مصر وفلسطين: لا تهجير ولا تفريط
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في الأزمنة الصعبة، حين تشتد العواصف ويغيم الأفق، يظهر المعدن الحقيقي للأمم. هناك من يساوم على الأرض، ومن يقايض التاريخ، وهناك من يقف، لا تهزه ريح ولا تنحني له قامة، لأنه يدرك أن الأوطان لا تُباع، وأن الشعوب ليست أرقاما تُحذف من المعادلات الدولية.
إن قضية فلسطين ليست حدثًا عابرًا في دفتر السياسة، وليست ورقة في أيدي المفاوضين، بل هي جرح في جسد الأمة، ظل مفتوحًا منذ عقود، وكلما ظن المتآمرون أن الزمن قادر على طمس الحقيقة، انبثقت منها صرخة جديدة، تذكر العالم بأن الأرض لمن زرعها، وأن الجذور لا تُقتلع بقرارات ولا بصفقات.
اليوم، يقف الفلسطينيون في وجه مخطط جديد، يُراد لهم فيه أن يغادروا وطنهم، أن يصبحوا غرباء في المنافي، كأن الأرض التي روتها دماؤهم لم تعد لهم، وكأن التاريخ الذي كتبوه بآلامهم صار قابلاً للمحو. لكنّ صوتًا يعلو من هناك، من قلب فلسطين، يقولها بوضوح: لا للتهجير، لا لنكبة جديدة، لا لبيع الأرض مقابل سراب الأمان!
وفي هذا المشهد، تبرز مصر، ليس كمتفرج، ولا كوسيط محايد، بل كدولة لها موقف، له جذور تمتد عبر التاريخ. إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يقف عند حدود الدبلوماسية الباردة، بل أعلنها صريحة، بلا مواربة ولا مجاملة: مصر لن تكون أرضًا للتهجير، ولن تسمح بطمس الهوية الفلسطينية، ولن تكون شريكًا في مؤامرات تزييف الواقع.
إنه موقف رجل يدرك أن الجغرافيا ليست مجرد خرائط، بل تاريخ يصنعه أصحاب الأرض، وأن مصر، بحكمتها وثقلها، لا تبيع الأوطان ولا تفرّط في الحقوق. ومن خلف هذا الموقف، تتوحد إرادة المصريين جميعًا، بكل أطيافهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي، ولا بين عامل ومثقف، فالكل يدرك أن المساس بفلسطين هو مساس بأمن مصر ذاته، وأن القضية ليست خارج الحدود، بل في القلب، في الوجدان، في الدم الذي يجري في العروق.
هكذا تتجلى الحقيقة واضحة: لا تهجير ولا تنازل، لا مساومة على الحقوق، ولا خضوع لمن يريد أن يصوغ التاريخ وفق أهوائه. ستبقى فلسطين لأهلها، وسيظل المصريون، بقيادتهم الحكيمة، السند الذي لا ينكسر، والصوت الذي لا يصمت، مهما حاولوا إسكات الحقيقة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
فتح مقبرة عبد الحليم حافظ يثير الجدل.. ونجل شقيقه يوضح الحقيقة
متابعة بتجــرد: في لقاء إعلامي حديث، كشف محمد شبانة، نجل شقيق الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، عن مجموعة من التفاصيل الخاصة بالعائلة، موضحاً حقيقة فتح مقبرة العندليب الأسمر، ومصير إرثه، وبعض المقتنيات التي لا تزال محفوظة كما كانت.
سبب فتح مقبرة عبد الحليم حافظ
أوضح شبانة أن قرار العائلة بفتح المقبرة جاء نتيجة تسرّب المياه في منطقة مقابر البساتين التي تضم مدفن العندليب وأفراد أسرته. وقال: “توجهنا إلى كلية العلوم بجامعة القاهرة، واستعنّا بفريق مختص من جهاز الحد من المخاطر، مزوّدين برادارات وأجهزة لقياس المياه وطبيعة الأرض”.
وأشار إلى أن الفحص أظهر غرق معظم المقابر المجاورة بالمياه، باستثناء المربع الخاص بمقابر عبد الحليم حافظ وإخوته، التي بقيت سليمة بفضل وجود صخور طبيعية منعت تسرب المياه.
وتحدث عن لحظة نزوله القبر، قائلاً إنه كان مترددًا في البداية، لكنه قرأ آيات من القرآن الكريم ونزل لرؤية جثمان عمه.
تفاصيل الميراث
أكد شبانة أن تقسيم الميراث تم “بشرع الله”، دون أي خلافات داخل العائلة، مضيفاً: “مرّ أكثر من 48 عاماً على رحيل عبد الحليم حافظ، ولم يسمع أحد عن نزاعات داخل العائلة حول الإرث”.
مقتنيات العندليب ووصيته
أشار إلى أن العائلة حافظت على مقتنيات عبد الحليم بناءً على وصية شفهية، حيث ظل منزله في الزمالك كما هو، بمحتوياته الأصلية، ومنها: المصحف، الملابس، المنشفة التي طُبع عليها أول حرفين من اسمه “AH”، الوسادة التي شهدت لحظات مرضه، وحتى الصابونة الخاصة به بقيت في مكانها.
وكشف أن ابنة عمته – رحمها الله – كانت تقيم في الشقة بعد وفاته، ويعيش فيها اليوم زوجها وابنهما، مؤكداً أنها الشقة التي كانت تحتضن تدريبات عبد الحليم على أغانيه وبروفات حفلاته.
بهذه التفاصيل النادرة، أعاد محمد شبانة تسليط الضوء على جزء من التاريخ الشخصي للفنان الراحل، مؤكداً أن إرث العندليب الإنساني والفني لا يزال محفوظاً ومحترماً من قبل عائلته.
main 2025-04-23Bitajarod