علماء الفيزياء الكمومية يبتكرون فضاء مكونا من 37 بُعدا
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
الدنمارك – قام الباحثون بإنشاء جزيئات ضوء تحضر فعليا في 37 بُعدا في وقت واحد، وذلك للتأكد من صواب فرضية متطرفة من المفارقة الكمومية الشهيرة. وتم وصف التجربة في مجلة Science Advances .
قال تشنغهاو ليو من الجامعة التقنية الدنماركية إن هذه التجربة أظهرت أن الفيزياء الكمومية تختلف عن الفيزياء الكلاسيكية أكثر مما يعتقد الكثير منا.
ركز ليو وزملاؤه على حالة غرينبرجر-هورن-زايلينجر (GHZ) التي تسمح بأن تبقى الجزيئات الكمومية متشابكة على مسافات كبيرة لأكثر من 30 عاما. في أبسط فرضية من GHZ ترتبط ثلاث جزيئات بتشابك كمومي، بصفته علاقة خاصة تمكننا من معرفة شيء عن جزيء واحد من خلال التفاعل مع جزيئين آخرين.
أراد ليو وزملاؤه إنشاء فرضية أكثر تطرفا من هذه المفارقة الكمومية. على وجه الخصوص، أرادوا اكتشاف حالات للفوتونات، أو جزيئات الضوء التي تختلف سلوكياتها في تجربة GHZ إلى حد بعيد عن سلوك الجزيئات الكلاسيكية البحتة.
وأظهرت الحسابات أن الفوتونات يجب أن تكون في حالات كمومية معقدة لدرجة أنها تبدو وكأنها تحضر في 37 بُعدا. تماما كما يمكن تحديد موقعنا في أي لحظة بالنسبة إلى ثلاثة أبعاد مكانية وبُعد زمني واحد، يمكن وصف حالة كل فوتون بواسطة 37 صفة.
اختبر الباحثون هذه الفكرة عن طريق تحويل النسخة متعددة الأبعاد من حالة GHZ إلى سلسلة من نبضات الضوء شديدة التماسك، أي متساوية للغاية في اللون وطول الموجة، والتي يمكنهم التحكم بها.
وقال ليو: “إن الحالة المشفرة بالضوء وقياسها يتم التحكم فيهما بنفس الرياضيات التي تقوم عليها الفيزياء الكمومية. وبالتالي، يمكن أن تُنتج تجربتنا بعضا من أكثر التأثيرات شذوذا في العالم الكمومي”.
وأضاف أن هذا النوع من “النمذجة الكمومية” معقد للغاية من الناحية التقنية ويتطلب أجهزة مستقرة للغاية ومعايرة بدقة عالية.
وقال البروفيسور أوتفريد غونه من جامعة “زيغن” في ألمانيا إن هذه النتيجة يمكن أن تظل ذات صلة بعد مئة عام”. وأضاف أن البحث الجديد مفيد في فهم كيفية استخدام الحالات الكمومية للضوء والذرات في معالجة المعلومات، وعلى سبيل المثال، في الحوسبة الكمومية.
وأكد ليو أن الأبحاث المستقبلية ستركز على كيفية تسريع الحسابات عن طريق تشفير المعلومات في حالات كمومية مشابهة لتلك التي تم الحصول عليها في هذه التجربة ذات الـ 37 بُعدا.
المصدر: Naukatv.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
علماء دين وإعلاميون وخبراء: التسامح والأخوة الإنسانية ركيزة أساسية من أجل عالم مستقر وآمن
أبوظبي – الوطن:
أكدت ندوه علمية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع الأمانة العامة للأخوة الإنسانية أهمية ترسيخ قيم التسامح والتعايش كأساس لتحقيق السلام العالمي، ودعت إلى قبول الآخر واحترام التنوع الديني والفكري والعرقي كوسيلة للحد من النزاعات والصراعات.
حملت الندوة عنوان: «نحو عالم يسوده السلام والعدالة والتعايش.. تعزيز المعرفة وترسيخ التسامح» وافتتحت بكلمة رئيسية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، أكد فيها أن ترسيخ قيم التسامح والتعايش السبيل الأمثل لتحقيق السلام العالمي، مشدداً على أهمية قبول الآخر واحترام التنوع الديني والفكري والعرقي للحد من النزاعات والصراعات.
وأشار العلي إلى أن مركز تريندز يساهم منذ تأسيسه في نشر ثقافة التسامح والسلام من خلال ثلاثة مسارات رئيسية، تشمل إنتاج المعرفة التي تعزز مبادئ التسامح والأخوّة الإنسانية، من خلال الكتب والدراسات والفعاليات العلمية، ومواجهة الفكر المتطرف والتصدي للتلاعب السياسي بالدين، عبر تفكيك أفكار الجماعات المتطرفة، وتسليط الضوء على قيم التجديد الديني والمواطنة والتعايش السلمي، وبناء شراكات معرفية عالمية لتعزيز التسامح، حيث نظم المركز عشرات الفعاليات في مختلف العواصم العالمية، مستهدفاً نشر ثقافة التعايش ومكافحة الفكر المتطرف.
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور محمد العلي إلى مواصلة العمل المشترك لتحقيق هدف بناء عالم يسوده السلام والعدل والتعايش، مؤكداً أن الحوار والتعاون هما الأساس لترسيخ هذه القيم على المستويات كافة.
من جهته، أكد سعادة السفير الدكتور خالد الغيث، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أهمية التعليم والتعاون الفكري في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية بشكل مستدام. وأشار إلى أن الأمانة العامة تعمل على إقامة شراكات قوية مع الحكومات والمؤسسات لضمان أن تصبح الأخوة الإنسانية ركيزة أساسية في السياسات الوطنية والدولية.
وأضاف الغيث أن الدراسات والبحوث العلمية تلعب دوراً محورياً في تشكيل مجتمعات تقوم على الاحترام المتبادل والتعايش، مشيراً إلى التعاون النشط مع الجامعات ومراكز الفكر لتحقيق هذه الأهداف.
من جانبه أكد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، أن السلام والعدالة والتعايش قيم إنسانية عليا تزدهر بها المجتمعات، محذراً من أن غيابها يؤدي إلى الحروب والكراهية. وأوضح أن التكلفة الاقتصادية للحروب والصراعات في عام 2023 بلغت 19 تريليون دولار، ما يعادل 13.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، مشدداً على ضرورة استثمار هذه الأموال في التنمية المستدامة بدلاً من تبديدها في الصراعات.
وسلط الكعبي الضوء على تجربة الإمارات الرائدة في تعزيز التسامح والتعايش، حيث استحدثت وزارة للتسامح في 2016، ووقعت وثيقة الأخوة الإنسانية في 2019 بحضور بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر. وأشار إلى أن الإمارات، التي تستضيف أكثر من 200 جنسية، تعد نموذجاً فريداً للتعايش بين الثقافات والأديان المختلفة، مما ساهم في ريادتها في مؤشرات التنمية البشرية والاقتصاد الجديد.
وقد أدارت الندوة الباحثة نورة الحبسي، مديرة إدارة النشر بمركز تريندز، مشيرة إلى ضرورة إدماج قيم التسامح والتعايش في المناهج الدراسية، وتشجيع التبادل الثقافي بين الشعوب.
الحوار
وفي مداخلته أمام الندوة، شدد المونسنيور الدكتور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس، رئيس مؤسسة الاخوة الإنسانية، على أن الحوار بين الحضارات ليس مجرد فكرة نظرية، بل ضرورة حتمية لبناء عالم أكثر عدلاً واستقراراً. وأكد أن الشباب يشكلون القوة الدافعة لتعزيز هذا الحوار، ويتحملون مسؤولية بناء مستقبل أكثر تسامحاً من خلال التعليم، والتبادل الثقافي، ومكافحة خطاب الكراهية.
وأشار لحظي إلى أن تعزيز ثقافة التعايش يتطلب نهجاً تعليمياً شاملاً يُركز على غرس قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأجيال الجديدة، بالإضافة إلى تعزيز دور الأديان في دعم التعايش السلمي. وقال إن الحوار بين الحضارات يجب أن يبدأ من الفصول الدراسية، حيث يتعلم الأطفال كيف يتعاملون مع التنوع الثقافي والفكري والديني، مما يؤدي إلى بناء مجتمعات أكثر تسامحاً وتماسكاً.
بدوره، أكد الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، أنه لا يمكن تحقيق السلام من دون أن يصبح نهجاً وسلوكاً يومياً في حياة المجتمعات، مشيراً إلى أن التسامح لا يُختزل في الخطابات الرنانة، بل يتطلب ترسيخ ثقافة النقد البناء والانفتاح على الآخر.
وأوضح طريف أن التعايش بين الأديان والثقافات يتطلب حواراً مستداماً وإيماناً عميقاً بضرورة تعزيز التواصل والتفاهم المشترك، داعياً إلى إطلاق مبادرات ثقافية واجتماعية لتعزيز الروابط بين مختلف الفئات، من خلال إقامة فعاليات شعبية وعقد لقاءات موسّعة تهدف إلى تعزيز قيم الاحترام المتبادل والاندماج المجتمعي.كما أشاد طريف بنهج دولة الإمارات العربية المتحدة في تبني قيم الأخوة الإنسانية.
وفي السياق ذاته، أوضح الإمام محمد توحيدي، نائب رئيس مجلس الأئمة العالمي، أن جميع الأديان السماوية تتشارك في قيم السلام والمحبة والتعايش، داعياً إلى تكثيف الجهود العالمية لترجمة هذه القيم إلى ممارسات عملية تعزز العدالة الاجتماعية وتحد من النزاعات الدينية والفكرية.
وأشاد بدور الإمارات في نشر ثقافة السلام والتسامح، مشيراً إلى أنها قدمت نموذجاً عالمياً في تعزيز التعاون بين الأديان، من خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية واستضافة العديد من اللقاءات الدينية والفكرية التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان.
بدوره أكد الإعلامي رفعت بو عساف أن التسامح في جوهره هو ثقافة وأصالة مجتمعية، متطرقا إلى تجربة الإمارات كدولة نموذجية في تجسيد قيم التسامح.
وفي مداخلتها امام الندوة، شددت لينا ناصر البلوشي، الخبيرة في حقوق الإنسان، على أن بناء عالم يسوده السلام يتطلب تعزيز مبادئ المحاسبة الذاتية والالتزام بالحقوق الأساسية التي تكفلها الدساتير وتحميها الحكومات، مؤكدة أن المساواة تبدأ من العقل ومن التصورات المجتمعية التي تصنف الأفراد.
واستشهدت البلوشي بـ«وثيقة المدينة» التي أرسى دعائمها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كأول دستور مدني للتعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية.
وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات، أبرزها أهمية تعزيز التعليم كأداة رئيسية لنشر ثقافة التسامح والتعايش، وتوسيع نطاق الحوار بين الأديان والثقافات لتعزيز التقارب العالمي، ومكافحة خطاب الكراهية من خلال الإعلام والتعليم والمبادرات الثقافية، وتعزيز السياسات الداعمة للمساواة والعدالة الاجتماعية في مختلف المجتمعات، ودعم مبادرات الشباب في مجالات التسامح والسلام العالمي.
وأكد المشاركون أن تحقيق السلام والعدل في العالم يتطلب جهوداً مشتركة بين الحكومات والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، مشددين على أن التسامح ليس مجرد شعار، بل هو منهج عملي يُبنى على الحوار والتفاهم المشترك.