البوابة نيوز:
2025-02-02@16:06:47 GMT

لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم أحد أعظم  الكُتَّاب الأحياء على وجه الأرض، الكاتب اليابانى العبقرى هاروكي موراكامي، سيرته الأدبية وخاصة فى الرواية، فى كتابه المهم "مهنتى هى الرواية"عندما سرد تجربته الشخصية،في حديثه عن المدارس كتب:

‫ كان والداي معلِّمَيْن، وقد درَّستُ أنا عددًا من المقرَّرات في جامعاتٍ أمريكيَّة  لكنِّي بصراحةٍ لم أحبَّ المدرسة في حياتي قطّ، ويؤلمني القول إنَّني حين أتذكَّر المدارس التي درستُ فيها، لا أجد الكثير من الذكريات السعيدة.

. وقد اعتذر بذكاء بعدها واضعا بين قوسين كلمة (المعذرة)!

وأكمل حديثه بقوله:  إنَّ مجرَّد التفكير في تلك المدارس يبعث فيَّ انزعاجًا شديدًا!.. على أيَّة حال، أتذكَّر أنِّي حين تخرَّجتُ أخيرًا في الجامعة شعرتُ بارتياح، وقلتُ في نفسي: "رائع! انتهتْ أيَّام الدراسة".. كأن حِملًا أُزِيل عن كاهلي.

وعاد بذاكرته إلى البدايات قائلا: بصراحة، منذ المرحلة الابتدائيَّة وحتى الجامعة، لم أكُن قطُّ طالبًا مجتهدًا!.. فالمدرسة الثانويَّة التي التحقتُ بها في «كوبي»، مدرسةٌ كبيرةٌ تضمُّ أكثر من ستِّمئة تلميذٍ في كلِّ صفّ.. لم أكن مُجِدًّا في دراستي لسببٍ بسيط، وهو أنَّ الأمر كان مملًّا.. لم أكن مهتمًّا بالدراسة، وكانت هناك أشياءٌ أخرى كثيرةٌ في هذه الحياة أمتع من الدراسة مثل قراءة الكتب، والاستماع إلى الموسيقى، والذهاب إلى السينما، والسباحة في البحر، ولعب البيسبول وغيرها.. في ذلك الوقت كانت القراءة بالنسبة إليَّ  أهمَّ من أيِّ شيءٍ آخر. وغنيٌّ عن القول إنَّ هناك أطنانًا من الكتب أكثر إثارةً من أيِّ كتابٍ مدرسيّ.. و‫في منتصف المرحلة الثانويَّة تقريبًا، بدأتُ أقرأ الكتب الإنكليزيَّة بلغتها الأصليَّة. لم تكن لغتي الإنكليزيَّة ممتازة، لكنِّي كنتُ أريد أن أقرأ الروايات بلغتها الأصليَّة، أو الكتب التي لم تُترجَم بعد إلى اليابانيَّة، ولذلك اشتريتُ كومةً من الكتب الإنكليزيَّة من محلٍّ لبيع الكتب المستعملة قرب ميناء «كوبي»، من تلك المحالِّ التي تبيع الكتب بالوزن، ورحتُ   ألتهمها من الغلاف إلى الغلاف، حتى إن لم أفهم كلَّ شيء.. في بداية الأمر كان دافعي هو الفضول، لكنَّ القراءة بالإنكليزيَّة أصبحت بعد ذلك شيئًا أكثر ألفةً كما أظنّ، واستطعتُ أن أقرأ الكتب الإنكليزيَّة بسلاسة.. التهمتُ شتَّى أنواع الكتب في نهمٍ شديد، وكأنِّي أهيلُ الفحم على فرنٍ مشتعل... كنتُ منشغلًا في كلِّ يوم، أستمتع بكتابٍ تلوالآخر، فأهضمها (وفي كثيرٍ من الحالات لم أكن أهضمها جيِّدًا) حتى لم يَعُد لديَّ وقتٌ للتفكير في أيِّ شيءٍ آخر.. أخال أحيانًا أنَّ هذا كان أمرًا مفيدًا لي، فلو أنِّي كنتُ قد نظرتُ أكثر في الأوضاع حولي، وتفكَّرتُ مليًّا فيما بها من تناقضاتٍ وخداعٍ واصطناع، وانغمستُ فورًا في السَّعي إلى أشياءٍ لا يمكنني قبولها..‫ كما أنَّ القراءة الواسعة ساعدت في رؤية الأشياء من منظوراتٍ مختلفة، وأعتقد أنَّ هذا كان مهمًّا للغاية بالنسبة إليَّ في سنِّ المراهقة... فقد خَبِرتُ جميع العواطف التي صوَّرتْها الكتب وكأنَّها عواطفي أنا، وسافرتُ بخيالي عبر الزمان والمكان، ورأيت شتَّى المناظر المذهلة، وسمحتُ للكلمات بشتَّى أنواعها أن تمرَّ عبر جسدي تمامًا. وهكذا.. صار منظوري للحياة أكثر توليفيَّة، أو بعبارةٍ أخرى يمكنني القول إنَّني لم أكن أنظر إلى العالم من المكان الذي كنتُ واقفًا فيه فقط، بل استطعتُ أن أتراجع إلى الوراء قليلًا وأنظر نظرةً «بانوراميَّةً» أوسع...

وقال محدثا لمن يقرأ له: إن كنتَ تنظر دائمًا إلى الأشياء من منظوركَ  وحدك، ستجد العالم يتقلَّص ويتيبَّس جسدك، وتثقل خطواتُك، وتعجز عن الحركة...لكنَّكَ إذا استطعتَ أن تنظر إلى مكان وقوفك من منظوراتٍ أخرى (أي إذا استطعتَ أن تستودع وجودك نظامًا آخر)، فسوف يصبح العالم بالنسبة إليكَ عالمًا ثلاثيَّ الأبعاد، وأكثر مرونة.. وبرأيي فإنَّ هذه الرشاقة في النظر مهمَّةٌ جدًّا ما دمنا نعيش في هذا العالم، وقد كانت هذه واحدةً من أكبر المكافآت التي وجدتُها في القراءة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هاروكي موراكامي لم أکن

إقرأ أيضاً:

دار الكتب تتيح نسخة نادرة من فهارس المخطوطات بمعرض الكتاب

تعلن دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، عن توفير عدد محدود من فهارس " مجاميع المخطوطات العربية بدار الكتب المصرية". تضم الفهارس مجمل مجاميع المخطوطات وهى من تحرير ومراجعة الدكتور عبد الستار الحلوجي. وصدرت في طبعة محدودة عام ٢٠٠٨ بالتعاون بين دار الكتب والوثائق القومية ومؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، من تصدير  الشيخ أحمد زكي يماني وتقديم الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق.

إن دار الكتب والوثائق القومية وهي تعتزم فهرسة المخطوطات المودعة بها، فإنها تستهدف التعريف بالمجاميع التي تقتنيها الدار فهرسة وتحليلاً، وقد سبق للدار أن نشرت عددا من الفهارس التي تضم ما بين مخطوط ومطبوع، لكن بقيت المجموعات المخطوطة الصغيرة دون تعريف رغم أهميتها الجماعة الباحثين والمحققين فالمخطوط لا يقاس من حيث أهميته بعدد صفحاته، وإنما يمكن أن تكون هناك مخطوطات صغيرة الحجم قليلة الصفحات لكنها ذات أهمية علمية عالية.

ولقد جاء ترحيب دار الكتب بالتعاون مع مؤسسة الفرقان في نشر هذه القوائم التعريفية وفق القواعد العلمية العالمية المتعارف عليها، لتسهيل مهمة الباحثين والمستفيدين تحقيقا لرسالة دار الكتب في أداء وظيفتها خدمة للتراث العربي.

ومع أن تراث العرب ظل مخطوطا - كتراث غيرهم من الأمم - إلى أن ظهرت الطباعة، إلا أن التاريخ لم يعرف لغة من اللغات احتفظت بنقائها وحافظت عليها شعوبها وقاومت كل محاولات التحديث والتغيير كاللغة العربية. فهذه اللغة التي نتكلم بها اليوم هي التي كان يتكلم بها عرب الجاهلية منذ أكثر من ستة عشر قرنا من الزمان، بألفاظها ونحوها وصرفها، بل وإملائها. ولهذا فليس من قبيل المبالغة أو المفاخرة أن نقول إن التراث العربي المخطوط هو الأطول عمرا بين تراث الأمم، وإن هذا التراث نبت وترعرع في بقاع شتى، شرقية وغربية، وأبدعته شعوب عدة ودول كثيرة، وإن هذا التراث الذي تراكم عبر السنين يمثل حلقة ذهبية في تاريخ الحضارة الإنسانية، ذلك أن الإبداعات العربية لم تقتصر على مجالات اللغة والأدب والدين التي تفرد بها العرب فلم يسبقوا فيها ولم يُلحقوا فيها أيضًا، وإنما تجاوزت ذلك إلى المجالات العلمية في الطب والصيدلة والجبر والهندسة والكيمياء والفيزياء والفلك وغيرها من العلوم.

مقالات مشابهة

  • بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
  • دار الكتب تتيح نسخة نادرة من فهارس المخطوطات بمعرض الكتاب
  • ليفربول يعزز صدارته للدوري الإنكليزي بفوزه على بورنموث
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • دار الكتب تناقش كتاب المراغي في معرض الكتاب
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها
  • «بيج باد وولف» مبادرة لبيع الكتب الأجنبية بأسعار مخفضة في معرض الكتاب
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية