القاهرة- أ ش أ:

قال الدكتور حسن الصغير - أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن تعدد الآراء الفقهية يعتبر دليلا قاطعا على مرونة الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، موضحا أن اختلاف الآراء الفقهية في قضية واحدة يعطي مساحة للتسامح وقبول الرأي الآخر الذي يستند إلى دليل لا يتصادم مع نص قطعي الدلالة والثبوت.

جاء ذلك خلال محاضرته بعنوان «الاختلاف الفقهي ..ضرورة» ضمن سلسلة محاضرات ترسيخ وسطية الإسلام للطلاب الأفغان بالأزهر الشريف التي تقام بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر.

وقال الصغير إن الذين يتشدقون بعدم المذهبية في الإسلام من باب أن الأمة الإسلامية ليست في حاجة لذلك التعدد، فهم مخطئون لأنهم لو صدقوا في دعواهم هذه لتوحدوا في كلمتهم، ومن هنا وجب علينا نحن العلماء أن نبسط هذه القضايا للناس بما لا يدعو إلى إثارة النعرات المذهبية؛ لأن الإسلام دين يدعو للوحدة ونبذ الفرقة.

وأوضح أن الاختلاف الفقهي يجب أن يناسب طبيعة الأصول الشرعية التي تنطلق منها، ناصحا المتدربين بضرورة أخذ العلم من منابعه الصافية وعلمائه العدول حتى تنهض الأمة في فكرها.​

هذا المحتوى من

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: تنسيق الجامعات فانتازي الموجة الحارة انقطاع الكهرباء سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة

إقرأ أيضاً:

التفاهة طغيان الضياع

التفاهة حاسمة جريئة:

في عالم التفاهة هنالك من هو جريء على الحق متدن في سلوكه ونواياه وخُلقه وأخلاقه، لأن ضحيته ابن الأصول لا يردع إلا بعدل الأثر ويكون قد أحيط به عندما يتحقق هذا الأثر، لهذا تجد النخبة "ابن الأصول" لا يسجل له انتقام من هؤلاء التافهين، ودوما هو أقل الناس قدرة وانشغالا في الدفاع عن نفسه. وتجد إخوة التفاهة جاهزون للرد وتبرئة أنفسهم وجعلها كملائكة.

فالتفاهة منهج وقيمة سلبية وليست عن جهل وإنما عن جهالة وأنانية، فترى البلاد في سلطة التافهين منظومة لتنمية التخلف، تقع في أزمات ولا تجد لها حلا لأنها أصلا أبعدت من يحل الأزمات وأبدلت العلماء بالأدعياء والمخلصين بالفاسدين، وتخفي أي نصح أو أثر للعاملين وتصفهم بالطامعين المزايدين وتسفه نصحهم وهو اليقين؛ فالأمر في قاعة التفاهة المكتظة بجثامين القيم محسوم، وإن قلبت الدنيا فهنالك ألف تعليل وتكييف، ومن يجيد الفهم والإفهام مثل سطحية التافهين! نعم هؤلاء جريئون في التسفيه والحديث بما لا يعلمون، لأنهم ليسوا وحدهم لا يعلمون، ففي منظومة تنمية التخلف السامع والمتحدث كلاهما عميان في عالم التفاهة.

التفاهة في القيادة:

في منظومة تنمية التخلف يتولى التافهون الجاهلون القيادة وهم على جرأة وتصريف، ويحيطهم جيش من المنتفعين والتافهين يجعلهم كما هم في أعلى كفاءة التفاهة وفاعليتهم جميعا تدمر البيئة، مفاخرين بأن هذا الدمار بناء، فالمعايير معكوسة، هم ينظرون إلى النجاح كتحقيق النفع لهم وليس مهما كم يسحق أمامهم أو بهم. بقاء التافهين يعده التافهون نجاحا، ولا يهتمون إلا بخاص الاهتمامات. التافهون غالبا فارغون مقلدون للفرح بلا قوة إحساس لأمر قد لا يتفق وثقافة أمتهم، بالحركة وبالكلمة وباستخدام اللغات الأخرى دون أن يكون لهذا داع أو يبرره الاختصاص العلمي.

التافهون يسرقون الجهد فلا تستغرب أن يأتي غني أبله يتحرك كرجل أعمال أو رجل دولة ناجح ليعرض نفسه كراع للابتكار والعلوم، لكن لا ينسجم خلقه مع وصفه، ويمكن أن يشتري بأمواله طاقات خفية قد تشبع الأنا عنده لتجيّر مشروعها باسمه؛ ثم ترى بصمة اللص أحيانا وهي تُحوِّل أمرا إيجابيَّا إلى أمرٍ سلبيِّ مروج للتفاهة وبالتالي يعج بالتافهين.

عندما تتحول السياسة ساحة للرعاع والمحبين للظهور والمزايدات، والوصولية شهادة موسوعية في كل العلوم ومنها العلوم السياسية بلا دراسة أو جهد تاتي الشهادات، عندها تصبح السياسة بلا محتوى، فيحتضر البلد بل يموت المجتمع عندما تمزقه روابط هابطة، فهي كزلزال يشق الأرض والحتمية هي الخراب والاستثناء البنّاء المحدود الذي ليست غايته البناء وإنما أبواب للفساد، فالبرامج كلمات لا معنى لها، ولا رؤية، وإنما تفاهمات لاقتناص الغنيمة وتمرير شكل مرسوم، لهذا يتكرر نفس الناس يذكرونك بأوبريت سولا لاري لثلاثي أضواء المسرح بمدلولاته، فالمصلحة من توزع الأدوار وتختار الأشخاص الذين يفتكون بأوطانهم ما لا يصدق تحقيقه العدو الحاقد.


التفاهة عبر العصور:
التفاهة بحد ذاتها هي طغيان الضياع والفوضى في الفكر والحياة والمعاني والأهداف واستنزاف للطاقة الإيجابية
التفاهة نوع من الجاهلية موجود في كل العصور، لكنها ترتفع وتنخفض بدرجتها وفق الوعي والاهتمامات ونوعها، ولا شك أن المتصفح لأقوال النخب في التاريخ يجد أن الكلام يصف لحد كبير واقعنا في السلبيات، ثبت في أقوال قرون سابقة عبر قصص وأشكال، وثبت في بداية القرن العشرين ومنتصفه ذات الأوصاف من سيطرة التفاهة واستعمارها لعامة الشعب الذين يظنون أن الجدية توقف حياتهم والتمتع بها بينما الشر يضحك قبل أن يجهز على المواطن!

ولتفاهة سائدة في المجتمع تستطيب حياة العبودية ولا يعرف الناس ضبط السلوك في الحرية ويصمتون إن عاد الطغيان، أو يبقون معيقين للحياة حتى يجبروا الوديع على أن يتحول ديكتاتورا أو ينصرون عليه من يستعبدهم، بل إنهم يمجدون من بيده النفوذ وإن كان شر خلق الله وأفسد الناس، وهم يعلمون كالقوم يوم الزينة بين موسى والسحرة. فالتفاهة بحد ذاتها هي طغيان الضياع والفوضى في الفكر والحياة والمعاني والأهداف واستنزاف للطاقة الإيجابية. إن الكفاءات تُعرف بإيجاد الحلول وتوجه العمل، وليست تنتظر أن تؤمر فترفع عنها أية مسؤولية أو محاسبة للخطأ.

جدلية التفاهة:

التفاهة هي طغيان الفوضى بعلو الظلم وانتكاس القيم، ليس لجهل تلك القيم بل لغياب أبناء الأصول، فمن هم أبناء الأصول؟ ونحن نلاحظ أن الفاسد أبوه صالح أو وزير أو برلماني أو من أصحاب الأملاك في زمن ماض لم يعد غابرا بعد. فالكلمة وإن تبدو نسبا لكنها لا تنسب للبطن ولا الظهر ولا المعاش، وإنما تنسب إلى عوامل مهمة ذكرت بالمجمل في حديث لرسول الله، فبلال ابن أصول رغم أن أبويه من العبيد وهو كان عبد أصلا، والوليد ليس ابن أصول رغم أنه من سادة قومه، لكن ابنه خالد ابن أصول، هذا النوع من البشر قد يكون فلتة في قومه أو عائلته وليس كما هو متعارف عندنا أنه لعائلة كذا أو من الطبقة كذا، فالقياس هو الخلق أو رد الفعل الحسن فالأصول هي:

التفاهة مظهر لعجز المصلحين إن جمدوا وأملوا بشفاء المسعور بإصلاحه وغادروا سنن الكون، والتغيير أحدها. ومهادنة التفاهة والتافهين ظلم للآدمية والبلاد والعباد لأنهم لا يجهلون بل لا إرادة لتمكين الصواب والخبرة، فما يعلو هو ما يشبع الغريزة وأوهام العاجزين
1- أحسنكم أخلاقا أي المتمسكين بمكارم الأخلاق والخلق (رد الفعل) الحليم، الذي يؤتمن ويبدع وإن عجز عن أمر طلب العون وإن قصر علمه سأل أن يوضح له ما خفي عليه، الذي لا يتوقع منه الشر ويؤمل خيره.

2- الموطئون أكنافا، وهي كلمات كناية عن التواضع المستمر بلا منة أو ظهور سلس مع قومه معالجا لسقطاتهم متسامحا، هم مصلحون يفرحون بالحسنة وينظرون إلى السيئة كأمر يحتاج معالجة، فهم أطباء للسلوك وليس قضاة على البشر، يطورون الواقع والعقلية والنفسية، طبيعتهم ألا يقيسوا الأمور إلى أنفسهم برد الفعل وإنما النظر إلى الإنسان نفسه وأمل إصلاحه، لا يذهبون إلى الطرق الشاقة والفساد ولا تدمير الآخر من أجل الذات فلا يردون على من يؤذيهم وإن يئسوا منه تركوه.

3- الذين يألفون ويؤلفون: أناس شفافون ينطقون بالكلمة الطيبة (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إلى صِرَاطِ الْحَمِيد)، ينفتحون على الناس فينفتح الناس عليها بشعاع الصدق الذي لا يخطئه الحس.

قد يطلق المصطلح أبناء الأصول اليوم على سلالة نسب وهو خائن، لص، ثرثار، لا تأمن شره ولا تأمل خيره، وقد تجده متعالما متعاليا لا يفقه، ظالما غدارا مبعدا للخير وأهله، ولا يحس إلا بنفسه. إن التفاهة مظهر لعجز المصلحين إن جمدوا وأملوا بشفاء المسعور بإصلاحه وغادروا سنن الكون، والتغيير أحدها. ومهادنة التفاهة والتافهين ظلم للآدمية والبلاد والعباد لأنهم لا يجهلون بل لا إرادة لتمكين الصواب والخبرة، فما يعلو هو ما يشبع الغريزة وأوهام العاجزين.

مقالات مشابهة

  • حكم القنوت في الوتر.. تعرف على آراء المذاهب الفقهية
  • التفاهة طغيان الضياع
  • وضوح الرؤية
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح
  • الكشف عن طبيعة نفوق 7 عجول في ديالى وتطمينات بشأن اللحوم والألبان
  • سفير مصر بإندونيسيا يثمن جهود الأزهر الشريف في خدمة الإسلام
  • وزارة العدل تعقد ثالث جلسات الحوار المجتمعي حول مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين
  • محافظ البحر الأحمر: مشروع الإسكان الاستثماري المتميز يناسب جميع الفئات
  • مقتدى الصدر يدعو انصاره إلى تحديث سجل الناخبين: أمر لابد منه
  • أستاذ بالأزهر لـ أئمة ألمانيا: يجب مراعاة الضوابط العلمية للخروج بفتوى سليمة