جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@01:05:00 GMT

التربية.. بين الحاضر والماضي

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

التربية.. بين الحاضر والماضي

 

 

د. أحمد بن موسى البلوشي

التربية عملية أساسية في بناء شخصية الأبناء وتشكيل قيمهم ومبادئهم. تربية الأبناء هي مسؤولية كبيرة ومهمة، وهي رحلة مليئة بالتحديات، ولا توجد طريقة واحدة صحيحة للتربية، بل هناك العديد من الطرق في تربية الأبناء، فهذه الطرق تعتمد على الكثير من المتغيرات الأسرية والمجتمعية وغيرها، ولكن هناك بعض المبادئ الأساسية التي يُمكن أن تُساعد الآباء على تربية أطفال سعداء وصحيين وناجحين.

في الماضي، كانت التربية تعتمد بشكل أساسي على الأسرة المُمتدة التي تضم الجد والجدة، والمجتمع المُحيط، بينما اليوم أصبحت تربية الأطفال تقع بشكل أساسي على عاتق الوالدين. فهل هناك فرق بين التربية الحديثة والتربية القديمة؟ ومن هو المسؤول الحقيقي عن تربية الأبناء في العصر الحالي؟

التربية في الماضي كانت مختلفة بشكل كبير عمَّا هي عليه اليوم. كانت تعتمد على القيم التقليدية التي تركز على الطاعة، والاحترام، والانضباط الصارم، وتركز بشكل كبير على نقل المعرفة والمهارات من جيل إلى جيل، وغالبًا ما كانت تتم داخل الأسرة أو المجتمع المحلي، حيث كان الجد والجدة، والأسرة بشكل عام يلعبون دورًا محوريًا في تربية الأبناء. ومن أبرز سمات التربية القديمة أنها كانت تعتمد على العقاب كأسلوب للتقويم، وتعزيز الروابط الأسرية، والاعتماد على الأسرة الممتدة، وكان الأطفال يتعلمون من خلال مراقبة الكبار وتقليدهم، مما كان له الأثر الكبير في نقل العادات والتقاليد للأجيال القادمة.

ومع تطور المُجتمعات وتغير أنماط الحياة، تغيرت أساليب التربية لتتناسب مع التحديات والتطورات الحديثة، فالتربية الحديثة تأخذ في الاعتبار التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية التي تؤثر على حياة الأفراد، وتسعى إلى تزويد الأبناء بالمهارات والكفاءات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الحديث. حيث أصبح التركيز أكثر على الفردية، والحرية، والتربية المبنية على الحوار والتفاهم. من أبرز سمات التربية الحديثة أنها تشجع الأطفال على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، والابتعاد عن العقاب الجسدي، واعتماد أساليب التحفيز والتشجيع، ونتيجة لإدخال الوسائل الحديثة في التعليم والتربية، والتحولات الاجتماعية، أصبح الوالدان هما المسؤولين الرئيسيين عن تربية الأبناء.

وفي ظل ضغوط العمل والانشغال، يلجأ العديد من الآباء إلى الجد والجدة أو الأسرة الممتدة للمساعدة في تربية الأبناء، إلا أن هذا يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية هذا الحل. فالوالدان يظلان المسؤولين الأساسيين عن تنشئة الأطفال، حيث يقع على عاتقهما توفير بيئة آمنة ومحفزة لنموهم، إلى جانب متابعة تحصيلهم الدراسي وتطورهم النفسي، وغرس القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية باستخدام أساليب تربوية حديثة قائمة على الحوار والتوجيه بدلاً من العقاب. في المقابل، يلعب الأجداد دورًا داعمًا من خلال تقديم العاطفة والحنان ونقل العادات والتقاليد، بالإضافة إلى المساعدة في رعاية الأطفال عند غياب الوالدين، لكن دون أن يحلّوا محل الآباء في اتخاذ القرارات التربوية الأساسية. لذا، فإنَّ تحقيق توازن بين دور الوالدين ودور الأجداد والأسرة يعد أمرًا ضروريًا لضمان تربية سليمة ومُتوازنة للأطفال.

ولا يُمكن الجزم بأفضلية التربية القديمة على الحديثة أو العكس، فلكل منهما نقاط قوة وضعف. لذا، يعد الحل الأمثل هو تحقيق توازن يجمع بين الجوانب الإيجابية لكلا الأسلوبين، مثل تعزيز قيم الاحترام والطاعة دون المساس بحرية الطفل، والاستفادة من خبرات الجد والجدة والأسرة بشكل عام مع الحفاظ على دور الوالدين الأساسي، إضافةً إلى الدمج بين الأساليب التقليدية والقيم الحديثة لضمان تنشئة متكاملة تعزز استقلالية الطفل وقدرته على التَّكيف مع متطلبات العصر.

وأخيرًا.. إنَّ التربية مسؤولية مشتركة بين الآباء والأجداد، ولكن يجب أن يكون الدور الأساسي للوالدين مع الاستفادة من خبرات الأجيال السابقة. التربية الحديثة لا تعني التخلي عن القيم الأصيلة، بل تعني التكيف مع متغيرات العصر لتحقيق أفضل النتائج في تنشئة جيل واعٍ ومسؤول.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد اعتماد الحكومة.. تعرف على عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها

أعلنت الحكومة عن عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها، بعد اعتماد اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة والكلاب، الصادر بالقانون رقم 29 لسنة 2023.

عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها

وتضمن القانون الجديد فرض عقوبات صارمة على المخالفين للأحكام المتعلقة بحيازة الكلاب الخطرة، وتشمل العقوبات سحب الحيوان، فرض غرامات مالية، والحبس في بعض الحالات.

عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها غرامة وحبس لمن يقوم بتربية الكلاب المحظور حيازتها

وتصل الغرامات إلى مبالغ كبيرة على الأشخاص الذين يتم ضبطهم وهم يمتلكون حيوانات خطرة دون ترخيص رسمي، والحبس في حالات المخالفات الجسيمة، قد يتعرض الحائز للمسائلة القانونية ويُحكم عليه بالحبس لفترات محددة.

ويعاقب القانون، بالحبس سنة وغرامة تصل لمليون جنيه أو بإحدى العقوبتين في حالة التعدي العمد على الغير باستخدام حيوان خطر، والسجن المشدد 5 سنوات.

كما تصل غرامة إلى أربعة ملايين جنيه في حالة حدوث عاهة مستديمة نتيجة التعدي باستخدام حيوان خطر، ويعاقب بالسجن المشدد لمدة تصل إلى 20 عاما لمن تعدى على غيره باستخدام حيوان خطر وأفضى ذلك إلى الموت.

عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها قائمة الكلاب المحظور حيازتها

وكشفت الحكومة عن قائمة أبرز الكلاب المحظور حيازتها، التي تم تصنيفها على أنها كلاب خطرة، وهم كالآتي:

- الهاسكي

- البيت بول

- ملموت ألاسكي

- الكلب الدانماركي الضخم

- أكتيا

- أمريكن بولى

- الروت ويلر

- البوكسر

- الراعي الألماني

- الراعي القوقازي

- بول ماستيف

- الدوبر مان

- الألبيي

- الكلب الأرجنتيني

- كين كورسو

- توسا إينو

عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها ضوابط وشروط ترخيص حيازة الكلاب المحظورة

أقرت اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة عددًا من الشروط الواجب، توافرها لدى الافراد الراغبين في اقتناء كلاب مصنفة كخطرة، وذلك للحصول على ترخيص رسمي من الجهات المختصة:

- الحصول على ترخيص معتمد، ويشترط تقديم طلب ترخيص إلى الهيئة العامة للخدمات البيطرية او الجهة المختصة، بعد استيفاء كافة المستندات المطلوبة والشروط القانونية.

- إثبات القدرة على التعامل مع الكلب، يلزم تقديم شهادة تدريب رسمية تظهر قدرة الحائز على التعامل مع الكلاب الخطرة بطريقة آمنة ومسؤولة.

- تهيئة بيئة مناسبة وآمنة، يجب توفير مكان يراعي الطبيعة والسلوك الخاص بالحيوان، مع ضمان سلامة المحيطين به وتوفير سبل الحماية الملائمة.

اقرأ أيضاً«منها الهاسكي والبيت بول».. الحكومة تعلن قائمة الكلاب المحظور حيازتها

دخل في غيبوبة لمدة شهرين.. القصة الكاملة لـ وفاة مدير بنك عقره كلب بالشيخ زايد

كل ما تريد معرفته عن كلب أميرة شنب «البيتبول».. ابنة الفنان سعيد صالح كشفت الواقعة

مقالات مشابهة

  • داعية: أساس التعامل مع الأبناء هو الرفق واللين
  • هل يعق الآباء أبنائهم في الحياة؟ دينا أبو الخير تجيب
  • ثورة الزمن الكمومي.. هل يمكن للمستقبل أن يغيِّر الحاضر؟
  • جلسة حوارية حول تربية الأبناء على السمت العُماني بمعرض مسقط الدولي للكتاب
  • الحاضر والمستقبل.. هاني شنودة ضيف زياد ظاظا في «بريستيج» قبل حفلهم المقبل
  • أرضنا لا تقبل المساومة| رسائل الرئيس السادات من الكنيست بلسان الحاضر.. ماذا قال؟
  • الزواحف في العراق.. تربية صنف من الحيوانات يتحول إلى ترند (صور)
  • طريقة ذكية تساعد الأهل على اكتشاف تعرّض الأبناء للتنمر الإلكتروني
  • بعد اعتماد الحكومة.. تعرف على عقوبة تربية الكلاب المحظور حيازتها
  • جحود الأبناء.. قصة رجل ضحى بعمره من أجل أولاده فطردوه من المنزل