ولد هشومة: من بائع الألبان إلى “صحفي” يبتز المسؤولين
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في أحد أحياء المدينة الشعبية، حيث كان الأطفال يلهون في الأزقة الضيقة، بدأ “ولد هشومة” حياته المهنية كبائع ألبان متجول. كان يحمل صينية مليئة بالأكواب، ينادي بأعلى صوته، ويتجول بين الأزقة والشوارع بحثًا عن الزبائن. لم يكن يملك شهادة علمية ولا خبرة في أي مجال، لكنه كان طموحًا ويسعى إلى تحسين وضعه بأي طريقة ممكنة.
مع مرور الوقت، بدأ ولد هشومة يبحث عن فرصة جديدة تدر عليه دخلًا أكبر، فوجد ضالته في عالم الصحافة الإلكترونية، الذي أصبح مفتوحًا أمام كل من يحمل هاتفًا ذكياً وحسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ بإنشاء صفحة على الفيسبوك، وأخذ ينقل أخبار الحي بأسلوبه البسيط والعفوي، حتى أصبح معروفًا بين السكان المحليين.
لكن طموح ولد هشومة لم يتوقف عند هذا الحد، فسرعان ما بدأ في التوسع، حيث أدرك أن العمل الصحفي ليس مجرد نقل أخبار، بل فرصة للنفوذ وتحقيق المكاسب الشخصية. بدأ بالتقرب من المسؤولين المحليين، وعرض عليهم خدماته الإعلامية مقابل “إكراميات”، وأصبح يُسوّق لنفسه كصحفي يملك قدرة على التأثير في الرأي العام.
ومع مرور الوقت، تحول ولد هشومة إلى شخص لا يمكن الاستهانة به، فأصبح يهدد المسؤولين بنشر فضائحهم إن لم يستجيبوا لمطالبه، ويدعو لحضور ندوات ومؤتمرات فقط من أجل الحصول على وجبات فاخرة و”تعويضات” مغرية. أصبح وجوده في أي فعالية عبئًا على المنظمين، فهو لا يأتي لمتابعة الحدث بقدر ما يسعى إلى الظفر بجزء من الكعكة.
ورغم افتقاده لأي مؤهلات حقيقية في مجال الصحافة، إلا أن أسلوبه الهجومي، ولغته الشعبوية، وطرق ابتزازه غير المباشرة جعلت منه مصدر إزعاج حقيقي، سواء للمسؤولين أو للمؤسسات التي تتعرض لحملاته المستمرة.
يقول أحد زملائه السابقين: “لم يكن ولد هشومة يعرف الفرق بين التقرير والخبر، لكنه عرف جيدًا كيف يستغل الناس والأحداث لصالحه.”
تجربة ولد هشومة تعكس جانبًا مظلمًا من واقع الإعلام في بعض الأوساط، حيث تُستغل المنصات الإعلامية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أخلاقيات المهنة. وبينما يبقى الصحفي الحقيقي منشغلاً بالبحث عن الحقيقة ونقل الوقائع بمهنية، هناك من يحول الإعلام إلى تجارة مربحة ووسيلة للابتزاز.
يبقى السؤال المطروح: إلى متى سيظل أمثال ولد هشومة يستغلون ضعف الرقابة وغياب القوانين الرادعة لتحقيق مصالحهم الشخصية؟ ومتى ستتم محاسبة من يستخدمون الإعلام كوسيلة للضغط والابتزاز بدلًا من أداة لنقل الحقيقة وخدمة المجتمع؟
المصدر: مملكة بريس
إقرأ أيضاً:
السادة المسؤولين .. الاحتراف ملف حياتي لا تبذيري !
بقلم : حسين الذكر ..
تكاد الكرة العراقية خاصة والرياضة عامة تعيش ازمة إدارية اكثر من كونها مالية فلطالما تحجج القائمون على قيادة مؤسساتنا بنقص المنشئات وقلة الدعم وربما ضعف التشجيع سيما في كرة القدم .. وقد انتفت مبررات هذا الكلام منذ عقد من الزمان بعد ان تم بناء الملاعب العالمية الضخمة وتهيئت أموال للاندية المؤسساتية بمبالغ تحلم بها المؤسسات خاصة ادعياء الاحتراف منهم وقد زاد الاهتمام الحكومي والدعم المالي منذ تولى الاستاذ محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء اذ اغدق على المنتخبات الوطنية واتحاد الكرة أموال ضخمة تعادل ما صرف على الاتحادات السابقة منذ 2003 حتى 2022 وبخطوة كبيرة اسعدت الرياضين بعد ان أصبحت الرياضة كانها هدف حكومي معلن ومهم .
وقد ظلت الأندية والاتحاد وبقية المؤسسات تعمل بعنوان احترافي أي يوقعون عقود ضخمة مع اللاعبين ومع المدربين حتى الإداريين بمبالغ تدفعها الحكومة من خلال المال العام بما لا يتسق وينسجم مع عنوان الاحتراف المرفوع كشعار وإعلان في الاتحاد وبقية الأندية اذ لم تتمكن الأندية والاتحاد من تسويق نتاجها الاحترافي ولم تفلح بالتعاقد مع لاعب واحد قادر على جذب واستقطاب المشجعين وشركات الرعاية ومنتجي الاعلانات باعتبارها المادة التسويقية العلمية لا ( التبجحية الفارغة ).
في هذا السياق وللافادة ممن سبقونا في الاحتراف والعلم الكروي والتوظيف الحياتي تستعد مدينة إشبيلية لاستضافة نهائي كأس ملك إسبانيا في ملعب لا كارتوجا يوم 26 ابريل 2025 حيث يلتقي ريال مدريد وبرشلونة في مواجهة مرتقبة تجمع بين اثنين من أغلى الفرق في العالم، إذ تبلغ القيمة السوقية الإجمالية لهما 2.3 مليار يورو بواقع 1.019 مليار يورو لبرشلونة و 1.271 مليار يورو لريال …
ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، عادةً ما يتم توزيع 80% من سعة الملعب بين الفريقين (40% لكل نادٍ)، فيما تذهب الـ20% المتبقية إلى الاتحاد الإسباني، والرعاة، والالتزامات التنظيمية ومن المرجح أن يحصل كل نادٍ هذا العام على نحو 27 ألف تذكرة، بعد أن ارتفعت سعة ملعب “لا كارتوخا” من 50,700 إلى نحو 72,000 مقعد عقب تجديده. أما أسعار التذاكر، فسيتم تحديدها خلال اجتماع لاحق اذ تتراوح أسعار التذاكر بتقديرات لا تتجاوز 50 الى 250 دولار بالأسعار الرسمية فيما قد ترتفع بشكل خيالي في ما يسمى السوق السوداء . هذا وقد أعلن النادي الملكي عن تنظيم قرعة بين أعضائه الراغبين في حضور المباراة، حيث فُتح باب التسجيل على أن تُجرى القرعة لاحقا . فيما يشترط نادي برشلونة لبيع تذاكره لاعضاء النادي ممن مر عام واحد باقل تقدير على انتمائهم وأن يكونوا قد سددوا جميع التزاماتهم المالية الخاصة بالنادي .
نحن هنا بالوقت الذي نذكر السادة المسؤولين في الحكومة والبرلمان وكذا الاخوة رؤساء وأعضاء الإدارات في الاتحادات والأندية للافادة والتعلم من تجارب الاخرين وضرورة البحث عن سبل افضل للعمل بموجب قواعد التسويق لتاكيد العنوان الاحترافي الذي لا تعريف له غير جذب الأرباح المالية الضخمة ومن ثم المساهمة بتحسين البيئة وتثقيف الوسط ورفع مستوى الوعي المجتمعي فضلا عن المساهمة لتنفيذ سياسات وتوظيف ملفات رياضية لصالح الدولة كادوات ناعمة .