لا تقتصر التحولات التي يشهدها التحول الإداري في محافظات سلطنة عُمان على الرؤية المحلية، وإنما بدأت المحافظات تخطو نحو رؤية أكثر اتساعًا وبآفاق عربية حينما بدأت في مناقشة بعض قضاياها في إطار رؤية عربية تشاركية.

وأمس افتتحت محافظة البريمي الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار الذي تُنظّمه بالتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بالمحافظة لمناقشة الاستثمار في قطاع السياحة وفق رؤية عربية عبر تفعيل الشراكات الاستراتيجية العربية الموقعة بين الدول.

والقطاع السياحي أحد أهم القطاعات التي يمكن أن تشكل -في سلطنة عُمان بشكل خاص- أساسا للاستدامة الاقتصادية في ظل وجود بنية طبيعية محفزة على إقامة المشروعات الاقتصادية الكبرى.

لذلك يكتسب الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار أهمية خاصة، حيث يفتح المجال لمناقشة سُبل تعزيز الاستثمارات السياحية بين الدول العربية وتفعيل الشراكات الاستراتيجية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.

وتسعى سلطنة عمان، عبر هذا الملتقى الذي تتبناه محافظة البريمي، إلى إبراز المقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها عُمان، من موقع جغرافي متميز، وتراث ثقافي عريق، وتنوع بيئي، مما يجعلها وجهة سياحية رائدة في المنطقة. وفي هذا السياق، يركز النقاش على أهمية بناء شراكات استراتيجية بين الدول العربية لتطوير القطاع السياحي، ودعمه بالاستثمارات اللازمة لتحقيق النمو المستدام، ولا يخفى أن تعزيز التعاون بين الدول في هذا المجال يتطلب تبادل الخبرات وتوحيد الجهود لتسويق الوجهات السياحية العربية على مستوى عالمي.

والمتتبع للتجارب العالمية في مجال اقتصاد السياحة يرى كيف أن الدول التي استثمرت في هذا القطاع أصبحت نماذج اقتصادية ناجحة استطاعت تحويل السياحة إلى أحد محركات الاقتصاد من خلال استثمارات ضخمة في البنية الأساسية السياحية، وتنظيم فعاليات ثقافية ومهرجانات دولية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، الأمر ذاته يمكن أن يتكرر في جميع الدول العربية التي ما زالت تمتلك الكثير لجذب السياح من مختلف دول العالم ويشعرهم بدهشة الشرق وسحره بشرط تفعيل الشراكات الإقليمية وتوفير بيئة استثمارية جاذبة.

والملتقى يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث يعكس «رؤية عمان 2040» التي تسعى لتوسيع قاعدة التنويع الاقتصادي التي تحضر فيها السياحة باعتبارها إحدى الركائز الأساسية من خلال دعم المشروعات المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية. ويتعين أن يكون هناك تركيز على تطوير وجهات سياحية متعددة، من خلال بناء مشروعات استثمارية تدعم السياحة البيئية، والثقافية، والتراثية، بما يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

وإذا كان الملتقى قد ركز على فكرة تعزيز الشراكات الاستراتيجية في السياحة العربية؛ فلأنها تشكل بوابة لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين الدول، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية المعاصرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدول العربیة بین الدول فی هذا

إقرأ أيضاً:

حسام هزاع: مشاركة مصر في سوق السفر العربية بدبي يسهم في زيادة التدفقات السياحية

أكد عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، حسام هزاع، أن مشاركة مصر في سوق السفر العربية بدبي سيسهم في زيادة التدفقات السياحية من الخليج والشرق الأوسط.


وقال هزاع في مداخلة لقناة "النيل"، اليوم الخميس - "إن سوق السفر العربية بدبي يعد من المعارض الهامة للسياح العرب والخليجيين الذين تستهدفهم مصر وكذلك المغرب العربي وإندونيسيا وماليزيا وبعض الدول في شرق أوروبا".


وأضاف أن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة يمثلون مصر في سوق السفر بدبي، بالإضافة إلى رجال الأعمال وأصحاب شركات السياحة والفنادق وممثلي الاتحاد المصري للغرف السياحية، وخطوط الطيران لعمل صفقات وجذب المزيد من السياح لمصر خلال الموسم الحالي وموسم الشتاء القادم.


وأشار هزاع، إلى أن سوق السفر في دبي يشارك فيه ألف مشترك، و2600 عارض، ومصر تشارك من خلال الجناح الخاص بها، بالإضافة إلى عدد كبير من المستثمرين لشرح المزيد من الأسعار والتعاقدات وجذب السياح بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير بالإضافة إلى السياحة الشاطئية في العلمين وجنوب سيناء والبحر الأحمر. 


وأوضح عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن هذا الحدث الدولي فى قطاع السفر يجمع نخبة من أبرز الخبراء فى مجال الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم لاستكشاف كيفية تأثيره على السفر الترفيهي وتحسين تجربة العميل، من خلال تقنيات حديثة، وهناك متحدثون سيقومون بشرح تلك التقنيات لتغيير وجهات نظر العملاء وإجراء إحصائيات عن الرحلات وجذب السياح والوكلاء للتعامل مع مصر وتعريف السياح على وجهات مختلفة. 


وتابع :"هناك فئة من السياح تأتي عبر المنصات العالمية ويتم إجراء تعاقدات معهم عبر الوسائل التكنولوجية بين الوكلاء في الخارج ومنظمين البرامج مع وكلاء داخل مصر". 


وأكد هزاع، أن السائح الخليجي يفضل القدوم لمصر في فترات الصيف للاستمتاع بالسياحة الشاطئية بعدة محافظات مثل" الإسكندرية والساحل الشمالي والبحر الأحمر"، ومنهم من يمتلك شقق فندقية فيقوم بقضاء موسم الصيف بالكامل في مصر.

                                        
وتستعد وزارة السياحة والآثار ومجموعة كبيرة من الشركات والفنادق والقرى السياحية المصرية للمشاركة في فعاليات سوق السفر العربية، المقرر إقامتها في دبي خلال الفترة من 28 أبريل إلى 1 مايو 2025 في مركز دبي التجاري العالمي.

مقالات مشابهة

  • جامعة الغردقة تنظم ملتقى التوظيف الجامعي بالتعاون مع المؤسسات السياحية والتعليمية
  • محافظ أسيوط يبحث مع الشركات السياحية سُبل تنشيط السياحة الداخلية بالمحافظة
  • مقترح برلماني بإصدار رخص مؤقتة لجذب السياح وتنشيط السياحة المصرية.. خبراء: تعد خطوة استراتيجية للتنمية السياحية والانفتاح على الأسواق العالمية.. وتحفيز الاستثمارات الجديدة في القطاع السياحي
  • وزير النقل يبحث مع وفد أردني تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات والمرافق ‏العامة ‏
  • تعزيز الشراكات الدولية.. دعم القطاع الخاص الليبي وتحفيز النمو الاقتصادي
  • تطوير العلاقات السياحية السورية الباكستانية في اجتماع بوزارة السياحة ‏
  • «شركات السياحة»: معرض سوق السفر العربية فرصة لزيادة الدفقات السياحية من الخليج
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • حسام هزاع: مشاركة مصر في سوق السفر العربية بدبي يسهم في زيادة التدفقات السياحية
  • سعود بن صقر: الشراكات الدولية تسهم في تعزيز المكانة البارزة للإمارات