وفاة عمدة المراشدة نجل عضو الجهاز السري لثورة 1919
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
غيّب الموت، اليوم الأحد، محمود علي عبد المجيد وهب الله، عمدة قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف شمال مدينة قنا، نجل المناضل الوطني علي عبد المجيد وهب الله؛ عمدة قرية المراشدة وعضو مجلس النواب الأسبق.
قالت الدكتورة علا محمد علي عبد المجيد، نجلة شقيق الراحل، إن العمدة محمود علي عبد المجيد، 79 عامًا، هو الابن الأخير للراحل علي عبد المجيد وهب الله الشهير بـ علي الحداد، عمدة قرية المراشدة وعضو مجلس النواب الأسبق.
وأوضحت عبد المجيد، أن جدها أنجب 7 أبناء، 3 ذكور هم: محمد، أحمد، ومحمود الذي رحل اليوم ليلحق بشقيقه ، كما أنجب 4 فتيات، ومن المقرر أن تتلقي العائلة العزاء بمسقط رأسها بقرية المراشدة.
عضو بالجهاز السري لثورة 1919:
في أول يونيو 1906 رُزِق عبد المجيد وهب الله، الذي تعود جذوره لقرية المطاعنة في إسنا وعاش بقرية المراشدة - غرب قنا، بذكر أسماه (علي الحدّاد) تيمنًا باسم أحد الأولياء، أوفد الأب نجله للقاهرة عندما بلغ السابعة من عمره؛ للدراسة في الأزهر ثم إكمال تعليمه بمدرسة النحاسين تحت رعاية أحد أقاربه في القاهرة.
كان لإقامة علي الحدّاد في سن مبكرة في العاصمة دور كبير في تشكيل وعيه وشخصيته الحاسمة والجريئة، عاصر الحدّاد وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، حالة الحراك السياسي التي تمخضت سنة 1918 من القرن الماضي - مولد الحركة الوطنية المصرية المطالبة بإنهاء الوجود البريطاني في مصر، ثم ثورة 1919 التي خرجت من رحم الأمة المصرية.
بعد وفاة عليّ الحدّاد سنة 1983، أدلي نجله المحامي محمد علي بمعلومات مُهمة لأحمد قاسم أحمد، وهو مؤرخ كان ضليعًا ومختصًّا بكتابة تراجم - سير ذاتية، للأعلام وكبار الشخصيات في الصعيد. تفسر هذه المعلومات الصعود الوظيفي والسياسي السريع لعلي الحدّاد من ناحية، وتكشف عن أحد أعضاء جماعة اليد السوداء؛ وهي واحدة من أدوات الجهاز السري لثورة 1919، من ناحية أخرى.
يقول المؤرخ أحمد قاسم أحمد: إن علي عبد المجيد/ علي الحدّاد انضم للحركة الوطنية، وكان مقرَّبًا من النقراشي باشا، وأحمد ماهر باشا.
ويضيف قاسم.. وكان هو أحد أفراد اليد السوداء التي كانت تقاتل الإنجليز، على الرغم من حداثة سنه، ورأى من أهوال الإنجليز ما رأى، حتى إنه يذكر في ذات مرة أنه وزميلًا له يدعى محمد عبد المجيد - وليس شقيقه، وكان ميدان العتبة يعسكر فيه بعض القوات الإنجليزية، وفي أثناء عبور الميدان أطلق عليهما الإنجليز النار، فأصابت زميله وصديقه محمدًا الذي كان يجري بجواره لعبور الميدان، فحمل هو وآخرون زميله المصاب وتوجهوا به إلى منزل والده الذي شكرهم.
أصغر من نال لقب البكوية:
واستطاع على الحدّاد أن يصل لمنصب العمدية دون بلوغه السن القانونية للمنصب بتدخل من الوفد لدى وزارة الداخلية، إذ كانت تربطه علاقة قوية بـ: بهي الدين بركات أحد قيادات الوفد وحكومته، وهو نجل فتح الله بركات من مؤسسي الوفد المصري.
وفي سنة 1936 تدخل مصطفى النحاس لدى الملك فاروق ليمنح الحدّاد لقب البكوية وهو لم يتجاوز الـ 30 عامًا؛ ليصبح أصغر من يحمل هذا اللقب في القطر المصري، وفي سنة 1950 فاز بمقعد نيابي عن منطقته وأصبح ممثلًا لها في البرلمان، ولكنه لم يستمر سوى سنتين؛ إذ انتهي صعوده السياسي بقيام حركة الضباط الأحرار سنة 1952، وإحلال نظام حكمٍ جديد.
التحقيق الذي نشرته الوفد فى 2021 عن علي الحداد/ على عبد المجيدالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المراشدة جماعة اغتيالات علی عبد المجید
إقرأ أيضاً:
محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
في قلب النضال السوري ضد الاستعمار الفرنسي، برز اسم محمد الأشمر الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته كأحد أهم قادة المقاومة الذين رفضوا الخضوع للاحتلال، وساهموا في إشعال جذوة الثورة السورية الكبرى (1925-1927). لم يكن الأشمر مجرد مقاتل حمل السلاح، بل كان رمزًا للعزيمة والنضال في وجه القوى الاستعمارية، وشخصية محورية في الكفاح من أجل استقلال سوريا. فمن هو محمد الأشمر؟ وكيف أصبح أحد أبرز رموز المقاومة في التاريخ السوري؟
النشأة والتكوينوُلد محمد الأشمر في دمشق في أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح المقاومة. تأثر منذ صغره بحالة الغليان السياسي التي كانت تشهدها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، وشهد بنفسه القمع الذي تعرض له أبناء بلده، مما دفعه إلى الانخراط مبكرًا في صفوف المقاومة.
دوره في الثورة السورية الكبرىمع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، كان محمد الأشمر من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثوار. تميز بشجاعته وقدرته على قيادة المعارك، حيث خاض مواجهات شرسة ضد القوات الفرنسية، خاصة في دمشق وغوطتها، وتمكن من تحقيق انتصارات مهمة ضد المحتل.
لم يكن الأشمر مجرد مقاتل، بل كان منظمًا بارعًا، إذ ساهم في تسليح الثوار وتدريبهم على أساليب القتال، كما عمل على توحيد الصفوف بين مختلف الفصائل المقاومة لضمان استمرار الثورة.
معاركه ضد الفرنسييناشتهر الأشمر بدوره في معركة الغوطة، حيث قاد مجموعة من الثوار في مواجهة القوات الفرنسية المدججة بالسلاح. ورغم قلة العتاد، تمكنوا من تكبيد العدو خسائر فادحة. كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن دمشق أثناء قصفها من قبل القوات الفرنسية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالصمود والمقاومة.
ما بعد الثورة: استمرار النضالبعد تراجع الثورة السورية الكبرى، لم يتوقف الأشمر عن النضال، بل واصل مقاومته بطرق مختلفة، حيث شارك في دعم الثوار في مناطق أخرى، وساهم في الحركات الوطنية التي كانت تسعى لطرد الاستعمار. كما لم يقتصر نشاطه على سوريا، بل امتد إلى فلسطين، حيث دعم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني.
رغم مرور عقود على رحيله، لا يزال محمد الأشمر يُذكر كواحد من أعظم أبطال المقاومة السورية. كان نموذجًا للثائر الذي لم يتخلَ عن قضيته، وبقي صامدًا حتى النهاية. اليوم، يُعد اسمه جزءًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، ورمزًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن