كريم زيدان…الرجل الذي يواجه معادلة الاستثمار والتنمية في مغرب لا ينتظر
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
زنقة 20. الرباط – الرحالي عبد الغفور
عندما يتحدث البعض عن الاستثمار، يبدو لهم مجرد أرقام تُضخ، وصفقات تُبرم، واتفاقيات تتوالى على طاولات المسؤولين. لكن الواقع أعقد من ذلك، فالمغرب الذي يخطو بثبات نحو اقتصاد أكثر تنافسية لا يحتاج فقط إلى استثمارات تتدفق، بل إلى رؤية تجعل هذه الاستثمارات ذات معنى، تؤثر في حياة الناس، وتغير واقع المدن والقرى، وتفتح أبوابًا كانت موصدة أمام طاقات لم تجد بعد منفذًا لتحقيق ذاتها.
في قلب هذه الدينامية، يأتي كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، ليجد نفسه أمام تحدٍّ مزدوج: كيف يجعل من المغرب أرضًا جاذبة لرأس المال، وكيف يضمن أن لا يكون الاستثمار مجرد حبر على ورق، بل محركًا حقيقيًا لاقتصاد يليق بتطلعات وطن يسابق الزمن؟
ما يواجهه هذا الرجل ليس مجرد ملفات تقنية تُناقش في الاجتماعات المغلقة، بل واقع معقد حيث تتداخل العوائق البيروقراطية، والتحديات التمويلية، والرهانات الجيوسياسية. المغرب، رغم تقدمه في المؤشرات الدولية، لا يزال يواجه منافسة شرسة من دول أخرى تقدم بدورها تسهيلات ومغريات لجذب المستثمرين.
وهنا، لا يكفي أن نُعلن عن مشاريع عملاقة، بل يجب أن نوفر بيئة عمل تحفز على الإنتاجية، وتحمي المستثمر من المتاهات الإدارية، وتعطي للفاعلين الاقتصاديين الثقة الكافية في استقرار القوانين والسياسات. فهل يمكن الحديث عن استثمار حقيقي في ظل قوانين تتغير بتغير الحكومات؟
لكن الاستثمار وحده لا يكفي. قد نملأ البلد بالمصانع والمشاريع، ولكن إذا لم تكن هناك سياسة منسجمة تربط بين مختلف القطاعات، فإننا سنجد أنفسنا أمام جزر معزولة، حيث يعمل كل قطاع بمنطق مختلف، وحيث تضيع الموارد بين سوء التخطيط وضعف التنسيق.
كريم زيدان ليس فقط وزيرًا للاستثمار، بل هو أيضًا رجل التقائية السياسات العمومية، أي الرجل الذي يُطلب منه أن يجعل من الحكومة جسدًا واحدًا لا مجموعة أيدٍ تتحرك في اتجاهات متناقضة. وهنا تكمن المهمة الأصعب: كيف يمكن أن نجمع بين الاقتصاد والتعليم، بين الصناعة والبحث العلمي، بين الفلاحة والتجارة، بحيث تكون كل هذه القطاعات متشابكة في نسيج تنموي واحد؟
ثم تأتي المهمة الثالثة: التقييم. في هذا البلد، اعتدنا على إطلاق المشاريع الكبرى، لكننا نادرًا ما نتوقف لنسأل: هل نجحت؟ هل حققت أهدافها؟ هل كانت مجرد إعلان سياسي أم تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس؟ قليلون هم من يتحملون مسؤولية وضع الحكومات أمام مرآة أفعالها، وهنا يبرز رهان التقييم كأحد أعمدة نجاح السياسات العمومية. لكن السؤال المطروح: هل نملك في إدارتنا ثقافة التقييم، أم أننا نفضل الاستمرار في الخطأ على أن نعترف به؟
كريم زيدان لا يقف فقط أمام أوراق الميزانيات والتقارير، بل أمام معادلة أعمق: كيف نجعل من الاستثمار وسيلة لخلق الثروة، ومن السياسات العمومية آلية لتحقيق العدالة التنموية، ومن التقييم أداة لقياس النجاح بدل تبرير الفشل؟ إنها ليست مجرد حقيبة وزارية، بل ورشة مفتوحة على كل احتمالات النجاح والإخفاق. فهل سينجح الرجل في إقناع المستثمرين بأن المغرب هو الوجهة التي لا بديل عنها؟ وهل سيتمكن من جعل الحكومة تتحدث لغة واحدة بدل لغات متفرقة؟ وهل سيجرؤ على كسر ثقافة المجاملة ليضع كل مسؤول أمام مسؤوليته الحقيقية؟ الأسئلة كثيرة، لكن الزمن وحده يملك الإجابة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: السیاسات العمومیة کریم زیدان
إقرأ أيضاً:
اليوم.. منتخب مصر يواجه جنوب أفريقيا في تصفيات بطولة المحليين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يخوض منتخب مصر للمحليين تحت قيادة وائل رياض، المدير الفني، اليوم الأحد، مواجهة صعبة أمام نظيره منتخب جنوب أفريقيا، في المرحلة الأولى بالتصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا للمحليين.
وتُقام مباراة الذهاب على استاد فري ستيت بمدينة بلومفونتين في تمام الخامسة عصر الأحد.
أما مباراة الإياب فتقام يوم الأحد ٩ مارس المقبل الساعة التاسعة مساءًعلى استاد هيئة قناة السويس في الإسماعيلية.
ويقود السنغالي عيسى سي طاقم تحكيم مباراة الذهاب في جنوب أفريقيا ويعاونه كل من جبريل كامارا ونوحا بانجورا بينما أمادو سي حكم رابع. ويقود وائل رياض المنتخب المصري للمحليين ويعاونه شريف عبدالفضيل وأحمد رؤوف.
وفي حالة تجاوز المنتخب المصري تلك المرحلة سيواجه الفائز من مواجهة جزر القمر أمام مالاوي، لتحديد الفريق الأول المتأهل إلى كأس أمم أفريقيا للمحليين.
وأكد وائل رياض المدير الفني للفريق على ثقته في مجموعة اللاعبين المختارين لتمثيل مصر بالشكل الأفضل أمام منافس قوي بالرغم من ضيق الوقت قبل المباراة.
وكان وائل رياض المدير الفني لمنتخب مصر للمحليين أعلن قائمته استعدادا لخوض تصفيات أمم أفريقيا للمحليين.
وجاءت قائمة منتخب مصر للمحليين:حراسة المرمى: محمود أبوالسعود «المقاولون العرب» - حسين زكري «وي» - محمد أبوالنجا «وادي دجلة» - أحمد طارق سليمان «بروكسي».
خط الدفاع: أيمن أشرف «البنك الأهلي» - محمود إبراهيم (ميشو) «القناة» - عبدالرحمن صميدة «غزل المحلة» - مهاب سامي «إنبي» - أحمد عيد «المصري» - لؤي وائل «المقاولون العرب» - سيد عبدالله (نيمار) «البنك الأهلي» - شريف رضا «سموحة» - أحمد خالد «منتخب السويس».
خط الوسط: محمد صادق «سيراميكا كليوباترا» - أحمد خالد (كباكا) «مودرن سبورت» - رامز ميلاد «أبو قير للأسمدة» - محمد عنتر«المقاولون العرب» - محمود دياسطي «وادي دجلة» - يوسف الجوهري «المصري» - مصطفى جمال «المقاولون العرب» - محمود طلعت «وادي دجلة» - محمد بهاء «وي» - محمد مجدي «أبو قير للأسمدة».
خط الهجوم: مروان عثمان «سيراميكا كليوباترا» - محمد السيد (شيكا) «كهرباء الإسماعيلية» - علي حسين «وادي دجلة».
وعلى الجانب الآخر، يلتقي منتخب الجزائر أمام الفائز من جامبيا أمام الجابون، لتحديد المتأهل الثاني لكأس أمم أفريقيا للمحليين.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" أجرى قرعة لبطولة أمم أفريقيا للمحليين المُقررة لها أغسطس المقبل، وفي حالة تأهل المنتخب المصري سيتواجد في المجموعة الثالثة بالبطولة.
وجاءت قرعة كأس الأمم الأفريقية للمحليين كالتالي:المجموعة الأولى: كينيا - المغرب - أنجولا - الكونغو الديمقراطية - زامبيا
المجموعة الثانية: تنزانيا - مدغشقر - موريتانيا - بوركينا فاسو - إفريقيا الوسطى.
المجموعة الثالثة: أوغندا - النيجر - غينيا - «المتأهل الثاني من التصفيات» - «المتأهل الأول من التصفيات».
المجموعة الرابعة: السنغال - الكونغو - السودان - نيجيريا.
وتأجلت انطلاق موعد إقامة بطولة أمم أفريقيا للمحليين من فبراير إلى شهر أغسطس ٢٠٢٥.