الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة الأرشيدياكون حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الاثنين بتذكار نياحة أحد القديسين المعاصرين وهو الأرشيدياكون حبيب جرجس، المولود في القاهرة عام 1876، وهو سليل عائلة قبطية مشهورة في بلدة ”أولاد إلياس، مركز صدفا، محافظة أسيوط“، ومن أبناء هذه الأسرة آباء كهنة ورهبان وعلماء في القاهرة وبلدة أولاد إلياس وغيرها.
كان أبوه هو الخواجة جرجس منقريوس رجل بسيط ولكنه متعلم، مثله مثل كثير من أقباط الطبقة الوسطي في تلك الأيام، وكان يرتكز على وظيفته الميرى في تربية حبيب وأخوته، أما الوظيفة فكانت في مديرية الداخلية في قلم إلغاء الرق وكان الرجل البسيط حريصا على أن يعلم أولاده متأثرا بالنهضة التي أوجدها البابا كيرلس أبو الإصلاح .
وعندما تم إلغاء هذا القلم أحيل الأب للمعاش المبكر ثم توفى في عام 1882 عن عمر خمس وأربعين عاما وتولت الأم الفاضلة تربية الأولاد في خوف الله كأي أم مصرية ترجو الخير لأولادها.
وفي سن صغير جدا كان يشعر الأرشيدياكون حبيب جرجس بنداء داخلي أنه من سيحمل على عاتقه مهمة النهضة بالكنيسة القبطية عن طريق تأسيس الإكليريكية، وهى المدرسة التي تأخذ على عاتقها مسئولية تعليم خدام الكنيسة والكهنة، والحفاظ على التعاليم الكنسية الأرثوذكسية.
كان حبيب جرجس نورا أشرق على الكنيسة جاء بعد عصر مظلم لم يكن فيه وعاظ ولا أساتذة للاهوت وكانت الكنيسة تصارع للحفاظ على ميراثها التاريخي وسط هجمة شرسة من الطوائف الأخرى.
وأخذ حبيب جرجس في العمل على تأسيس الكلية الإكليريكية ومدارس الأحد التي تعتبر العمود الرئيسي الذي قامت عليه نهضة الكنيسة القبطية في القرن العشرين وحتى اليوم، واستطاع بجهوده الكبيرة وتعبه أن يقدم للكنيسة آلاف من الوعاظ ومعلمى الدين والكهنة والأساقفة في كافة أنحاء مصر، حتى أنه نال لقب "أب الأباء" رغم أنه لم يحصل ينل الكهنوت.
وخلال خدمته حرص على نشر التعليم وتثبيت العقيدة الأرثوذكسية، وكان بمثابة شعلة منيرة تضيء كل ما حولها، كما أنه حرص على تشجيع الشباب على الانضمام لخدمة مدارس الأحد في وقت كانت فيه فكرة مدارس الأحد جديدة على الأقباط وعلى الكنيسة لدرجة أن البعض وصفها بانها بدعة وحاربوها فكان بعض الكهنة يرفضون وجود فصول لمدارس الأحد بحجة أن الأطفال لا يحافظون على نظام الكنيسة.
ومن خلال عمله المستمر وصلاته انتشرت مدارس الأحد في القاهرة والمدن حتى وصلت إلى القرى والنجوع وعبرت خدمته إلى السودان وإثيوبيا.
وفى 21 أغسطس عام 1951 وبعد جهاد مع المرض وقد ضعف الجسد ولم يحتمل عنفوان الروح انطلق حبيب جرجس من عالمنا تزامنا مع عيد السيدة العذراء مريم، وفي يوم الخميس الموافق 20 يونيو 2013، اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا الانبا تواضروس الثاني، وتم إعلان قدسية الأرشيدياكون حبيب جرجس وذلك بعد مرور 62 عامًا على نياحته.
وبناء على هذا القرار يمكن بناء الكنائس على أسمه، بالإضافة إلى إمكانية ذكره في مجمع القديسين الموجود في كلا من الخولاجى المقدس "كتاب صلوات القداس الآلهى" والإبصلمودية المقدسة "كتاب التسبحة"، ويوجد جسده إلى الآن بكنيسة العذراء بمهمشة بالشرابية إلى جانب وجود متحف للمقتنيات الخاصة به.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدارس الأحد
إقرأ أيضاً:
مشهد من جنازات الأقباط.. طقوس الجنازة في الكنيسة القبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت سابقا الكاتبة الإنجليزية سوزان بلاكمان، أحد أبرز علماء الإثنوجرافيا، في كتابها فلاحين صعيد مصر الذي نُشر عام 1927، مصحوبًا بصورة فنية للفنان الإيطالي جيو كولوتشي من عام 1907، والتي تظهر النساء في الكنيسة القبطية متشحات بالسواد.
في الفصل الأول، تم التطرق إلى بعض العادات المرتبطة بالوفاة مثل التعديد، اللطم، وشد المنديل، بالإضافة إلى وضع النيلة الزرقاء على الوجوه والأيدي، وشق الملابس، ووضع الطين على الرأس، وحالة الحزن العميقة التي تصيب أخت المتوفى، حتى انطلاق موكب الجنازة إلى الدير للصلاة على الجثمان.
الفصل الثاني:
تبدأ سوزان بلاكمان في وصف مشهد الجنازة عندما وصل الكاهن إلى المكان، حيث نهض الجميع احترامًا له، وتبادلوا التحية مع الكاهن قبل أن يتقدموا لتقبيل يده. رفع الكاهن غطاء التابوت، وكُشف عن الجثمان الملفوف بغطاء أبيض وأخضر، فوقه قطعة قماش تحمل صليبًا أخضر، وأُشعلت الشموع على جانبي التابوت، بحيث تم وضع ست شموع على كل جانب، وواحدة عند الرأس والقدمين، بالإضافة إلى شمعتين كبيرتين في شمعدانات فضية على جانبي رأس التابوت.
ثم بدأت الصلاة، والتي استمرت لفترة طويلة وصلت إلى أكثر من ثلاث ساعات. شارك في الصلاة عريف (المعلم)، وهو رجل أعمى تمامًا، وكان صوته رنانًا، حيث كان يدق على زوج من الصنج أثناء تلاوة الكاهن لبعض أجزاء من الأناجيل. كما قام رجل آخر، اختاره الكاهن من بين الحاضرين، بقراءة مقاطع من الكتاب المقدس. أُضيفت قراءات طويلة وألحان قبطية لتكمل هذا الطقس الديني.
بعد الصلاة، بدأ أحد المعزيين، وهو شخص مسلم، بإلقاء خطبة رثاء عن الفقيد، متحدثًا بحماسة وإجلال عن أعماله الصالحة. تميزت خطبته بصدقها وبلاغتها، مما أثار إعجاب الكاتبة التي أشادت بطلاقة لسانه ووضوح كلامه.
بعد الانتهاء من الخطبة، أُطفئت الشموع وأُعيد غطاء التابوت، ليُرفع النعش على الأكتاف ويتم الطواف حول الكنيسة ثلاث مرات. عقب الطواف الثالث، غادر الحاضرون إلى مكان الدفن حيث أُنزل النعش في قبو دفن فيه العديد من الجثامين. تم سد فتحة القبو بالطوب، وإعادة التراب إلى مكانه، ثم عاد المعزون إلى بيوتهم.
العادات بعد الجنازة:
يستمر الحداد في بيت العزاء عادةً لمدة سبعة أيام، وقد تُختصر أحيانًا إلى ثلاثة أيام فقط. أثناء هذه الفترة، لا يُطهى الطعام في المنزل، بل يُحضر الأصدقاء المؤن من الخارج. كما تُصلى صلوات في الكنيسة على روح المتوفى في اليوم الثالث، السابع، الخامس عشر، والأربعين بعد الوفاة. في هذه الأيام، لا يُكنس بيت العزاء.
في اليوم الثالث بعد الوفاة، يزور الكاهن بيت المتوفى مع الشماس. يعتقد الأقباط أن روح الميت تبقى في البيت حتى اليوم الثالث، ويُعتقد أن زيارة الكاهن تخرج هذه الروح. وقد سَردت سوزان بلاكمان أنها ذهبت مبكرًا لانتظار الكاهن، الذي تأخر في الوصول حتى الساعة الرابعة عصرًا. بعد وصوله، أتم الكاهن والشماس الطقوس الخاصة، حيث تلا الكاهن بعض الصلوات وأنشد الشماس الألحان، قبل أن يضع الكاهن صليبًا فضيًا في حوض ماء ويتلو المزيد من الأدعية. كما تم تبخير غرفة المتوفى بالمبخرة ورشّ الماء المقدس عليها.
وختاما تنتهي سوزان بلاكمان من وصف الطقوس الخاصة بالجنازات، مشيرة إلى أن بعض هذه العادات قد اختفت مع مرور الزمن، بينما ظل الطقس الكنسي القبطى ثابتًا كما هو، لم يتغير. في فصل قادم من نفس الكتاب، ستتناول الكاتبة موضوع الموالد، الوشم، وقديسي الكنيسة.