رمضان 2025 في فلسطين: عادات وتقاليد تعبق بالروحانية والموروث الثقافي
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
رمضان 2025، يعتبر شهر رمضان في فلسطين من أبرز الفترات التي يعبر فيها الفلسطينيون عن التلاحم الأسري والديني، حيث يتجلى فيها التراث الشعبي الفلسطيني العريق، يتسم الشهر الفضيل في فلسطين بجوٍ من الروحانية والاحتفال الذي لا يخلو من العادات المميزة، بدءًا من طريقة الاستعداد لاستقبال رمضان، مرورًا بالملابس التقليدية، وصولًا إلى الأطعمة الشهية والطقوس الدينية التي تميز هذا الشهر الكريم.
في فلسطين، تبدأ الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان قبل أسابيع، حيث تُزين الشوارع والمساجد بالأضواء والفوانيس، وتنتشر رائحة البخور في البيوت.
يحرص الفلسطينيون على تنظيف المنازل وتجهيزها لاستقبال الشهر الفضيل، وفي بعض المدن، يتم تعليق الزينة في الشوارع، وتُضاء الفوانيس على النوافذ، كما تبدأ الأسواق في عرض التمور، المكسرات، والعصائر التي تعد من الضروريات على مائدة الإفطار.
رمضان 2025 في فلسطين: عادات وتقاليد تعبق بالروحانية والموروث الثقافيفي ليلة رؤية الهلال، يجتمع الفلسطينيون في المساجد والساحات للاحتفال بقدوم الشهر، وتُطلق الألعاب النارية في بعض المدن تعبيرًا عن الفرح، وتُعتبر هذه اللحظات بداية روحانية تحمل الكثير من الأمل والسكينة لجميع أفراد العائلة.
الزي التقليدي في رمضان بفلسطينيتمسك الفلسطينيون بارتداء الملابس التقليدية في المناسبات الرمضانية. حيث يظهر الرجال في الجلباب الفلسطيني وهو زي طويل يشتهر بتطريزاته الجميلة المصنوعة يدويًا، وتنتشر الألوان الداكنة مثل الأسود والأزرق مع الزخارف المنمقة، في بعض المناطق، يرتدون الكسوة وهي العباءة التقليدية التي تميزهم.
الزي التقليدي في رمضان بفلسطينأما النساء، فتظهر في الثوب الفلسطيني المعروف بتطريزاته الفلكلورية المتقنة التي تختلف من منطقة إلى أخرى، مثل الثوب الكنعاني، الثوب النابلسي، أو الثوب الخليل.
هذه الملابس تمثل جزءًا من الهوية الفلسطينية، وتزداد أهمية في رمضان حيث يُعتبر ارتداء الثوب في العائلات الفلسطينية رمزًا للأصالة والتقاليد العريقة.
أشهر الأكلات الرمضانية الفلسطينيةتعتبر المأكولات الفلسطينية جزءًا مهمًا من الاحتفال برمضان، وتتميز بتنوعها وثرائها بالنكهات الشهية التي تحاكي الموروث الثقافي الفلسطيني، من أشهر الأكلات التي تقدم خلال شهر رمضان في فلسطين:
- المسخن: هو طبق تقليدي يتكون من الدجاج المشوي مع السماق، البصل، وزيت الزيتون، ويُقدم مع خبز الطابون.
- الفتوش: سلطة فلسطينية لذيذة مكونة من الخضروات الطازجة مع الخبز المحمص، وتُضاف إليها الصلصة الخاصة.
- المنسف: طبق تقليدي مشهور في مناطق معينة من فلسطين، يتكون من اللحم المطهو مع الأرز واللبن.
- الزلابية: حلويات مقلية تُغطى بالعسل وتتميز بطعمها المقرمش.
- القطايف: حلوى رمضانية محشوة بالمكسرات أو الجبن، وتُقلى أو تُخبز وتُغطى بالقطر.
- الحمص والفول: تُقدَّم كوجبات خفيفة خلال السحور أو الإفطار، وتُعتبر من الأطعمة المفضلة في رمضان.
تُكمل هذه المأكولات العديد من المشروبات الرمضانية مثل عصير التمر الهندي والسوس، التي تقدم بكثرة على موائد الإفطار.
الطقوس الدينية والروحانية في رمضان في فلسطينيشتهر رمضان في فلسطين بجوٍ من العبادة والروحانية التي تنبض في أرجاء البلاد. تبدأ الطقوس الدينية مع صلاة التراويح في المساجد، حيث تكتظ المساجد بالمصلين لأداء هذه الصلاة التي تُقام في جو من التضرع والخشوع.
من العادات الفلسطينية أيضًا قراءة القرآن الكريم بشكل جماعي في المساجد، وتحرص العديد من العائلات على تلاوته في منازلهم وتُخصص العديد من الجمعيات الخيرية موائد الرحمن لإفطار الصائمين، حيث يتم تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين في هذا الشهر المبارك.
الطقوس الدينية والروحانية في رمضان في فلسطينإحياء ليلة القدر لها طابع خاص في فلسطين، حيث يحرص الفلسطينيون على إحياء هذه الليلة بالصلاة والدعاء، خاصة في المسجد الأقصى الذي يُعتبر وجهة إيمانية للعديد من الفلسطينيين، يكتظ المسجد بالمصلين الذين يطلبون المغفرة والرحمة من الله تعالى.
أما بالنسبة للسحور، فغالبًا ما يكون جماعيًا في العائلات الفلسطينية، حيث يتجمع أفراد الأسرة لتناول وجبة السحور معًا، ويتناولون فيها الأطعمة التي تمدهم بالقوة طوال ساعات الصيام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رمضان 2025 الاحتفال بشهر رمضان شهر رمضان 2025 التراث الشعبي الفلسطيني موقع الفجر بوابة الفجر رمضان فی فلسطین فی رمضان التی ت
إقرأ أيضاً:
عادات رمضانية تقاوم الاختفاء
تعيد المناسبات الدينية والشعائر التعبدية التذكير ببعض العادات المرتبطة بها سواء تلك المستمرة معها، أو المختفـية بسبب التطور والتحديث الذي طال الأدوات والوسائل المرتبطة بالشعائر المقامة فـي المساجد، فمثلا لم يُعد للكتاتيب دور فـي التعليم وتربية النشء على القراءة والتجويد والكتابة، إذ حلت محلها المدارس وروض الأطفال، وقس على ذلك العديد من طرق التدريس ونشر العلم، والمؤذن لم يعد يصعد إلى المنارة للأذان، فقد ساعدت مكبرات الصوت على رفع الأذان وإسماعه إلى أماكن أبعد. والمدافع التي تطلق طلقاتها إيذانا بموعد الإفطار اُستغني عنها، وبقيت كتراث توظفه بعض المدن لإحياء الذاكرة الشعبية المرتبطة بشهر رمضان. ولأننا فـي ظفار لم نسمع طلقات المدافع المرتبطة برمضان، ولم نرَ الفوانيس الدالة على الشهر الكريم لدى بعض المجتمعات، فإننا سنسرد بعض العادات التي تُذكرنا بالشهر الفضيل، فعلى سبيل المثال يُستقبل رمضان فـي بعض مناطق ظفار بعبارات الترحيب فـيردد الناس:
«مرحب مرحب يا رمضان وأهلا وسهلاً بشهر الصِّيام
ويا مرحبًا بِكَ خير الضُّيوف وأهلاً وسهلاً بِشهرِ القِيَام»
هذا الترديد بدأ بالتلاشي تدريجيا ولم يعد متداولا كما فـي السابق.
توجد عادة أخرى تقام فـي شهر رمضان مثل «قراءة السيرة النبوية ونظم من الموالد والأشعار الدينية بعد صلاة الظهر فـي شهر رمضان، وتسبيحات رمضان جماعيا بعد صلاة الفجر وصلاة العصر وبعد ركعة الوتر من صلاة التراويح والتسبيحات هي: «أشهد أن لا إله إلا الله نستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار» هذه العادة أصبحت نادرة فـي بعض المناطق.
أتذكر أنه فـي بعض المساجد فـي منتصف التسعينيات، يقوم الإمام بالجهر بنية الصيام، بعد صلاتي المغرب وصلاة التراويح فـيردد الإمام وخلفه المصلين «نويت صوم غد عن أداء شهر رمضان هذه السنة لله تعالى» لا تزال هذه العادة مستمرة فـي بعض المساجد.
من العادات التي انقطعت تماما عادة الترحيم فـي السَحر، حيث يعد المؤذن إلى منارة المسجد ويردد بصوت عالٍ
«قم يا نائم الليل كله... عادك با تزور المقابر وباتنام الليل كله
قم يا نائم ...وحد الدائم... اغنم الغنائم».
ثم يردد «سبحان من رفع السماوات بغير عمد، سبحان من بسط الأرض على ماء فجمد، سبحان من خلق الخلق فأحصاهم عدد، سبحان من قسم الأرزاق ولم ينس أحد، سبحان من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد».
وتقام هذه العادة لحث النائمين على قيام الليل والتهجد، قبل موعد آذان الفجر.
ومثلما استقبل شهر رمضان بالتهليل يُودع كذلك بقراءة القرآن وختمه، فـيردد الصائمون تهلولة «ودع مودع يا رمضان.. شهر البركة والإحسان.. نعوده فـي خير يا رمضان».
يُختم قراءة القرآن فـي بعض المساجد فـي النصف الثاني من العشر الأواخر من شهر رمضان و«يُقرأ فـي الصلاة سورة الضحى إلى آخر القرآن، وبعد الصلاة يدعون دعاء ختم القرآن ثم يقرؤون القوافـي الفزارية التي تنسب إلى الشاعر عويف بن عقبة بن معاوية الفزاري الذي سمي عويف القوافـي وكان من شعراء القرن الثاني الهجري. لقد أصبحت ختمة رمضان مقتصرة على دعاء ختم القرآن بعد التراويح إلى جانب المدح اليومي».
إن الكتابة عن العادات المنسية المرتبطة بمناسبات دينية أو اجتماعية ما هي إلا محاولة للتذكير بها والاحتفاظ بها ولو فـي التدوين، خاصة وأننا نشهد تلاشي عادات وإحلال أخرى محلها، وهذه سنة الكون والتغيير والتبديل، ومع ذلك يتوجب الكتابة عن ثقافة العادة خاصة شقها الشفوي لما لها من دلالات وقيم ثقافـية وإنسانية.