تشعر أجهزة الاستخبارات، بما في ذلك المديرية العامة للأمن العام، التي تقود مكافحة الإرهاب في فرنسا، بالقلق من مُستقبل مُحبط للقاصرين وماضٍ جهادي لمُجتمعاتهم لا يُمكن التخلّص منه، مؤكدة في ذات الوقت أنّ الدولة الفرنسية تُحافظ على يقظتها في مواجهة الإرهاب الإسلاموي، وخاصة ضدّ الجهادية الناشئة في مُجتمعات دول شمال القوقاز والوافدة منها.

وتعزّزت هذه المعلومات بعد القبض منذ أيّام على مراهقين فرنسيين كانا على اتصال بإرهابي أراد تنفيذ هجوم خلال الألعاب الأولمبية. كما تؤكد التحقيقات انتشار الشبكات التقليدية جنباً إلى جنب مع شبكات القُصّر، وكذلك الشباب القوقازيين الذين يسهل اختراقهم عبر دعاية تنظيم داعش الإرهابي.

كما جرد أخبراً  إسلاميان مزدوجي الجنسية، من الذين أدينوا بالقتال في صفوف هيئة تحرير الشام أو بتمويلها، من الجنسية الفرنسية. أما الثالث، وهو فرنسي تركي فغادر من جديد إلى سوريا.

«Semer l’horreur dans la masse des kouffars»: en France, ces récents coups de filets qui prouvent la persistance de la menace islamiste. #terrorisme #islamisme https://t.co/9J0KkLRLSw

— Niverolle des Aravis (@Montifringilla5) January 27, 2025 المُستقبل المُقلق للقُصّر

وحسب الأرقام التي قدّمها مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، وبينما كان المراهقون يُمثّلون 1% من لوائح الاتهام بارتكاب جرائم إرهابية في 2022، ارتفعت نسبتهم لتصل إلى 10% في 2023، و 23% في 2024. كما ثبت اليوم أنّ نحو 65% من حالات التطرّف والعنف قبل تحوّلها للإرهاب العملي، لقاصرين.

وعلّق الكاتب والمحلل السياسي في "لوفيغارو" جان تشيتشيزولا، بالقول إنّ المُستقبل المُثير للقلق هو مستقبل القٌصر المُنخرطين في الجهاد، خاصة من الذين ينتمون إلى ما تُسمّيه أجهزة المخابرات "مجتمع شمال القوقاز" بتشعّباته الشرقية.

وسبق أن حذّر عثمان نصرو وزير الدولة لشؤون المواطنة، من خطورة "المراهقات والمراهقين الذين ينقطعون عن والديهم وأصدقائهم والمُجتمع بالتدريج من خلال بعض الدُّعاة والشبكات الاجتماعية، التي تُشكّل اليوم الوسيلة الرئيسية للانفصال المُجتمعي للأجيال الشابة".

«Semer l’horreur dans la masse des kouffars»: en France, ces récents coups de filets qui prouvent la persistance de la menace islamistehttps://t.co/fbl1wdHubo
par @Le_Figaro

— Mousset Stephane (@StephaneMousset) January 27, 2025 الفرع الأفغاني لتنظيم داعش

يوم 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبض على فتاة من مواليد 2008 وصبي من مواليد 2007 على التوالي في مدينتي تالانس مقاطعة جيروند، وبو مقاطعة بيرينيه أتلانتيك، وهما مولودان في روسيا لعائلة من أصل شيشاني. وقدما إلى قاضي التحقيق في مكافحة الإرهاب لتوجيه الاتهام إليهما. الفتاةبعدم الإبلاغ عن جريمة إرهابية، أما الصبي، فبالارتباط الإجرامي في عمل إرهابي.

وكان المُشتبهان يلتزمان بأيديولوجيا تنظيم داعش. ونشطا على شبكة الإنترنت، وألقيا خطابات عنيفة، لـ "بثّ الرعب في جموع الكفار". كما تفاخرا قائلين "باستخدام الكلاشينكوف، وفي خمس دقائق يُمكننا إسقاط ما لا يقل عن 100 كافر".

وبعيداً عن هذه التصريحات المُثيرة للقلق، كان الاثنان على اتصال بشيشاني آخر، 18 عاماً، اعتقلته المديرية العامة للأمن العام في 22 مايو (أيار) الماضي في سانت إتيان. وبعد اتهامه بالتآمر الإجرامي في مشروع إرهابي، كان المُشتبه به على اتصال، عبر رسائل مشفرة، مع جهاديين في الخارج، مُرتبطين بتنظيم داعش الإرهابي في خراسان، الفرع الأفغاني النشط للغاية منذ 2022. وكان يُخطط لمُهاجمة "الكفار" في المقاهي والمطاعم المُحيطة بملعب جيفروي غيشارد ضمن فعاليات كرة القدم في الألعاب الأولمبية.

Islamisme : face à l’explosion du nombre de mineurs radicalisés, le gouvernement muscle la ripostehttps://t.co/iji2xV6F9P
par @Le_Figaro

— Bruno Retailleau (@BrunoRetailleau) October 4, 2024 شبكات الجهاد المعروفة

وبالإضافة إلى شبكات القصر المُتطرّفين هذه، فإنّ السلطات الفرنسية يقظة أيضاً في مواجهة ما وصفه أحد الخبراء بـِ "باستمرارية الشبكات السورية العراقية". ففي 21 يناير (كانون الثاني) 2025، في باريس، احتجزت شقيقتا الجهادي المخضرم سليمان الخلفاوي، وذلك لاتهامهما بتمويل الإرهاب.

وسعت الاستخبارات بالعملية إلى جمع الأدلة عن حياة الجهاديين المعروفين الذين لا زالون يُقاتلون في سوريا. ويُعتبر ملف الخلفاوي،49 عاماً، خطيراً، فهو إسلامي جزائري، من قُدماء الجهاديين في البوسنة، والأفغان، مثل صديقه أحمد العيدوني، 55 عاماً، الذي حُكم عليه في 2019 بالسجن 16 عاماً بسبب قتاله في سوريا والعراق. وكان يُشتبه في تنفيذه هجوماً خططت له  "مجموعة فرانكفورت" على سوق عيد الميلاد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية في 2000.

وتأكّد كذلك أنّ الخلفاوي على اتصال مع مُحارب قديم آخر هو فريد ملوك، 59 عاماً، عضو سابق في الجماعة الإسلامية المسلحة، وجهادي سابق في أفغانستان. وهناك الكثير من الجهاديين القُدامى،  أخطرهم نيكولا بيلوني، صهر الخلفاوي.

INFO LE FIGARO - Dans les rangs des rebelles ayant chassé Bachar el-Assad du pouvoir, on compte des combattants jihadistes condamnés de longue date en France. https://t.co/nG1TsCegOn pic.twitter.com/tKvpf9qx9K

— Le Figaro (@Le_Figaro) December 9, 2024 خطر كامن

وفي الوقت الحالي، يظل التحليل الأساسي لقيادة الاستخبارات في باريس كما هو، ما يقرب من 10 فرنسي بين رجال ونساء كانوا مُحتجزين سابقاً في محافظة إدلب السورية يخضعون للمراقبة ولا يُشكّلون خطراً مباشراً بعد، لكنّ أجهزة الأمن تبقى  تشعر بالقلق.

وتُواصل الأجهزة الأمنية جهود التصدّي للإرهاب، وحتى اليوم أمكن تدريب نحو 36000 فرنسي على الوقاية من التطرّف، ومواجهة أعضاء، ومؤيدي تنظيم الإخوان الإرهابي، وغيرهم من الإسلامويين المُتشددين خاصة الشباب والقُصّر منهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا فرنسا داعش على اتصال

إقرأ أيضاً:

المانيا تحذر من ان تهديدات “داعش” لا تزال واسعة في سوريا

 

 

الجديد برس|

 

حذّرت وزارة الخارجية الألمانية من استمرار التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات هجومية تمكّنه من شن عمليات على مستوى البلاد، خاصة في الشمال الشرقي.

 

وفي بيان رسمي ، أشارت الوزارة إلى أن “داعش لا يزال نشطاً في سوريا”، محذّرة المواطنين الألمان من السفر إلى هناك بسبب “مخاطر أمنية جسيمة”، في مقدمتها هجمات محتملة للتنظيم، إضافة إلى وجود ألغام وذخائر غير منفجرة في المباني والأراضي المهجورة، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين.

 

كما لفت البيان إلى أن “سلوك عناصر الأجهزة الأمنية السورية غير قابل للتنبؤ”، ما يضيف طبقة أخرى من المخاطر على أي تواجد أجنبي، بما في ذلك للمواطنين الألمان.

 

وأكدت الخارجية الألمانية أن سفارة بلادها في دمشق لا تزال مغلقة أمام الزوار، وأن الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين الألمان في سوريا تقتصر على الحالات الطارئة القصوى فقط، في ظل بيئة أمنية غير مستقرة.

 

وجاء هذا التحذير بعد ساعات من تنفيذ عناصر تابعة لتنظيم داعش هجومين مزدوجين استهدفا مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف الحسكة شمال شرق البلاد، في تصعيد جديد يؤكد تصاعد وتيرة نشاط التنظيم في مناطق كانت توصف سابقاً بأنها شبه آمنة.

 

ويعيد هذا التحذير الرسمي إلى الواجهة القلق الأوروبي المتجدد بشأن احتمالات عودة نشاط التنظيم الإرهابي، لا سيما في المناطق التي تعاني من فراغ أمني أو صراعات محلية متعددة الأطراف.

مقالات مشابهة

  • فيديو. الحسن السعدي : مؤسف ما وصل إليه بعض السياسيين الذين وصل بهم الحد لتكفير من يختلف معهم
  • اليوم.. نظر محاكمة متهم بالانضمام لـ تنظيم داعش بولاق
  • إطلاق سراح عدد من الموقوفين الذين لم يثبت تورطهم في الأحداث الأخيرة بمنطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا
  • نينوى.. مقتل راعي أغنام بانفجار عبوة من مخلفات داعش
  • المانيا تحذر من ان تهديدات “داعش” لا تزال واسعة في سوريا
  • أمريكا تبحث ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات إجرامية إلى ليبيا
  • شويغو: تنامي الخطر الإرهابي في إفريقيا ناجم عن أعمال فرنسا
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • عبدالحميد خيرت: القيادات الحالية في جماعة الإخوان الإرهابية هم الجناح المسلح الإرهابي|فيديو