الدكتور حامد بشري

نُشر هذا المقال في العدد الأول من مجلة " قضايا فكرية " الصادر في يناير من هذا العام .
تعتبر وثيقة حول البرنامج (1971)، آخر الانجازات الفكرية للشهيد عبد الخالق محجوب لتطوير برنامج الحزب، والتي كتبها من معتقله في معسكر الشجرة في يونيو 1971م، وكانت الوثيقة في الأصل مساهمة من عبد الخالق في التحضير للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني والذي قرره المؤتمر التداولي لكادر الحزب المنعقد في اغسطس 1970م، وكان من ضمن اجندة المؤتمر أدخال تعديلات في برنامج الحزب حتى يواكب المتغيرات التي حدثت بعد انقلاب 25/مايو/1969م في السودان.


رغم أن وثيقة حول البرنامج كانت بنت وقتها وصدرت في سياق تاريخي معين كان فيه وجود المعسكر الاشتراكي قوياً وفاعلاً ومؤثراً، كما كان نموذجاً يحتذي به في بلدان العالم الثالث، آنذاك . ولكن رغم ذلك، فإن الوثيقة لامست قضايا لا تزال حية ومرتبطة بالتجربة السودانية الراهنة .
أما وثيقة "أصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير" التي كتبها المفكر عبدالخالق محجوب وقدمها للجنة المركزية في دورتها المنعقدة في عام 1963 فقد صدرت الوثيقة في فترة أشتد فيها الصراع الفكري داخل الحزب ضد أفكار وممارسات العزلة اليسارية الطفولية. ودعا عبدالخالق في هذه الوثيقة الي ضرورة وأهمية تبادل الرأي والتشاور بين الكوادر الحزبية والجماهير حول القضايا التي تهم الناس بدلاً عن فرض الشكل الذي يراه الحزب مناسباً .
وعلي الرغم من التحولات التي حدثت منذ صدور هذه الوثائق التي مضي عليها أكثر من نصف قرن ، الا انه لاغني عن إعادة قرأتها ودراستها حيث تعتبر مرجعاً هاماً في سياسات الحزب وضرورة ربطها بالمتغيرات المحلية والعالمية التي حدثت . كما يجب تطويرها بما يجري في الساحة السياسية السودانية ، وتحديداً بالمبادرة التي خرجت مؤخراً من الحزب الشيوعي لوقف الحرب . وسياسات الحزب الراهنة وأهمية مراجعة مواقفه الحالية فيما يخص التحالفات البناءة لتطبيق شعار وقف الحرب.
سأحاول في هذا العجالة أن أجري مقارنة مقتضبة بين بعض ما أشار اليه عبدالخالق في الوثيقتين بتصرف وواقع الحزب اليوم والموقف من الحرب الدائرة.
ورد في وثيقة حول البرنامج :" لهذا فان العملية التي نحن بصددها تمثل عصارة تفكيرنا وتجاربنا الثورية، كما انها أمتحان لقدراتنا في تطبيق النهج الماركسي على واقع الثورة السودانية. نبدأ بتحديد القضية الاساسية في الثورة الديمقراطية، والتي تتفرع منها كل القضايا الأخرى لتلك الثورة. أعتقد ان قضية الثورة الاقتصادية (التنمية) هي تلك الحلقة الأساسية. فاذا كان العدو الاستراتيجي الأساسي لثورتنا الوطنية الديمقراطية هو الأستعمار الحديث والحلف البرجوازي شبه الإقطاعي في الداخل، فأن الهدف الاول للثورة الوطنية الديمقراطية هو دعم وتطور السيادة الوطنية "
بنظرة لواقع الحال، أري أن قضية التنمية التي شغلت جزءً كبيراً من كتابات عبد الخالق السياسية، لا يمكن مخاطبتها في ظروف الحرب الدائرة، كما لا يمكن أن يتم لها النجاح الأ في ظروف الأمن والسلام. وبما أن العدو الأستراتيجي للثورة الوطنية الديمقراطية هو الأستعمار الحديث كما عبر عنه عبد الخالق فأن العدو الأساسي لثورة ديسمبر هو الحرب الدائرة التي أشعلها أعداء الثورة المسلحين وليس المدنيين. وعليه نتوقع أن تكون نقطة البداية للسير في طريق التنمية هي وقف الحرب وتحقيق السلام، ووحدة كل القوى الوطنية والديمقراطية، الحزبية منها والنقابية والمهنية، في جبهة حقيقية لوقف الحرب وتحقيق السلام لتسير في طريق التنمية الأقتصادية، والأجتماعية، وإعادة البناء، والتأهيل . هنا يجب مراعاة التغيرات السياسية والأجتماعية التي حصلت في عالم اليوم والتي لا ينكرها الأ مكابر، على سبيل المثال أختفاء الأتحاد السوفيتي من خريطة العالم الجغرافية، وظهور دول أخري فيما كان يعرف بالمعسكر الأشتراكي. كما أن دعم السيادة الوطنية الذي نبه له عبد الخالق لا يتم بدون تكوين جبهة عريضة من مختلف القوي المدنية التي تؤمن بمصلحة الوطن والقضية الوطنية وتضع الوطن في حدقات عيونها، فوق كل هذه الأهداف والشعارات الحزبية ذات المواعين الضيقة. مصلحة الوطن والمواطن تفرض علينا العودة الي فترة التحالفات التي هزمنا فيها الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم السودان ونحن الآن في أمس الاحتياج الي هذه التحالفات المجربة لتدارك مآلات الحرب الدائرة. والتي أحدي نتائجها تجزئة الوطن التي تجري أمام أعيننا، إضافة الي تفتت النسيج الاجتماعي وبروز النعرات العنصرية والقبلية البغيضة والإبادة الجماعية والجرائم ضد الأنسانية . كل هذه الكوارث التي نشأت في ظل حكومة الجبهة الأسلامية والمؤتمر الوطني، تتطلب بالضرورة وقوف الجميع تحت راية وقف الحرب، ونبذ الخلافات الحزبية التي أعقبت ثورة ديسمبر العظيمة.
جاء في الوثيقة: "لن تصل الثورة في بلادنا الى أفاق الأشتراكية باستكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية (الأ عبر الديمقراطية)، على أن القنطرة الوحيدة للعبور للأشتراكية هي الديمقراطية."
يتضح من هذه الجملة أن أنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية والوصول للأشتراكية لا يتم الأ عبر الديمقراطية . وفي وضعنا الحالي لن يتم الوصول الي الديمقراطية الا بوقف الحرب وحلول السلام، ولن تقف الحرب بدون الاشتراك الفعلي للشيوعيين في العمل القاعدي وفي التحالفات القيادية التي تدعو لوقف الحرب وفي المباحثات والأتصالات التي تُجري بين طرفي النزاع من قوي وطنية، وإقليمية، ودولية. فالمباحثات التي جرت بين الشمال والجنوب لوقف نزيف الدم كانت عملية سياسية شاقة ومعقدة ومضنية بدأت بكوكا دام وانتهت بنيفاشا وأستغرقت عقداً من الزمان. الحزب الشيوعي آنذاك لم يقف موقف المتفرج منها وأنما أشترك فيها وساهم فيها مساهمة فعالة الي أن تم عزل القوي الشمالية منها حينما أقتصرت على نظام الجبهة الأسلاموي وقوات الحركة الشعبية . ومن المفارقات أن الحزب الشيوعي في السابق حينما دارت المفاوضات بين الشمال والجنوب لوقف الحرب كان موقفه إيجابياً حيث نادي وطالب بأشراكه في كل المفاوضات التي تخص الشأن السوداني. أما اليوم فسجل عزوفاً عن هذه المشاركة الإيجابية منذ أيام فولكر بيرتس. لم يطالب بالاشتراك في المفاوضات وأنما رفض الدعوة للمشاركة. وفي أحسن الأحوال أرسل رداً مكتوباً ومشروطاً معللاً أسباب المقاطعة والرفض غير المبرر. رغم أن عبدالخالق حذر من ذلك في وثيقة أصلاح الخطأ التي طرحها عام 1963 حيث أورد :( علينا في مخاطبة الناس ان نتمسك بالديمقراطية ونرعاها دائما. يجب الأستماع الي أراء الناس مهما اختلفنا معهم ومهما كانت خاطئة وان يتسع صدرنا لذلك، ان أفكارنا ودعوتنا ونظريتنا لاترضي بالكبت ولا بالثرثرة واللجاجة واسكات صوت الآخرين، بل بالمناقشة الهادئة وبالاستماع الي آراء الآخرين وبمحاولة اكتشاف النقاط التي نتفق معهم فيها وكشف ما نختلف في أمره، كل ذلك عن هدوء ودون اثارة. أن التغاضي عن الديمقراطية خلال مخاطبة الناس تفكير خاطئ يفرض الصواب في رأينا الخطأ كل الخطأ في رأي غيرنا، انه لايحتمل وجود الخلاف في الراي) . وفي أكثر من مناسبة نبه عبدالخالق الي أن ثمة من أعضاء حزبه يقولون ، ( من ليس معنا فهو ضدنا ، ومن أختلف معنا مرة ليس منا ) . ويعتبر مثل هذا التفكير تفكيراً مثالياً خاطئاً، إضاف إليه: ثمة من يطلقون الأحكام الجزافية على المختلفين فكرياً وسياسياً مع حزبه من نحو: جاسوس خائن انتهازي. الى آخر التوصيفات التي أعدها القيادي الشيوعي سخفاً ينم عن فقر معرفي مدقع داعياً الى أعتماد الحوار آلية راتبة ليس من أجل إقناع الآخرين، ولكن لإثراء العقل والعلم والمعرفة.
الآن الوضع أصبح أكثر خطورةً مما كان عليه وقت كتابة الوثيقتين، نحن أمام خيارين أما بقاء السودان أو إندثاره. القطر مستهدف من قوي داخلية وخارجية. وحدة كل القوي المدنية والتوجه بخطاب واحد الي المجتمع الدولي والإقليمي يشكل بادرة إنقاذ للخروج من هذا النفق المؤدي الي الإنشطار. عزوف الحزب وبعض القوي الديمقراطية والوطنية عن المبادرات التي دعت لوقف الحرب يُعتبر بمثابة جريمة وتفريط في الوطن . وقف الحرب لن يتأتى بنقد المبادرات السابقة من على البعد أو بكتابة مبادرات جديدة لا تختلف في جوهرها عن سابقاتها وأنما بالإشتراك الفعلي لإكمال النواقص في المبادرات السابقة ولا منقصة في ذلك أذا تم وضع مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب . أضافة الي أن بقاء أي حزب في الساحة السياسية يتوقف على مساعيه الجادة للوقوف والسعي للتحالفات العريضة لوقف الحرب وأنقاذ الوطن وفي هذا حماية ودرع للوطن من الانقسام والتلاشي.
ورد في وثيقة حول البرنامج :"ونحن أيضا ننطلق من فهمنا للثورة – بوصفها أعلي مستويات الإنجاز والخلق الشعبي والتلقائية الدافقة، ولا تقبل مفهوم الوصاية على حركة الجماهير".
وبالرجوع الي ثورة ديسمبر لن تخطئ العين أذا أشرنا الي عدم التزام الشيوعيين التحلي بوصية (عدم الوصاية على الحركة الجماهيرية) سواء في النقابات أو اتحادات المهنيين أو لجان المقاومة . أتمنى أن أكون مخطئاً في رأي أن أحدي أسباب الانقضاض على ثورة ديسمبر هي الوصاية على المنظمات الجماهيرية وخاصة تجمع المهنيين وهذا المسلك سار في الأتجاه المعاكس لما ذكره عبدالخالق في وثيقة أصلاح الخطأ حيث ورد : (تعلموا أنه من المستحيل فرض أشكال تنظيمية علي جماهير بلادنا الثورية منقولة من الكتب، واذا فُرضت مثل هذه التنظيمات فسرعان ما تركبها العزلة ويذهب شأنها، والذي يبقي من تنظيم هو ماترتضيه الجماهير، ماينفعها في نضالها السياسي وفي حياتها اليومية، مايتناسب مع الظروف الموضوعية ويتلاءم مع الأستعداد الذاتي بين الجماهير.) أما في مخطوطة حول البرنامج فجاء وصف حركة الجماهير بما يلي :" ولكن الجماهير، وهي تنفض عن نفسها غبار سني الإهمال، تنتفض وتبدع تلقائيا أشكالاً من التنظيم أغني آلاف المرات مما يتصور أي برنامج سياسي أيا كانت مرتبته. ولهذا فإن للجماهير الكادحة حقها في التعبير السياسي النابع من مصالحها، حقها في أبتداع التنظيمات الأقتصادية والسياسية التي تعبر عن مشاعرها وتركن اليها، وذلك دعم وحماية للثورة الوطنية الديمقراطية في بلادنا".
جاء في وثيقة أصلاح الخطأ ما يلي: (فالشيوعيون لايعملون في أي تنظيم جماهيري(للسيطرة عليه وأستغلاله لأغراض حزبية) كما يدعي البورجوازيون. الشيوعيون يكسبون ثقة جماهير أي منظمة يعملون فيها بتفانيهم ونكران ذاتهم في خدمة الجماهير . وبهذا تقترب طلائع الجماهير في كل مجال من الحزب الشيوعي والفكر الشيوعي . فنحن لاندعي أننا أحسن وأقدر الناس علي حل كل مشكلة وتولي كل مسئولية، نعترف لغيرنا أيضا بقدرات القيادة وحل المشاكل وتولي المسئولية ونتعاون معهم في أطار أهداف وأغراض المؤسسة الجماهيرية المعينة ونتعلم منهم ) .
نلاحظ أن فرض أجندة ووصايا ثقافية وفكرية على المجتمع وخاصة الذي عانى من الأنقسامات وويلات الحرب لن يقود الأ لمزيد من الأحتقان والتشرذم. الفقر والجوع والمسغبة والموت الجماعي الذي أرتقي الي مستوي التطهير العرقي وفُرض على الناس أثناء الحرب لا يتيح لجهة سياسية بمفردها أو متحالفة مهما أحتوي طرحها من إيجابيات أن تقرر مصير الأمة. الحرب الدائرة الآن ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع . لا يمكن مع الجوع والفقر الذي خلفته الحرب أن تطلب من الناس في استفتاء عام هل هم مع التغيير الجذري أو مع الأطاري. الشعب مع أيقاف الحرب التي تتطلب الوحدة الجادة وتنازلات من الجميع ونقد ذاتي لما تم بعد أنتصار الثورة، هذا هو الطريق الوحيد للأنتصار على قوي الظلام والبطش والسير في بناء دولة الحرية والمساواة.
" إن أتحاد كل هذه التنظيمات بالإضافة الي الشخصيات الديمقراطية الوطنية شكل في مجموعه، وبالأستقلال لتلك التنظيمات، ما عرف في الحياة السياسية السودانية بأسم الجبهة الوطنية الديمقراطية. أنها التنظيم الشعبي للجماهير المشيد فوق أرض الديمقراطية، والذي تغذيه جذورها فيظل يانعاً وارفاً أمام مصاعب التغيير والبناء."
لاحظ الكلمات المفتاحية (كل هذه التنظيمات) و(الجبهة الوطنية الديمقراطية). فالوثيقة نادت بأتحاد التنظيمات مع الشخصيات الديمقراطية الوطنية لإنجاز الجبهة الوطنية الديمقراطية في زمن الحكم المدني الديمقراطي، فما بالك في زمن الحرب التي أوشكت أن تمزق القطر كله. هذه الحرب الشعواء التي خرجت عن كل الأعراف الإنسانية تستدعي وحدة كل القوي السياسية للوقوف في خندقٍ واحد ضد الذين أشعلوها، بغض النظر عن مستوي الخلافات السابقة وسط هذه القوي . حذر عبدالخالق من المسلك اليساري حينما كتب ( يجب علي القوي الثورية الأ تسلك مسلكا يساريا من الجماهير المؤمنة بالتنظيمات الحزبية القديمة التي قعدت عن النضال، وهذا المسلك اليساري يتمثل في الأستفزاز وفي إصدار أحكام تسئ الي قادة هذه الجماهير. ان هذه الجماهير في صفنا وهي مؤمنة بالديمقراطية وبوجوب النضال من أجل الحصول عليها ولكن قادتها متقاعسون وفي نفس الوقت مازالت هذه الجماهير مؤمنة بهم. يجب ان نقترب من هذه الجماهير ونعرض عليها برنامجنا الديمقراطي ونطلب التعاون معها علي هديه. اما أتخاذ موقف من الجماهير لأن قادتها تراجعوا او رجعوا عن النضال من أجل الديمقراطية فتفكير يساري خاطئ ، وكل مسلك او عبارات نتفوه بها تؤدئ الي اقامة حاجز بيننا وبين الجماهير ، أمر خاطئ .
وفي وثيقة أصلاح الخطأ في العمل الجماهيري شدد عبدالخالق الي أهمية العمل المشترك مع التنظيمات التي لا تنتمي للشيوعي حيث كتب (الوقوف بثبات الي جانب مبدأ الديمقراطية الواسعة في تنظيم الجماهير ان هذا يعني قدرة الشيوعيين علي التعاون مع العناصر التي لاتنتمي للحزب الشيوعي وربما لاتقبله وترفض ايديولوجيته. لقد احرزنا قدرا لابأس به في هذا الحيز وخاصة في العمل النقابي ولكن مازالت هناك مسالك يسارية قائمة علي فرض أرائنا في بعض الأحوال لإستغلال المناصب التنظيمية في بعض المؤسسات لسيادة آرائنا ولغير أغراض تلك المؤسسات. وهذا مايجب ان نكافح ضده .)
أحدي شعارات الحزب : من الجماهير واليها ، نعلم الجماهير ونتعلم منها (الشيوعي العدد 116) . بكل أسف صارت قيادة الحزب لا تسمع صوت أعضاء الحزب ناهيك عن صوت الجماهير، أصبحت تسمع صدي اجتماعاتها. الآراء التي تختلف مع رأي اللجنة المركزية لا تجد مساحة للتداول والنظر في محتواها. رغم أن المفكر عبدالخالق كأنما كان يقرأ الفنجان حينما نبه الي أهمية كتابة الرأي المعارض في صحيفة الحزب : (ان الناس لهم رأي فيما نكتب فيجب أن نستمع اليهم باهتمام وان نسجل آراءهم، وبعضهم يستطيع ان يكتب لنا رأيه وهؤلاء يجب أن نشجعهم علي ذلك ونوضح لهم فيما بعد اثر آرائهم في كتاباتنا – والأغلبية محرومة من وسائل الكتابة وتحجم عن التعبير ولكن يجب علينا أن نقنعهم ونصر علي ان يعبروا عن رأيهم بغض النظر ان كان في صالحنا او غير ذلك. وسائل الدعاية بين الجماهير ليست ملكاً لنا بل هي ملك للجماهير).
بكل أسف لم تعد صحيفة الميدان ذات مفعول سحري على الجماهير كما كانت في السابق . أختفت من الجريدة تصريحات ومقابلات السكرتير العام وحقيقة أختفي هو شخصياً من الساحة السياسية. كان المطلوب منه علي الأقل المحافظة على ما كانت عليه المؤسسة. وبرغم الطفرة التكنلوجية تراجع النشاط الحزبي على الرغم من ظروف العلنية مقارنة بظروف السرية . قبل الحرب كانت هنالك مناداة من أكثر من جهة لعقد مؤتمر تداولي للنظر في سياسة الحزب والتحالفات وشعار التغيير الجذري الذي أتت به القيادة من دون دراسة للواقع وخلاصته رفض حتى الجلوس مع قوي سياسية أخري وبغض النظر عن نفوذها السياسي شاركت هذه القوي بنفس القدر في ثورة ديسمبر. بكل أسف الدعوة للمؤتمر دُثرت في مهدها حتى قبل أن تأتي مستجدات الحرب.
تعرضت وثيقة أصلاح الخطأ في العمل الجماهيري الي قضية هامه ما زال الحزب الشيوعي الي يومنا هذا يعاني منها وهي قضية الصراع الفكري وحسمه تنطيمياً . جاء في الوثيقة : بعض الرفاق يضعون السلطة التنظيمية محل الصراع الفكري والاقناع ، انهم لايحترمون رأي الأقلية ، انهم لايناقشون سياسة الحزب بقدرما يصدرون الأوامر العسكرية . ساعد علي نمو هذا الاتجاه انعدام الديمقراطية في بلادنا وظروف الضغط والأضطهاد التي يعيش فيها الحزب الشيوعي . لكن هذا الإتجاه خطير جداً وهو صادر عن عقلية فوضوية ، عقلية مغامرة لاعلاقة لها بالعقل الماركسي. والأضرار الجمة تلحق بالحزب نتيجة لهذا الجو الخانق كما حدث بالفعل في مديرية الخرطوم نتيجة مسلك سكرتيرها التنظيمي الزميل جبارة . لقد أنعزل الحزب في دوائر هامة بهذه المديرية وتساقطت عضويته وأنفض الروح الثوري عند بعض الذين بقوا في صفوفه. ان أساليب الزميل جبارة في القيادة وازاء الأعضاء خير مثال للأساليب الضارة: فالرقابة علي القرارات تعني التحقيقات المستمرة، وتعبئة الأعضاء حول خط بعينه تعني التبليغات العسكرية، والأختلاف في الرأي يعني العداوة والأحقاد والطرد من العضوية. فاذا كان هذا هو المسلك من الأعضاء فما أملنا في خلق صلات بالجماهير؟
عزا عبدالخالق عدم أحترام رأي الأقلية وصدور الأوامر العسكرية نتيجة لإنعدام الديمقراطية في بلادنا وظروف الضغظ والأضطهاد التي يعيش فيها الحزب الشيوعي . الا أنه وبعد مضي أكثر من ستين عاماً يتضح أن أنعدام الديمقراطية ما زالا عالقاً بالحزب الشيوعي والمؤتمر السادس يقف شاهداً علي ذلك .
إذا كان عبد الخالق حياً بيننا، الآن، لواصل تجديد كتابة حول البرنامج لأغناء النظرية الماركسية بتجارب شعبنا الثورية وبمعارفه السليمة التي أكتنزها أبان ثورة ديسمبر، والحرب التي اندلعت في أبريل 2023، والتغييرات العميقة العالمية والمحلية.
أبتدعت حركة الجماهير أشكالاً جديدة من النضال السلمي. ظهرت مع ثورة ديسمبر كلجان المقاومة التي عمت كل القطر وشكلت ظاهرة نوعية من المعارضة السلمية ، أمتد أثرها الي داخل القارة وخارجها. هذه ظاهرة سودانية يجب أن نشهد لها ببراءة أختراع في العمل السياسي . جمعت في باطنها تجمع قاعدي تفوق في رؤياه وشعاراته على التنظيمات والأحزاب السياسية . نحن مطالبين بدراستها بعمق. من الضرورة دراسة مسبباتها في ظل وجود أحزاب وتنظيمات سياسية عريقة. أُطروحاتها تختلف من الأساليب التقليدية التي كانت متبعة في السابق على سبيل المثال في التنظيمات الشبابية والنسائية . الوصاية عليها من اليسار أو اليمين يفقدها تفردها وبريقها الذي نبع من الواقع السوداني الثوري.
السودانيون مشهود لهم بالتكافل وتقديم المساعدة للمحتاجين الأ أن ظاهرة التكايا التي أطعمت وآوت النازحين رغم الحصار والقصف بالمدافع والطائرات ومساعدات الجرحى والمصابين في ظروف حرب لم يشهدها الوطن من قبل تكسرت فيها الحواجز وعلت فيها روح التضامن الطبقي والوطني واستمرت رغم الأمكانيات الضعيفة هي كذلك جديرة بالدراسة والتطوير بعد أن تضع الحرب أوزارها .
الحرب خلفت مآسي والآم وضغائن يصعب محوها عن الذاكرة. يجب أن نستصحب في معالجتنا لهذه المسألة مفهوم العدالة الانتقالية لنتفادى الدخول في حرب أهلية أخري. تجربة العدالة الانتقالية مارستها عدة دول منها دول أفريقية قريبة منا من حيث التكوين العرقي والأجتماعي وكذلك دول خارج القارة أضافة الي ما خلفه لنا أسلافنا من القانونين السودانيين الذين رفدوا المكتبة السودانية بتجاربهم وعلمهم كما لا يفوتنا أن نذكر تجارب أسهام الأدارة الأهلية في فض النزاعات القبلية.
دراسة أدبيات الحزب الشيوعي ووثائقه تكتسب أهمية قصوي في هذا الظرف وخاصة لأعضاء الحزب لكي تساعدهم في توضيح الرؤيا السياسية السليمة والأدوات التي يجب أتخاذها والعمل بها لوقف الحرب .
يناير 2025
مراجع:
1-أضواء على وثيقة (حول البرنامج) مجلة الحوار المتمدن – العدد 2596 تاج السر عثمان– 25-03- 2009م
2-أصلاح الخظأ في العمل بين الجماهير – الطبعة الثالثة – أبريل 2009م
3-أصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير وثيقة كتبها المفكر عبدالخالق محجوب – سودانيز ون لاين - محمد الإسباط 2002-04-02

 

hamedbushra6@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوطنیة الدیمقراطیة الدیمقراطیة فی الحرب الدائرة الحزب الشیوعی بین الجماهیر الخالق محجوب هذه الجماهیر ثورة دیسمبر عبد الخالق لوقف الحرب وقف الحرب فی بلادنا الخالق فی أکثر من یجب أن فی هذا کل هذه

إقرأ أيضاً:

أزمة الكونغو الديمقراطية.. حروب أهلية متجددة وصراعات عابرة للحدود

شهدت الكونغو الديمقراطية حروبا أهلية وصراعات عرقية متجددة، معظمها في المنطقة الشرقية المحاذية لحدود رواندا، وتعود جذروها الأولى إلى ما قبل حقبة الاستعمار البلجيكي.

وتطور الصراع بين الحكومة والقبائل والإثنيات إلى حرب أهلية في 1996 بدعم من بعض دول الجوار، في مقدمتها رواندا، وبعد الإطاحة بنظام موبوتو سيسي سيكو سرعان ما تجددت الحرب الأهلية عام 1998 وتزايد عدد المليشيا المسلحة ذات الطابع الإثني.

وعلى الرغم من توقيع اتفاقات للسلام بين الحكومة والمتمردين في 2003 و2009 وغيرها فإنها ظلت تنهار بشكل سريع، في حين ظل الطابع العرقي والامتداد الخارجي قاسما مشتركا في كل محطات الصراع المتجدد.

الأسباب

تعود أزمة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى عدة أسباب يتقدمها تجذر الصراع العرقي العابر للحدود في المنطقة التي تعيش فيها قوميات عديدة، وعلى رأسها التوتسي والهوتو.

وزاد من حدة الصراع أن البلاد شهدت موجات تدفق من دول الجوار، وتحديدا رواندا وبوروندي، وبين النازحين متهمون بالمشاركة في أعمال إبادة جماعية، وأصبحت البلاد ساحة لتصدير النزاع وتصفية الحسابات بين الفارين من الحروب في تلك الدول.

كما أن من بين الأسباب تدخّل بلجيكا أثناء المرحلة الاستعمارية لتعزيز النفوذ السياسي لقبائل التوتسي على حساب مجموعات أخرى، وفي عام 1981 سن سيسي سيكو قانونا يجعل الانتماء إلى إحدى المجموعات الإثنية التي كانت موجودة داخل الكونغو في 1885 شرطا للحصول على الجنسية، فزاد بذلك الشرخ الاجتماعي القائم.

إعلان

وإضافة إلى ذلك، فإن الواقع الاقتصادي للبلاد واستشراء الفساد ونمط نظام الحكم وترهل المؤسسة العسكرية كل ذلك أسهم في اندلاع واستمرار التمرد.

مدنيون فارون من غوما عقب اشتباكات بين الجيش الكونغولي وحركة "إم 23" في يناير/كانون الثاني 2025 (رويترز) البدايات الأولى

بعيد الإطاحة برئيس الوزراء باتريس لومومبا ثم إعدامه في 17 يناير/كانون الأول 1961 بدأ لوران كابيلا -الذي ينتمي إلى قبيلة اللوبا- حراكا مسلحا ضد موبوتو، واستعان في ذلك بقبائل التوتسي الناقمة عليه.

قاد كابيلا حملة نحو كينشاسا، لكن بمساعدة الولايات المتحدة وبلجيكا استطاع موبوتو التصدي للتمرد، وفر كابيلا خارج البلاد وأسس في عام 1967 حزب الشعب الثوري الذي يضم جناحا مسلحا، وتمركز في إقليم كيفو شرقي البلاد.

وفي السبعينيات من القرن الـ20 فشلت محاولات عدة قادها كابيلا لإسقاط موبوتو، قبل أن يستقر في أوغندا حيث عمل في التجارة، ووصف بأنه عاش هناك حياة مترفة.

الحرب الأهلية الأولى

في 31 أغسطس/آب 1996 اندلع ما عرف بتمرد البانيامولينغ تحت قيادة تحالف القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو للإطاحة بالرئيس موبوتو بدعم من رواندا وأوغندا وأنغولا وبوروندي.

وتقول رواندا أن الهوتو الفارين إلى شرق الكونغو مارسوا إبادة جديدة بحق التوتسي الكونغوليين ذوي الأصول الرواندية، كما يتخذون من إقليم كيفو منطلقا لشن هجمات ضدها بدعم من نظام موبوتو.

وبقوة عاد كابيلا إلى الواجهة متصدرا قيادة المتمردين الجدد ضد حكم موبوتو الذي أصبح يعاني جراء تراجع الدعم الغربي ووضعية الجيش المثقل بالفساد والمحسوبية، مما أثّر على ضعف قدراته القتالية.

ووسط مساعٍ دولية للمفاوضات رفض رفاق كابيلا أي تسوية مع نظام موبوتو الذي كانت قواته تنهزم أمام المتمردين القادمين من أقصى شرق البلاد إلى العاصمة كينشاسا في الغرب.

وانتهت الحرب بهروب موبوتو وتولي زعيم المتمردين التوتسي لوران كابيلا حكم البلاد في 17 مايو/أيار 1997، فأعاد تسميتها من جديد لتصبح جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إعلان الحرب الأهلية الثانية

يتهم لوران كابيلا من قبل خصومه بأنه أصبح أقرب إلى دكتاتورية موبوتو، فقد أعدم آلاف المدنيين العزل ومئات الجنود من إثنية التوتسي، وضيّق على الحريات العامة، وغرق في الفساد، وبدأ في تهيئة ابنه جوزيف لتوريثه السلطة.

وسرعان ما خرجت قبائل التوتسي من التحالف الذي أوصله إلى الحكم، وشكلت التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية الذي أصبح يعرف باسم "ماي ماي".

كما توترت علاقات كابيلا مع حلفائه في رواندا وأوغندا الذين أسهموا في وصوله إلى السلطة، مما أدى إلى اندلاع حرب جديدة ضده عام 1998 شاركت فيها دول عدة بقيادة رواندا ودعم الولايات المتحدة، في حين وقفت أنغولا وتشاد وناميبيا وزيمبابوي إلى جانب كابيلا.

وألحق المتمردون هزائم عديدة بالقوات الكونغولية، خصوصا في معركة بويتو أواخر عام 2000 التي تكبدت فيها خسائر فادحة، وكادت قوات التمرد أن تقضي عليها لولا أن تمكن نحو 3 آلف عسكري من الفرار إلى زامبيا المجاورة وسط موجات النازحين.

وأثناء الحرب قُتل كابيلا في 16 يناير/كانون الثاني 2001 على يد قائد حراسه، في حين تشير روايات إلى نجاح خصومه في زرع مؤيدين لهم ضمن المقربين منه، وأصبح ابنه جوزيف قائدا للبلاد، وكان ذلك حلا وسطا اتفقت عليه القيادات العسكرية المتنافسة على خلافة والده.

أعضاء من حركة "إم 23" بعد سيطرتهم على مدينة غوما الكونغولية أواخر يناير/كانون الثاني 2025 (رويترز) مسار انتقالي

وبموجب حوار سياسي دعا إليه جوزيف كابيلا انخرطت أبرز حركات التمرد ضد والده في مسار انتقالي لحكم البلاد 2003، كما أصبح زعيما أبرز فصيلين متمردين نائبين للرئيس.

لكن بؤر التمرد شرق الكونغو ظلت قائمة من خلال حركات عدة، بينها المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب الذي رفض قائده الجنرال لوران نكوندا دمج قواته في الجيش، إذ يعتبر أنها تحمي التوتسي من هجمات القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي مليشيا تنتمي إلى إثنية الهوتو.

إعلان

لكن المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب شهد انقلابا داخليا، فأزيح الجنرال نكوندا، وأصبح الجنرال بوسكو نتاغاندا قائدا للمؤتمر، وأعلن في 17 يناير/كانون الثاني 2009 استعداده لإنهاء التمرد ضد الحكومة الكونغولية.

وفي 23 مارس/آذار 2009 توصلت الحكومة والمؤتمر إلى اتفاق سلام بموجبه وضع نتاغاندا مقاتليه تحت إمرة السلطات الحكومية، فأصبحوا جزءا من الجيش الكونغولي.

تمرد حركة "إم 23"

في 06 مايو/أيار 2012 انشق عسكريون من قومية التوتسي عن الجيش بعد أن انضموا إليه بموجب اتفاق 23 مارس/آذار، احتجاجا على عدم تنفيذه، وأسسوا حركة مسلحة جديدة عرفت باسم "إم 23".

وخاضت "إم 23" قتالا ضاريا ضد حكومة كينشاسا، وتمكنت من تحقيق انتصارات ميدانية على الجيش الكونغولي والمليشيا المناصرة له، لكنها سرعان ما خسرت المعركة واستسلم مئات من مقاتليها وفر آخرون إلى دول الجوار.

ثم عادت الحركة بقوة إلى الواجهة في أواخر 2021، فسيطرت على مناطق عدة بإقليم كيفو الشمالي، ثم تزايدت وتيرة نشاطها المسلح لتصبح ثاني أكبر الحركات المسلحة الكونغولية نشاطا عام 2022، واستمرت المعارك الدائرة بين الحركة والجيش الكونغولي والمليشيا المناصرة له طوال عامي 2023 و2024.

وفي مارس/آذار 2024 تعثرت مفاوضات سلام بين الطرفين كان يقودها الرئيس الأنغولي جواو لورنسو، كما ألغت أنغولا قمة سلام كان قد تقرر عقدها منتصف ديسمبر/كانون الأول بين رواندا والكونغو الديمقراطية، إذ تتهم كينشاسا كيغالي بدعم حركة "إم 23".

وفي الأيام الأخيرة من عام 2024 ارتفعت حدة المعارك في إقليم كيفو الشمالي بين الجيش الكونغولي والمليشيا الموالية له ومقاتلي "إم 23″، التي واصلت تقدمها لتسيطر على مدينة غوما الإستراتيجية شرق البلاد أواخر يناير/كانون الثاني 2025.

الخسائر البشرية

توصف حروب الكونغو بأنها واحدة من أكثر النزاعات دموية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، فقد وصل عدد الضحايا في الفترة بين 1996 و2003 إلى نحو 6 ملايين شخص.

إعلان

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فقد نزح 5.7 ملايين شخص في الأقاليم الشرقية في شمال وجنوب كيفو وإيتوري بين مارس/آذار 2022 ويونيو/حزيران 2023، كما فر نحو 6.2 ملايين شخص من ديارهم في جميع أنحاء البلاد، وهو أعلى رقم مسجل للنزوح من الحرب في أفريقيا.

وبسبب الصراعات المتجددة بين القبائل والإثنيات أصبحت الكونغو في صدارة بلدان العالم التي تشهد نزاعات عرقية.

نازحون فروا بعد القتال بين عناصر حركة "إم 23" والجيش الكونغولي في يناير/كانون الثاني 2025 (رويترز) النتائج السياسية

كان من أبرز نتائج حرب الكونغو الأولى الإطاحة بنظام موبوتو الذي امتد حكمه 37 عاما، وصعود معارضه التاريخي لوران كابيلا الذي أصبح رئيسا للبلاد.

أما لوران فقد اغتيل في الحرب الكونغولية الثانية، وخلفه ابنه جوزيف، مما يشير إلى الطابع العائلي للحكم، وكاد رفضه التنحي عن السلطة عقب انتهاء مأموريته الرئاسيتين أن يجر البلاد إلى حرب أهلية في عامي 2017 و2018.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، عززت الحرب الكونغولية الأولى حضور رواندا في الشأن السياسي بالكونغو، قبل أن يدير لوران كابيلا ظهره لكيغالي، وهو ما كان أحد أسباب الحرب الكونغولية الثانية.

كما عمقت الحروب الأهلية والنزاعات التي شهدتها الكونغو -خصوصا في المناطق الشرقية من البلاد- الخلافات الدبلوماسية مع جيرانها الشرقيين، وتحديدا رواندا وأوغندا.

مقالات مشابهة

  • الكونغو الديمقراطية: اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تدعو السكان إلى الإبلاغ عن الانتهاكات في مناطق الصراع
  • أزمة الكونغو الديمقراطية.. حروب أهلية متجددة وصراعات عابرة للحدود
  • الحزب الشيوعي العراقي ينتقد قرار الحكومة السورية بحل الحزب في البلاد
  • لصالح الديمقراطية.. ترامب يريد انتخابات رئاسية في أوكرانيا بنهاية العام
  • الحزب الشيوعي العراقي يندد بالقرار الجائر للسلطة الجديدة في سوريا
  • ما هي الرموز والشعارات التي ظهرت على منصة تسليم الأسرى في ميناء غزة؟
  • بيان جماهيرى من الحزب الشيوعي السوداني تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • خير صديق (2).. سامح قاسم يكتب: "الحرب والسلام"..  ملحمة إنسانية عابرة للتاريخ
  • الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي