تقرير حقوقي يوثق انتهاكات الحوثيين ضد سكان وقرى "حنكة آل مسعود" بالبيضاء
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
كشفت منظمة حقوقية حجم الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي ضد سكان منطقة حنكة آل مسعود في محافظة البيضاء خلال يناير 2025.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات في تقرير حديث لها إن محافظة البيضاء شهدت تصعيدًا عسكريًا متكررًا من قبل جماعة الحوثي منذ عام 2014، حيث نفذت الجماعة حملات عسكرية ضد قرى قيفة، من بينها قرية خبزة والزوب وحمة صرار، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين وتدمير عشرات المنازل.
وأضاف التقرير "في يناير 2025، استهدفت جماعة الحوثي منطقة حنكة آل مسعود، التي تعد واحدة من أكبر التجمعات السكانية في مديرية القريشية، حيث يسكنها حوالي 10,000 نسمة، ويبلغ عدد المباني السكنية فيها نحو 1,800 منزل".
وذكر أن دوافع الحملة العسكرية لجماعة الحوثية على المنطقة يأتي في إطار محاولة الجماعة فرض سيطرتها المطلقة على البيضاء، بعد رفض السكان تنفيذ مطالبها بتسليم أشخاص وصفتهم الجماعة بـ"المطلوبين".
وحسب التقرير، استخدمت الجماعة ذريعة مكافحة الإرهاب لتبرير عمليتها العسكرية، متهمةً السكان المحليين بإيواء عناصر متطرفة، مشيرا إلى أن الحوثيين صعّدوا من استهداف المساجد والمدارس الدينية، حيث طالبوا بإغلاق مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم واستبدال خطباء المساجد بأئمة موالين للجماعة.
وأورد تفاصيل أيام الحملة العسكرية التي بدأت يوم 5 يناير 2025، حيث فرضت جماعة الحوثي حصارًا مشددًا على المنطقة، ومنعت دخول المواد الغذائية والدوائية، وقطعت الاتصالات والإنترنت، مما جعل السكان في عزلة تامة.
وفي 9 يناير، قصفت الجماعة المنطقة بالطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى احتراق منزل بالكامل وتضرر عشرات المنازل الأخرى، إضافة إلى إحراق مسجد القرية. وأسفر القصف عن مقتل شخصين وإصابة 11 آخرين، بينهم ثلاث نساء.
وفي 10 يناير، أرسلت جماعة الحوثي تعزيزات عسكرية ضخمة، شملت دبابات وعربات مدرعة، كما قامت بإحكام السيطرة على مداخل المنطقة لمنع أي محاولة للهروب أو تلقي مساعدات من القرى المجاورة.
وفي 11 و12 يناير، نفذت الجماعة حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 500 مدني، بينهم أطفال وكبار سن، وتم نقل المعتقلين إلى سجون في رداع وصنعاء وسط تقارير عن تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب.
وصف التقرير ما جرى في حنكة آل مسعود بأنه جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث تم توثيق عدة انتهاكات رئيسية، منها:
القتل العشوائي: أسفرت الحملة عن مقتل أكثر من 15 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح بليغة.
القصف العشوائي والتدمير الممنهج: تم تدمير 10 منازل بشكل كامل، إضافة إلى إحراق مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن.
نهب الممتلكات: وثّق التقرير حالات نهب لممتلكات المدنيين، شملت أموالًا ومجوهرات ومقتنيات ثمينة تقدر بعشرات الملايين من الريالات اليمنية.
الاعتقالات التعسفية: اعتُقل أكثر من 500 مدني، بينهم كبار سن وأطفال، ونُقل بعضهم إلى سجون مجهولة دون أي مسوغات قانونية.
كما طالبت منظمات حقوقية دولية، بينها العفو الدولية ومنظمة سام، بفتح تحقيق مستقل في الجرائم المرتكبة، مشددة على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
ودعت منظمة "سام" المجتمع الدولي إلى رفع الحصار فورًا عن منطقة حنكة آل مسعود، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وفتح تحقيق دولي شفاف في الجرائم المرتكبة، وإحالة المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كما دعت إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية على جماعة الحوثي لإجبارها على احترام القانون الدولي، ودعم جهود توثيق الانتهاكات، وتكثيف حملات المناصرة لحماية المدنيين في اليمن.
واختتمت المنظمة بالتأكيد على أن ما جرى في حنكة آل مسعود يعد واحدة من أسوأ الجرائم التي شهدتها اليمن في السنوات الأخيرة، وسط صمت دولي مقلق. ومع استمرار المعاناة الإنسانية، يظل السؤال مطروحًا: إلى متى ستظل الانتهاكات ضد المدنيين بلا محاسبة؟
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البيضاء الحوثي منظمة سام حقوق حنکة آل مسعود جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
انتهاكات الاحتلال في القدس خلال يناير
القدس المحتلة- لم تختلف بداية عام 2025 عن نهاية العام المنصرم، ففي أول شهر منه أعدم الاحتلال الفتى آدم صب لبن (18 عاما) قرب حاجز قلنديا العسكري شمال القدس، وذلك برصاص قنّاص إسرائيلي كان يتحصن داخل البرج العسكري الملاصق للحاجز.
وفي يناير/كانون الثاني أيضا اقتحم نحو 6 آلاف متطرف ومتطرفة ساحات المسجد الأقصى، وبدأ الشهر باقتحاماتهم الاحتفالية في يومين من عيد الأنوار اليهودي، وانتهى باحتفالهم برأس الشهر العبري الذي اقتحم المسجد خلاله 636 مستوطنا، وكتب أحد ناشطي الهيكل بأن هذا الشهر هو "شهر الخلاص".
في المسجد رقص المستوطنون وغنّوا وصلّوا بشكل جماعي وأدوا طقس السجود الملحمي بحماية من شرطة الاحتلال، وحرص أحدهم على أداء السجود الملحمي أمام باب المجلس، كم أقدم على تعليق العلم الخاص بجماعات الهيكل المتطرفة على بوابة دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية.
ومن الانتهاكات التي وثقتها الجزيرة نت خلال هذا الشهر نشر منظمة "بيدينو" المتطرفة صورة من المسجد الأقصى وكتبت عليها "فوزنا جميعا سيكون على جبل الهيكل"، كما طالت الانتهاكات ساحة البراق الملاصقة للجدار الغربي للمسجد، حيث تنفذ مؤسسة "تراث الحائط الغربي" أعمال توسعة وتطوير في هذه الساحة المسلوبة.
الاحتلال أعدم الفتى آدم صب لبن (18 عاما) قرب حاجز قلنديا العسكري شمال القدس (الأناضول) صفقة طوفان الأحراروفي إطار انتهاك الحريات اعتقلت قوات الاحتلال في محافظة القدس أكثر من 130 مقدسيا، بينهم 12 امرأة و7 قاصرين، كما أصدرت محاكم الاحتلال 10 أوامر اعتقال إداري.
إعلانوتحرر في المرحلة الأولى وعلى 3 دفعات في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) 63 أسيرا وأسيرة من محافظة القدس.
وفي الدفعة الأولى تحرر 16 مقدسيا بينهم 7 قاصرين و9 نساء، أما في الدفعة الثانية فتحرر 27 مقدسيا، بينهم 19 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد أبعد 15 منهم إلى خارج فلسطين، إلى جانب 8 أسرى من أصحاب الأحكام العالية.
وشملت الدفعة الثالثة 20 أسيرا مقدسيا من قرى محافظة القدس وأحيائها، بينهم 4 قاصرين أصغرهم 15 عاما، وأسير محكوم بالسجن مدى الحياة، و15 أسيرا محكومون لفترات متفاوتة، أعلاها 19 عاما وأدناها 7 سنوات، علما أن الاحتلال قرر إبعاد أسيرين محررين منهم إلى خارج فلسطين.
وبالإضافة لإبعاد المحررين في الصفقة وعددهم 17 أسيرا، فإن 4 مقدسيين آخرين تسلموا أوامر إبعاد، بينهم 3 قاصرين تحرروا في الصفقة وتم إبعادهم عن البلدة القديمة، وتجديد إبعاد المرابطة خديجة خويص عن الضفة الغربية.
هدم للمقدسيين وحدائق للمستوطنين
وفي إطار عمليات الهدم، نُفذت في محافظة القدس 30 عملية هدم، بينها 17 عملية هدم ذاتية قسرية، وتركزت عمليات الهدم في كل من بلدة سلوان وجبل المكبر وصور باهر التي هُدم فيها مسجد "التقوى"، وهو المسجد الثالث الذي تهدمه جرافات الاحتلال خلال شهرين.
ولم تتوقف إعلانات المصادقة على مشاريع استيطانية جديدة أو مصادرة مئات الدونمات، فضلا عن إعلان رئيس بلدية الاحتلال افتتاح حديقة جديدة للمستوطنين بمستوطنة جيلو الواقعة جنوب القدس.
وعلى مدار الشهر تمت المصادقة على بناء مدرسة دينية يهودية بحي الشيخ جرّاح، ومصادرة 262 دونما من أراضي الرام ومخماس وجبع وكفر عقب شمال القدس لصالح شارع استيطاني، كما صودر 15 دونما في محيط حاجز الزعيّم شرقي القدس، ومئات الدونمات من أراضي قرية قلنديا شمال المدينة المحتلة.
إعلانوليس ببعيد عن الاستيطان، أُخطرت 18 عائلة في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بإخلاء منازلها لصالح المستوطنين، بادعاء ملكية اليهود للأراضي التي أُقيمت عليها المنازل قبل عام 1948.
عبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقبل إيتمار بن غفير عن غضبه من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة في غزة وإسرائيل، والتي ضمت أسيرا اتهم بمحاولة اغتياله قبل أن يصبح وزيرا في الحكومة الحالية.
وقال بن غفير: إطلاق سراح رشيد الرشق الذي خطط لاغتيالي وزكريا زبيدي وغيرهما شهادة على… pic.twitter.com/BQaNRm4eWb
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 31, 2025
تهديداتومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة أطلق وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير تصريحات استهدف فيها الفلسطينيين، ومن بينها مطالبته وزير الداخلية الإسرائيلي بتفعيل قانون طرد عائلات منفذي العمليات إلى قطاع غزة، وأورد أسماء 3 مقدسيين لتنفيذ هذه العقوبة بحقهم.
وفي إطار الهجمة غير المسبوقة التي يتعرض لها المقدسيون منذ اندلاع الحرب الأخيرة، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل عن سحب حق الإقامة في القدس من الأسير المقدسي محمد عبيدات.
ولم يسدل الستار عن يناير/كانون الثاني قبل أن يضيق جيش الاحتلال الخناق على المدينة المقدسة من خلال تضييقات غير مسبوقة على الحواجز المؤدية إليها وإغلاق بعضها بشكل مفاجئ.
ولمواجهة التضييقات الاستثنائية على حاجز قلنديا وجبع المؤديين إلى المدينة نفذ أهالي كفر عقب إضرابا أطلقوا عليه "إضراب الكرامة"، وشمل الامتناع عن الذهاب إلى العمل داخل القدس، احتجاجا على "الأوضاع التي باتت تمتهن كرامتهم وإنسانيتهم كمواطنين وعاملين، ولأن إغلاق الطرق وحصار البلدات لا يعيق فقط تحركاتهم اليومية بل يعكس استهدافا مستمرا لحقوقهم الأساسية"، وفق تعبيرهم.
إعلان