عربي21 ترصد حكايات وشهادات موجعة من معاناة الأسرى الفلسطينيين (شاهد)
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
"غزة الشهداء والأبطال.. غزة هي فلسطين، دمائها سالت من أجل فلسطين والمسجد الأقصى، فتحية لغزة وأطفال غزة ونساء غزة وشهداء غزة" هكذا عبّر الأسير المحرّر، أحمد بديع، عن سعادته بمُعانقة الحرية، فيما ذرفت عينيه الدموع ألما.
وبكثير من الفرحة الممزوجة بفيض من الألم، وبالرّغبة الملحّة للبكاء الطويل، كشف أسرى كُثر، بعضهم قبع في سجون الاحتلال الإسرائيلية لقرابة نصف قرن، فأفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، جرّاء وقف إطلاق النار على غزة، عن جُملة ممّا واجهوه من تحدّيات نفسية واجتماعية وأيضا اقتصادية، كانت قاسية.
في هذا التقرير، رصدت "عربي21" عدّة مقاطع فيديو، توثّق بالصوت والصورة اللحظات الأولى التي عانق فيها الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم، لشمس الحرية في غزة والضفة الغربية.
حكايات موجعة
مشاهد كثيرة، تسارع تداولها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تميط اللّثام عن وجع فلسطيني آخر، ظلّ خامدا، يرتبط بالأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وما عايشوه من آلام، قد لا تعبّر عنها الكلمات؛ فيما تصرخ نظراتهم بالكثير من الوجع على الرغم من الابتسامة البادية على شفاههم.
عزمي نفاع، هو أسير جريح محرّر من سجن عوفر، لم يكن يتوقّع أن يتنفس هواء الحرية مرة أخرى خارج سجون الاحتلال الإسرائيلي، يروي لحظة الإفراج عنه، بصوت حزين يختلط فيه البكاء: "نادى عليا السجان، قُلت له نعم؟ وأنا ظننت أنه بسبب الأكل، لكن بعد أن تأكدت من خروجي شعرت براحة نسبية، لأننا كنا نترقّب الأخبار داخل السجن وكان لدينا أمل في إنهاء الحرب في غزة".
"ما شاء الله عنه كان قد الحمل وقد الإصابة، أهم اشي إني ألمسه إلي 9 سنين وأربع شهور مش لامسته".
- والدة الأسير عزمي نفاع، في انتظار ابنها.
يذكر أنه تم إعلان اعتقاله مصاباً بإصابة خطيرة بعد نفي ارتقائه في عام 2015، ليحكم عليه بالسجن 20 عاماً، وقد تعرض للإهمال الطبي طوال فترة أسره pic.twitter.com/KLDXKmaSCj — ق.ض ???? (@qadeyah_) January 25, 2025
وعلى خلفية أصوات المستقبلين، الصّادحين بقول: "الله أكبر"، تابع الأسير الفلسطيني المُفرج عنه: "أخرجوا الناس المحكوم عليهم بالمؤبد يوم الأربعاء الماضي، وفي تمام الساعة الخامسة صباحا كنت مستيقظا، وأشعر أن اسمي موجود معهم بالقائمة".
وأوضح نفاع، وهو يرتعش بين الفرحة والحزن البادي على محياه: "كل أسير منّا لديه دائما شعور بالخوف من ألاّ يفرج عنه، وأنا أتمنى أن تنتهي الحرب وينتهي الحصار ويعيش أهل غزة في أمن واستقرار".
"نمت بغرفة ستي.. صحيت الصبح وشفت الشمس، شعرت إني بحلم وصاحي على العدد"
-المحرر عزمي نفاع من جنين يروي مشاعر أول ليلة في أحضان عائلته بعد قضائه 10 أعوام في سجون الاحتــلال. pic.twitter.com/3Q6tdk4XNE — ق.ض ???? (@qadeyah_) January 27, 2025
"جوّعونا بس احنا شبعانين"
عقب سنوات طويلة من الأسر، وما يُصاحبه من تعذيب والكثير من الانتهاكات الماسّة بحقوق الإنسان التي تُمارس على الأسرى الفلسطينيين داخل أسوار سجون الإحتلال الإسرائيلي، تأتي لحظة الإفراج، لتفيض معها كافة الأوجاع الدّفينة. وترسم معها أيضا ملامح عرس وطني في المدن والقرى الفلسطينية.
يقول الأسير المحرر، ناجي بشارات: "جوّعونا بس إحنا شبعانين بعزتنا وكرامتنا"، مردفا: "علينا أن نترحم على شهدائنا الذين سقطوا على هذه الأرض، ولن ننسى شهدائنا وعلينا الدعاء لهم دائما لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجلنا".
"يا ريت فقدت روحي ولا فقدت قائدي الســـنوار"..
كلماتُ المُحرر ناجي بشارات (كان محكوماً بـ3 مؤبدات)، لكن المقاومة حررته بصفقة التبادل. pic.twitter.com/Y4fBv4Qblv — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 25, 2025
من جهته، يكشف الأسير المحرّر، أحمد موسى، بنبرة حزينة: "نرسل قبلة على جبين كل أم شهيد فلسطيني ضحى من أجل هذه اللحظة التاريخية، وتحية لكل شهيد ولبحر ورمال غزة".
موسى، الذي قضى خلف القضبان 13 عاما، من أصل 27 عاما كان محكوما بها في سجون الاحتلال، شدّد على ضرورة توحيد الصفوف والجهود والتجمع حول القضية الفلسطينية، وأن يسأل الجميع الله سبحانه وتعالى لتحرير كامل الأرض الفلسطينية لأهلها.
#صور قبل وبعد الاعتقال ..
صور توضح ماذا فعل الاحتلال الصهيوني بملامح الأسرى الجميلة بكل وحشية.
"الأسير عزمي نفاع ، و الأسيرة إسراء الجعابيص والفتى الجريح محمد التميمي " pic.twitter.com/4ztZIfGzTt — عزيز | Aziz (@bdlksa) October 15, 2018 ????حشد كبير من الأهالي في استقبال الأسرى المحررين في #رام_الله ضمن صفقة التبادل المبرمة مع المقاومة الفلسطينية.
????الأسير #سائد_فايد من #قلقيلية يلتقي نجله بعد 20 عام من الاعتقال في سجون الاحتلال.#طوفان_الأحرار #فلسطین pic.twitter.com/j4nhYO7H6v — Ahmad Farhat | أحمد فرحات (@AhmadAc7890) February 1, 2025
رسائل صمود وإقبال على الحياة
رغم بكائه المُستفيض ألما، على فُقدانه لزوجته وابنته، جلس أسير محرّر على الرّصيف طلبا من الله الصّبر والرّضا؛ في مشهد انتشر كالنار في الهشيم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وخلّف دعما معنوي واسع مع وجع الأسرى المحررين بعد سنوات طوال.
أسرى غزة يُطلق سراحهم ولا يجدون من يستقبلهم.
في هذا المشهد، يخبر الأب ابنه الأسير المحرر باستشهاد جميع أفراد أسرته.
كثير من أسرى غزة حالتهم مشابهة، والله إن القلب ليفجع .
حتى فرحة الحرية حرمنا منها. . pic.twitter.com/4fufrmLhqn — Tamer | تامر (@tamerqdh) February 1, 2025 "من العزل.. من نصف متر.. إلى الحرية وإلى السماء".. المحرر محمد العارضة. pic.twitter.com/RJmx2kHamH — ق.ض ???? (@qadeyah_) January 29, 2025
أما والدة الأسير محمد العارضة، قد احتلّت السعادة وجهها بإطلاق سراح نجلها المقيد حريته في سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة 24 عاما، تقول: "أنتظره كل يوم منذ 24 سنة، وكنت أموت وأسمع صوته".
في خضمّ مشاهد الأسى ارتسمت الفرحة على وجوه الأسرى ومستقبليهم، في صورة جسّدت ما يوصف بـ"الصمود الفلسطيني"، وفي إشارات صارخة للإقبال على الحياة واستمرار النضال والمُقاومة حتى التحرر الكامل.
وفي سياق متصل، وثّقت مقاطع فيديو، مُختلفة، خلال الأيام القليلة الماضية، بأنامل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب شمال غزة، لما آل إليه الوضع في الشمال، بعد ما وصف بـ"العودة المصغّرة" لأهله، ممّن كانوا قد هجّروا سلفا.
ومن المقاطع التي حظيت باهتمام رواد التواصل الاجتماعي، ومن قلب غزة وصلت للعالم، ما أظهرت لصمود شباب غزة، وهم يزيحون الرّكام عن منازلهم التي وجدوها قد سوّيت بالأرض. بوسائل بسيطة وبقبضة رجل واحد، أزيح البعض من الركام، لتوضع الخيام، إعلانا للإصرار عن الحياة، والحق في البقاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة غزة الأسرى المحررون اسري غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سجون الاحتلال الإسرائیلی التواصل الاجتماعی فی سجون الاحتلال pic twitter com
إقرأ أيضاً:
لتهجير الفلسطينيين وضغطًا على حماس لإطلاق الأسرى.. الاحتلال يضم رفح للمنطقة العازلة ويستخدم المياه سلاحا للإبادة
البلاد – رام الله
يواصل الاحتلال الإسرائيلي وبلا رحمة ضغطًا مزدوجًا “عسكريًا ومعيشيًا” لتهجير أهل غزة والضغط على “حماس”، إذ بموازاة إعلانه ضم رفح بالكامل إلى المنطقة الأمنية العازلة، يحوّل المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع، حيث جرى تسجيل أكثر من 1.7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه.
وقال وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، أنه يعلن رسميًا ضم المنطقة الواقعة بين محور موراج ومحور فيلادلفيا (داخل مدينة رفح بأكملها) إلى المنطقة الأمنية، جاء ذلك بعدما ذكر جيش الاحتلال في بيان أمس السبت إنه “في الساعات الأربع والعشرين الماضية، أكملت قوات الفرقة 36 الإسرائيلية إنشاء محور موراج الذي يفصل بين لوائي رفح وخان يونس”، وأضاف: “خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية على مدار الأسبوع ونصف الأسبوع الماضي، تمكنت من القضاء على عشرات المسلحين، وتدمير العديد من الأنفاق تحت الأرض والبنية التحتية لحركة حماس. كما أتمت القوات الإسرائيلية محاصرة مدينة رفح بالكامل”.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، توغلت قوات جيش الاحتلال عميقًا في قطاع غزة. وتقدمت بمساعدة سلاح الجو ونيران المدفعية والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وتركزت معظم عمليات التقدم في مناطق رفح ومحور موراج جنوب قطاع غزة، ومحور نتساريم وبيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة، وبحسب تقديرات مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، فإن جيش الاحتلال يقترب من السيطرة على 30 % من قطاع غزة، في محاولة للضغط على قيادة حماس التي تختبئ في الأنفاق.
وحسب المصدر، إذا لم تحقق حماس تقدمًا في عملية التفاوض في المستقبل المنظور، فإن الجيش الإسرائيلي يخطط للسيطرة على 50% من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة أخرى، رفح، وإجلاء عدد أكبر بكثير من السكان الفلسطينيين إلى مناطق إنسانية جديدة.
وتتزامن التحركات العسكرية مع سياسة “خنق معيشي” ممنهجة، حيث يتعمد الاحتلال الإسرائيلي حرمان سكان قطاع غزة من الحد الأدنى من المياه اللازمة للبقاء على قيد الحياة، عبر استهداف البنية التحتية المائية بشكل ممنهج، ووقف خطوط الإمداد، وتدمير محطات وآبار المياه، وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.
وعطّل الاحتلال عمدًا خطي مياه “ميكروت” شرق مدينة غزة وفي المحافظة الوسطى، واللذين يوفران أكثر من 35 ألف متر مكعب من المياه يوميًا لأكثر من 700 ألف مواطن، وأوقف كذلك خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح، مما أدى لتوقفها الكامل عن إنتاج المياه المحلاة.
ويُعرض الاحتلال حياة نحو 800 ألف مواطن في محافظتي الوسطى وخان يونس لخطر العطش الشديد.
وفي سياق هذه السياسة الممنهجة، قامت قوات الاحتلال بتدمير أكثر من 90 % من بنية قطاع المياه والصرف الصحي، ومنع وصول الطواقم الفنية لإصلاح الأعطال، واستهداف العاملين أثناء أداء مهامهم الإنسانية.
ويُشكل منع الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات التحلية، وسط استمرار انقطاع الكهرباء، وقصف خزانات المياه ومحطات التحلية وآبار المياه بشكل متعمد، تحويل المياه إلى سلاح حرب وجريمة قتل جماعي بطيء.
وسجلت الطواقم الطبية والجهات المختصة في قطاع غزة أكثر من 1.7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه، فضلًا عن وفاة أكثر من 50 غالبيتهم أطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية، في ظل تقاعس دولي مخزٍ عن وقف جرائم الاحتلال المروعة.