تدهور الأوضاع الإنسانية بالخرطوم «جنوب الحزام» .. قصف طيران و مضايقات واعتقالات للمتطوعين
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
تعيش منطقة جنوب الحزام بالخرطوم أوضاعاً إنسانية قاسية منذ اقتحام قوات الدعم السريع للمنطقة في ظل اعتقالات ومضايقات للمتطوعين وقصف للطيران مع تدهور الخدمات وشح الأدوية والسيولة الأمنية.
التغيير ــ الخرطوم
وفي ديسمبر ٢٠٢٤ وصلت مساعدات إنسانية بدعم من برنامج الغذاء العالمي بالتنسيق مع غرفة طوارئ ولاية الخرطوم بهدف مساعدة المتضررين وتوفير المواد الغذائية والتموينية ورغم الجهود المبذولة إلا أن مشاكل المنطقة لا زالت مستمرة.
وتقسمت المطابخ الخيرية في جنوب الحزام لقطاعين هما النصر والأزهري، وتعمل جميع المطابخ في قطاع النصر بدعم من برنامج الغذاء العالمي.
غير أن مطابخ قطاع الأزهري متوقفة تمامًا منذ شهر في ظل انعدام دعم المانحين .
وتضم غرفة طوارئ جنوب الحزام ٨ وحدات إدارية منها ٤ في قطاع النصر ومثلها في الأزهري.
وفيما يتصل بالوضع الصحي يعمل المستشفى الوحيد في المنطقة وهو مشفى بشائر الذي بات شبه مغلق.
و كان بشائر يقدم خدمات مجانية للمرضى و لكن وبسبب التجاوزات المُتكررة من قوات الدعم السريع أصبح الوضع قاسيا على الأطباء والمتطوعين الذين يواجهون اعتداءات وضغوطات كبيرة من القوات الموجودة في المنطقة.
ودخلت الكوادر الطبية في إضراب أفضى لإن يغلق المستشفى أبوابه ما عدا أقسام الكلى والأطفال والحوامل.
واوقفت منظمة أطباء بلا حدود عملها في مستشفى بشائر منذ العاشر من يناير 2025 بسبب الهجمات المتكررة على المرضى والأطباء والتي كان آخرها حادثة إطلاق النار داخل قسم الطوارئ وتهديد الكوادر الطبية ما فاقم الوضع ليضطر طاقم المنظمة للانسحاب.
وعقب رحيل فريق منظمة أطباء بلا حدود من المنطقة، أصبح المستشفى في حالة يُرثى لها مع عدم وجود كوادر طبية كافية وندرة أو انعدام الأدوية و المستلزمات الطبية وغياب الدعم اللوجستي من ناحية الوقود و ترحيل العاملين و دعم الكوادر الطبية. وزادت الأوضاع سوءاً بعد سرقة سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى ونهب التموين الأساسي المخصص لغرفة الطوارئ في ظروف غامضة بسبب الفوضى الأمنية.
وبالنسبة للخدمات تعيش المنطقة في حالة سيئة مع انقطاع الكهرباء في كل أحياء جنوب الحزام.
ويواجه السكان معاناة كبيرة في سبيل الحصول على مياه الشرب مع شح في المواد التموينية بسبب عدم قدرة سيارات التجار على الدخول للأسواق بسبب انعدام المسارات الآمنة لدخول الإمدادات ما يشير إلى مهدد كبير باحتمالية حصول مجاعة في المنطقة.
وتعمل بعض الأسواق جنوبي الخرطوم غير أنها معرضة للإغلاق بسبب شح المواد التموينية والتزايد اليومي للأسعار.
وتتزامن الأوضاع السيئة مع غارات جوية نفذها طيران الجيش السوداني على المنطقة.
ووقع آخر قصف جوي الخميس الماضي الساعة 3 عصرا في جنوب الحزام بمنطقة «الجملون» قرب سوق قورو ونتح عنه مقتل مدنيين من حي مايو وحي عد حسين وأصيب العشرات.
وفيما يختص بأوضاع أصحاب الأمراض المزمنة تضم المنطقة مصابين بالسكر و الضغط والأنيميا والأزمة، مع وجود عجز في الادوية.
وعلى الرغم من أن المتطوعين في المطابخ يعملون بدون مقابل إلا أنهم يواجهون مضايقات من قبل قوات الدعم السريع.
و في حديثه لـ «التغيير» كشف أحمد فاروق الناطق الرسمي باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام عن وجود حالات اعتقال في أوساط المتطوعين .
وقال فاروق: «حالياً لدينا دكتور دانيال وهو مقبوض عليه منذ أكتر من ثلاثة أشهر في معتقلات الدعم السريع» .
وأضاف : «نحن في كل مواقفنا ثابتين، لا نتبع لأي طرف من أطراف الصراع، عملنا إنساني بحت ونحاول أن نعرض معاناة الناس في جنوب الحزام مع إدانة أي طرف ارتكب جرائم ضد المدنيين العزل».
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: اعتقالات الدعم السريع بشاير جنوب الحزام غرف الطوارئ قصف الدعم السریع جنوب الحزام
إقرأ أيضاً:
MEE: الإمارات تستخدم مطارا في بونت لاند لدعم الدعم السريع بالسودان
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقرير، قال فيه إن الإمارات العربية المتحدة نشرت رادارا إسرائيلي الصنع في الصومال ضمن اتفاق سري عقده رئيس جمهورية "بونت لاند" التي تتمتع بحكم ذاتي، سعيد عبد الله ديني لإدارة مطار بوساسا وبدون موافقة برلمانية.
وقال الموقع، إن الرادار العسكري في "بونت لاند" جاء لحماية مطار بوساسا من هجمات حوثية محتملة قادمة اليمن.
وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية تركيب رادار من نوع "إي أل أم -2084 3" دي متعدد المهام الممسوح إلكترونيا في المطار.
وتكشف البيانات المتوفرة في المصادر المفتوحة أن الإمارات تستخدم وبشكل متزايد مطار بوساسا لتزويد قوات الدعم السريع في السودان بالإمدادات العسكرية.
وفي بداية هذا العام، تقدم السودان بدعوى قضائية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بتهمة دعم الإبادة الجماعية بسبب علاقاتها مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال مصدر في المنطقة: "ركبت الإمارات الرادار بعد خسارة الدعم السريع معظم العاصمة الخرطوم"، مضيفا أن "هدف الرادار هو اكتشاف التهديدات النابعة من الطائرات بدون طيار أو الصواريخ، وتقديم إنذار مبكر ضدها، وخاصة تلك التي قد يطلقها الحوثيون، والتي تستهدف بوساسو من الخارج".
وتم نشر الرادار في المطار أواخر العام الماضي حيث لم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل. وأفاد المصدر الثاني بأن الإمارات تستخدم مطار بوساسو يوميا لدعم قوات الدعم السريع، حيث تصل طائرات شحن كبيرة بانتظام لتحميل الأسلحة والذخيرة - وأحيانا تصل إلى خمس شحنات كبيرة في المرة الواحدة. وطلب موقع "ميدل إيست آي" من وزارة الخارجية الإماراتية التعليق.
وعند التواصل معه بشأن هذه الادعاءات، رفض عبد الفتاح عبد النور، وزير الدولة لشؤون رئاسة بونتلاند، التعليق على المسألة، وبدلا من ذلك نشر صور ساخرة تسخر من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وزعم مصدران صوماليان منفصلان أن رئيس بونتلاند، ديني، لم يطلب موافقة الحكومة الفدرالية الصومالية أو برلمان بونتلاند على هذا الترتيب.
وتعتبر بونتلاند كيانا مستقلا بحكم الواقع وتتمتع بحكم ذاتي تابعة للصومال.
وقال مصدر صومالي مطلع على الأمر: "هذه صفقة سرية وحتى أعلى مستويات حكومة بونتلاند، بما في ذلك مجلس الوزراء، لا علم لها بها".
وأضاف أن: "صمت الحكومة الوطنية الصومالية حيال هذه القضية غير مفهوم".
وأشار المصدر إلى تقارير عن جلب جنود كولومبيين إلى مطار بوساسا ومن أجل إعادة نشرهم في السودان، مع أنه ليس من الواضح من أصدر لهم التأشيرات، حيث لم تلعب مقديشو أي دور في الترتيبات. وأقامت الإمارات علاقات قوية مع الحكومة الصومالية، حيث وفرت لها الدعم ودربت جنودها على مواجهة الجماعات المتمردة مثل حركة الشباب. وكانت الإمارات ناشطة في بونتلاند والتي تعتبر قريبة من الناحية الجغرافية لليمن والإمارات.
ودربت الإمارات قوات في بونتلاد لمواجهة القرصنة. وينظر إلى ديني على أنه موال للإمارات بسبب الدعم المالي الذي تقدمه له ويعزز طموحاته السياسية. وقال المصدر: "هناك انتخابات رئاسية في عام 2026، وهو بحاجة لكل الدعم للحصول على الأصوات الوطنية".
وأشار سالم سعيد سالم، الخبير الإقليمي والمدير التنفيذي لمعهد سيدرا في بونتلاند، إلى أنه على الرغم من التقارير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، لم يعلق ديني ولا إدارته على وجود الرادار.
وأضاف: "هذا الصمت يشير إلى صحة الادعاءات"، مضيفا أنه لم يفاجأ بهذا التطور نظرا لعلاقات ديني الطويلة مع الإمارات. وأشار سيدرا إلى أن مقديشو قد اختارت، على الأرجح، عدم معاداة الإمارات وفضلت الصمت بشأن الأنشطة العسكرية الإماراتية في بونتلاند.
وقال سيدرا: "يعتمد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على دعم الإمارات لمحاربة حركة الشباب والسعي إلى السلام في البلاد. من المنطقي أن تعالج هذه القضايا خلف الأبواب المغلقة".
وقد تعرضت حكومة محمود لضغوط كبيرة في الأونة الأخيرة، حيث حققت حركة الشباب مكاسب كبيرة قرب مقديشو. بالإضافة إلى تزايد المعارضة لقيادته بسبب الطبيعة القبلية لنظام الحكم في الصومال. واقترح محمود الانتقال من نظام انتخابي قائم على العشائر إلى نظام اقتراع عام. إلا أن هذا الاقتراح واجه مقاومة من بعض السياسيين البارزين وحوله إلى قضية خلافية.
كما تنشط الإمارات في دولة أرض الصومال الانفصالية، حيث تقوم باستثمارات كبيرة هناك أيضا، مما أثار حفيظة مقديشو. وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد محمد فقي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن حكومته قدمت رسالة إلى الإمارات حث فيها أبو ظبي على التوقف عن التعامل مع رئيس أرض الصومال عبد الرحمن سيرو وكأنه رئيس للدولة.