يشعر الباحثون بالقلق من أن المواد الكيميائية الموجودة في عبوات وأواني الطعام يمكن أن تتسرب إلى الطعام وتصل إلى الجسم، هذا القلق تبرره دراسة حديثة قدمت دليلًا على التعرض البشري الواسع النطاق للمواد الكيميائية السامة التي تُستخدم في تغليف الأطعمة ومعالجتها وتخزينها.

وجد الباحثون، بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة علوم التعرض وعلم الأوبئة البيئية (جي إي إس إي إي)، ما يقرب من 3600 مادة كيميائية مختلفة في أجسام البشر، من بين أكثر من 14 ألف مادة كيميائية تم تتبعها في تلك الأغلفة.

مواد كيميائية تخترق أجسامنا

يوضح الباحثون أن نحو 80 من هذه المواد الكيميائية تم تحديدها على أنها تتمتع بخصائص عالية الخطورة بشكل خاص على صحة الإنسان.  

ويعتقد مارتن شيرينغر أستاذ الكيمياء البيئية في جامعة ماساريك أن "العدد الفعلي للمواد الكيميائية الضارة التي يمكن أن يصل إلى جسم الإنسان قد يكون أعلى من ذلك"، ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أن "العديد من هذه المواد الخطرة الموجودة في مواد ملامسة للجسم تجاهلتها الدراسات السابقة".

ومع ذلك، حذر الباحث المشارك في الدراسة من أن هذه المواد الكيميائية تنتقل من البلاستيك إلى الطعام، مشيرًا إلى عينة واحدة تحتوي على ما يصل إلى 30 مادة كيميائية مختلفة عثر عليها بالفعل في أجسام البشر.

جوهر المشكلة الأكبر هو صعوبة التخلص من هذه المواد لأنها تشكل لبنة أساسية في البلاستيك الصلب والشفاف والمرن (شترستوك)

ومن بين المواد الكيميائية التي تم تحديدها البنزوفينون، وهي مادة ثابتة ومتراكمة بيولوجيا وسامة (فئة من المواد الكيميائية تقاوم التحلل وتستمر في البيئة لفترات طويلة) تُستخدم على نطاق واسع في منتجات العناية الشخصية والمنتجات المنزلية، مثل النظارات الشمسية وتغليف الأطعمة ومنتجات الغسيل للحماية من الأشعة فوق البنفسجية.

إعلان

بالإضافة إلى ذلك، عثر العلماء على مواد كيميائية ضارة مثل الستايرين والكادميوم، فقد وجد الباحثون مادة الفاعلات بالسطح الفلورية، المعروفة باسم الكيميائيات الدائمة (الأبدية) لقدرتها على مقاومة التحلل الكيميائي والبيولوجي، ويشيع استخدامها في حياتنا اليومية في تغليف عبوات الأطعمة والمشروبات وغيرها من المنتجات.

وأكد الباحثون وجود مواد كيميائية أخرى مثل "البيسفينول أ" التي تشكل مخاطر صحية كبيرة، وكانت تصدرت عناوين الأخبار على مدى سنوات حول ما إذا كانت تضرنا أم لا.

وفي حين توصلت الدراسات في هذا النطاق إلى استنتاجات متضاربة، فإن جوهر المشكلة الأكبر هو صعوبة التخلص من هذه المواد لأنها تشكل لبنة أساسية في البلاستيك الصلب والشفاف والمرن المسمى البولي كربونات، وهذا القرب من الطعام هو ما يقلق العلماء.

ترتبط جزيئات "البيسفينول أ" التي تشكل البلاستيك معًا بما يسمى "الرابطة الإسترية"، وهي شديدة الحساسية للحرارة، لذا عندما تقوم بتسخين طعامك في البلاستيك، فإن هذه الحرارة تكسر بعض الروابط، وتطلق المواد الكيميائية في طعامك.

أحد الأسباب التي قد تجعل العلماء يشعرون بالقلق إزاء مادة "البيسفينول أ" هو تعرض البشر لها على نطاق واسع، وقد قدر استطلاع أجرته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على 2517 شخصًا تبلغ أعمارهم 6 سنوات أو أكثر أن 93% من الأميركيين لديهم مستويات يمكن اكتشافها من مادة "البيسفينول أ" في بولهم.

ولا يقتصر الأمر على مادة "بيسفينول أ"، فيمكن أن تتسرب الفثالات، التي تضيف المرونة إلى البلاستيك، إلى الطعام عند تسخينه. وقد ربطت الدراسات الفثالات بأمراض القلب والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.

ورغم كل هذا، لا تزال العديد من المواد الكيميائية غير مدروسة بشكل كافٍ، وتأثيراتها الصحية على المدى الطويل ليست مفهومة بالكامل.

يُنصح بتسخين الطعام في أي شيء غير البلاستيك (شترستوك)

نصائح العلماء

رغم الحظر المفروض في بلدان مختلفة على بعض المواد الكيميائية مثل مادة "البيسفينول أ"، لا تزال العديد من المواد الضارة موجودة بشكل شائع في عبوات الأغذية.

إعلان

وتدعو الدراسة إلى فرض لوائح أكثر صرامة على مادة البيسفينول في المنتجات المتعلقة بالأغذية، وإجراء بحوث أكثر شمولا لمعالجة هذه المخاطر، وتوفير بدائل أكثر أمانًا لحماية الصحة العامة.

يقول شيرينغر "نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية لحماية الصحة البشرية، وخاصة الفئات السكانية المعرضة للخطر من خلال التخلص التدريجي من استخدام هذه المواد الضارة".

ويؤكد ضرورة "إعطاء الأولوية لحماية الصحة البشرية، وخاصة الفئات السكانية المعرضة للخطر من خلال التخلص التدريجي من استخدام هذه المواد الضارة".

ويقول الخبراء إن هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها تجنب هذه المواد الكيميائية والبقاء بصحة جيدة وتقليل كمية البلاستيك الدقيق الذي تتناوله.

ويقترحون بشكل أساسي وضروري الالتزام بتسخين الطعام في أي شيء غير البلاستيك، واستخدام أواني الطهو الخزفية أو الزجاجية أو المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ عند تحضير الطعام.

بعيدًا عن ذلك، فإن الأوعية البلاستيكية الخالية من مادة "البيسفينول أ" ليست هي الحل لأن الأبحاث تشير إلى أن البدائل الأكثر شيوعًا -بيسفينول إس وبيسفينول إف- قد تكون لها تأثيرات مماثلة على الجسم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المواد الکیمیائیة من هذه المواد العدید من

إقرأ أيضاً:

أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر

أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر، يُعتبر الشعر من أبرز علامات الجمال التي تهتم بها الكثير من الأشخاص، ويعكس حالة الجسم والصحة العامة. 

تتأثر صحة الشعر بشكل كبير بالتغذية التي يحصل عليها الجسم، حيث تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا هامًا في تعزيز قوة الشعر ومنع تساقطه.

 لذلك، من الضروري الاهتمام بتناول الطعام المتوازن الذي يوفر العناصر اللازمة للحفاظ على شعر صحي وقوي.

تعرفكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية كافة التفاصيل حول أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر وأفضل الأطعمة التي تساهم في تحسينه.

التغذية السليمة وأثرها على الصحة العامة أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر

الشعر يعتبر من أبرز مظاهر الجمال والاهتمام الشخصي، وتساهم التغذية السليمة بشكل كبير في الحفاظ على صحته وحيويته.

أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر

 فالشعر لا يعتمد فقط على العوامل الخارجية مثل الشامبو والمستحضرات التجميلية، بل يتأثر أيضًا بما نتناوله من طعام. تغذية الجسم بشكل صحيح تؤثر على صحة الشعر، مما يساعد في تقويته، منع تساقطه، وتحفيز نموه. إليكم أبرز العناصر الغذائية التي تساهم في تحسين صحة الشعر:

البروتينات: يعد البروتين من أهم العناصر لبناء الشعر، حيث يتكون الشعر بشكل رئيسي من البروتينات مثل الكيراتين. لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البيض، والمكسرات يساعد في تعزيز صحة الشعر.

الحديد: يُعتبر الحديد ضروريًا لصحته، إذ يساعد في تحسين تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يوفر الأوكسجين والمواد المغذية لبصيلات الشعر. الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ، الكبد، والفاصوليا يمكن أن تساهم في تقوية الشعر ومنع تساقطه.

فيتامين C: يلعب فيتامين C دورًا كبيرًا في إنتاج الكولاجين الذي يعزز بنية الشعر. كما أن فيتامين C يساعد في امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية. يمكن العثور على هذا الفيتامين في الفواكه مثل البرتقال، الفراولة، والفلفل الأحمر.

أحماض أوميغا-3 الدهنية: الأحماض الدهنية أوميغا-3 تساعد في تعزيز صحة فروة الرأس وتحسين لمعان الشعر. توجد أحماض أوميغا-3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، بالإضافة إلى بذور الكتان والجوز.

فيتامين A: يساعد فيتامين A في إنتاج الزهم، وهو الزيت الطبيعي الذي يحافظ على ترطيب الشعر وفروة الرأس. يمكن العثور عليه في الجزر، البطاطا الحلوة، والسبانخ.

الزنك: يعد الزنك من العناصر الأساسية لصحة الشعر، حيث يساعد في نمو الخلايا وتجديد الشعر. يمكن العثور عليه في الأطعمة مثل المحار، اللحوم الحمراء، والفاصوليا.

جفاف البشرة في فصل الشتاء: الأسباب وطرق الوقاية

فيتامين E: يعمل فيتامين E على تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يعزز نمو الشعر. الأطعمة مثل اللوز، بذور دوار الشمس، والأفوكادو هي مصادر غنية بفيتامين E.

نصائح إضافية للحفاظ على صحة الشعرشرب الماء بكثرة: الماء لا يغذي الجسم فحسب، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على رطوبة الشعر من الداخل.تجنب التوتر: التوتر والضغوط النفسية يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر. لذلك من الضروري إدارة مستويات التوتر وممارسة تقنيات الاسترخاء.تقليل استخدام الحرارة: الاستخدام المفرط لمجففات الشعر وأدوات التصفيف الحرارية قد يتسبب في تلف الشعر. يفضل تقليل استخدامها أو استعمالها على درجات حرارة منخفضة. جفاف البشرة المختلطة في فصل الشتاء: الأسباب وطرق العناية

مقالات مشابهة

  • ابتكارات جديدة في البلاستيك الصديق للبيئة
  • أهمية التغذية السليمة لصحة الشعر
  • اختراق مثير للقلق.. واتساب تعترض حملة تجسس استهدفت المستخدمين في 20 دولة
  • ‎أبرز الأطعمة التي قد تقلل من معدل ذكاء الأطفال
  • شركة تجسس إسرائيلية تخترق واتساب..! 
  • إسرائيل تخترق حسابات صحفيين وإعلاميين على واتس آب
  • عاجل.. إسرائيل تخترق تطبيق واتساب وتحصل على معلومات المستخدمين
  • بيان من وزير البيئة بشأن المواد الكيميائية بمنشآت النفط في طرابلس والزهراني
  • أسباب خصم رصيد من عداد الكهرباء الكارت بشكل مفاجئ.. والإجراءات التي يجب اتباعها