بقلم – محسن الشامي

الحديثُ عن السيد حسين هو حديثٌ عن الإنسان الذي جسَّدَ كُـلَّ معاني الإنسانية في حياته، هو حديثٌ عن الرجل الذي تجَلَّت فيه أسمى آيات الرجولة، حديثٌ عن الشجاعة التي أذهلت العالم بكله، حديثٌ عن الإباء والعزة الإيمانية،.

الميلاد والنشأة:

وُلِدَ الشهيدُ القائِدُ في شهر شعبان 1379هـ في قرية الرويس بني بحر بمحافظة صعدة، ونشــأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم وعلـوم أهل البيت -عليهم السلام- وتعلم من أبيه العلم والعمل معــًا والشعور بالمسؤوليـة تجاه أمته ودينه، ثم تدرَّجَ الشهيدُ القائدُ في مراتب حمل المسؤولية والإحسان إلى الناس فوهَبَه اللهُ العِــلْــمَ والوعيَ والحكمة والبصيرة.

السيد حسين -رضوان الله عليه- كان محل إعجاب كُـلّ من عرفوه؛ فبعضُهم أُعجِبَ به لكرمِه وسخائِه، والآخرون كان مصدر إعجابهم شجاعتــه التي كانت مضربَ المثل في المناطق التي عرف فيها، والبعض الآخر سحرهم تواضعـه وكرم أخلاقه، وفريق آخر اندهش لعلمه ومعرفته، فوجد نفسه أمــام بحر من العلم لا يدرك قعـره، أمـا بعضهم فمدح فيه حكمتَه وبُعْدَ نظره، آخرون أحبوه لحُبِّــه للناس واهتمامه بهم، والكثير الكثير دخل قلوبهم لمواقف الإحسان التي تميز واشتهر بها..

والدُ الشهيد القائد ومكانتُه العلمية:

والده: هو السيد المجاهد فقيه القرآن/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي رحمه الله.

فأبوه هو الذي عُرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله واستشعاره للمسؤولية، وشجاعته في قول الحق، وبأنه لا يخشى في الله لومة لائم، وعُرف بين الخَاصَّة والعــامة بالـورع والتقوى وممارسة الأعمـــال الصالحـة وكان كثير الاهتمام بإرشاد الناس وإصلاحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنيــاهم وحل جميع مشاكلـــهم، وكان يولي الفقراء والمحتــاجين اهتمامًا خاصًّا؛ فكان بيتــه عـامرًا بطلاب العلـم وأصحاب الحاجات وحل المشــاكل وقضــاء الحوائـج؛ وكان يستخــدم مـنبر الجمعةِ والمنـاسباتِ الدينية لتربية الناس وتوعيتهم وتوجيههم.

ويوضح السيد حسين كيف كان والده يدفع به وبإخوته إلى تحمل المسؤولية الدينية مهما كانت التضحيات ففي محاضرة [توصيات لطلاب الدورة] تحدث بأن والده له ثلاثة عشر ولدًا هو أحدهم لم يسمع منه في يوم من الأيّام بأنه كان يقول لأحد من أولاده أن يترك العمل الذي فيه لله رضا أَو يطلب منه أن يحافظ على حياته وهو يتحَرّك ويعمل للحق.

 

ويؤكّـد السيد حسين أن ذلك لا يعني بأن والده لم يكن يهمه سلامة أولاده ولكنه يعرف بأن الأفضل لولده أن يدخل في أعمال وإن كان فيها تضحية بنفسه لا يمنعه من ذلك أَو يدفعه إلى الابتعاد عن هذا العمل أَو يربيه على الجبن والخوف أَو التخلي عن المسؤولية.

إنسانيةُ الشهيد القائد:

عُرف الشهيد القائد في أوساط العامة والخَاصَّة بمدى تفانيه وَخدمته للمجتمع فقد كان يعيشُ معاناةَ المجتمع ويتألم لواقعهم؛ فعمل على تحقيق العديد من المشاريع الخدمية في العديد من المناطق في مديرية حيدان وأنشأ جمعية مران الاجتماعية الخيرية وقدم من خلالها العديد من المشاريــع المهمة؛ فبنى العديد من المدارس الدينية والرسمية، كما عمل على المتابعة لبناء مستوصف كبير في مران وجهَّزه بكادرٍ من المنطقة وبعث بمجاميع من البنين والبنات للدورات في المجال الصحي في صنعاء وصعدة وعمل على فتح خطوط إلى المناطق التي لم يصل إليها الخط وتابع حتى حصل على العديد من البرك في عدد من المناطق وكذلك الكهرباء، تابعها حتى توفرت شبكة كهرباء لمنطقة مران والمناطق المجاورة لها وقام ببناء مُصَلَّىً للعيد في منطقة مَرَّان يتسعُ لكل أهالي المنطقة وعمل شخصيًّا في تلك المشاريع، حَيثُ كان دائمًا في مقدمة من يعملون في تنفيذ المشاريع بأيديهم.

في مجلس النواب:

 

عندما دخل السيد حسين إلى مجلس النواب ممثلًا للدائرة (294) في محافظة صعــده عـام 1993م نائبًا من نواب حزب الحق حرص السيد على أن يوسِّعَ علاقاتِه بالشخصيات الاجتماعية المخلصة. وكان له دورٌ بارزٌ ومهمٌّ في مجلس النواب من حَيثُ صياغة القوانين ومحاربة الفساد المتفشي داخل هذه السلطة، وعُرف السيد بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل حتى أن السيد حسين لم يوقع خلال الفترة التي قضاها في مجلس النواب على أي قرض لعلمه بأن هذه القروض تصلُ إلى جيوبِ المتنفذين داخل النظام، وأنها لا تعني الشعب لا من قريب ولا من بعيد.

موقفُه من الحرب على الجنوب:

كان للسيد دور بارز ومعروف فيما يتعلق بالأزمة التي تلت الوحدة اليمنية وأدت إلى حرب صيف 94م، حَيثُ كان دوره هو دور الحريص على مصلحة البلد والحفاظ على وحدته وسلامته فكان هو ضمن فريق المصالحة بين الطرفين المتصارعين وعمل بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن حربًا كانت قد أطلت برأسها وبعدَ عناء وتعب في محاولة رأب الصدع شعر السيد أن عُشَّاقَ السلطة ذاهبون إلى الحرب فنأى السيدُ حسين بنفسه وبأتباعه أن يكونوا شُركاءَ في سفك الدماء وهتك الأعراض ومصادَرة الممتلكات؛ فقام بالخروج إلى محافظة صعدة رغم أن السلطة التابعة لبيت الأحمر كانت قد فرضت إقامةً إجباريةً لأعضاءِ مجلس النواب حتى يضفوا شرعية على الحرب الظالمة والتأثير على الرأي العام اليمني والعالمي، إلا أن السيد لم يعبأ بهذا القرار وخرج إلى محافظة صعدة وأعلن رفضَه للحرب؛ لأَنَّ الخاسرَ فيها هو هذا الشعب المظلوم، ومن خلال المظاهرات التي قادها في صعدة أعلن عن موقفِه وموقفِ أبناء هذه المحافظة مما يحصل من سفكٍ للدماء اليمنية وهتكٍ للحرمات؛ مِن أجلِ السلطة والمال، وظل على موقفه الرافض هذا حتى نهايةِ الحرب.

ولم يُخْفَ على السلطة الظالمة هذا الموقفُ المعلَنُ من السيد حسين وأنصاره في محافظة صعدة؛ فعادوا من الجنوب وهم مهووسون بجنون العظمة ونشوة الانتصار الوهمي ليصبوا جَامَ غضبِهم على أنصار السيد حسين في مران وهمدان فنزلت الحملاتُ العسكرية الكبيرة على أبناءِ مران وهمدان.

ففي يوم السبت، 16/6/1994م وصلت الأخبارُ إلى أسماعِ الناس بنزول حملة عسكرية كبيرة ظالمة، نزلت إلى مران، وعبثت بالبلاد، وضربت دُور العلماء، واعتقلت أفضلَ أبناء المنطقة، وفي جبل مران أبدى الظالمون حقدَهم بمحاولة تدمير بيت السيد العلامة بدر الدين الحوثي وبيت السيد حسين واقتادوا إلى السجن العشراتِ منهم ظُلمًا وعدوانًا أطفالًا وشبابًا وشيوخًا وبقي البعض منهم في السجن لأكثر من عام دون محاكمة وهو ثمنٌ دفعه السيدُ وأتباعُه لمواقفهم الدينية والوطنية، ولم يكن ما حصل بالشيء الذي يمكن أن يوهنَ من عزيمة السيد حسين -رضوان الله عليه- عن المضي قدمًا في مواقفه المشرِّفة والقوية في مواجهة المفسدِين والظالمين فعملوا على استهدافه شخصيًّا في صنعاء إلا أن رعايةَ الله كانت أكبرَ من مؤامراتهم.

دراستُه في السودان:

 

تسلَّمَ السيدُ حسين -رضوان الله عليه- منحة دراسية من جامعة صنعاء خلال عضويتـه لمجلس النواب ليُكمـِلَ دراستـَـه العليا في السودان وفي الجامعة كان للسيد حسين حضورُه المهيبُ ومداخلاته العلمية التي كانت تثيرُ إعجابَ الدكاترة والطلاب فحظي بشعبيّة كبيرة بين أوساط المثقفين هناك وبعد عدة سنوات عــاد إلى البلاد ليقومَ بتحضــير رسالة الماجستير في علوم القرآن الكريم.

 

السيد حسين في مرحلة التقييم لوضعية الأُمَّــة:

 

تأمل السيد حسين كَثيرًا في واقع الأُمَّــة وبدأ يبحَثُ ويدقِّقُ مستفيدًا من تجارب الماضي من أين أُتِيَتِ الأُمَّــة؟ ومن أين ضُربت؟ وما الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه؟ ومن خـلال غوصه في أعماق القرآن الكريم عرف الــداء الذي يفتك بجسم الأُمَّــة والذي طرحها أرضًا تئن تحت أقدام اليـهود والنصــارى، إنها الثقافــات المغلوطة والعقائد الباطلة فقد كان يقول: [إذا تأمل الإنسان في واقع الناس يجــد أننا ضحية عقائد باطلة وثقــافات مغــلوطة جاءتنــا من خارج الثقلين كتاب الله وَعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)]، ومن كلام له في لقائه مع مجموعة من طلاب العلم: [يجب علينا أن نعتمدَ على القرآن الكريم اعتمادًا كَبيرًا وأن نتوبَ إلى الله] ومما قال: (نحن إذَا ما انطلقنا من الأَسَاس وعنوان ثقافتنا أن نتثقَّفَ بالقرآن الكريم سنجدُ القرآنَ الكريمَ هو هكذا، عندما نتعلَّمُه ونتبعُه يزكّينا يسمو بنا، يمنحنا الله به الحكمة، يمنحُنا القوة، يمنحنا كُـلّ القيم، كُـلّ القيم التي لما ضاعت، ضاعت الأُمَّــة بضياعها، كما هو حاصل الآن في وضع المسلمين، وفي وضع العرب بالذات. وشرف عظيم جِـدًّا لنا، ونتمنى أن نكون بمستوى أن نثقف الآخرين بالقرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” يؤتيه من يشاء فلنحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید القائد القرآن الکریم مجلس النواب محافظة صعدة السید حسین الله علیه العدید من

إقرأ أيضاً:

في الذكرى السنوية للشهيد القائد: المشروع القرآني دستور ومنهاج حياة أحدث تغييراً جذرياً على أرض الواقع

 

يبقى الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، مدرسة قرآنية عظيمة بعظمة المشروع القرآني الذي حمله ودعا إليه، حيث ثبت على أرض الواقع وقدّمه واقعا عملياً ولم يقدمه كرؤية تكتب للدراسة، أو مناهج تباع للتداول، قدمه وتحرك به مشروعاً عملياً وأحدث به تغييرا في واقع النفوس وبنى أمة تتحرك على أساسه.
الثورة / رجاء عاطف

وتأتي قوة “المشروع القرآني ” من كونه مشروع حق مرتبطاً بالله سبحانه وتعالى، منطلقاً بالتوكل على الله ومبنياً على مبدأ الثقة بالله، انطلق من إطار الشعور بالمسؤولية، فهو لا يعتمد على كيانات محددة ولا مبني على كاهل أفراد دون غيرهم، فالمسؤولية فيه جماعية وتقع على عاتق الأمة بأكملها وليست على جهة دون أخرى أو فئة دون غيرها وبناء على ما قدمه الشهيد القائد من أسس ومبادئ للمشروع القرآني الذي أصًل له قواعد وحدد أركانه بطريقة تكاملية وبنى قاعدته بمنهجية لا لبس فيها، تشهد بذلك الإنجازات النوعية التي صنعها في مجالات متعددة بوسائل وأساليب مقنعة وواضحة يفهمها العامة قبل الخاصة وبلغة بسيطة لا تكلّف فيها ولا تصنّع، في شكل محاضرات تضمنت أسس المشروع في فترة قياسية تحت ضغط وإرهاب مارستها السلطة ضده في المقام الأول، وضد كل من يحاول الاستماع لكلمة منه أو حضور محاضرة له.

المشروع القرآني دستور حياة
في البداية تحدث عباس المرتضى – نائب مدير المنطقة التعليمية بمديرة آزال: إن أهم الإنجازات التي حققها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي هو المشروع القرآني الذي اصبح منهاج حياة وكاتلوج لكل إنسان مؤمن في هذه الحياة، فهو بحق حليف القرآن الكريم في عصرنا الحاضر وهو أول من دعا إلى التثقف بثقافة القرآن الكريم، وعرفنا وفهمنا معنى الثقافة القرآنية وفهم أحكامه والغاية من كل آية.
وأكد المرتضى أن هذا المشروع الذي قدمه الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي أحدث تغييراً جذرياً على أرض الواقع، خاصة بعد أحداث ثورة 21 سبتمبر المجيدة التي غيرت وصححت مسار الثورات السابقة في جميع المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها مما كانت تفرضه علينا أمريكا وإسرائيل بل أن المشروع القرآني أصبح دليلاً واضحاً يرشدنا إلى الفهم الواعي والإدراك الحقيقي بآيات القرآن الكريم.
وقال المرتضى: إن المشروع القرآني غير مفاهيم وحقائق كانت صورية فقط، مثل القوات المسلحة اليمنية البرية والبحرية والجوية حيث كانت عبارة عن قوات للعرض العسكري فقط وكانت أسلحة القوات المسلحة اليمنية مما تصدقت به الدول المصنعة سواء أمريكا أو روسيا وأصبحت منتهية الصلاحية عندهم، أما اليوم فقد أصبحت قواتنا المسلحة اليمنية في تطور كبير جداً، وأصبح يحسب لها ألف حساب من قبل أمريكا والصهاينة والغرب الكافر ومنافقي العرب والمسلمين المتصهينين المتخاذلين الذين هم في حلف الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل.

مشروع عزة وفخر للأمة
وتابع حديثه قائلاً: يكفينا فخرا من هذا المشروع أن جعل اليمن حرا عزيزا قويا المشروع القرآني جعل اليمن ينهض ويسابق الكثير من الدول العربية في جميع المجالات الصناعية والزراعية والاقتصادية وفي العمليات العسكرية المشارِكة في طوفان الأقصى اسنادا لغزة وفلسطين ولبنان، فكان الحدث الأكبر الذي أزعج أمريكا والصهاينة والغرب الكافر ومنافقي العرب والمسلمين السعودية والإمارات ومن معهم، وهي صناعة الصواريخ اليمنية البالستية والفرط صوتية والطيران المسير اليمني الذي قهر وهزم الدفاعات الجوية الأمريكية والصهيونية الحديثة جداً بحمد الله تعالى وكذلك الزوارق الحربية والزوارق البحرية المسيرة والغواصات المسيرة اليمنية وأصبحت القوات البحرية يحسب لها الأعداء والمرتزقة من الأمريكان والصهاينة ألف حساب.

قيادة واحدة وشعب واحد
من جهته يؤكد عبد الفتاح الجرموزي – عسكري في وزارة الدفاع يؤكد أن أهمية المشروع القرآني تكمن في أنه صنع أمة” موحدة تحت قيادة واحده وكان له التأثير الكبير والواضح في واقع الحياة، وفي فترة وجيزة أحدث نقلة” نوعية في جميع المجالات ومن أبرزها وأهمها المجال العسكري، لأن المرحلة والأحداث التي نمر بها ونشاهدها تتطلب بذل الجهد في هذا المجال أكثر، مع السعي الدؤوب والمستمر للنجاح في المجالات الأخرى اقتصاديا وزراعيا وغيرها من المجالات.
وأضاف: كما أنه أحدث تغييرا” كبيرا” في واقع الحياة فبدل ان كان واقعنا الداخلي يعيش حالة من الانقسام والفرقة والشتات والتناحر والثارات والعداوة فيما بين أبناء المجتمع، أصبح اليوم شعبنا وبلدنا بفضل المشروع القرآني يعيش الإخوة الإيمانية التي دعا إليها القرآن الكريم وحث عليها وجعلها من أهم المبادئ الإيمانية، وبدل ان كانت بوصلة العداء موجهة ما بين أبناء الأمة كما سعى ويسعى المنافقون من أبناء هذه الأمة حرفها ووجهها نحو العدو الحقيقي الذي حدده ووضحه الله وامرنا وحثنا على معاداته في القرآن الكريم، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) صدق الله العظيم.

المشروع القرآني أفشل مخططات الأعداء
ويقول خالد الرفادي -مشرف الإحسان بمديرية آزال: في الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه : بفضل الله تعالى تحرك هذا الرجل العظيم بهذا المشروع القرآني اعاد إلينا ولأمتنا العربية والإسلامية الوعي بأعدائها الحقيقيين الذين نص عليهم القرآن الكريم، أعاد إلينا ثقافة كِدنا ننساها أو اخفوها عنا الرؤساء وعلماء السلطة، كما وضح لنا حقيقة من نحن ومن هم، وأوجد عندنا حماساً ودافعاً لمواجهة الأعداء الحقيقيين وهم اليهود والنصارى وأتباعهم، واليقظة لكل ما يريدونه وإفشال خططهم، وأيضا وضّح لنا طبيعة العِداء الذي يحملوه للأمة العربية والإسلامية وعن الخطر الذي يترتب على وجودهم في المنطقة العربية وعن اخطارهم أخلاقياً ودينياً وثقافياً وفكرياً.
وأشار الرفادي إلى أن هذه النهضة والوعي في مجتمعنا ماهي إلا نتيجة لهذا المشروع القرآني وخير شاهد على إنجازات وثمرة هذا المشروع هو ما نشاهده من تغيرات على أرض الواقع في عدة جوانب ومنها: الجانب العسكري وتطوره في القدرات والتصنيع العسكري وتوجيه هذا السلاح ضد أعداء الله، وكذلك في الجانب الأمني من خلال القبض وكشف عدة خلايا تجسسية تتبع عدة دول، وأيضا الجانب الزراعي من خلال التوجه إلى الاكتفاء الذاتي، وأما في الجانب الثقافي والتوعوي هناك أنشطة واسعة ومكثفه سواء في الأمسيات والوقفات القبلية والشعبية والندوات وما نشاهده من الخروج المليوني في المظاهرات بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات وهذا الزخم الكبير هو نتيجة هذا المشروع القرآني.

مشروع توعوي نهضوي حضاري
فيما تُعدد سمية الذاري – ناشطة ثقافية- أبرز سمات المشروع القرآني قائلة: ان هذا المشروع صحح واقع الأمة بدءاً من التصحيح الثقافي وهو الخطوة الأولى لإصلاح وتغيير واقع مرير عاشه اليمن لعقود من الزمن، حيث لا يمكن أبدا بأي حالٍ من الأحوال تغيير واقع الأمة وإصلاحها إلا بتصحيح ثقافتها.
وأوضحت الذاري أن معظم الدروس والمحاضرات التي قدمها الشهيد القائد رضوان الله عليه تناولت الكثير من المفاهيم المغلوطة سواءً منها ما كان سائداً في داخل الطائفة الزيدية أو خارج طائفته بشكلٍ عام .. وليس نقداً لمجرد النقد وليس من باب التهجّم أو الاحتقار ولا لهدف الإساءة إنما لهدف التغيير وتصحيح الواقع وإصلاح الوضع السيء الذي وصلت إليه الأمة .. فهذا المشروع تنويري، نور بصائر يقدم ويصنع وعياً عالياً تجاه الواقع والمسؤولية والأحداث المتغيرات من خلال القرآن الكريم الذي هو نور ومعنى ويعطيك البصيرة ويرشدك إلى الموقف الصحيح والحق وإلى التقييم الدقيق .
وقالت : المشروع القرآني هو مشروعٌ توعويٌ وقراءةً واقعيةً للأحداث والمتغيرات، كما انه مشروع أخلاق وقيم يهدف لإعادة الأمة من جديد إلى قيمها وأخلاقها القرآنية لأن ما يستهدفنا فيه أعداؤنا هو القيم والأخلاق، وهو كذلك مشروع نهضوي يترتب عليه تحريك الأمة وتفعيلها إلى الأعلى من حالة الصمت إلى الموقف، من حالة القعود إلى القيام والتحرك، ثم يقدم المقومات اللازمة للنهضة بالأمة وانتشالها من واقع الوهم والضعف والعجز والتخلف.
وزادت بالقول : ومن مميزات المشروع القرآني أنه واقعي يلامس ويقدّر الواقع ويرسم معالم واقعية يمكن للأمة أن تتحرك فيها من نفس الظرف الذي هي فيه، ويرتقي بها إلى الأعلى خطوةً خطوة ودرجةً درجة وهكذا، كما أنه مرحليٌ من جانب يرتقي بالأمة وفقاً للمراحل بمقتضيات كل مرحلة وما يناسبها يواكب المستجدات والأحداث والمتغيرات، وهو أيضاً مشروعٌ حضاريٌ وبنّاء حيث قدم من القرآن الكريم المقومات الحضارية اللازمة، وهذه المسألة مهمة للغاية لأنه لدى الكثير في التثقيف الديني والتعليم الديني ما يفصل الدين تماماً عن الحياة وكأنه لا صلة له بالحياة ولا أثر له في الحياة ولا قيمة له.

مقالات مشابهة

  • كهرباء الحديدة تُحيي الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني: أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • في الذكرى السنوية للشهيد القائد: المشروع القرآني دستور ومنهاج حياة أحدث تغييراً جذرياً على أرض الواقع
  • مدرسة النبوة وتلميذها القائد الشهيد
  • في حضرة القرآن ومحراب الجهاد تتجلى عظمة الشهيد القائد
  • مفتي الجمهورية: رسالة سيد المرسلين عامة وخاتمة ومعجزتها القرآن الكريم خالدة باقية
  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • الشهيد القائد.. مشروع حياة في عهود الظلام
  • الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير