يحمل الطفل محمد زياد مقيّد كاميرا صغيرة، ليوثق معاناة أطفال يتحدثون بلغة الكبار ويرسمون أحلامهم بدموع الصغار.

حكاية محمد هذه كانت موضوع حلقة 2025/2/2 من برنامج "ضحايا وأبطال" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، مستعرضة فيها قصة استثنائية لطفل غزي يبلغ من العمر 13 عاما يبحث عن أحلامه وسط الركام.

"أنا محمد زياد مقيّد بالصف الثامن، أحب عمل الصحافة، أحب أن أقدّم فيديوهات لأوصل رسالة للعالم كله"، هكذا يعرّف محمد عن نفسه، قبل أن يسرد قصة فقدانه عائلته في غضون ثوانٍ معدودة.

خرج محمد من بيته ليملأ الماء، وحين عاد وجد منزله مدمرا وعائلته شهداء "قعدنا يومين أو ثلاثة ونحن نجد أشلاء منهم"، يروي محمد بألم، مضيفا "كان بيتي يعني كل شيء، كان كل طفولتي فيه، عشت فيه أحلى اللحظات".

ورغم المأساة فإن محمد لم يستسلم لأحزانه، بل قرر تحويل معاناته إلى دافع لتحقيق حلمه في الصحافة "في الحرب، خلص نويت إني أخش (أدخل) الصحافة"، يقول محمد الذي تأثر بتغطية الصحفي وائل الدحدوح "شفت الصحفي الدحدوح، فأنا حبيت أقلده، حضرت له فيديوهات كتير".

وبدأ محمد مسيرته الصحفية بإجراء مقابلات مع أطفال غزة حول معاناتهم اليومية "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اليوم سنسأل الأطفال: ماذا يأكلون؟ وكيف يعيشون في ظل هذه الأجواء وأجواء الحرب في القطاع؟"، يسأل محمد بثقة المراسل المحترف.

إعلان

لسان جيله

وفي تقييمه لتجربة محمد، يقول مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح للبرنامج "ممتاز، ما شاء الله عليه، يتحدث بطلاقة، واضح إنه عنده أساس يمكن البناء عليه، صحيح، هو اتكأ على قصته لكن في النهاية هو يحكي بلسان جيل في قطاع غزة".

وتعليقا على استهداف الأطفال في غزة، تقول المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز للحلقة "لا أعرف حقيقة كيف أترجم فعل انتزاع الطفولة من الأطفال، ليس فقط أطفال غزة، بل كل أطفال فلسطين، لا يوجد أي مصطلح يمكن استحداثه ليعبر عن هذه الجريمة".

اليوم، يعيش محمد في دير البلح بعيدا عن والده الصحفي الذي فضل إبعاده خوفا على حياته من الاستهداف المتعمد للصحفيين، ورغم كل شيء فإن محمد يواصل حلمه في توثيق معاناة أطفال غزة، ليكون صوتا لجيل كامل فقد طفولته وسط الحرب.

"كل غفوة أتأرجح بين الحلم والكابوس" يقول محمد، لكنه يصر على مواصلة رسالته الصحفية، ليوثق قصص الأطفال الذين "يتكلمون كالكبار وكأنهم لم يعرفوا الطفولة يوما".

الصادق البديري2/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

خالد قزمار: جرائم الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين دليل على فشل المجتمع الدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحدث خالد قزمار مدير الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، عن الأرقام التي جرى تسجيلها في قطاع غزة، فقد تم رصد ما يقرب من 39,000 حالة من الأطفال الذين أصبحوا ضحايا للعدوان الإسرائيلي، وهي أرقام وصفتها قزمار بأنها غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

وأضاف قزمار، في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "ورغم الاحتفال السنوي بيوم الطفل الفلسطيني، الذي يُحتفل به في 4 أبريل من كل عام، إلا أن قزمار أشار إلى أن الواقع في فلسطين يتناقض تماماً مع ما يفترض أن يكون عليه هذا اليوم".

وتابع أنّ  المجتمع الدولي الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان وحماية الأطفال، يظهر فشلاً ذريعاً في حماية أطفال غزة، الذين باتوا يشهدون حرباً غير متكافئة ضدهم.

وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة صرح بأن غزة هي "مقبرة الأطفال"، في إشارة إلى الوحشية التي يتعرض لها الأطفال في القطاع. وأضاف أن الحرب التي تدور هي في جوهرها "حرب ضد الأطفال"، حيث يعاني أطفال غزة من القتل والتشويه والتهجير.

وتناول خالد قزمار غياب الإرادة الدولية لمحاكمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين، ورغم وجود العديد من الآليات القانونية في القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، التي تتيح محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، مشددًا على أن تطبيق تلك القوانين يحتاج إلى إرادة سياسية، وهو ما يبدو غائباً بشكل واضح.

مقالات مشابهة

  • أطفال غزة.. ضحية عدوان ومأساة حصار
  • #هذه_أبوظبي.. بعدسة مهرة بنت ناصر
  • خالد قزمار: جرائم الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين دليل على فشل المجتمع الدولي
  • ابتكار ثوري .. جهاز بحجم حبة أرز أو أصغر ينقذ قلوب الأطفال
  • تفاقم معاناة الأطفال والنازحين في مخيم النصيرات
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة
  • حماس: جرائم الاحتلال ضدّ أطفالنا لا تسقط بالتقادم
  • في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يومهم الوطني.. أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. أين إنسانية العالم؟