الإجهاد المائي يهدد 25 دولة بشح المياه بينها 15 بلدا عربيا
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
الإجهاد المائي يهدد 25 دولة بشح المياه بينها 15 بلداً عربياً
يهدد الإجهاد المائي وظائف الناس وصحتهم والمحاصيل وتربية الماشية وأمن الطاقة.
مع غياب إدارة فعالة للمياه، سيفاقم النمو السكاني والأنشطة الاقتصادية والتغير المناخي من الإجهاد المائي عالميا.
تعاني 25 دولة من إجهاد مائي مرتفع للغاية سنوياً، بينها 15 دولة عربية، لكن الدول الخمس الأكثر تضرراً هي البحرين وقبرص وقطر والكويت ولبنان وعمان.
البلد الذي يواجِه "إجهاداً مائياً شديدا" يستخدم ما لا يقل عن 80% من إمداداته المتاحة، ويعني "الإجهاد المائي المرتفع" أنه يسحب 40% من إمداداته.
نصف سكان الأرض، أربعة مليارات نسمة، يتعايشون مع مستوى عال من الإجهاد المائي لشهر على الأقل سنويا مع انخفاض العرض مقابل ارتفاع الطلب على المياه لمختلف الاستخدامات.
* * *
تونس: حذّرَ "معهد الموارد العالمية"، في أحدث تقرير له، من أن 25 دولة في العالم تضمّ ربع سكان الأرض مهددة بشح في المياه، بسبب الإجهاد العالي لمواردها المائية المتاحة.
وأشار التقرير إلى أن قرابة نصف سكان الأرض، حوالي أربعة مليارات نسمة، يتعايشون مع مستوى عال من الإجهاد المائي لشهر واحد على الأقل في العام.
ويؤدي هذا الوضع بالنتيجة إلى مخاطر محدقة بوظائف الناس وصحتهم والمحاصيل الزراعية وتربية الماشية وأمن الطاقة.
ويحذر التقرير من أنه مع غياب إدارة فعالة للمياه، فإن النمو السكاني والأنشطة الاقتصادية والتغير المناخي ستفاقم من الإجهاد المائي.
وفي تعريف المنظمة، فإن بلداً ما يواجِه “إجهاداً مائياً شديداً” يعني أنه يستخدم ما لا يقل عن 80% من إمداداته المتاحة، ويعني “الإجهاد المائي المرتفع” أنه يسحب 40% من إمداداته.
وتشير البيانات المضمنة في التقرير إلى أن أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي هي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتعرض 83% من السكان لإجهاد مائي مرتفع للغاية، وجنوب آسيا حيث تنخفض النسبة إلى 74%.
ودفع هذا الوضع كثيراً من الحكومات إلى اتخاذ تدابير، مثل الإغلاق الدوري للصنابير، في مسعى لمواجهة الجفاف قصير الأمد وخطر نفاد المياه.
وتعاني الآن 25 دولة في العالم من إجهاد مائي مرتفع للغاية سنوياً، من بينها 15 دولة عربية، ولكن الدول الخمس الأكثر تضرراً هي البحرين وقبرص وقطر والكويت ولبنان وعمان.
وتظهر على القائمة أيضاً تونس والإمارات واليمن والعراق ومصر وليبيا والأردن والمملكة السعودية وسوريا.
ويعود سبب الإجهاد إلى انخفاض العرض مقابل ارتفاع الطلب على المياه في الاستخدام الزراعي والصناعي والمنزلي.
ومع زيادة متوقعة للطلب العالمي على المياه بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمئة بحلول عام 2050، وفق تقديرات المنظمة، فإن نسبة السكان المتعايشة مع الإجهاد المائي سترتفع بدورها إلى 100 بالمئة.
ويقول التقرير إن آثار ذلك لن تقتصر على المستهلكين والصناعات المعتمدة على المياه، ولكن أيضاً قد يهدد الاستقرار السياسي في مناطق من العالم، ومنها إيران على سبيل المثال، حيث شهدت الدولة احتجاجات سابقة ضد سوء إدارة المياه.
وفي كل الأحوال سيضر النقص في المياه بشكل مباشر قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة.
والمثال الأقرب لذلك ما حدث في الهند عندما أدى نقص في المياه لتبريد محطات الطاقة الحرارية، بين عامي 2017 و2021، إلى خسارة ما يكفي من الكهرباء لتزويد 5ر1 مليون أسرة هندية لمدة خمس سنوات.
وبحسب اللجنة العالمية للتكيف، فإن فشل سياسات إدارة المياه من شأنه أن يؤدي إلى خسائر في الناتج المحلي الإجمالي في الهند والصين وآسيا الوسطى بنسبة 7 إلى 12 بالمئة، وبنسبة 6 % في معظم أنحاء أفريقيا بحلول عام 2050.
ولكن التحدي الأكبر أمام العالم سيكون إطعام ما يقارب 10 مليارات شخص متوقع بحلول عام 2050، بموازاة زيادة في الإجهاد المائي، وآثار التغير المناخي والجفاف والفيضانات.
وتنصح المنظمة، في تقريرها، باتباع سياسات أفضل في إدارة المياه، عبر استخدام تقنيات مثل إزالة العشب المستنزف للمياه وتحلية المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدامها، وطرق ري مقتصدة، والتحول إلى محاصيل أقل استنزافاً للمياه.
كما تنصح أيضاً بحماية الأراضي الرطبة وأشجار المانجروف والغابات لدورها في تحسين جودة المياه والمساعدة في الصمود بوجه الجفاف والفيضانات.
وتقول المنظمة إن إدارة فعالة للمياه يمكن أن تساهم في تحقيق الازدهار، حتى في ظل ندرة المياه، وهو ما وفقت فيه بالفعل سنغافورة ومدينة لاس فيجاس الأمريكية.
أما كلفة ذلك حسابياً على العالم، بحسب تقديرات المنظمة، فقد لا تتعدى 1 % من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما مقداره 29 سنتاً يومياً للشخص الواحد بين عامي 2015 و2030.
المصدر | (د ب أ)المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أزمة المناخ أزمة المياه الإجهاد المائي شح المياه على المیاه بینها 15
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء»: المياه الجوفية تغذي 38% من الأراضي الزراعية حول العالم
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن البنك الدولي بعنوان «المياه الجوفية هي المفتاح لحماية النظم البيئية العالمية»، الذي أشار إلى أن المياه الجوفية «الذهب الأزرق»، تُعَد من أهم موارد المياه العذبة، إذ تعمل كأصل رأسمالي طبيعي بالغ الأهمية لتلبية احتياجات الإنسان، نظرًا، لأن المياه الجوفية تمثل ما يقرب من نصف المياه المستخرجة للاستخدام المنزلي في جميع أنحاء العالم وتدعم حوالي 43% من إجمالي الري، وتغذي 38% من الأراضي الزراعية المروية على كوكب الأرض.
المياه الجوفية تدعم مجموعة واسعة من النظم البيئيةوأوضح تقرير مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، أن المياه الجوفية تدعم مجموعة واسعة من النظم البيئية الحيوية لسُبل العيش؛ وذلك لأنها يمكن أن تجعل الحياة تزدهر حتى في أكثر الأماكن جفافًا.
وأشار إلى أن المياه الجوفية توفر ملاذًا آمنًا في أوقات الجفاف، وتعمل كحساب توفير للمياه الذي يمكن أن يدعم النظم البيئية بالرطوبة اللازمة للبقاء، حتى مع تناقص هطول الأمطار، في حين، تتراوح هذه النظم البيئية من ينابيع الصحراء إلى المروج والجداول الجبلية، إلى الأراضي الرطبة والغابات الساحلية، وكثيرًا ما تشكل هذه النظم البيئية نقاطًا محورية للتنوع البيولوجي في مختلف أنحاء العالم، حيث تدعم الأنواع النادرة والمتوطنة.
المياه الجوفية لها قدرة على احتجاز الكربونوأضاف أن المياه الجوفية لها قدرة على احتجاز الكربون، مما يجعلها مهمة في مكافحة تغير المناخ. فعلى مستوى العالم، تمتص البحيرات الدائمة التي تتغذى إلى حد كبير على المياه الجوفية، ما يقرب من 0.33 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يمثل نحو 1% من الانبعاثات العالمية الحالية.
وعلى الرغم من أهميتها والخدمات التي تقدمها، فإن النظم البيئية المعتمدة على المياه الجوفية تتعرض لضغوط بسبب الاستغلال غير المقيد لها، فعلى سبيل المثال، من المتوقع أن تتفاقم التوترات بشأن المياه والأراضي بين الرعاة والمزارعين، مع تفاقم انعدام الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ مما يؤدي إلى توسيع زراعة المحاصيل في الأراضي الرعوية سابقًا.
وعلى مستوى العالم، توجد 53% من النظم البيئية المعتمدة على المياه الجوفية المرسومة على الخرائط، في مناطق تظهر اتجاهات متناقصة في منسوب المياه الجوفية، ولكن 21% فقط توجد على أراضٍ محمية أو مناطق بها سياسات لحمايتها، وتشير التقديرات إلى أن التوسع غير المنضبط في ضخ المياه بالطاقة الشمسية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، قد يشكل خطرًا على معظم النظم البيئية المعتمدة على المياه الجوفية، وبالتالي على الأشخاص والتنوع البيولوجي، لذا يجب إعطاء الأولوية لتطوير مشروعات الري بالطاقة الشمسية بشكل أكثر دقة، لضمان الاستخدام المستدام لموارد المياه الجوفية والحد من التأثير على النظم البيئية.