لجريدة عمان:
2025-02-02@19:00:43 GMT

لماذا تجذبك الأشياء الغالية؟

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

هل سبق أن لاحظت أن بعض السلع تكون أكثر جاذبية عندما تكون أسعارها مرتفعة؟ هذا بالضبط ما تعنيه ظاهرة «فيبلن»، وهي مفهوم اقتصادي يشرح كيف يمكن لارتفاع سعر سلعة ما أن يزيد من الطلب عليها بدلًا من أن يقلله.

عادة، عندما يرتفع سعر سلعة ما، نتوقع أن يقل الإقبال عليها لأن الناس تبحث عن البدائل الأرخص، لكن في حالة «سلع فيبلن»، يحدث العكس تمامًا، فبعض الناس يرون أن السعر المرتفع يعطي السلعة قيمة إضافية، ويجعلها تبدو أكثر تميزًا ونُدرة.

هذه السلع تصبح رمزًا للرفاهية والمكانة الاجتماعية، مما يجعلها مرغوبة أكثر لدى فئة معينة من المستهلكين الذين يريدون إظهار ثرائهم أو تميزهم.

عندما نرى ساعة فاخرة أو حقيبة يد بأسعار خيالية، فهي ليست مجرد أدوات نستخدمها، بل هي علامة على الانتماء إلى طبقة اجتماعية معينة، لهذا السبب، قد يشتريها البعض حتى لو كانت باهظة الثمن، لأنها تعكس صورة معينة عنهم.

ظاهرة فيبلن تذكرنا بأن قرارات الشراء لا تعتمد دائمًا على المنطق الاقتصادي البحت، بل تؤدي العوامل النفسية والاجتماعية دورًا كبيرًا فيها، ففي بعض الأحيان، نشتري الأشياء ليس لأننا نحتاجها، بل لأنها تجعلنا نشعر بأننا جزء من مجموعة معينة أو لأنها تعزز صورتنا أمام الآخرين.

قبل أيام شاركت على صفحتي على (الانستجرام) فيديو لامرأة أمريكية من أصول إفريقية تدخل في حالة انهيار لأن دورها في استلام حقيبة باهظة الثمن من دار أزياء معروفة قد وصل، وقد استنكر المتابعون ردة فعلها التي بدت مبالغ فيها، لكن بالنسبة لتلك الفتاة فالأمر لا يتعلق بحقيبة، بل بقضية انتماء وصورة تعكسها هذه الحقيبة عنها.

في النهاية، فإن السعر أكثر من مجرد رقم، فهو أداة قوية تؤثر في تصوراتنا وقراراتنا اليومية، والسعر تحدده قيمة السلعة بالنسبة لنا، والتي قد يراها البعض غير منطقية، والواقع أن قراراتنا الاقتصادية بعيدة عن العقلانية في أكثر الأوقات، ومن الأمثلة الدارجة عن غياب هذه العقلانية في قراراتنا مقولة (فقير وظالم) نستخدمها عندما يتكبد شخص ما مصاريف لا قدرة له عليها، ولا نجد لها سببا معقولا، لكن هو لديه أسبابه فلا أحد مجنون عندما يتعلق الأمر بقراراته المالية على حد تعبير (موجان هاوسل) مؤلف الكتاب الأشهر في هذا المجال (سيكولوجية المال).

حمدة الشامسية، كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

محمد المسلمي: المصريون خلف قائدهم.. وتهجير الفلسطينيين "خط أحمر"

قال الكاتب الصحفي محمد المسلمي، إنه في مشهدٍ يعكسُ روحَ مصرَ الأصيلة، وقفت الجماهير المصرية كالجبال الراسيات أمام معبر رفح، تُعلنُ للعالم أجمع رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أرضهم. هذا الاحتشاد الشعبي، الذي جاء تلقائيًا دون توجيهٍ من أحد، يُجسِّدُ الإرثَ التاريخي لمصر كقلبٍ نابضٍ للعروبة وحاضنةٍ للقضايا العادلة.  

وأضاف المسلمي، خلال حواره عبر الراديو 9090، أنه لم تكن هذه الحشود مجرد تجمُّعٍ عابر، بل كانت رسالةً قويةً من شعبٍ يعرفُ معنى التضامن والإنسانية. المصريون، الذين عانوا هم أنفسهم من ويلات التهجير والاحتلال، يرفضون أن تُكرَّرَ هذه المأساة على حدودهم، معقبا:"المصريون خلف قائدهم.. وتهجير الفلسطينيين خط أحمر".

وذكر محمد المسلمي أنه في خضمِّ هذه الأجواء، جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعكسَ حكمةَ القيادة المصرية وثباتَها، فقد أكد الرئيس أن مصر لن تسمح بأي تهجيرٍ قسري للفلسطينيين، وأنها ستظلُّ داعمةً لحقوقهم المشروعة، هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات، بل كانت بمثابة إعلانٍ واضحٍ عن موقفٍ ثابتٍ يُحسبُ لمصر في المحافل الدولية.  

وأضاف أن  المشهد لم يخلُ من تعقيداتٍ إقليميةٍ ودولية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقفًا مغايرًا، داعيًا إلى ما وصفه بـ "إعادة رسم الخرائط" في المنطقة. هذا الموقف، الذي يُعتبرُ استفزازًا للشعوب العربية، لم يجد صدىً في مصر، بل زاد من إصرار الشعب والقيادة على الوقوف في وجه أي محاولات لفرض إرادة خارجية.

مقالات مشابهة

  • "جهنمية" يقتحم الثورة السودانية ويعكس دور المرأة
  • موكب الشمس والصمود
  • عمرو أديب: الفلسطينيين ليهم مين؟ ليهم مصر لأنها الأب
  • محمد المسلمي: المصريون خلف قائدهم.. وتهجير الفلسطينيين "خط أحمر"
  • حب من العيادة إلى المحكمة.. زوجة تقاضي طبيبها لانشغاله بالعمل
  • احذر هذه الأشياء عند تغيير غطاء ردياتير السيارة
  • انتبه.. لماذا يجب أن تترك خزان البنزين في سيارتك على الربع؟
  • الأونروا ليست مجرد مؤسسة
  • مصر «الشعبية» تفسد مخطط التهجير