جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@02:17:35 GMT

ترامب.. ومنتجع غزة

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

ترامب.. ومنتجع غزة

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

دونالد ترامب هو الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان قبلها الرئيس الـ45 لأمريكا أثناء فترة ولايته الأولى، وهو رئيس مُثير للجدل وصاحب متناقضات غريبة وعجيبة، تصيب وتخطئ حسب رؤية المحللين والمفسرين السياسيين العالميين.

وقد بدأ ترامب خطابه الرئاسي أثناء تنصيبه بأنه يدعو للسلام وأن يسود السلام في العالم وهذه فهمنا مغزاها ومقصدها بأن الرجل يطمح لنيل جائزة نوبل للسلام.

وأعتقد أنه ما زال يسعى لها ولن تغيب عن باله أبدًا.

ثم إذا به يُهدد جرينلاند وكندا بضمهما للولايات المتحدة الأمريكية، شأوا أم أبوا، وأنه سيطرد المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا وعددهم يتجاوز 30 مليونًا تقريبًا! فكيف به أن يفعل ذلك؟

وفي نفس الوقت يطالب بتهجير الفلسطينيين من سكان غزة إلى جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وعلى الرغم من رفض الدولتين القاطع للفكرة، إلا أنه يُعيد ويكرر بكل ثقة أن الدولتين ستفعلان ذلك، فيقول: "لقد قدمنا لهما الكثير وستفعلان ذلك"!!

ألا يعلم أنه هكذا يمس أقوى عصب في الوجدان الإنساني والعربي؟

وإذا كان حديثه لمجرد جس النبض والمشاعر، فإنَّ قادة هذه الدول لديهم روابط مع شعوبهم لا تتزحزح ولا تتبدل ولا يمكنهم التخلي عنها، كما إنهما قدما لأمريكا الكثير.

ألم يحن الوقت لأمريكا أن تحترم ما قدمته هاتان الدولتان العريقتان وهما من صلب الوطن العربي، وأن تحترم رغبتهما واحترام شعوبهما وشعوب الأمة العربية والإسلامية قاطبة وحق الشعب الفلسطيني في البقاء في أرضه؟ وهو الشعب الذي أعلن بكل جبروت وقوة على الرغم من التدمير الشامل، موضحاً بعبارة ثابتة يرددها التاريخ "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

هل يريد ترامب أن يخلق فتنة بين الشعوب العربية وحُكَّامها أو أن يُحرِّض أحد الطرفين على الآخر؟ ألا يجدر به وهو رئيس أكبر دولة في العالم أن يتواصل مع هؤلاء القادة العظام قبل أن يُصرِّح وبكل إصرار تصريحًا أحادي الجانب يفتقد لأي شرعية وأي منطق أو عقلانية؟ أم أنه يُفكِّر- كما ذكرت في مقال سابق بعنوان "بماذا يفكر ترمب؟"- أنه يريد تهجير الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم حتى ولو على أنقاضها؟!

وبعد ما شاهدته إسرائيل ودمرت كل المباني على الأرض وأن يُقيم منتجع وبرج ترامب على شاطئ غزة التي مدحها وتغزَّل فيها، بينما يعلم أنها لن تكون تحت الحكم الإسرائيلي، وهو رجل أعمال، كما يقولون إنَّ رأس المال جبان!

وبعد ذلك يحاول أن يبني دولة شكلية للفلسطينيين كما هو حاصل اليوم في رام الله، بعد تجريد اتفاقيات "أوسلو" و"مدريد" من محتواهما؛ لينال في النهاية من خلالها جائزة نوبل للسلام، خاصة وهو يعرف أنَّ هذه فترته الثانية والأخيرة.

أنا أتكلم في هذا الموضوع وأنا على يقين تام بأنَّ الرئيس الأمريكي هدفه سياسي ودعائي ولا شيء غيره، لكننا في الوطن العربي يجب أن نبقى موحدين الثوابت والمواقف والمبادئ مهما اختلفنا.

لقد صادف كتابتي لهذا المقال تصريح معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عندما أكد أنَّ سلطنة عُمان موقفها ثابت وراسخ ولن يتغير ولن يتبدل.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العربية لغة الحياة

#العربية_لغة_الحياة

د. #هاشم_غرايبه

هنالك اعتقاد شائع أن التشكيل في اللغة العربية جاء به “أبو الأسود الدؤلي” ثم طوره “الفراهيدي” الى شكله الحالي، ما جاءا به فعلياً هو رسم الحركة فوق نهاية الحرف، أما الحركات فهي موجودة أصلا منذ نشأة اللغة ذاتها، لكن لأن اللغة كانت في معظم استعمالاتها سماعية، بسبب قلة من يعرفون القراءة والكتابة، فلم تكن الحاجة ماسة لكتابة هذه الحركات على أواخر الكلمات، مثلما أن التنقيط لم يكن معروفا أيضا، بل كانت تعرف كلها بالسليقة، ولأن اللغة منطقية، فلم يكن يخطيء (يلحن) فيها أحد، إذ كان يظهر نشوزه فيصحح فورا.
رغم أن هنالك العديد من الميزات للغة العربية عن سائر اللغات الأخرى، إلا أن أميزها هي أنها لغة معربة، فيما جميع اللغات مبنية، أي أن الحركة على آخر الكلمة تحدد وظيفتها، فالمعرب صفة الحيوية، وبحسب موقعها تكون هذه الحركة، سواء كانت مرفوعة أومنصوبة أو مجرورة أو ساكنة.
كما أنه مع ثبات اللفظة، فإن تبديل الحركات على كل حرف نحصل على معنى مغاير، مثلا من الحروف الثلاثة (ق د ر)، بإمكاننا من هذا الجذر الواحد صنع ستة ألفاظ مستقلة متباينة في المعنى: فالقَدَرَ هو الأمر المكتوب من الله، والقَدْرُ هو المكانة والقيمة، والقِدْرُ هي وعاء الطهي، وقدَّرَ بمعنى حسَبَ، وقَدِرَ بمعنى تمكن، وقدَرَ بمعنى منع أو أنقص.
والميزة التي أعطت قيمة مضافة للعربية هي أن هذه الحركات جاءت مكملة لحروف الحركة (حروف العلة) وهي الألف والواو والياء، فالفتحة هي عبارة عن نصف المَدّةِ في حرف الألف، والضمة هي كذلك نصف واو، والكسرة هي نصف الياء، أما السكون فهي اللا حركة.
فائدة هذه الحركات أنها ضاعفت فاعلية الحروف من غير أن تزيد في عددها، ويمكن كتابة كلمات ذات حروف كثيرة من غير فصل هذه الحروف بحروف علة كما في اللغات الأخرى، والتي لا يمكن فيها لفظ الكلمة إلا إن كان الحرف متبوع بحرف من حروف الحركة، ولو أخذنا مثلا للتوضيح كلمة: (مُسْتَنْبَت) والتي تلفظ من غير مشقة رغم أنها من ستة حروف ليس بينها حرف علة واحد، فلو لفظناها بحروف اللغة الإنجليزية (mostanbat) فإننا نحتاج للزيادة على الحروف الستة الأصلية ثلاثة حروف علة.
هذه الحركات لا تقتصر دلالاتها على النفع اللغوي، بل تأتي في سياق منطقي مع الحياة، فتفسر سماتها، وتتوافق مع معطياتها الواقعية، وكل حركة تعطي المعنى المراد بلا لبس ولا غموض.
فالضمة شكلا جاءت من الواو لفظا، لكن الرفع معنى يأتي من السمو والعلو مقاما وتأثيرا.
فالرفع سمة الفاعل لأنه هو المؤثر صاحب الفعل والإرادة، فحق له أن يكون مرفوع القامة، وهو منطق الحضارة الإنسانية أيضاً.
والمبتدأ يجب أن يكون معرّفا لا نكرة وبادئا في الإخبار متبوعا لا تابعاً، والخبر الذي يترافق معه دوما لا يغادره ولا ينفصل عنه، لأنه حكم، والحكم لا يكون على نكرة، بل يحكم على ماهو معرف، وهذا هو منطق العدل، لذلك استوجب رفع المبتدأ والخبر، لأن كليهما في موقع المبادرة.
والفعل المضارع هو فعل قائم وأداء حاضر مستمر، لم ينتهي فعله بعد، فهو حركة مؤثرة في غيره، فاعلة في إحداث التغيير، فجاء مرفوعا في الأصل، إلا ان تسبقة أداة نصب أو جزم فتشكمه، فعندها لا يحق له أن يبقى مرفوعا.
أما النصب فجاء بالفتح، وهي مَدّةٌ قصيرة، لذلك جاءت على شكل ألف صغيرة مائلة الى شكل أقرب الى الإستواء، لذلك فالنصب ميلٌ الى الإستواء أي استقبال الفعل وتقبل نتيجته، وهذه سمة المفعول به الراضخ لما يحل به.
أما الجر فعلامته الكسرة، أي الإنكسار والخضوع، فمهما كان الإسم عظيما، إن جَرّهُ حرفُ جرٍّ كسرَ عَظَمته، وإن أُضيف الى نكرةٍ زادَهُ ذلك انكساراً وذلةً، لذلك جاءت الكسرة تحت الكلمة دلالة على التبعية وتعبيراً عن الدونية.
ويبقى السكون وعلامته دائرة مغلقة صغيرة تمثل فما مطبقا، دلالة الصمت وغياب التأثير، فشتّان بين رفع الفعل المضارع: (يقولُ) وبين (لم يقلْ) فجزمه أفقده حرف الحركة (و) فجعله ساكنا بعد أن كان يضج بالفعل والتأثير.

مقالات ذات صلة تأملات قرآنية 2025/12/11

مقالات مشابهة

  • الرئيس البيلاروسي يحذر واشنطن من تكرار حرب فيتنام في فنزويلا
  • وزير الخارجية: مصر ترفض محاولات تهجير الفلسطينيين وتؤكد ضرورة تنفيذ خطة الرئيس ترامب
  • وزير الخارجية: تثبيت وقف إطلاق النار بغزة ضروري للتنفيذ الكامل لخطة الرئيس ترامب للسلام
  • العربية لغة الحياة
  • الرئيس التركي: مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين
  • لغز الضمادة على يد ترامب: البيت الأبيض يؤكد صحة الرئيس جيدة ويبرر الإصابة بـكثرة المصافحة
  • كدمات على يد الرئيس.. البيت الأبيض يكشف سبب ضمادة يضعها ترامب
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • أكثر من (7)ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • الرئيس الكوبي: احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط قبالة فنزويلا قرصنة وتصعيد للعدوان ضد دولة شقيقة