يُعَدُّ شهر شعبان فرصةً ثمينةً للمسلمين للاستعداد الروحي والعملي لاستقبال شهر رمضان المبارك، من خلال استثمار هذا الشهر في العبادة والتقرب إلى الله، يمكن للمؤمن أن يجعل رمضان هذا العام مختلفًا ومميزًا.
 

 فضل شهر شعبان:

شهر شعبان هو الشهر الثامن من التقويم الهجري، ويُعَدُّ من الأشهر المباركة التي تسبق شهر رمضان.

يُستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة. وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شعبان، كما ورد في الأحاديث النبوية.

كيفية الاستعداد لرمضان في شعبان:

1. الصيام التطوعي: يُستحب الإكثار من الصيام في شهر شعبان، تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم. فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم استكمل صيامَ شهرٍ قطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ صيامًا منه في شعبانَ".


2. قراءة القرآن: البدء في قراءة القرآن وتدبر معانيه خلال شعبان يُعين المسلم على الاستمرار في ذلك خلال رمضان، ويُهيئ القلب لاستقبال نفحات الشهر الكريم.


3. الدعاء والاستغفار: الإكثار من الدعاء والاستغفار في هذا الشهر يُطهِّر القلب ويُهيئ النفس للتوبة والإنابة في رمضان.


4. الصدقة: التصدق على المحتاجين يُنمِّي روح العطاء ويُعزز مشاعر الرحمة والتكافل الاجتماعي، مما يُهيئ المسلم لمزيد من البذل في رمضان.


5. قيام الليل: الاعتياد على قيام الليل في شعبان يُسهِّل على المسلم أداء صلاة التراويح والتهجد في رمضان.

 

فضل ليلة النصف من شعبان:

تُعَدُّ ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يُستحب إحياؤها بالعبادة والدعاء. وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية تحث على قيام ليلها وصيام نهارها.

أدعية مستحبة في شعبان:

يُستحب للمسلم الإكثار من الدعاء في شهر شعبان، ومن الأدعية المأثورة:

"اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، ظَهْرَ اللَّاجِئِينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}".

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَوْفِيقَ أَهْلِ الْهُدَى، وَأَعْمَالَ أَهْلِ الْيَقِينِ، وَمُنَاصَحَةَ أَهْلِ التَّوْبَةِ، وَعَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ، وَجِدَّ أَهْلِ الْخَشْيَةِ، وَطَلَبَ أَهْلِ الرَّغْبَةِ، وَتَعَبُّدَ أَهْلِ الْوَرَعِ، وَعِرْفَانَ أَهْلِ الْعِلْمِ، حَتَّى أَخَافَكَ".

 

خطوات عملية للاستعداد لشهر رمضان 


مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يُعَدُّ شهر شعبان فرصة ذهبية للاستعداد الروحي والعملي لاستقبال هذا الشهر الفضيل. من خلال اتباع خطوات عملية في شعبان، يمكننا جعل رمضان هذا العام مختلفًا ومليئًا بالبرك،  فيما يلي بعض الخطوات المقترحة:

1. التوبة الصادقة: يُستحب البدء بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والمعاصي، والعودة إلى الله بقلب صادق. قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].

2. الدعاء ببلوغ رمضان: كان النبي ﷺ يدعو قائلاً: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" . لذا، يُستحب الإكثار من هذا الدعاء في شعبان.

3. الصيام التطوعي: كان النبي ﷺ يُكثر من الصيام في شعبان. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان" .

4. قراءة القرآن الكريم: البدء بقراءة القرآن في شعبان يُعين على ختمه في رمضان. قال سلمة بن كهيل: "كان يُقال شهر شعبان شهر القراء" .

5. التخطيط للعبادات: وضع خطة عملية للعبادات في رمضان، مثل تحديد أوقات الصلاة، وقراءة القرآن، والصدقة، والقيام. هذا يساعد على الاستفادة القصوى من الشهر الكريم.

6. إبراء الذمة من الصيام الواجب: يجب قضاء ما فات من صيام واجب قبل دخول رمضان، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: "فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى" .

7. الإكثار من الذكر والاستغفار: الاستمرار في ذكر الله والاستغفار يُطهر القلب ويُهيئه لاستقبال رمضان بروح نقية.

 

أدعية مستحبة في شهر شعبان:

"اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان."

"اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي يوم لقائك نورًا."

"اللهم إني أسألك في هذا الشهر المبارك أن تغفر لي ولعائلتي، وأن تفتح لنا أبواب رحمتك، وتقبل منا صالح الأعمال."

 

في الختام، يُعَدُّ شهر شعبان فرصةً ثمينةً للمسلمين للاستعداد الروحي والعملي لاستقبال شهر رمضان المبارك. من خلال استثمار هذا الشهر في العبادة والتقرب إلى الله، يمكن للمؤمن أن يجعل رمضان هذا العام مختلفًا ومميزًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شعبان شهر شعبان رمضان شهر رمضان شهر رمضان المبارك الإکثار من شهر شعبان شهر رمضان هذا الشهر من الصیام فی شعبان فی رمضان شعبان ی ی ستحب فی شهر صیام ا

إقرأ أيضاً:

ماذا نقول في سجود الشكر؟.. إليك طريقة أدائها وفضلها

سجود الشكر تكون سجدة واحدة ويؤديها المسلم عند حدوث نعمة له أو زوال نقمة كبيرة عنه، ويؤديها المسلم حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا، حيث أوجب الله تعالى على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه.

وفي السطور التالية نتعرف على كيفية سجود الشكر وشروطها وماذا نقول عند أدائها..

دعاء السجود في قيام الليل .. اعرف ماذا يقال في هذا الوقتكيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح

هل سجود الشكر بدعة؟

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن سجود الشكر تكون سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا.

وأضافت أن الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وقَرن سبحانه الذكر بالشكر في كتابه الكريم حيث قال: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، مع علو مكانة الذكر التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، ووعد الله تعالى بنجاة الشاكرين من المؤمنين وجزائهم خير الجزاء حيث قال: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 147]، وقال تعالى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145]، وقال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].

وتابعت الإفتاء، "لوجوب شكر نعمة الله تعالى على عباده شُرِعت سجدة الشكر عند حدوث نعمةٍ أو دفعِ بليةٍ، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء الشيء يُسَرُّ به خَرَّ ساجدًا شُكْرًا لله تعالى» رواه أبو داود، والترمذي -واللفظ له-، وابن ماجه في "سننهم".

واستشهدت دار الإفتاء، بما روى الإمام أحمد في "المسند" بسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتوجَّه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرَّ ساجدًا فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قد قَبض نفسَه فيها، فدنوتُ منه فجلستُ، فرفع رأسه، فقال: «من هَذا؟»، قلت: عبد الرحمن، قال: «ما شأنك؟»، قلت: يا رسول الله، سجدتَ سجدةً خشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قَبض نفسك فيها، فقال: «إنَّ جبريل عليه السلام أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: مَن صَلَّى عليك صليتُ عليه، ومَن سَلَّم عليك سلمتُ عليه، فسجدت لله عزَّ وجل شكرًا».

وأوضحت أن الشافعية والحنابلة ومحمد وأبو يوسف من الحنفية ذهبوا إلى أَنَّ سجدة الشكر من السُّنَن المستحبة

كيفية سجود الشكر

وفي السياق ذاته، قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن سجود الشكر شُرع أداؤها عند حصول العبد على نعمة من الله أو دفع نقمة عنه.

وأوضح «عاشور» في تصريحات سابقة، أن صلاة الشكر ليست بدعة، بشرط أن تكون بسبب حصول نعمة للإنسان أو زوال نقمة عنه أو ضرر، مشيرا إلى أن نعم الله على جميع خلقه؛ لا تعد ولا تحصى.

وأكد لا يختلف سجود السهو عن سجود الصلاة، فكلاهما سجود ويسبح ذات التسبيح أيضا، فيقول: "سبحان ربي الأعلى".

مقالات مشابهة

  • ماذا نقول في سجود الشكر؟.. إليك طريقة أدائها وفضلها
  • هتتخلص من نص وزنك .. فوائد الصيام المتقطع بعد العيد
  • علي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟
  • إسرائيل: نتنياهو يشكر ترامب على دعوته ليكون أول زعيم يلتقيه بعد فرض الرسوم الجمركية
  • ماذا بعد رمضان؟.. الإفتاء توضح كيفية التخلص من الفتور في العبادة
  • جامع الشيخ زايد في سولو يطلق مبادرات خيرية وإنسانية بإندونيسيا
  • خطوات بسيطة.. إزي تسجل شقتك فى الشهر العقاري؟
  • خائفون.. ماذا قال إسرائيليون عن لبنان؟
  • خطيب المسجد النبوي: الصيام مشروع في كل الشهور وليس رمضان فقط
  • حكم تداول رسائل توديع شهر رمضان المبارك .. دار الإفتاء ترد