدّدها بعقوبات إضافية في الأسابيع الأخيرة.

كما يواجه الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى جنود ومعدّات، صعوبة في تجنيد مزيد من العناصر خصوصا بسبب إحجام السكان المنهكين بعد ثلاثة أعوام من القتال.

وفي سياق متصل، قُتل جندي في مدينة بيرياتين في منطقة بالتوفا، بينما كان يرافق مجموعة من الرجال الذين تمّ تجنيدهم، حسبما أفادت خدمات التجنيد العسكري المحلية.

وقال المصدر ذاته إنّ الجندي تعرّض لهجوم في محطّة وقود من رجل ملثم أطلق عليه النار من بندقية صيد قبل أن يلوذ بالفرار مع أحد المجنّدين، مضيفا أنّه تمّ القبض على الرجلَين في وقت لاحق.

الى ذلك، أسفر انفجار وقع امس داخل مكتب للتجنيد العسكري في مدينة ريفني بشمال غرب أوكرانيا عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين، بحسب الشرطة الاوكرانية.

وأعلن جهاز الأمن الأوكراني توقيف خمسة أشخاص متهمين بقيادة مجموعة "جبهة عمال أوكرانيا" التي تنشر تحت غطاء "الأفكار الشيوعية الجديدة روايات الكرملين" وتعارض التعبئة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الروسیة فی فی منطقة شمال شرق عن مقتل

إقرأ أيضاً:

ضباب السلام في أوكرانيا.. تأجيل محادثات لندن وسط صفقات غير معلنة وتحركات أمريكية روسية

 

في تطور يعكس تعقيد المسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت الحكومة البريطانية تأجيل اجتماع وزراء الخارجية الذي كان مقررًا عقده في لندن لبحث سبل التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا، هذا التأجيل جاء في لحظة حرجة تشهد فيها الساحة الدولية جهودًا أمريكية مكثفة وتحركات روسية متواصلة، وسط تجاذبات سياسية وتصريحات متناقضة من الأطراف الرئيسية.

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، أن "الاجتماع الوزاري حول السلام في أوكرانيا قد تأجل، فيما لا تزال المحادثات قائمة على مستوى المسؤولين الفنيين والدبلوماسيين".

وكان الاجتماع المرتقب سيضم وزراء خارجية من الولايات المتحدة، وأوكرانيا، ودول أوروبية عدة، في محاولة لإحياء مبادرات السلام وسط التصعيد المستمر في الميدان.

زيارة أمريكية وتحركات روسية

بالتوازي مع تأجيل اجتماع لندن، أكّد البيت الأبيض أن المبعوث الرئاسي الأمريكي، ستيف ويتكوف، سيزور موسكو هذا الأسبوع، في زيارة تُعد الرابعة من نوعها منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة.

وتأتي الزيارة في إطار تحرك دبلوماسي أمريكي متعدد المسارات، يشمل مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، بالتزامن مع مساعٍ لتنسيق المواقف مع الحلفاء الأوروبيين.

في المقابل، استأنفت روسيا هذا الأسبوع ضرباتها الجوية على مواقع أوكرانية بعد هدنة قصيرة بمناسبة عيد الفصح، في مؤشر على استمرار التصعيد العسكري.

ورغم هذه التطورات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده "لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع روسيا قبل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار"، وهي نقطة خلاف جوهرية تعيق أي تقدم نحو تسوية سلمية.

ترامب والمقترح المثير للجدل

في سياق موازي، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وهي خطوة وُصفت بأنها "تنازل استراتيجي" لموسكو في إطار خطة سلام غير معلنة المعالم.

ويُقال إن المقترح طُرح للمرة الأولى خلال اجتماع استضافته باريس الأسبوع الماضي، بحضور وزراء خارجية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى مسؤول ألماني رفيع.

وقد أثارت هذه الفكرة جدلًا واسعًا، خصوصًا مع التلميح إلى أن ترامب قد يتخلى عن جهود الوساطة الأمريكية ما لم تُحرز تقدّمات ملموسة خلال فترة زمنية قصيرة.

هذا التوجه، إن تحقق، من شأنه أن يعيد خلط أوراق المشهد الدولي بشأن أوكرانيا، ويزيد من تعقيد العلاقات بين واشنطن والعواصم الأوروبية المتحفّظة على أي اعتراف بشرعية التحركات الروسية.

ضبابية الخطة الأمريكية

وفي ختام اجتماع باريس، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه قدّم خطة أمريكية متكاملة لإنهاء النزاع، لكنه امتنع عن كشف تفاصيلها.

وأشار إلى أنه ناقش الخطّة أيضًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية تلت الاجتماعات، ما يوضح أن الإدارة الأمريكية تعمل على مسارين: تنسيق مع الحلفاء، وقنوات اتصال مباشرة مع موسكو.

رغم ذلك، لا توجد حتى الآن مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق نهائي، لا على مستوى وقف إطلاق النار، ولا على صعيد تسوية سياسية شاملة.

ويخشى المراقبون من أن يكون تأجيل محادثات لندن إشارة إلى تصاعد الخلافات داخل المعسكر الغربي حول الاستراتيجية الواجب اتباعها حيال موسكو.

قراءة تحليلية

المشهد الحالي يكشف عن مفارقة واضحة، فبينما تُعلن واشنطن رغبتها في إنهاء الحرب خلال "24 ساعة"، كما وعد ترامب في خطاباته الانتخابية، تستمر الضربات الجوية الروسية وتتراجع فرص التفاهم السياسي.

كما أن إقحام ملف القرم في طروحات السلام قد يثير اعتراضات أوروبية وأوكرانية على السواء، ما يُبقي آفاق الحل مفتوحة على سيناريوهات غير محسومة.

ومن الواضح أن الحرب في أوكرانيا تجاوزت حدودها الجغرافية لتصبح ساحة اختبار لصياغة توازنات دولية جديدة، تكون فيها الدبلوماسية أداة ضغط، لا وسيلة تسوية فقط.

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم | أوكرانيا تطرح عرضا بشأن إنهاء الحرب مع روسيا .. زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية مشابهة لـ إسرائيل.. ترامب يشترط تنازلات من الصين حتى يلغى الرسوم الجمركية
  • الدفاع الروسية: القضاء على 8760 عسكريا أوكرانيا خلال أسبوع
  • مدير مركز فيجن للدراسات: ترامب يواصل الضغط على أوكرانيا رغم الانتقادات
  • أخبار مصر اليوم| شراكة استراتيجية واتفاقيات جديدة مع جيبوتي.. وزير التعليم يزف بشرى لمعلمي الحصة.. اعرف حالة الطقس غدًا
  • ترامب: تصريحات زيلينسكي تضر بمحادثات السلام مع روسيا
  • ضباب السلام في أوكرانيا.. تأجيل محادثات لندن وسط صفقات غير معلنة وتحركات أمريكية روسية
  • غارات روسية مكثفة على أوكرانيا تخلف قتلى وجرحى وتدمّر منشأة طاقة رئيسية في خيرسون
  • القوات الروسية تستهدف مستودعا أوكرانيا لإنتاج المتفجرات في زابوروجيه
  • خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. مكاسب روسية مقابل وعود غامضة لكييف
  • هجمات روسية بطائرات مسيّرة توقع قتلى وجرحى وتزيد الضغط وسط إشارات متبادلة للتفاوض