بغداد اليوم -  بغداد

أثار لقاء جميلة علم‌ الهدى، زوجة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، مع الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد وزوجته في قصر الرئاسة ببغداد، تساؤلات جدية حول السياسة الدبلوماسية لإيران. وأبرز هذه التساؤلات: لماذا تحضر شخصية غير رسمية، لا تشغل أي منصب حكومي، اجتماعًا رفيع المستوى كهذا؟

إشكالات دبلوماسية ومخاوف سياسية

في ظل الظروف التي يجب أن تكون فيها الدبلوماسية في أيدي المسؤولين التنفيذيين، فإن حضور علم‌ الهدى، التي لا تملك أي منصب رسمي، يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه الزيارة.

فهل كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إيران والعراق؟ أم أن هناك أهدافًا أخرى غير معلنة وراء هذا اللقاء؟

ويؤكد الخبراء أن مثل هذه التحركات قد تؤدي إلى ارتباك في السياسة الخارجية لإيران، كما قد تخلق تداعيات سلبية على مستوى العلاقات الدولية، إذ أن تولي شخصيات غير رسمية أدوارًا دبلوماسية قد يؤثر سلبًا على صورة الدولة ويضعف انسجام مؤسساتها الرسمية.

تساؤلات حول الوفد المرافق وتكاليف الرحلة

كما أثارت هذه الزيارة تساؤلات حول طبيعة الوفد المرافق لـ جميلة علم ‌الهدى. فلماذا تحتاج شخصية غير رسمية إلى وفد في مثل هذه الزيارات؟ وهل تم تمويل هذه الرحلة من الموارد الحكومية؟ ومن الذي تكفل بتكاليفها؟

من ناحية أخرى، يبرز تساؤل آخر حول دور السفارة الإيرانية في العراق ووزارة الخارجية الإيرانية في تنسيق هذا اللقاء. فإذا كانت هذه الرحلة قد تمت بدون تنسيق مع الخارجية الإيرانية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود خلل في انسجام السياسة الخارجية الإيرانية، الأمر الذي قد ينعكس سلبًا على الدبلوماسية الرسمية للدولة.

الشفافية في الإنفاق العام

وقالت صحيفة "شرق" الإصلاحية، اليوم الاحد (2 شباط 2025)، إنه "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها إيران، يصبح من الضروري مراجعة الإنفاق العام وضمان الشفافية في تخصيص الموارد الحكومية. لذلك، من المهم أن يتم توضيح مصدر تمويل هذه الرحلة، خاصة وأن الشعب الإيراني يعاني من تداعيات الأزمة الاقتصادية".

وأضافت انه "وعلى هذا الأساس، يتوجب على وزارة الخارجية تقديم توضيحات حول هذه الزيارة غير الرسمية، والعمل على منع تكرار مثل هذه التحركات التي قد تؤدي إلى إضعاف مصداقية السياسة الخارجية الإيرانية على الساحة الدولية".

السياق الرسمي للزيارة

من جهتها، نقلت صحيفة "شرق" الإيرانية أن الهدف الرسمي من زيارة جميلة علم‌ الهدى إلى العراق هو تقديم الشكر للشعب والمسؤولين العراقيين على تنظيمهم فعاليات تأبينية لتكريم إبراهيم رئيسي، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين.

وخلال هذه الزيارة، التقت علم ‌الهدى بالرئيس العراقي في قصر الرئاسة ببغداد، حيث أعرب الرئيس العراقي عن تعازيه مجددًا في وفاة رئيسي، وأشاد بدوره في تعزيز العلاقات بين بغداد وطهران. كما أكد دعمه للقضية الفلسطينية، وأدان الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.

بدورها، شكرت علم‌ الهدى الرئيس العراقي على تعازيه، وشددت على أهمية الروابط التاريخية والثقافية والدينية بين الشعبين الإيراني والعراقي، كما أعربت عن تقديرها لحسن استضافة العراق للزوار الإيرانيين.

ووفقًا للتقارير، كان من المخطط أن تلتقي علم‌ الهدى برئيس الوزراء العراقي ومسؤولين آخرين، إضافة إلى لقاءات مع شخصيات أكاديمية وثقافية عراقية. كما التقت بزوجة الرئيس العراقي، شاناز إبراهيم أحمد، وتبادلت معها الحديث حول العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين.

استمرار الجدل

وختمت الصحيفة الإيرانية قولها "رغم التبريرات الرسمية لهذه الزيارة، إلا أن الجدل حولها لا يزال مستمرًا، خصوصًا فيما يتعلق بعدم وضوح دور علم ‌الهدى في الدبلوماسية الإيرانية، وكيفية اتخاذ القرارات بشأن الزيارات الرسمية وغير الرسمية. ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر مثل هذه الزيارات على صورة السياسة الخارجية الإيرانية؟".

وانتقد بعض الناشطين الإيرانيين حضور السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق ورئيس البعثة الثقافية الإيرانية في السفارة غلام رضا أباذري اجتماعات زوجة رئيسي مع الرئيس العراقي.

المصدر: "بغداد اليوم" + وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الخارجیة الإیرانیة السیاسة الخارجیة الرئیس العراقی هذه الزیارة مثل هذه

إقرأ أيضاً:

غزل عراقي سوري.. زيارة "أمنية" إلى دمشق

وصل وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري، الجمعة، الى دمشق للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع ومسؤولين حكوميين، من أجل بحث التعاون في مجالات عدة بينها التجارة ومكافحة الإرهاب.

 

وجاءت الزيارة في وقت يندّد عدد من السياسيين العراقيين البارزين في المعسكر الموالي لإيران وأنصارهم، باحتمال زيارة الشرع العراق للمشاركة في القمة العربية في 17 مايو تلبية لدعوة رسمية من بغداد.

وقال مكتب محمّد شياع السوداني في بيان "وصل إلى العاصمة السورية دمشق، وفد رسمي حكومي عراقي، برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني السيد حميد الشطري للقاء، الشرع وعدد من المسؤولين الحكوميين".

وتتعامل حكومة بغداد بحذر مع دمشق منذ إطاحة بشار الأسد الذي كان حليفا وثيقا لها، غير أن السوداني أشار الأسبوع الماضي إلى توجيه دعوة رسمية للشرع للمشاركة في القمة العربية.

وتُعدّ هذه الزيارة الثانية لوفد عراقي إلى دمشق تُعلنها بغداد منذ إطاحة الأسد.

في منتصف مارس، زار وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني بغداد حيث أكّد أن حكومة دمشق تريد "تعزيز التبادل التجاري" مع العراق.

والتقى السوداني الذي جاءت به أحزاب شيعية موالية لطهران ضمن تحالف "الإطار التنسيقي"، الشرع في قطر الأسبوع الماضي، في اجتماع لم يكشف عنه الإعلام الرسمي في الدول الثلاث إلّا بعد أيام.

وقالت مصادر أمنية عراقية لفرانس برس إن هناك مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع في العراق وتعود إلى فترة كان فيها مقاتلا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأميركية وحلفائها وسُجن في العراق لسنوات إثر ذلك.

 

مقالات مشابهة

  • غزل عراقي سوري.. زيارة "أمنية" إلى دمشق
  • وزارة الخارجية الإيرانية تدين العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان
  • الرئيس اللبناني يتسلم دعوة رسمية من نظيره العراقي لحضور قمة بغداد
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات على مخيمات النازحين جريمة حرب
  • سلامة استقبل نظيره العراقي: نريد من الاخوة العرب مساعدتنا
  • الدينار العراقي يتحسن مع إغلاق بورصات بغداد وكوردستان
  • الدينار العراقي يتنفس بعمق: رحلة التعافي من أزمة العملة
  • دبلوماسية الحل الوسط تهدئ الجدل العراقي: الشيباني إلى القمة بدل الشرع
  • وزيرا الخارجية العراقي والفرنسي يؤكدان ضرورة دعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها
  • الزوراء يهزم الشرطة في ديربي بغداد وينتزع منه صدارة الدوري العراقي