صفات الشخص الراضي.. وكيف نصل إلى الرضا في 5 خطوات عملية بسيطة؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
الرضا من أعظم القيم الإيمانية التي تبعث الطمأنينة في النفس، وتجعل الإنسان يعيش حياة مليئة بالسكينة والرضا عن قضاء الله وقدره، فالراضي هو من يقبل بما قسمه الله له دون تذمر أو شكوى، بل يرى في كل أمر خيرًا، سواء كان ظاهره نعمة أو ابتلاء.
وقد حثّ الإسلام على التحلي بهذه الصفة، وجعلها من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال النبي ﷺ: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا" (رواه مسلم).
الرضا هو القناعة والقبول بحكم الله، سواء في النعم أو في الابتلاءات، وهو مرتبة عالية من الإيمان تدل على حسن الظن بالله. وقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: "من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" (رواه الترمذي). وهذا يبين أن الرضا يجلب الطمأنينة والراحة النفسية، بينما السخط والاعتراض يجلبان الهم والضيق.
ثانيًا: صفات الشخص الراضي
الشخص الراضي يتمتع بصفات مميزة تعكس قناعته وإيمانه العميق بالله، ومنها:1. القناعة واليقين
الشخص الراضي قنوع بما لديه، لا ينظر إلى ما في أيدي الناس، بل يدرك أن الأرزاق بيد الله، كما قال النبي ﷺ: "ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" (رواه الترمذي).
2. الطمأنينة النفسية
لا يشكو ولا يجزع عند الابتلاء، بل يؤمن أن كل ما يحدث له هو خير، حتى لو لم يدرك الحكمة في الحال، لقوله تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} (البقرة: 216).
3. التسليم لقضاء الله
الشخص الراضي لا يعترض على أقدار الله، بل يسلم أمره كله لله، كما قال النبي ﷺ في دعائه: "اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء" (رواه أحمد).
4. الرضا في الرزق والمعيشة
لا يحسد الآخرين ولا يقارن نفسه بغيره، بل يعلم أن الله قسم الأرزاق بعدله، ويعيش حياته ببساطة وسعادة، كما قال تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الزخرف: 32).
5. حسن الظن بالله
يوقن بأن الله لا يقدر لعباده إلا الخير، فيعيش متفائلًا مهما واجه من مصاعب، كما قال النبي ﷺ: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" (رواه مسلم).
ثالثًا: كيف تكون شخصًا راضيًا؟
يمكن للإنسان أن يصل إلى الرضا من خلال اتباع بعض الخطوات الإيمانية، ومنها:
1. تقوية الإيمان بالله
كلما زاد إيمانك بقدرة الله وحكمته، زاد رضاك بقضائه، فالإيمان يولد الطمأنينة، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ} (الرعد: 28).
2. التفكر في نعم الله
عندما تدرك أن نعم الله عليك لا تُحصى، ستشعر بالرضا والشكر، فقد قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (إبراهيم: 34).
3. الابتعاد عن المقارنات
قارن نفسك بمن هو أقل منك في الدنيا، وليس بمن هو أعلى، كما قال النبي ﷺ: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم" (رواه مسلم).
4. الاستغفار والدعاء
الدعاء من أسباب تحقيق الرضا، فقد كان النبي ﷺ يدعو: "اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكراً، لك مطواعًا، إليك مخبتًا أواهًا منيبًا" (رواه أبو داود).
5. الصبر عند الابتلاء
الإنسان الراضي يصبر على البلاء، ويوقن بأن الفرج قريب، فقد قال تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 6).
الرضا من أعظم الصفات التي تجلب السعادة والراحة النفسية، وهو علامة على قوة الإيمان وحسن الظن بالله. فالشخص الراضي يعيش مطمئنًا، متقبلًا لكل ما يحدث له، ويدرك أن الله لا يقدر له إلا الخير. لذا، فلنسعَ جميعًا لنكون من الراضين، فبذلك تتحقق لنا السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة، كما قال تعالى: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (المائدة: 119).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرضا الراضي الإنسان الراضي الرضا في الإسلام کما قال النبی ﷺ قال تعالى أن الله
إقرأ أيضاً:
هل الفرض في رمضان يعدل 70 في غيره؟.. الإفتاء توضح 3 حقائق
لعل ما يطرح أهمية معرفة هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره؟، أنه من المعروف أن شهر رمضان هو شهر الخير ، تضاعف فيه الحسنات وتكثر فيه النفحات والبركات والعطايا الربانية، وهو ما يطرح الاستفهام عن هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره ؟ وتأتي أهمية الوقوف على حقيقة هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره؟، من أن هذا الثواب يعد حافزًا للحرص على الفرائض في شهر رمضان ، وفي الوقت ذاته رادعًا لمن يتهاونون فيها ويتكاسلون عنها.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن شهر رمضان من الأشهر العزيزة الكريمة على الله سبحانه وتعالى التي تُغفر فيها الذنوب ويُعتق الإنسانُ فيها من النار، وهو شهر العطاء والمدد الإلهي وتحصين النفس من وساوس الشيطان.
وأوضحت “ الإفتاء ” في إجابتها عن سؤال: هل الفرض في رمضان يعدل 70 فرضا في غيره ؟، أن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، لا يكمل إسلام العبد إلا بأدائه؛ قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ} [البقرة: 183]، وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ رواه البخاري (8)، ومسلم (16)، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ...» وذكر منها: «... وَصَوْم رَمَضَانَ».
وأضافت أن الله سبحانه وتعالى خصَّ شهر رمضان على سائر الشهور بالتكريم والتشريف؛ فأنزل فيه القرآن الكريم في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وجعل صيام نهاره أحد أركان شريعة الإسلام، وهو شهر تُضاعف فيه الحسنات؛ فالحسنة فيه بألف حسنة في غيره، وأداء الفريضة في زمانه تعدل سبعين فريضةً فيما سواه.
فضل شهر رمضانعنه قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف عن فضل شهر رمضان ، أن الصيام ومغفرة الذنوب ورد في المعنى الإجمالي للحديث، حيث شرع الله سبحانه على المسلمين المكلفين فرضية صيام شهر رمضان فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
وأضاف: "ورغبة في الحث على الصيام قد أودع الله سبحانه في شهر رمضان عديدًا من المنافع الدينية والدنيوية، ونلاحظ هنا في تعبير الحديث الشريف عن صيام رمضان وقيده بالإيمان، ليشكل صورة أدبية بليغة في كلمة واحدة، للدلالة على أن الصيام لا يقبل من الكافر مطلقًا، ولا يثاب عليه الفاسق، وإن سقط عنه الفرض، ذلك أن الأساس في قبول الأعمال هو الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مع الطاعة المطلقة لهما".
واستشهد بقوله تعالى: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، وهذا سر تخصيص الخطاب بأهل الإيمان في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ومعنى قوله إيمانًا: أي: مؤمنا بالله ومصدقا بأنه تقرب إليه (واحتسابا)، أي: محتسبا بما فعله عند الله أجرا لم يقصد به غيره.
و "قال القاري: أَيْ طَلَبًا لِلثَّوَابِ مِنْهُ - تَعَالَى - أَوْ إِخْلَاصًا أَيْ بَاعِثُهُ عَلَى الصَّوْمِ مَا ذُكِرَ، لَا الْخَوْفُ مِنَ النَّاسِ، وَلَا الِاسْتِحْيَاءُ مِنْهُمْ، وَلَا قَصْدُ السُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ عَنْهُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَى احْتِسَابًا اعْتِدَادُهُ بِالصَّبْرِ عَلَى الْمَأْمُورِيَّةِ مِنَ الصَّوْمِ وَغَيْرِهِ، وَعَنِ النَّهْيِ عَنْهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَنَحْوِهِ، طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِهِ، غَيْرَ كَارِهَةٍ لَهُ، وَلَا مُسْتَثْقِلَةٍ لِصِيَامِهِ، وَلَا مُسْتَطِيلَةٍ لِأَيَّامِهِ. وأسلوب الشرط هنا قد جاء ليثير انتباه القارئ، ويحرك عواطفه ومشاعره، فتستقر معاني الحديث وقيمه الخلقية، في أعماق النفس إيمانًا وتصديقًا وإخلاصًا، ابتغاء مرضاة الله عز وجل".
وأشار إلى أنه مما يستفاد من الحديث: أولا فرضية صيام شهر رمضان على العاقل البالغ المكلف، وثانيًا فضل الإيمان واشتراطه لقبول الأعمال الصالحة، وثالثًا احتساب الأجر عند الله تعالى من علامات القبول، ورابعًا بلاغة الأسلوب النبوي في الحديث الشريف، وخامسًا عظيم فضل الله تعالى الواسع وإنعامه السابغ.