في شبكة معقدة تمتد عبر البحار والغابات، يكشف تحقيق حديث عن دور قوارب الصيد التجاري في تهريب أجزاء النمور التي يتم اصطيادها بطرق غير شرعية في ماليزيا.

اعلان

و يسلط البحث، الذي أجرته منظمات الحفاظ على الحياة البرية "بانثيرا" و"ZSL" بالتعاون مع جامعة "صنواي" الماليزية، الضوء على استراتيجيات تهريب متطورة تهدد بقاء النمور الماليزية، التي لم يتبقَّ منها سوى 150 نمراً فقط.

وكشف التحقيق نتائج مثيرة للقلق؛ فقد أظهرت المقابلات مع عشرات المتورطين، بمن فيهم صيادو النمور والسماسرة، أن قوارب الصيد تستخدم لنقل أجزاء الحيوانات البرية، بما في ذلك عظام النمور وجلودها، نظراً لقدرتها على حمل كميات أكبر، وتكلفتها الأقل، وفرصها الضئيلة في التفتيش الجمركي مقارنة بوسائل النقل البرية أو الجوية.

وقد أشار روبرت بيكلز، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن فهم طبيعة المشكلة بعمق هو المفتاح لإيجاد حلول فعالة. وأضاف: "هذه الدراسة توفر لنا نظرة دقيقة حول كيفية تحرك شبكات الصيد غير الشرعي، مما يساعد في تصميم استراتيجيات أكثر تأثيراً لوقفها".

آثار مخالب النمرPanthera Malaysia/Panthera Malaysia

ومنذ منتصف القرن العشرين، انخفض عدد النمور في ماليزيا من ثلاثة آلاف إلى 150 فقط، ولم تعد موجودة إطلاقاً في كلٍّ من كمبوديا، لاوس، وفيتنام خلال الـ 25 عاماً الماضية. وبينما يشكل الصيد الجائر التهديد الأكبر، تفاقمت الأزمة بفقدان المواطن الطبيعية للنمور نتيجة إزالة الغابات، وانتشار فيروس "ديستمبر الكلاب" الذي أصاب بعضها، إلى جانب انقراض الخنازير البرية – المصدر الغذائي الرئيسي لها – بسبب فيروس "حمى الخنازير الإفريقية".

قوارب صيد الأسماك على الساحل الماليزيPanthera/Sunway University/Rob Pickles-Panthera

على الرغم من الجهود المتزايدة من السلطات الماليزية لضبط الصيد غير الشرعي، كشف البحث أن المهربين الفيتناميين يشكلون تهديداً أكثر تنظيماً وخطورة. معظم هؤلاء الصيادين ينحدرون من محافظة "كوانغ بنه" الريفية في فيتنام، حيث اكتسبوا مهارات البقاء في الغابات خلال الحرب الفيتنامية، ويقيمون في الأدغال لعدة أشهر أثناء رحلات الصيد، مستخدمين أفخاخاً معدنية سميكة لاصطياد النمور وحيوانات أخرى.

وبعد القبض عليها، تُقتل النمور ليتم استخراج عظامها وغليها لأيام حتى تتحول إلى مادة لزجة مضغوطة تُباع كمنتج يُعتقد أن له فوائد طبية، بينما تُستخدم المخالب والأسنان في صناعة التمائم. ومع إغلاق ماليزيا بسبب جائحة كورونا، تباطأت عمليات الصيد، مما أتاح للباحثين فرصة التحدث إلى أكثر من 50 شخصاً من المتورطين وكشف تفاصيل أعمق عن الشبكة.

عظام نمور مُصادَرة معروضة على طاولة في إندونيسيا.STF/Panthera/Save the Tiger Fund/Panthera

لم يقتصر الأمر على النمور، فقد أشار أحد المصادر إلى أن قوارب الصيد استُخدمت أيضاً لتهريب مخالب الدببة، وأكبادها، وحيوانات الزباد الحية، وأنياب الخنازير البرية، ولحومها، إضافة إلى البنغولين، وسحالي الورل، والسلاحف. كان من بين أبرز التصريحات التي حصل عليها الباحثون: "لا أحد يقوم بالتفتيش، ويمكن للناس العودة بالقارب حاملين معهم أي شيء".

Relatedشاهد: الحزن يعمّ الهند بعد نفوق النمرة كولاروالي الملقبة "الأم الخارقة"شبل النمر البنغالي الأبيض يجذب الأنظار في حديقة حيوانات نيكاراغوا الوطنيةفيديو: نجاح مشروع "حماية النمر" في الهند.. مودي يطلق "التحالف الدولي للقطط الكبيرة"

لكن مع تشديد الرقابة البحرية في كلٍّ من ماليزيا وفيتنام، أصبحت عمليات التهريب عبر قوارب الصيد أكثر خطورة، مما زاد من عمليات القبض على الصيادين. ورغم ذلك، كشف التحقيق أن مديري هذه الشبكات نادراً ما يتم الإمساك بهم، إذ يسهل عليهم العثور على صيادين جدد، خاصة من المناطق الفقيرة التي يضطر فيها السكان للاقتراض من أجل السفر إلى ماليزيا والمشاركة في هذه العمليات.

ولهذا، أوصى الباحثون بأن لا يقتصر التركيز على تشديد الرقابة البحرية، بل يجب أن تمتد الجهود إلى القرى الفيتنامية، حيث يمكن تنفيذ حملات توعية موجهة لإقناع الصيادين المحتملين بعدم المخاطرة، مع تسليط الضوء على المخاطر المتزايدة والعوائد المتناقصة لهذا النشاط غير القانوني.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: ربع الحيوانات المائية مهددة بالانقراض بسبب تهديدات بيئية متزايدة من حافة الانقراض إلى الحرية.. حلزونات نادرة تُعاد إلى البرية في البرتغال معجزة في عصر الانقراض: "ليني" و"لوتي" يسرقان الأضواء في برلين تهريب حيواناتصيد غير مشروعماليزيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. قصف إسرائيلي يستهدف سيارة مدنية في قطاع غزة ونتنياهو يزور واشنطن للقاء ترامب يعرض الآنNext الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية يعرض الآنNext وزير الخارجية المصري: لدينا رؤية واضحة لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين يعرض الآنNext إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامب يعرض الآنNext ملك بريطانيا على الشاشة.. وثائقي جديد يكشف دور تشارلز الثالث في القضايا البيئية اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية مباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل في ميناء غزة أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر توراغ في بنغلاديش شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسروسيابنيامين نتنياهوفولوديمير زيلينسكيإسبانياالذكاء الاصطناعيالسعوديةالصينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا تهريب حيوانات ماليزيا دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس روسيا بنيامين نتنياهو فولوديمير زيلينسكي إسبانيا الذكاء الاصطناعي السعودية الصين یعرض الآنNext قوارب الصید

إقرأ أيضاً:

"ترامب يفضح دون قصد مخططا للحد من إنجاب سكان غزة".. فيديو

تخوض إسرائيل العديد من المعارك ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، تتنوع بين العسكرية والدبلوماسية، ومن أبرز القضايا التي بدأت تبرز في الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي الزيادة الكبيرة في أعداد المواليد. 

وتعتبر إسرائيل أن مسألة التعداد السكاني اليهودي وتعزيز الهجرة اليهودية من الأمور الحيوية لتعزيز قدراتها البشرية والاقتصادية والعسكرية، بهدف تجاوز عدد السكان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وغزة، يأتي ذلك بعد سنوات من سياسات الحكومة الإسرائيلية التي سعت إلى تقليل النسل والحد من الزيجات المختلطة، بالإضافة إلى اندماج العديد من اليهود في المجتمعات الجديدة ورفع سن الزواج.

سخرية من البيت الأبيض

في المقابل، تشهد الأوساط الفلسطينية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإنجاب، حيث وُلد في غزة نحو ربع مليون طفل في عام 2021، ما أدى إلى زيادة سريعة في عدد السكان الفلسطينيين، الذي بلغ حوالي 12 مليونًا وفقًا لتقديرات رسمية، يبدو أن الأعداد الكبيرة من المواليد في الداخل الفلسطيني تثير قلق إسرائيل، كما يتضح من التصريحات الأمريكية الأخيرة.

وانتقدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفت، زيادة الإنجاب في القطاع بطريقة ساخرة، وهو ما تبعه تصريحات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أشار إلى أن مقاتلي حماس استخدموا وسائل منع الحمل “الواقيات الذكرية” في صناعة القنابل، ما يشير إلى صراع ديموغرافي لا يقل خطورة عن الصراع العسكري القائم، حيث ربط بعض المحللين ذلك باستهداف ممنهج للأطفال، الذين يمثلون نحو 40% من إجمالي القتلى في الحرب على غزة.

زيادة فلسطينية ونقص إسرائيلي

عماد أبو عواد، مدير مركز القدس للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، قال إن الحديث عن دعم واشنطن لقطاع غزة عبر إرسال كميات كبيرة من الواقيات الذكرية أثار الجدل، منوها إلى أنه قد تكلف الميزانية الأمريكية ملايين الدولارات، وأنه تم استخدام الواقيات الذكرية في غزة لإرسال البالونات الحارقة على إسرائيل.

 وطالب بالانتباه إلى أن الهدف الديموغرافي هو هدف تاريخي لكل من إسرائيل وأمريكا، فالحفاظ على التفوق الديموغرافي اليهودي في الأراضي الفلسطينية ليس هدفًا جديدًا، ففي الثمانينيات والتسعينيات، كانت نسبة اليهود تزيد عن 60% بينما كانت نسبة الفلسطينيين أقل من 40%، اليوم، الفلسطينيون يمثلون 51% مقابل 49% من اليهود، مع العلم أن جزءًا كبيرًا من اليهود يحملون الجنسية الإسرائيلية ويعيشون بجنسيات أخرى في الخارج.

تقليل تعداد الفلسطينيين

وأشار إلى أن هناك رؤية أمريكية إسرائيلية تهدف إلى محاربة هذه القضية، ليس فقط من خلال برامج معينة، بل أيضًا عبر القتل الممنهج، هناك برامج تشترط تقليل عدد المواليد في الضفة الغربية، وهذا الهدف غير نبيل، بل يهدف إلى تقليل عدد الفلسطينيين.

أشار إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل تحارب الديمغرافيا الفلسطينية منذ فترة طويلة، إلا أن الأرقام تشير إلى أن الديمغرافيا تلعب لصالح الفلسطينيين، فعلى سبيل المثال، في القدس، كانت نسبة اليهود أكثر من 72% مقابل 28% للفلسطينيين، والآن ارتفعت نسبة الفلسطينيين إلى 42% مقابل 58% لليهود.

أزمة ديموغرافية

وكشف خلال مداخلة لقناة “المشهد” أن هناك تراجعا في نسبة المواليد لدى الفلسطينيين، حيث كانت الأسرة الفلسطينية تنجب في السبعينيات والثمانينيات سبعة أو ثمانية أبناء، والآن يتراوح العدد بين ثلاثة إلى أربعة أبناء، وهذا التراجع مرتبط بأبعاد اقتصادية وتطورات عالمية.

وأفاد أنه في إسرائيل، لولا أن المتدينين الحريديم ينجبون بمعدل 5.5 أطفال لكل امرأة، لكانت هناك أزمة ديموغرافية أكبر، أما بالنسبة للمجتمع الفلسطيني، لا تعتبر مسائل مثل وسائل منع الحمل أو تنظيم الأسرة محظورات، هناك تراجع في عدد المواليد، وهذا يتماشى مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية.

ترامب يتهم “حماس” بصنع قنابل من وسائل منع الحمل 

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء أن الولايات المتحدة علقت شحنة من الواقيات الذكرية بقيمة 50 مليون دولار إلى "حماس"، زاعما أن الحركة استخدمتها في صنع القنابل.

وقال ترامب خلال كلمته من البيت الأبيض، متحدثا عن تعليق المنح الفيدرالية، بما في ذلك المساعدات الخارجية: "خلال هذه العملية، تمكنا من كشف وإيقاف 50 مليون دولار كانت تُرسل إلى غزة لشراء الواقيات الذكرية لـ"حماس". وهل تعلمون ماذا حدث لها؟ لقد استخدموها كوسيلة لصنع القنابل".
كما علقت الولايات المتحدة 45 مليون دولار من المنح الدراسية للتنوع والمساواة والإدماج في ميانمار، والتي أطلق عليها ترامب اسم بورما (اسم البلاد حتى عام 1989).

واعتبر أن هذا المبلغ كبير جدا بالنسبة لهذه المنح الدراسية. وأضاف "يمكنكم أن تتخيلوا أين ذهبت تلك الأموال".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الأحد الفائت، تجميدا فوريا لجميع المساعدات الخارجية تقريبا في جميع أنحاء العالم، بعد أيام من إصدار الرئيس دونالد ترامب أمرا تنفيذيا شاملا، الاثنين، بتعليق هذه المساعدات لمدة 90 يوما.

اقرأ المزيد:

Meta تسوي دعوى ترامب مقابل 25 مليون دولار مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سكان شمال غزة يعودون لمناطقهم كما تم الاتفاق ترامب يكشف المدة المتوقعة لإعادة إعمار غزة مبعوث ترامب للشرق الأوسط: إعادة إعمار غزة يستغرق من 10 إلى 15 عامًا ترامب يُعزي بوتين بعد مصرع مواطنين روس في حادث الطائرتين سياسات «ترامب» تزيد التوتر فى العالم!!

مقالات مشابهة

  • التحريات في قضية فتاة التجمع: حارس عقار قتلها بعد أن عايرته بعجزه
  • جيش المليشيات.. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيلية
  • إلى بقايا مليشيا آل دقلو الارهابية ، عردوا
  • الصيد يشارك فى بطولة الجمهورية للبلياردو الفرنسى
  • ‎هيئة الزكاة تضبط أكثر من 1300 حالة تهريب خلال أسبوع
  • العثور على بقايا جثتي شخصين جنوبي ذي قار
  • عاجل | مصادر للجزيرة: شمالي قطاع غزة يعاني من أزمة مياه خانقة بسبب تضرر أكثر من 75% من الآبار
  • جازان.. ضبط مخالفين لممارستهما الصيد البحري دون تصريح
  • "ترامب يفضح دون قصد مخططا للحد من إنجاب سكان غزة".. فيديو