في أحد أحياء المدينة الشعبية، حيث كان الأطفال يلهون في الأزقة الضيقة، بدأ “ولد هشومة” حياته المهنية كبائع ألبان متجول. كان يحمل صينية مليئة بالأكواب، ينادي بأعلى صوته، ويتجول بين الأزقة والشوارع بحثًا عن الزبائن. لم يكن يملك شهادة علمية ولا خبرة في أي مجال، لكنه كان طموحًا ويسعى إلى تحسين وضعه بأي طريقة ممكنة.

مع مرور الوقت، بدأ ولد هشومة يبحث عن فرصة جديدة تدر عليه دخلًا أكبر، فوجد ضالته في عالم الصحافة الإلكترونية، الذي أصبح مفتوحًا أمام كل من يحمل هاتفًا ذكياً وحسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأ بإنشاء صفحة على الفيسبوك، وأخذ ينقل أخبار الحي بأسلوبه البسيط والعفوي، حتى أصبح معروفًا بين السكان المحليين.

لكن طموح ولد هشومة لم يتوقف عند هذا الحد، فسرعان ما بدأ في التوسع، حيث أدرك أن العمل الصحفي ليس مجرد نقل أخبار، بل فرصة للنفوذ وتحقيق المكاسب الشخصية. بدأ بالتقرب من المسؤولين المحليين، وعرض عليهم خدماته الإعلامية مقابل “إكراميات”، وأصبح يُسوّق لنفسه كصحفي يملك قدرة على التأثير في الرأي العام.

ومع مرور الوقت، تحول ولد هشومة إلى شخص لا يمكن الاستهانة به، فأصبح يهدد المسؤولين بنشر فضائحهم إن لم يستجيبوا لمطالبه، ويدعو لحضور ندوات ومؤتمرات فقط من أجل الحصول على وجبات فاخرة و”تعويضات” مغرية. أصبح وجوده في أي فعالية عبئًا على المنظمين، فهو لا يأتي لمتابعة الحدث بقدر ما يسعى إلى الظفر بجزء من الكعكة.

ورغم افتقاده لأي مؤهلات حقيقية في مجال الصحافة، إلا أن أسلوبه الهجومي، ولغته الشعبوية، وطرق ابتزازه غير المباشرة جعلت منه مصدر إزعاج حقيقي، سواء للمسؤولين أو للمؤسسات التي تتعرض لحملاته المستمرة.

يقول أحد زملائه السابقين: “لم يكن ولد هشومة يعرف الفرق بين التقرير والخبر، لكنه عرف جيدًا كيف يستغل الناس والأحداث لصالحه.”

تجربة ولد هشومة تعكس جانبًا مظلمًا من واقع الإعلام في بعض الأوساط، حيث تُستغل المنصات الإعلامية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أخلاقيات المهنة. وبينما يبقى الصحفي الحقيقي منشغلاً بالبحث عن الحقيقة ونقل الوقائع بمهنية، هناك من يحول الإعلام إلى تجارة مربحة ووسيلة للابتزاز.

يبقى السؤال المطروح: إلى متى سيظل أمثال ولد هشومة يستغلون ضعف الرقابة وغياب القوانين الرادعة لتحقيق مصالحهم الشخصية؟ ومتى ستتم محاسبة من يستخدمون الإعلام كوسيلة للضغط والابتزاز بدلًا من أداة لنقل الحقيقة وخدمة المجتمع؟

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

2,6 مليون طن.. وفرة منتجات الألبان تعزز الأمن الغذائي في رمضان

كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن منتجات الألبان تُسجّل وفرة ملحوظة في الأسواق، بإنتاج يتجاوز «2,6» مليون طن؛ مما يعكس دوره الحيوي في تلبية احتياجات المستهلكين خلال شهر رمضان المبارك.
جاء ذلك خلال الحملة التوعوية التي أطلقتها الوزارة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، تحت عنوان ”سفرتنا من أرضنا“؛ تهدف إلى تشجيع استهلاك المنتجات المحلية من الألبان ومشتقاتها، مثل القشطة، والزبادي، والحليب، وغيرها من مشتقات الألبان.
أخبار متعلقة لتوعية ضيوف الرحمن.. جهود إرشادية في مسجد التنعيم خلال رمضان"فلكية جدة": الليلة قمر رمضان يقترن بعنقود نجم الثرياوتعزيز دور المزارعين والمنتجين في تحقيق الأمن الغذائي، مبينة جهودها في دعم الإنتاج الوطني، ورفع جودة وسلامة المنتجات الغذائية، مما تتضمن استمرارية وفرتها خلال الشهر الكريم.

وفرة منتجات الألبان تعزز الأمن الغذائي في رمضان بإنتاج يتجاوز 2.6 مليون طنpic.twitter.com/YbyUizBeFR— وزارة البيئة والمياه والزراعة (@MEWA_KSA) March 5, 2025رؤية السعودية 2030وأوضحت الوزارة خلال حملتها أن المملكة حققت نسبة اكتفاء ذاتي في منتجات الألبان تصل إلى «129%» خلال 2023م؛ مما يعزز مكانتها كإحدى الدول المنتجة في قطاع الألبان ومشتقاتها.
وأكدت التزامها في تطوير جودة القطاع عبر دعم الاستثمارات المحلية، وضمان وفرة المنتجات في الأسواق، ورفع جودة المعروض، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأبانت الوزارة أن قطاع الثروة الحيوانية يعد ركيزة أساسية في دعم إنتاج الألبان في المملكة، حيث يضم أكثر من «7,4» مليون رأس من الماعز، بما يقارب «502» ألف رأس من الأبقار، مما تُساهم في تلبية احتياجات السوق المحلي من الألبان ومشتقاتها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وفرة منتجات الألبان تعزز الأمن الغذائي في رمضان- مشاع إبداعيتشجيع المنتجات المحليةوأشارت الوزارة إلى أن القطاع يشهد تطورًا ملحوظًا من خلال تبني أحدث التقنيات في تربية الماشية والإنتاج الحيواني، مما يعزز الكفاءة الإنتاجية ويضمن استدامة الموارد.
يذكر أن الحملة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي، بأهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي، والحد من الهدر، وتعزيز ثقافة الاستفادة المثلى من الموارد الغذائية المتاحة.
كما تسعى الحملة إلى تشجيع استهلاك المنتجات المحلية، ودعم المزارعين والمنتجين الوطنيين، لضمان استدامة الإنتاج الغذائي وتعزيز الأمن الغذائي في المملكة.

مقالات مشابهة

  • إيران تحظر دبلجة وبث مسلسل “معاوية”..تعرف على السبب
  • بعد قراره بوقف دخول المساعدات.. نتنياهو يبتز غزة بفرض سياسة التجويع.. والقطاع يشهد أزمة غذائية حادة
  • 2,6 مليون طن.. وفرة منتجات الألبان تعزز الأمن الغذائي في رمضان
  • أفضل الأطعمة لتعزيز صحة العظام
  • مسلسل الكابتن الحلقة 5.. أكرم حسني يبتز محسن منصور
  • حمايات المسؤولين في العراق.. جيوش وأرتال فارهة ترهق خزينة الدولة
  • وكالة الأنباء الجزائرية: عندما تغرق “فرانس تليفزيون” في مستنقع التضليل الإعلامي
  • الإعلام الصهيوني يواكب المخاوف “الإسرائيلية” المتصاعدة من التهديدات اليمنية
  • عمرو الليثي يلتقي بائع مناديل متجول ويمنحه دعما ماليا في أجمل ناس
  • غويري: “دي زيربي يريدني أن أصبح أحد أفضل المهاجمين في أوروبا”