خلف الكواليس.. الفصائل تتفاوض مع الحكومة حول مستقبلها: حقيقة أم تكتيك؟ - عاجل
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
تشهد الساحة العراقية حراكاً سياسياً وأمنياً متسارعاً في ظل مباحثات غير معلنة بين الفصائل المسلحة وحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث يجري التفاوض حول مستقبل هذه الفصائل ودورها في المرحلة المقبلة.
هذه المباحثات تأتي في وقت حساس، مع تغيرات إقليمية مرتبطة بالحرب في غزة والتوترات في لبنان، ما يضع العراق أمام تحديات تتطلب توافقات داخلية لضبط إيقاع المشهد الأمني والسياسي.
مفاوضات مستمرة دون نتائج حاسمة
بحسب ما كشفه النائب مختار الموسوي لـ"بغداد اليوم"، فإن هذه المباحثات لم تصل بعد إلى نتائج شاملة، لكنها مستمرة وسط توقعات بإمكانية تحقيق تفاهمات نهائية قريباً.
الموسوي أوضح أن النقاشات تتناول عدة ملفات مهمة تتعلق بمستقبل الفصائل المسلحة، وطبيعة دورها في المشهد العراقي، خصوصاً في ظل الحديث المتزايد عن إمكانية انتقال بعض الفصائل إلى العمل السياسي.
الفصائل والعمل السياسي: حقيقة أم تكتيك؟
رغم أن بعض الأطراف تطرح فكرة تحول الفصائل إلى العمل السياسي، فإن الموسوي يشير إلى أن هذه الفصائل لديها بالفعل تمثيل سياسي، خاصة من خلال مشاركتها في اجتماعات الإطار التنسيقي، وهو التحالف الذي يضم غالبية القوى السياسية الشيعية القريبة من طهران، ما يعني أن الفصائل ليست بعيدة عن المشهد السياسي، وإنما تسعى لإعادة ترتيب أوراقها ضمن التوازنات الداخلية والخارجية.
لكن السؤال الأبرز: هل هناك نية حقيقية لهذه الفصائل في التخلي عن نشاطها العسكري لصالح الانخراط الكامل في العملية السياسية؟ أم أن الحديث عن هذا الانتقال مجرد خطوة تكتيكية لإعادة التموضع في ظل الضغوط الداخلية والخارجية؟
العوامل الإقليمية وتأثيرها على العراق
يرى مراقبون أن التطورات الإقليمية تلعب دوراً محورياً في هذه المباحثات، إذ تزامنت مع بدء تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، واستقرار الأوضاع نسبياً في لبنان بعد التوترات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.
هذه المتغيرات تدفع باتجاه تهدئة التوترات العسكرية في المنطقة، وهو ما قد ينعكس على نشاط الفصائل العراقية المسلحة التي سبق وأن نفذت عمليات استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا خلال الأشهر الماضية.
الموسوي أكد أن هناك ضغوطاً دولية وإقليمية باتجاه تهدئة الأوضاع، مشيراً إلى أن الحوثيين في اليمن أيضاً سيتوقفون عن استهداف العمق الإسرائيلي، في إشارة إلى أن هناك رغبة دولية لإنهاء التصعيد في الشرق الأوسط، ما قد تدفع الفصائل العراقية نحو تجميد عملياتها العسكرية مؤقتاً، أو ربما إعادة تقييم استراتيجياتها بناءً على الموقف السياسي المستجد.
هل يسعى العراق للنأي بنفسه عن الصراعات الإقليمية؟
من أبرز محاور النقاشات بين الحكومة والفصائل، بحسب مصادر سياسية، هو البحث عن آلية لمنع العراق من أن يكون ساحة لصراعات إقليمية، خاصة بين الولايات المتحدة وإيران.
العراق أصبح في السنوات الأخيرة ساحة لحرب غير معلنة بين الطرفين، حيث استُخدمت أراضيه لضربات متبادلة، سواء عبر الطائرات المسيرة أو الهجمات الصاروخية التي استهدفت المصالح الأمريكية.
الحكومة العراقية تبدو معنية بضبط هذا الوضع، لكن التحدي يكمن في قدرتها على إقناع الفصائل بالالتزام بالقرارات السياسية للدولة، دون الانجرار وراء الأجندات الإقليمية.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
في ظل استمرار المباحثات، يمكن رسم ثلاثة سيناريوهات رئيسية لما قد يحدث خلال المرحلة المقبلة:
1. التوصل إلى تفاهمات جزئية: قد يتم الاتفاق على تهدئة النشاط العسكري للفصائل مؤقتاً، دون تفكيكها أو دمجها بالكامل في الدولة، في هذه الحالة، قد يتم توجيه بعض الفصائل نحو أدوار سياسية أكبر، لكن دون إنهاء وجودها العسكري بشكل كامل.
2. استمرار التوتر دون تصعيد كبير: قد تشهد الفترة القادمة حالة من الترقب، حيث تبقى الأمور على وضعها الحالي، مع عمليات عسكرية متقطعة دون أن تصل إلى مرحلة المواجهة الشاملة.
3. اتفاق شامل على إعادة هيكلة الفصائل: هذا السيناريو هو الأكثر تفاؤلاً لكنه مستبعد في الوقت الحالي، حيث يتطلب قرارات استراتيجية من الفصائل نفسها ومن الجهات الداعمة لها إقليمياً.
المباحثات الجارية بين الفصائل المسلحة وحكومة السوداني تعكس محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في العراق، لكنها لا تزال في مرحلة المفاوضات دون نتائج حاسمة، لأن العوامل الإقليمية تلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار هذه التفاهمات، في ظل رغبة دولية بتهدئة التصعيد في الشرق الأوسط.
فهل تستطيع الحكومة فرض سيادة الدولة على الفصائل المسلحة، أم أن هذه الفصائل ستظل لاعباً مؤثراً في المشهد العراقي، سواء عسكرياً أو سياسياً؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مدى نجاح هذه المباحثات في رسم ملامح المرحلة القادمة.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الفصائل المسلحة هذه المباحثات هذه الفصائل
إقرأ أيضاً:
تصريحات سياسية تكشف: حل الفصائل أو مواجهة العواقب الوخيمة
3 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تصاعدت التحذيرات الدولية تجاه العراق بشأن ملف الفصائل المسلحة، إذ كشف رئيس مجلس النواب الأسبق، سليم الجبوري، عن مضمون رسالة دولية وصلت إلى بغداد، تشدد على ضرورة إنهاء الوجود المسلح للفصائل، وإلا فإن البلاد ستواجه عواقب وخيمة.
الجبوري، الذي تحدث خلال مقابلة تلفزيونية، أشار إلى أن الأوضاع الإقليمية، خاصة في سوريا، لن تؤدي إلى تغيير النظام السياسي في العراق، مؤكدًا أن الديمقراطية تظل الوسيلة الوحيدة لأي تحول سياسي. كما شدد على أهمية تعامل العراق مع سوريا وفق المصالح الوطنية، خصوصًا في الشأن الأمني، محذرًا من أن أي تردد في الاستجابة للمتغيرات قد يضر بمصالح البلاد.
وفي سياق العلاقة مع إيران، اعتبر الجبوري أن ارتباط العراق بطهران أدى إلى عزله عن محيطه العربي والدولي، مشيرًا إلى أن الضغوط تتزايد على بغداد لقطع علاقتها بمحور المقاومة، الذي تعرض مؤخرًا لضربات قاسية. وأضاف أن وجود إيران في المنطقة لن يتأثر بما يحدث في سوريا ولبنان، لكنه أكد أن العراق يجد نفسه اليوم أمام خيارات صعبة فيما يخص تموضعه الإقليمي.
أما فيما يتعلق بملف التطبيع مع إسرائيل، فقد أوضح الجبوري أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطًا مباشرًا على العراق في هذا الاتجاه حاليًا، رغم وجود شخصيات سياسية عراقية لا تعارض الفكرة.
سياسيًا، تطرق الجبوري إلى ما وصفه بـ”الهيمنة الشيعية” على القرار السني، معتبرًا أن السنة مشاركون في العملية السياسية لكنهم ليسوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار. وانتقد التحالف الثلاثي الذي تشكل في فترة سابقة، معتبرًا أنه كان “فتنة”، وأن تداعياته كشفت طبيعته الخارجية.
تصريحات الجبوري تسلط الضوء على واقع سياسي متشابك يواجه العراق، حيث الضغوط الدولية والإقليمية تتقاطع مع الحسابات الداخلية، في وقت يبدو فيه أن خيارات بغداد تضيق أمام الاستحقاقات المقبلة.
وتتابع بغداد بقلق وترقب خطوات الإدارة الأميركية الجديدة، تسعى لاستكشاف آفاق التفاهم معها، خصوصاً في ظل التصعيد الإقليمي المتصاعد على مختلف الجبهات، بما فيها الجبهة الإيرانية وانعكاساتها على العراق.
ويتجلى هذا التصعيد في قضايا مثل وقف استيراد الغاز الإيراني لتشغيل محطات الطاقة في العراق، والموقف من الفصائل المسلحة.
وبينما أصدرت بغداد بياناً رسمياً حول فحوى المكالمة بين السوداني وروبيو، نشرت واشنطن رواية مختلفة حملت تهديدات صريحة لإيران، بل إن البيان الأميركي ذهب إلى حد وصف دور إيران في المنطقة بـ«الخبيث»، وهو تعبير لم يرد في النسخة العراقية من البيان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts