ليس كلُ ذي بريقٍ ذهباً، كما أن لكل عملة وجهبن مختلفين، ومن الأمور التي تنطوي على أمرين أحدهما صالح والآخر طالح هو منْح وبيْع الجنسية المصرية، إذ تجد بعض المستثمرين الأجانب والمحليينً مَنْ يستقْدِم عمالة أجنبية بحُجة انخفاض أجورها أو لارتفاع مستواها المهني، وهذا قد يُشكِّل خطراً في قدوم من يحملون جوازات سفرٍ بمهن ووظائف مختلفة يتجسسون لصالح بلادهم أو لبلاد استطاعت تجنيدهم فيصعُب كشفهم إلا بعد مرور وقت قد يطول رغم الجهود الأمنية وشروط استقدام ودخول الأجانب للعمل أو للاستثمار مع احتمال حدوث أخطاء غير مقصودة في منح الموافقات، وقد يبرِّر البعض منْح أو بيْع الجنسية للأجانب بزيادة الاستثمار وتنشيط اقتصاد البلاد، ولكن الحِكْمة تقتضي (درء المفاسِد مُقدَّم على جَلْب المنافع ) فعلاوة علي ما يُسببه وجود العمالة الأجنبية من زيادة البطالة في الأيدي العاملة المصرية فقد يأتي الجواسيس بصفتهم رجال أعمال ليستثمروا في مصر، أو خبراء فنيين أو أطباء أو علماء.
ولتذهب خدمة كل من العالِم والخبير والطبيب (الجواسيس) إلى الجحيم.
وأكرِّر دائماً أن "ما يُمكِن أن يكون جيداً من أنظمة وقوانين في بعض الدول ليس بالضرورة أن يكون ناجحاً ومفيداً في مصر.. فمصر بلد مختلف شكلاً وجوهراً في ظروفه العادية ويكون أكثر اختلافاً في مثل الظروف الحالية التي تحتم علي المصريين أن يضاعفوا جهودهم ودعمهم المادي والمعنوي لترميم ما أفسدته بعض الأحداث. وفي منح الجنسية للّاجئين أو الهاربين من بلادهم بسبب الاضطهاد السياسي أو لظروفٍ إنسانية كتعرض حياة اللاجئ والهارب للموت، بديهيا أصحاب هذه الحالات لا يدينون بالولاء والانتماء لغير أوطانهم- وهذا هو المفترض- رغم أن الأغلبية منهم ترَكَ وطنه والوطن في أشد الحاجة إلى مشاركته بالجهد والمال في الدفاع والتغلب علي أزمة بلده، وبالتالي لن تكون مصلحة مصر والخوف عليها في عقل هذا الهارب أو اللاجئ.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
النمسا ترفض منح الجنسية للنازحين القادمين عام 2015
تعهد هيربرت كيكل رئيس حزب الحرية اليميني ورئيس الحكومة المكلف، بمنع حصول اللاجئين على الجنسية النمساوية؛ خاصة القادمين في النزوح الجماعي في عام 2015 والذين يكملون فترة العشر سنوات هذا العام.
وقال رئيس حزب الحرية النمساوي - في تصريح اليوم الأحد - إنه سوف يضع حدا لعمليات "التجنيس الجماعي"؛ وبما أن الآلاف من طالبي اللجوء الذين قدموا إلى البلاد خلال عام 2015، من المرجح أن يتقدموا بطلبات الحصول على الجنسية هذا العام؛ فينبغي تمديد الفترة الحالية البالغة عشر سنوات لمدة خمس سنوات أخرى في أسرع وقت ممكن حتى تدخل التدابير الأخرى حيز التنفيذ.
وتعهد كيكل بتشكيل الحكومة الجديدة - خلال الأيام المقبلة - بعد مشاورات مكثفة مع حزب الشعب؛ وهو الشريك في الائتلاف الحكومي بعد تحقيق اتفاق حول الميزانية والسياسات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.