بين النفوذ الإيراني والمصالح الأميركية.. العراق أمام اختبار السيادة
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
2 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يجمع مراقبون على أن الحكومة العراقية تواجه اختباراً صعباً في تحقيق توازن بين الضغوط الأميركية والمطالب الداخلية، وسط تزايد الدعوات إلى إعادة تنظيم العلاقة مع الفصائل المسلحة فيما حذر تقرير أميركي من أن فشل العراق في حل الفصائل المسلحة سوف يؤدي إلى سياسة ترامبية اكثر تشددا.
رجّح التقرير أن يكون النفوذ الإيراني في العراق قد تراجع بشكل ملحوظ، ما يفتح المجال أمام إصلاحات أمنية تهدف إلى دمج الفصائل المسلحة ضمن المنظومة العسكرية الرسمية. ويرى محللون أن هذه الفرصة قد لا تتكرر في المستقبل، ما يجعل التحرك السريع أمراً حاسماً.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن الفصائل المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة تمثل تحدياً . وأوضح أن المناقشات بدأت بالفعل بين القوى السياسية لإقناع قادة هذه الفصائل بالاندماج ضمن القوات المسلحة الحكومية. ويبدو أن هذا التوجه يحظى بتأييد بعض الأوساط السياسية، لكنه يواجه رفضاً من قيادات الفصائل التي ترى أن تخليها عن السلاح يجب أن يكون ضمن صفقة سياسية تضمن لها نفوذاً مستقبلياً.
ذكر جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن انهيار نظام الأسد كان لحظة حاسمة للحكومة العراقية للتحرك ضد الفصائل. وأشار إلى أن العراقيين يتساءلون اليوم إن كانوا سيكونون الهدف التالي في سلسلة المواجهات الإقليمية، في ظل تزايد المخاوف من النفوذ الإيراني. ورغم ذلك، يؤكد المسؤولون العراقيون أن بلادهم لن تكون الحلقة الأضعف في هذه المواجهة، وأن الحكومة مصممة على الحفاظ على سيادتها.
وقالت إينا رودولف، الزميلة في المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليدج لندن، إن النقاشات الحالية تتركز حول كيفية إدارة الفصائل المسلحة التي اكتسبت زخماً بعد 7 أكتوبر 2023. وأوضحت أن بعض هذه الفصائل سجلت ألوية ضمن الحشد الشعبي، ما يجعل التعامل معها أكثر تعقيداً.
و تشير تقارير عراقية إلى أن أحد المقترحات المطروحة هو تعيين ضابط عسكري بارز لإدارة هيئة الحشد الشعبي، في محاولة لإدماج الفصائل بشكل رسمي وتقليل تأثيرها السياسي. لكن هذا الحل يصطدم بعقبات عديدة، من بينها مطالب قادة الفصائل بالحصول على امتيازات سياسية مقابل القبول بالإصلاحات الأمنية.
و أكدت كارولين روز، رئيسة برنامج فراغات السلطة في معهد نيو لاينز، أن التغييرات الجارية في قطاع الأمن تعكس تراجع دور إيران في العراق. وأضافت أن القوى الأكثر اعتدالاً، إلى جانب الولايات المتحدة، تحاول استغلال هذا الوضع لخلق زخم سياسي وأمني يمهد لتحولات أكبر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الفصائل المسلحة
إقرأ أيضاً:
مستشار أمريكي: الرئيس ترامب يعرف العراق شارعا شارعا!
الولايات المتحدة – أوضح عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن سيد البيت الأبيض بصدد وضع حد للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط الذي يشهد اليوم تغييرا جذريا، بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
و أكد غابرييل صوما أن خبرة ترامب في الشرق الأوسط، وتوفر مستشارين في فريقه من كل البلدان، يجعله الأكثر إلماما بوضعها من أي رئيس سابق.
ونوه: “مستشارو الرئيس ترامب يعرفون على سبيل المثال، العراق شارعا شارعا”.
وعلى خلفية سقوط نظام الأسد في سوريا، وانحسار القوة العسكرية لـلفصائل اللبنانية، وتعرض الحوثيين في اليمن لضغوط كبيرة، تأتي تهديدات المستشار القومي الأمريكي مايك والتز ضد “الميلشيات في العراق”، حيث يقول المستشار صوما إن” هذه المنظمات التي أدرجتها واشنطن على قائمة الإرهاب، تتعامل معها إدارة ترامب بطريقة مختلفة بعكس الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي في عهده تعرضت القوات الأمريكية في سوريا والعراق لأكثر من 100 ضربة منذ أكتوبر 2023، فترامب يريد ردع هذه المنظمات التي يجب أن تأخذ تحذيراته على محمل الجد”.
وفيما يتعلق بأثر هذه التهديدات على زعزعة موقع حكومة محمد شياع السوداني في العراق، باعتبارها حليفة لواشنطن، رأى صوما أنه “إذا لم يكن للسوداني القدرة على وقف الأعمال العدائية لهذه التنظيمات، عندئذ سيكون على ترامب التدخل بشكل عسكري جذري”.
وبالنسبة للرد الإيراني في حال تعرض حلفائها بالمنطقة لهجوم، قال صوما: “بدأت نهاية النظام في إيران منذ سبتمبر 2024 عندما استهدفت إسرائيل مقر الأمين العام السابق حسن نصر الله، وقضت على كامل أجهزة الدفاع الإيرانية، وترامب يريد إخراج نفوذ إيران تماما من المنطقة”.
وفيما يخص منع إسرائيل اللبنانيين في الجنوب من العودة إلى منازلهم بعد تهجيرهم لأشهر، ومع سريان الهدنة بين لبنان وتل أبيب، أوضح المستشار قائلا: “الجنوب اللبناني هو الحاضنة الأساسية لحركة الفصائل اللبنانية، وكون أهله غالبتيهم من الطائفة الشيعية، فيمكن لأبناء هذه المناطق أن يكونوا من عناصر الحزب”.
ورغم وجود قرى من طوائف أخرى في الجنوب، إلا أنهم أيضا منعوا من العودة إلى منازلهم، فهل هذا يعتبر مثابة “عقاب جماعي؟”
“لا” أجاب صوما، مضيفا: “هؤلاء هم مستقلون، لكنهم لا يقدرون على مواجهة الفصائل اللبنانية أو رفض إجراءاته الميدانية. في بعض المناطق تم نصب أسلحة من قبل الفصائل اللبنانية، ووقعت على إثرها اشتباكات بين الأهالي وعناصر من الحزب، حينها تدخلت الحكومة اللبنانية وأمرته بسحب أسلحته من المنطقة”.
وفي ذات السياق، وحول منع إسرائيل أيضا سكان شمال قطاع غزة من الرجوع إلى مناطقهم المنكوبة، واعتبار ذلك خرقا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار، علق عضو المجلس الاستشاري لترامب بالقول: “غزة مدمرة تماما والعيش فيها بات مستحيلا، لذلك يجد الرئيس ترامب صعوبة في قابلية عودة سكان الشمال، و يرى أن الحل يكمن في أن تستوعب مصر والأردن المهاجرين، لكن رئيسي البلدين في حالة من التردد لقبول مشروع التهجير”.
وحول اعتباره أن سياسة التهجير تتماشى مع طموح اليمين الإسرائيلي، قال صوما: “ما هو مصير أكثر من مليون شخص؟ أين يعيشون هم وأسرهم؟”
وعند الحديث عن وضع سوريا بعد سقوط نظام الأسد، أشار المستشار صوما إلى “أن الأمور هناك أصعب وأكثر تعقيدا مما هي عليه في بقية الدول العربية، فقبل أحداث 8 سبتمبر كانت البلاد مقسمة، ولذلك يصعب توحيد سوريا وليس بمقدور النظام الجديد فعل ذلك”، مضيفا: “ليس لدينا علم بمستقبل سوريا”.
المصدر: RT