صفقة النفط بين الإمارات وجنوب السودان – هل استثمار استراتيجي أم رهن للسيادة؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
زهير عثمان
تحليل الخبر وصفقة النفط بين جنوب السودان والإمارات
خلفية الصفقة وأطرافها -الصفقة بين حكومة جنوب السودان والإمارات تمثل نوعًا من تمويل الموارد مقدمًا، حيث تبيع جوبا نفطها المستقبلي للإمارات بسعر ثابت مقابل الحصول على 12 مليار دولار على مدى 20 عامًا.
الطرف الإماراتي- شركة HPK، وهي جهة استثمارية إماراتية غير معروفة عالميًا، مما يثير تساؤلات عن دورها وارتباطاتها بالحكومة الإماراتية.
الطرف الجنوب سوداني- وزارة المالية والتخطيط، وهو أمر لافت لأن هذه الاتفاقيات عادةً ما تكون تحت إشراف وزارة النفط والطاقة، مما يشير إلى طبيعتها المالية أكثر من كونها صفقة نفطية بحتة.
الجوانب المالية والاقتصادية
سعر البيع 54 دولارًا لبرميل مزيج النيل و22 دولارًا لبرميل دار ميكس. هذا السعر يبدو متدنيًا جدًا مقارنة بالأسعار العالمية، مما يعني أن جنوب السودان يخسر جزءًا كبيرًا من القيمة الحقيقية لنفطه.
آلية الدفع المبالغ ستُدفع لحكومة جنوب السودان عبر حساب في أحد البنوك الإماراتية، مما قد يعني سيطرة الإمارات على تدفق الأموال وإمكانية فرض شروط على استخدامها.
ضمان سيادي الإمارات اشترطت ضمانًا سياديًا بقيمة 12 مليار دولار، أي أن جنوب السودان في حال فشل في الإيفاء بالصفقة، سيجد نفسه مثقلاً بديون ضخمة.
الفائدة الإمارات ستتقاضى 2% كفائدة على المبلغ، مما يعني أن جنوب السودان لا يبيع فقط موارده بسعر متدنٍ، بل يدفع فوائد أيضًا، وهو أمر يفاقم التكاليف.
الأبعاد الاستراتيجية والسياسية
تهديد السيادة الوطنية بما أن جنوب السودان تعهد بتعويض الإمارات بشحنات نفط إضافية في حال هبوط الأسعار، فهذا يضع البلاد في موقف مرهون تمامًا بمصلحة الطرف الآخر.
حق الإمارات في إعادة بيع النفط الإمارات حصلت على حرية كاملة في إعادة بيع النفط دون الرجوع لحكومة جنوب السودان، مما يعني أن الصفقة تعطيها تحكمًا كاملاً في تجارة نفط جنوب السودان دون أي تدخل من الدولة المنتجة.
بناء خط أنابيب ومصفاة تمويل الإمارات لبناء مصفاة وخط أنابيب قد يبدو إيجابيًا، لكنه يجعل جنوب السودان أكثر تبعية للبنية التحتية الإماراتية، مما قد يعزز السيطرة الاقتصادية.
انتقادات وتحليل موقف الصحفي إبراهيم بيتر مارسيلو
يشير الصحفي إلى أن الإمارات تتخذ سياسة استراتيجية لضمان أمنها الطاقوي والغذائي، مما يتسق مع استثماراتها الكبيرة في قطاع الزراعة والنفط عالميًا.
يصف الصفقة بأنها رخيصة جدًا ومُفرّط فيها دون دراسة كافية، وهو ما يثير تساؤلات حول الشفافية، خاصةً أن مثل هذه الصفقات كان ينبغي أن تُمرر عبر برلمان منتخب لضمان المصالح الوطنية.
يرى أن هذه الخطوة تمثل خطرًا على السيادة الوطنية لأنها ترهن موردًا استراتيجيًا لدولة أخرى دون ضمانات تحمي مصالح جنوب السودان على المدى الطويل.
صفقة النفط هذه قد تكون مدمرة لاقتصاد جنوب السودان، حيث تضعه في التزام طويل الأمد بسعر متدنٍ، مع فقدان السيطرة على أحد أهم موارده.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أن جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
واشنطن تخطط لصفقات أسلحة طارئة لإسرائيل
وافقت الحكومة الأمريكية على صفقة أسلحة إضافية لإسرائيل بقيمة تقارب 3 مليارات دولار، متجاوزة بذلك المراجعة التقليدية للكونغرس.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الجمعة، أن عمليات التسليم ستبدأ العام المقبل، وتستمر حتى عام 2028.
US plans emergency $3 billion Israel arms deals, marking the second time this month the Trump administration has declared an emergency to quickly approve weapons sales to Israel.https://t.co/M9NSvEf0mr
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) March 1, 2025واستند وزير الخارجية ماركو روبيو إلى بند طارئ، يسمح بتمرير الصفقة دون تدقيق من الكونغرس، مشيراً إلى مصالح الأمن القومي الأمريكي، وهو إجراء سبق أن استخدمته إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وتعد الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل ومزودها الأساسي بالأسلحة. ومع ذلك، وفي ظل استمرار الحرب في غزة، طالب منتقدون بمزيد من الشفافية بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية، والامتثال للقانون الإنساني الدولي.
وتشمل الصفقة المعتمدة أنواعاً مختلفة من الذخيرة والمعدات العسكرية. وتشكل القنابل والمواد المرتبطة بها الحصة الأكبر بقيمة 2.04 مليار دولار، بما في ذلك حوالي 35 ألفاً و500 قنبلة جوية ثقيلة. كما تتضمن الصفقة ذخائر إضافية ودعماً فنياً ومعدات مساندة بقيمة 675 مليون دولار، بالإضافة إلى جرافات مدرعة بقيمة تقارب 295 مليون دولار.