جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@18:45:48 GMT

التربية.. بين الحاضر والماضي

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

التربية.. بين الحاضر والماضي

 

 

د. أحمد بن موسى البلوشي

التربية عملية أساسية في بناء شخصية الأبناء وتشكيل قيمهم ومبادئهم. تربية الأبناء هي مسؤولية كبيرة ومهمة، وهي رحلة مليئة بالتحديات، ولا توجد طريقة واحدة صحيحة للتربية، بل هناك العديد من الطرق في تربية الأبناء، فهذه الطرق تعتمد على الكثير من المتغيرات الأسرية والمجتمعية وغيرها، ولكن هناك بعض المبادئ الأساسية التي يُمكن أن تُساعد الآباء على تربية أطفال سعداء وصحيين وناجحين.

في الماضي، كانت التربية تعتمد بشكل أساسي على الأسرة المُمتدة التي تضم الجد والجدة، والمجتمع المُحيط، بينما اليوم أصبحت تربية الأطفال تقع بشكل أساسي على عاتق الوالدين. فهل هناك فرق بين التربية الحديثة والتربية القديمة؟ ومن هو المسؤول الحقيقي عن تربية الأبناء في العصر الحالي؟

التربية في الماضي كانت مختلفة بشكل كبير عمَّا هي عليه اليوم. كانت تعتمد على القيم التقليدية التي تركز على الطاعة، والاحترام، والانضباط الصارم، وتركز بشكل كبير على نقل المعرفة والمهارات من جيل إلى جيل، وغالبًا ما كانت تتم داخل الأسرة أو المجتمع المحلي، حيث كان الجد والجدة، والأسرة بشكل عام يلعبون دورًا محوريًا في تربية الأبناء. ومن أبرز سمات التربية القديمة أنها كانت تعتمد على العقاب كأسلوب للتقويم، وتعزيز الروابط الأسرية، والاعتماد على الأسرة الممتدة، وكان الأطفال يتعلمون من خلال مراقبة الكبار وتقليدهم، مما كان له الأثر الكبير في نقل العادات والتقاليد للأجيال القادمة.

ومع تطور المُجتمعات وتغير أنماط الحياة، تغيرت أساليب التربية لتتناسب مع التحديات والتطورات الحديثة، فالتربية الحديثة تأخذ في الاعتبار التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية التي تؤثر على حياة الأفراد، وتسعى إلى تزويد الأبناء بالمهارات والكفاءات اللازمة لمواجهة تحديات العصر الحديث. حيث أصبح التركيز أكثر على الفردية، والحرية، والتربية المبنية على الحوار والتفاهم. من أبرز سمات التربية الحديثة أنها تشجع الأطفال على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية، والابتعاد عن العقاب الجسدي، واعتماد أساليب التحفيز والتشجيع، ونتيجة لإدخال الوسائل الحديثة في التعليم والتربية، والتحولات الاجتماعية، أصبح الوالدان هما المسؤولين الرئيسيين عن تربية الأبناء.

وفي ظل ضغوط العمل والانشغال، يلجأ العديد من الآباء إلى الجد والجدة أو الأسرة الممتدة للمساعدة في تربية الأبناء، إلا أن هذا يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية هذا الحل. فالوالدان يظلان المسؤولين الأساسيين عن تنشئة الأطفال، حيث يقع على عاتقهما توفير بيئة آمنة ومحفزة لنموهم، إلى جانب متابعة تحصيلهم الدراسي وتطورهم النفسي، وغرس القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية باستخدام أساليب تربوية حديثة قائمة على الحوار والتوجيه بدلاً من العقاب. في المقابل، يلعب الأجداد دورًا داعمًا من خلال تقديم العاطفة والحنان ونقل العادات والتقاليد، بالإضافة إلى المساعدة في رعاية الأطفال عند غياب الوالدين، لكن دون أن يحلّوا محل الآباء في اتخاذ القرارات التربوية الأساسية. لذا، فإنَّ تحقيق توازن بين دور الوالدين ودور الأجداد والأسرة يعد أمرًا ضروريًا لضمان تربية سليمة ومُتوازنة للأطفال.

ولا يُمكن الجزم بأفضلية التربية القديمة على الحديثة أو العكس، فلكل منهما نقاط قوة وضعف. لذا، يعد الحل الأمثل هو تحقيق توازن يجمع بين الجوانب الإيجابية لكلا الأسلوبين، مثل تعزيز قيم الاحترام والطاعة دون المساس بحرية الطفل، والاستفادة من خبرات الجد والجدة والأسرة بشكل عام مع الحفاظ على دور الوالدين الأساسي، إضافةً إلى الدمج بين الأساليب التقليدية والقيم الحديثة لضمان تنشئة متكاملة تعزز استقلالية الطفل وقدرته على التَّكيف مع متطلبات العصر.

وأخيرًا.. إنَّ التربية مسؤولية مشتركة بين الآباء والأجداد، ولكن يجب أن يكون الدور الأساسي للوالدين مع الاستفادة من خبرات الأجيال السابقة. التربية الحديثة لا تعني التخلي عن القيم الأصيلة، بل تعني التكيف مع متغيرات العصر لتحقيق أفضل النتائج في تنشئة جيل واعٍ ومسؤول.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

القبيلة اليمنية … استهدافها في الماضي ودورها في الحاضر والمستقبل

د. فهد عبدالحميد المروني

فقط بمجرد نظرة تأمل فاحصة ومتجردة سيدرك المتابع والراصد للتطورات الاجتماعيه والثقافيه في أوساط المجتمع وحتى داخل الأسرة اليمنيه الواحده ، أن هناك تحولات كبرى صنعتها ثورة وعي وفكر وثقافة وهي التي نتج عنها الكثير من المتغيرات العميقة والاستراتيجية على المستوى الثقافي والتوعوي ويمكن للدارس لها أن يتوصل إلى العديد من القناعات حول طبيعية وشكل هذا المتغير الكبير..

على ضوء ذلك  يمكن التوصل إلى استنتاجات ونتائج في غاية الأهمية ومن أهم وأبرز هذه الاستنتاجات هو الجزم بسلامة وصوابية هذا التوجه والذي هو في الواقع أتى ويأتي امتدادا طبيعيا لنهج وتوجه وسلوك قادة عظام حملتهم الاقدار مسؤليه النهوض بهده الامه ووضعها في الموضع الصحيح والمكانة التي اراد الله أن تكون بمستوها  في زمن كاد طغيانه وظلمه وانهيار قيمه يودي بها الى حيث سقط الاخرين وذابوا في اتجاه اجباري وفي مسلك خطه وخطط له واعده ونفذه أعداء الله وأعداء البشرية.
ودور وفاعلية القبيله اليوم في اليمن أفضل شاهد على هذا المسار الايجابي وهذه الثورة الفكريه والاجتماعيه التي صنعت ملامح القادم من المستقبل…

لقدكانت القبيله في الماضي عرضة لاستهداف النظام السياسي .واداة مسخره لتوجه النظام وخياراته الخاصة..
وكانت الفتن والحروب والتناحر بين القبل مع بعضها .

كان هناك حروب وصراعات وبين الافخاذ والمفاصل القبليه داخل القبيله الواحده وفي حالة من التناحر والاقتتال والمشاحنه جزء من هذا التوجه الذي كانت السلطه تغذيه وتدفع بجمرها الى باروده..

تلك حقائق ومشاهد يعرفها الجميع وعانى منها الكل وكانت أحد مظاهر تلاعب السلطة وادارتها للوضع بناء على سياسة فرق تسد ،

حيث بلغ السفه السلطوي والحقد البغيض لدى النظام حدودا جعلت أصحاب القريه الواحده في عداء وشقاق وخصام حتى على مستوى الأسرة وبين الأخ وأخيه

ووصلت حالة العداء والكراهية والتنافس السلبي إلى مستوى أصبح فيه كبار المشائخ والأعيان والمشائخ الصغار داخل كل عزلة قادة حروب وصراعات بينية ورؤوس حربة ومنصات حرب واقتتال أكرهوا عليه وجروا إليه بطرق مباشرة وغير مباشرة

تلك كانت بعض خصائص تلك العينه من الحكام الذين أنفقوا الكثير من المال العام على اشعال الفتن واشغال الناس ببعضهم وتسخير مال الأمه لتمويل صناعة الفتن والحروب ….

لكن حين وجدت السلطة التي طلعت من جوف المعاناة والحرمان ومن جبهة التصدي للطغيان الاستبداد .

حين وجدت القيادة التي خاطبت الناس ودعتهم إلى ما يحفظهم ويصون حقوقهم .. ويوحد صفوفهم ..تغيرت الموازين وانقلبت المعايير التي شهدتها القبيله وسادت فيها حقب وأزمنة طويلة وما ان تغيرت أستبشر بها الناس وبدت لهم في البداية وكأنها أشبه بالأحلام ..

حين هيئ الله للامة قادة أعلام بداؤ بانفسهم وأهليهم وشكلوا النماذج الأرقى للانسان بكماله الايماني أتجه العامة هذا الاتجاه ..

وتسابقوا للظفر بهذا المجد اوبجزء منه بروحيه العاشق ومشاعر المحب ، وبمصداقيه المؤمن ويقينه…

لقدهبت القبيله بكل جوارحها الى ساحات الكرامه والعزة والثبات .. وقدمت القبيله أغلى ماتملك وهو المال والولد والنفس السوية ..

وضربت اليمن اعظم الامثلة والشواهد عل الالتزام بقيم الاسلام وروحية الايمان . ونفسيه الساعي الى الله لا لشي .الا لكسب رضوانه والفوز بنعمائه وألطافه .. والظفر يوم الخوف الأكبر بأمان الله وبجواره.ِ

انه السباق الى الجنة التي قال السيد العلم قائد الثوره حفظه الله ان الجنة بكل نعيمها هي جزء من رضا الله ..فذهب الناس بحثا عن هذا الرضاء بكل رضاء ويقين..

حين يحكم الشعوب قادة تؤازرهم السماء وترعاهم الطاف الله.. تتغير معادلات الأرض . وتتحول الاتجاهات . وتتخذ الشعوب مسارات قاداتها ونهجها .. ويعم الخير الجميع..ويحصد الكل مغانم هذه الثمار الربانيه..

بقادة كهولاء يتغير العالم وتنقلب طاولاته .. ويذهب الزمن نحو الأفضل .وتغدو القناعات ايمان راسخ وثبات لاحدود له ..

بقادة كما قاداتنا سيصنع الانسان اليمني باذن الله تاريخا جديدا وسيصنع مجدا ونصرا عظيما .. وسيحفر اسمه في قلب التاريخ.. ومنه ومن خلاله تنطلق قوافل العزة والمجد الى خارج حدود البلد لتصنع للعالم بأجمعه العز والمجد الذي تنشده الانسانيه وتحلم به الشعوب ..وليس ذلك على الله بعزيز ..

وكيل أول محافظه ذمار..

مقالات مشابهة

  • حركة "فتح": المرحلة الأولى من اتفاق إطلاق سراح الأسرى تسير بشكل ناجح
  • ميل الأبناء العاطفي إلى أحد الوالدين..فطرة أم إختيار عند الجزائريين
  • تربية الأبناء في العصر الرقمي .. كتاب جديد للمؤلف د.عبدالقادر عبد الرحمن النجيلي
  • ياسمين عز: توازن الرحمة والحزم أساس في التربية
  • عضو الأزهر العالمي للفتوى: الأسرة دورها مهم في تربية الأطفال على الأخلاق الإسلامية
  • لجنة أمن ولاية الخرطوم توافق على توصية وزارة التربية والتعليم والخدمات باستئناف الدراسة بشكل كامل
  • القبيلة اليمنية … استهدافها في الماضي ودورها في الحاضر والمستقبل
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية تحسن تربية الأبناء وتتعامل بإيجابية قادرة على صنع المستحيل
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل