انتشال 458 جثمانا من الطرقات ومن تحت الأنقاض بغزة
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
غزة- عندما عثر نجم الشبراوي -أحد رجال الدفاع المدني- على هيكل عظمي شبه كامل، بدا الأمر غريبا بالنسبة له، فيقول إنه من النادر العثور على جثامين كاملة بعد شهور طويلة من بقائها ملقاة على الطرقات، تعبث بها الحيوانات الضالة.
ويتابع في حديثه للجزيرة نت "غالبا نعثر على نصف أو ربع جثة، أو أشلاء متفرقة، وغالبا تكون في حالة تحلل، حتى العظام تتحلل بسبب أشعة الشمس وبقائها في الهواء لفترات طويلة".
وفور انسحاب قوات الاحتلال من غربي مفرق الشهداء (محور نتساريم)، يوم 27 يناير/كانون الثاني الماضي، سارعت طواقم الدفاع المدني للبحث عن جثامين الشهداء الملقاة في الشوارع، وفي المنازل التي كان من المحظور الوصول إليها.
معاينة وتوثيق
ويسرد الشبراوي بعض مشاهداته "توجهنا للزهراء (حي سكني دمره الاحتلال جنوبي غزة)، وجدنا رجلا على الطريق من الجهة اليمين، عبارة عن جمجمة ورجلين ويد واحدة، والأخرى غير موجودة.. هيكل عظمي ناقص يد، حاولنا البحث عن اليد لكن لم نجدها".
ووجد الشبراوي مع الهيكل نظارة طبية وخاتما وحذاء وملابس سوداء اللون.
دوّن رجل الدفاع المدني ملاحظاته في ورقة، حسبما تم تدريبهم، والتقط صورا، ووضع الهيكل في كيس الموتى، قبل أن يسلمه لوزارة الصحة.
وحصل الشبراوي وزملاؤه على دورات تدريبية بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول كيفية التعامل مع الجثامين، ومعرفة نوعيتها وأعمارها التقريبية.
وحول هذا الأمر يضيف "نعاين العظام، ونحدد هل هي للشخص نفسه أم لا، تدربنا على هذا الأمر من خلال مطابقة عظام اليدين أو الرجلين.. الأسنان ممكن أن تعطينا معلومة حول عمر الشخص، نبحث عن مقتنياته الشخصية: خاتم، ساعة، ملابس، طرف صناعي، كل هذه الأمور مهمة للتعرف عليه من قِبل ذويه".
إعلانوتقع المناطق التي تنتشل طواقم الدفاع المدني منها الجثث في محور نتساريم "جنوبي مدينة غزة"، وفي رفح (جنوب القطاع)، وفي المناطق القريبة من السياج الفاصل مع الاحتلال (شرق).
حتى حدود صباح يوم الأحد 2 فبراير/شباط الجاري، وصل عدد جثامين الشهداء الذين تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشالهم إلى 458، بحسب الدكتور خليل الدقران الناطق باسم وزارة الصحة.
ويقدّر الدقران، في حديث للجزيرة نت، أن نحو 4 إلى 5 آلاف جثة لا تزال تنتظر انتشالها من الطرقات، أو من أسفل ركام المنازل المدمرة.
ويشير الناطق باسم وزارة الصحة إلى أن الجثامين لا يتم احتسابها ضمن قائمة الشهداء إلا بعد انتشالها ووصولها إلى المستشفيات بشكل رسمي.
حينما ذهب إبراهيم أبو عطيوي للبحث عن بعض أغراضه أسفل ركام منزله بقرية المغراقة جنوبي مدينة غزة، لم يتوقع أن يعثر على "جُمجمة".
بحث إبراهيم أبو عطيوي عن بقية أعضاء الجسد الذي انفصلت عنه الجمجمة، دون جدوى، وخمّن أن يكون أحد الكلاب الضالة قد جرّها إلى هذا المكان.
كانت الجمجمة متحللة بشكل كبير، فبحث عن كيس، وبحذر شديد وضعها داخله، وتوجه نحو مقر جهاز الدفاع المدني بمخيم النصيرات القريب، وسط قطاع غزة لتسليمها.
وكان الشاب الفلسطيني قد استغل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة التي تقع غربي محور "نتساريم"، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار، حتى يتفقد منزله الذي تدمر بالكامل.
وتوقع أبو عطيوي، في حديثه للجزيرة نت، أن تكون الجمجمة لرجل قتله قناص إسرائيلي حينما كان يحاول النزوح من المنطقة في بداية الحرب.
إعلان
مشاهد وندوب
وتحتفظ ذاكرة الرائد عصام الصالحي، نائب مدير الدفاع المدني في حي الزهراء، بكثير من القصص المروعة عن الجثامين التي يتم انتشالها.
ويروي الصالحي، للجزيرة نت، قصة انتشال 7 هياكل عظمية غير كاملة، يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي على شاطئ البحر، في المنطقة الواقعة بين مدينة غزة ومخيم النصيرات.
وتمكّن رجال الدفاع المدني من تحديد هوية أحد الهياكل السبعة، حيث تبين أنه يعود لصياد أسماك قد فُقدت آثاره قبل حوالي 8 شهور، ودلّ عليه سروال قصير أزرق اللون، ملفوف بشباك صيد، بحسب الصالحي.
ويتفق حديث الصالحي مع ما ذكره الشبراوي حول صعوبة العثور على جثامين، أو هياكل عظمية كاملة، ويذكر أن ما يتم العثور عليه هو عظام متناثرة أو جماجم.
ورغم سريان وقف إطلاق النار، لا يخلو عمل الدفاع المدني من أخطار، بحسب الصالحي، ويضيف "الاحتلال أطلق علينا النار بعد بدء وقف إطلاق النار، وحتى الآن لا ندخل للمناطق التي كانت محظورة، إلا بتنسيق تجريه اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وتترك عمليات الانتشال ندوبا عميقة في ذاكرة رجال الدفاع المدني، بحسب الرائد عصام الصالحي، فيغادرون الميدان بعد تسليم أكياس الموتى، لكنه لا يغادرهم، وتلاحقهم "مشاهداتهم"، وتطاردهم التساؤلات: من تراهم هؤلاء الأشخاص الذين قُتلوا وهم يحاولون النجاة؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رجال الدفاع المدنی الدفاع المدنی من للجزیرة نت أبو عطیوی
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء والجرحى بغزة والاحتلال ينسف منازل برفح / شاهد
#سواليف
قالت مصادر طبية للجزيرة إن 16 شخصا استشهدوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر يوم الأحد، في حين واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف المباني السكنية بمدينة رفح جنوبي القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن عدد شهداء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة خلال 24 ساعة ارتفع إلى 46 بينهم 10 شهداء في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وكانت الطائرات الإسرائيلية استهدفت في وقت سابق خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين بينهم نساء وأطفال. كما استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة بعد استهداف منزل بحي الأمل غربي المدينة.
مقالات ذات صلة وقفة طلابية حاشدة في الجامعة الاردنية : ما في سكوت ما في سكوت.. لو حطونا بالتابوت 2025/04/06وفي مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية، فيما أصيب عدد آخر من الفلسطينيين برصاص طائرات مسيرة إسرائيلية “كواد كابتر” استهدفت الحي نفسه.
وسبق ذلك، استشهاد مواطنين اثنين وإصابة عدد آخر بقصف من الطائرات الإسرائيلية لمنزل قرب مدرسة عين جالوت بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
ومنذ استئناف العدوان على القطاع يوم 18 مارس/آذار الماضي، استشهد أكثر من 1300 فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 3 آلاف آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
رسالة تحمل الكثير من الهم والقهر من أحد شباب #غزة للعالم pic.twitter.com/aTidl9gD3D
— #سعوديون_مع_الاقصى (@Saudis2018) April 5, 2025
نسف منازل برفح
وفي رفح أقصى جنوب القطاع تواصل خلال ساعات الليل القصف الجوي والمدفعي، وسط إطلاق نار مكثف من الآليات المتوغلة شمال وشرق وغرب المدينة.
وأفاد مراسل الجزيرة نقلًا عن شهود عيان، بحدوث انفجارات ضخمة ناجمة عن عملية نسف لمبانٍ سكنية شمال مدينة رفح.
وقالت قناة الأقصى الفضائية إن الدبابات الإسرائيلية المتوغلة أطلقت النار بكثافة شمال وشرق رفح.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس السبت أن قواته بدأت عملياتها الأولى في محور “موراغ” جنوبي القطاع للمرة الأولى.
ونشر جيش الاحتلال مشاهد من العمليات التي قام بها في محور موراغ، وأعلن أن الفرقة 36 عادت للعمل داخل القطاع.
أسلحة فتاكة منها المحرمة دولياً استخدمتها
"إسرائيل"في عدوانها على غزة ماذا تنظرون
نحنُ نُباد في غزة pic.twitter.com/I5FPYL8eFc
أصبحت تصريحات المسؤولين الدوليين عن جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل في غزة تكرارا مفضوحا ومقرفا ومملا،خاليا من الأخلاق والعدالة والإنصاف،ينحاز للقاتل ويكاد يلوم الضحية،وبذلك فقد أصبح العالم كله شريكا في تلك الجرائم التي تقوم بها إسرائيل في غزة والضفة الغربية ان ما يجري في غزة… pic.twitter.com/B1M46zg1KD
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) April 6, 2025