جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-16@10:33:25 GMT

ترامب.. ومنتجع غزة

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

ترامب.. ومنتجع غزة

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

دونالد ترامب هو الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان قبلها الرئيس الـ45 لأمريكا أثناء فترة ولايته الأولى، وهو رئيس مُثير للجدل وصاحب متناقضات غريبة وعجيبة، تصيب وتخطئ حسب رؤية المحللين والمفسرين السياسيين العالميين.

وقد بدأ ترامب خطابه الرئاسي أثناء تنصيبه بأنه يدعو للسلام وأن يسود السلام في العالم وهذه فهمنا مغزاها ومقصدها بأن الرجل يطمح لنيل جائزة نوبل للسلام.

وأعتقد أنه ما زال يسعى لها ولن تغيب عن باله أبدًا.

ثم إذا به يُهدد جرينلاند وكندا بضمهما للولايات المتحدة الأمريكية، شأوا أم أبوا، وأنه سيطرد المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا وعددهم يتجاوز 30 مليونًا تقريبًا! فكيف به أن يفعل ذلك؟

وفي نفس الوقت يطالب بتهجير الفلسطينيين من سكان غزة إلى جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وعلى الرغم من رفض الدولتين القاطع للفكرة، إلا أنه يُعيد ويكرر بكل ثقة أن الدولتين ستفعلان ذلك، فيقول: "لقد قدمنا لهما الكثير وستفعلان ذلك"!!

ألا يعلم أنه هكذا يمس أقوى عصب في الوجدان الإنساني والعربي؟

وإذا كان حديثه لمجرد جس النبض والمشاعر، فإنَّ قادة هذه الدول لديهم روابط مع شعوبهم لا تتزحزح ولا تتبدل ولا يمكنهم التخلي عنها، كما إنهما قدما لأمريكا الكثير.

ألم يحن الوقت لأمريكا أن تحترم ما قدمته هاتان الدولتان العريقتان وهما من صلب الوطن العربي، وأن تحترم رغبتهما واحترام شعوبهما وشعوب الأمة العربية والإسلامية قاطبة وحق الشعب الفلسطيني في البقاء في أرضه؟ وهو الشعب الذي أعلن بكل جبروت وقوة على الرغم من التدمير الشامل، موضحاً بعبارة ثابتة يرددها التاريخ "باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

هل يريد ترامب أن يخلق فتنة بين الشعوب العربية وحُكَّامها أو أن يُحرِّض أحد الطرفين على الآخر؟ ألا يجدر به وهو رئيس أكبر دولة في العالم أن يتواصل مع هؤلاء القادة العظام قبل أن يُصرِّح وبكل إصرار تصريحًا أحادي الجانب يفتقد لأي شرعية وأي منطق أو عقلانية؟ أم أنه يُفكِّر- كما ذكرت في مقال سابق بعنوان "بماذا يفكر ترمب؟"- أنه يريد تهجير الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم حتى ولو على أنقاضها؟!

وبعد ما شاهدته إسرائيل ودمرت كل المباني على الأرض وأن يُقيم منتجع وبرج ترامب على شاطئ غزة التي مدحها وتغزَّل فيها، بينما يعلم أنها لن تكون تحت الحكم الإسرائيلي، وهو رجل أعمال، كما يقولون إنَّ رأس المال جبان!

وبعد ذلك يحاول أن يبني دولة شكلية للفلسطينيين كما هو حاصل اليوم في رام الله، بعد تجريد اتفاقيات "أوسلو" و"مدريد" من محتواهما؛ لينال في النهاية من خلالها جائزة نوبل للسلام، خاصة وهو يعرف أنَّ هذه فترته الثانية والأخيرة.

أنا أتكلم في هذا الموضوع وأنا على يقين تام بأنَّ الرئيس الأمريكي هدفه سياسي ودعائي ولا شيء غيره، لكننا في الوطن العربي يجب أن نبقى موحدين الثوابت والمواقف والمبادئ مهما اختلفنا.

لقد صادف كتابتي لهذا المقال تصريح معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عندما أكد أنَّ سلطنة عُمان موقفها ثابت وراسخ ولن يتغير ولن يتبدل.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من قلب الكنيست .. «ترامب» يشكر الدول العربية ويعلن عصر تاريخى للشرق الأوسط

«نتنياهو» يلمح لمزيد من الاتفاقيات الإبراهيمية .. ويتراجع عن الحضور لشرم الشيخطرد نائبين طالبا «ترامب» بالاعتراف بفلسطين

 

شكر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى كلمته أمس، أمام الكنيست الإسرائيلى، الدول العربية والإسلامية التى ساهمت فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، مؤكداً أن إبرام الاتفاق لم يكن سهلاً مشيراً إلى نهاية عصر الإرهاب مع صمود وقف إطلاق النار الذى توسطت فيه الولايات المتحدة، معلناً أن الاتفاق يمثل نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة ونهاية عصر الرعب والموت لافتاً إلى طلب رئيس وزراء الاحتلال الحصول على أسلحة كثيرة لدرجة أن إسرائيل أصبحت قوية ومقتدرة... وهذا ما أدى إلى السلام حسب تعبيره.
وقال الرئيس الأمريكى فى خطابه أمام الكنيست إن ما يحدث اليوم ليس مجرد نهاية حرب بل هو نهاية عصر من الخوف والموت وبداية عصر جديد من الإيمان والأمل بالله مؤكداً أن هذه اللحظة تمثل نقطة تحول نحو وفاق عظيم وانسجام دائم لإسرائيل ولكل شعوب المنطقة التى ستصبح قريباً منطقة مزدهرة بحق، وأضاف: أؤمن بذلك إيماناً راسخاً، فهذا هو الفجر التاريخى لشرق أوسط جديد
من جانبه أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن الالتزام بخطة السلام التى طرحها ترامب هو التزام مشترك قائلاً أنا ملتزم بهذا السلام وأنتم ملتزمون بهذا السلام وسوف نحقق هذا السلام معاً، وقال نتنياهو إنه يعتقد أن القيادة العالمية لترامب ستساعد إسرائيل على تطبيع العلاقات مع المزيد من الدول العربية فى المستقبل، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى أن خطة ترامب بشأن غزة تمثل اقتراحاً يفتح الباب أمام توسع تاريخى للسلام فى المنطقة، مؤكداً أنها فرصة غير مسبوقة يجب البناء عليها، وأضاف نتنياهو أن دونالد ترامب هو أعظم صديق لدولة إسرائيل فى البيت الأبيض، مشدداً على أن أى رئيس أمريكى لم يفعل من قبل ما فعله ترامب لصالح إسرائيل، وقال كما قلت فى واشنطن فإن الأمر ليس قريباً حتى من ذلك. وأضاف أنه رشح ترامب ليصبح أول شخص غير إسرائيلى يحصل على جائزة إسرائيل، وهى أعلى جائزة تمنحها البلاد. وأضاف مازحاً أن ترامب سيحصل يوماً ما على جائزة نوبل للسلام، وهو الأمر الذى يريده الرئيس الأمريكى بشدة.
فيما ألغى نتنياهو زيارته إلى شرم الشيخ بعد ساعات من توجيه دعوة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بناء على طلب من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وذلك بحسب ما ذكره مسئول أمريكى كبير ومصدر مطلع لوكالة أكسيوس. 
كان من شأن مشاركة نتنياهو أن تمنح القمة بعداً مختلفاً، إذ كانت ستنقلها من مجرد حدث رمزى لدعم خطة ترامب للسلام فى غزة إلى حدث دبلوماسى أكثر أهمية يمكن أن يعزز جهود الرئيس الأمريكى لدفع مبادرته الجديدة وتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام بعد الحرب.
وبحسب مصادر مطلعة فقد بدأ التخطيط لزيارة نتنياهو إلى قمة شرم الشيخ أثناء رحلته مع ترامب من مطار بن جوريون إلى الكنيست. وفى حديثه لموقع أكسيوس من على متن الطائرة الرئاسية أكد ترامب أنه لم يكن يعلم أن نتنياهو لم يتلق دعوة مسبقة وقال إن المصريين هم المسئولون عن الدعوات. وخلال استقلاله سيارة الليموزين الرئاسية المعروفة باسم الوحش طلب ترامب من نتنياهو الحضور فأبدى الأخير موافقته. وبعد ذلك اتصل ترامب بالرئيس السيسى وطلب منه توجيه الدعوة رسمياً لنتنياهو. وبعد فترة قصيرة بادر السيسى بالاتصال بنتنياهو ووجه له الدعوة التى قبلها بالفعل، لكن فى النهاية قرر نتنياهو عدم المشاركة فى القمة بدعوى اقتراب الأعياد بينما ذكر الإعلام العبرى أنه لم يرغب فى مصافحه أبومازن، وألمح آخرون إلى أن هناك تهديدات بالانسحاب من قبل الوفود المشاركه. 
فيما انتشرت لقطات مصورة تظهر ترامب عند وصوله إلى الكنيست وهو يوقع فى الكتاب التذكارى الخاص بالبرلمان حيث كتب بخط يده هذا شرف عظيم يوم عظيم وجميل بداية جديدة، وذيل العبارة بتوقيعه. وأحاط به نتنياهو وعدد من كبار المسئولين الإسرائيليين بينما كان يستعد لإلقاء خطابه قال ترامب إن حركة حماس ستلتزم بخطة نزع السلاح موضحاً أن هذه القضية ستكون جزءاً من المرحلة الثانية من خطة السلام الأمريكية رغم أن الحركة ترفض علناً التخلى عن سلاحها. وأكد أن الإدارة الأمريكية لديها تصور متكامل لكيفية التعامل مع هذا الملف فى المفاوضات المقبلة فيما أهداه بيبى هديه تذكاريه عبارة عن حمامة ذهبية ترمز للسلام.
وعلى هامش الجلسة اندلعت حالة من الجدل والاضطراب فى مقر الكنيست الإسرائيلى، عندما قام اثنان من الأعضاء، وهما أيمن عودة وعوفر كسيف، بخطوة غير مسبوقة خلال خطاب الرئيس الأمريكى، دخل العضوان إلى قاعة الجلسات حاملين لافتات كتب عليها "اعترف بفلسطين"، فى موقف يهدف إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وذلك وفق ما نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
ردت إدارة الجلسة فوراً على هذه الخطوة بإخراج العضوين من القاعة، فى مشهد وصفه مراقبون بأنه يعكس حدة الانقسام السياسى داخل الكنيست حول السياسات المتعلقة بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى.

مقالات مشابهة

  • خوخي يقلب المعادلة وبيدرو يؤكد الحجز لأمريكا
  • كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية يشيد بالجهود المصرية لوقف حرب غزة
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية يشيد بالجهود المصرية لوقف حرب غزة
  • كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية: السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة غزة عندما تكون جاهزة
  • من قلب الكنيست .. «ترامب» يشكر الدول العربية ويعلن عصر تاريخى للشرق الأوسط
  • ترامب: ممتن للدول العربية والإسلامية التي ساهمت في اتفاق السلام لإنهاء الأزمة في غزة
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: مشاركة أبو مازن في قمة شرم الشيخ جاء بضغوط مصرية
  • ترامب: سنفعل شيئًا لا يُصدق.. وأشيد بالدول العربية التي تعهدت بإعادة إعمار غزة
  • ترامب في الكنيست: الدول العربية والإسلامية شركاء في السلام
  • ترامب: الدول العربية والإسلامية شركاء في السلام بالشرق الاوسط