الاستاذ عثمان محمد عثمان وعبير الأمكنة
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
محمد صالح عبد الله يس
انه استاذنا ورمزنا واحد قادة الاعلام في دارفور عثمان محمد عثمان هو ملح ارض الفاشر ابوزكريا يستطيع كل واحدا منا ان يكون رماديا وذو لون متماهي معها إلا الارض والوطن وعثمان فقد كان يمثل احد حراس بوابات الذاكرة الاعلامية لدارفور لم يكن من اهل الفرجة الذين يستمتعون بمايصنعه الاخرون بل كان هو صانع الفكرة ومنتجها ومصمم مسرحها وبراحاحاتها جايل وعاصر الاحداث الكبيرة وتقلباتها فكان بمثابة الصندوق الاسود
كان رحمه الله لايعرف المخاتلة والاستهبال الذي تميزت به نخب الافندية في نادي الخدمة المدنية في تلك الايام التي كانت الحكومات تروض الموظفين لخدمة مشروعاتهم السياسية
كان خروجه كالنسمة لم ياذي احد ترك عبيره في الفضاء لاحبابه واصدقائه كنت قبل مده اتصلت به وقال لي انه غادر الفاشر مجبرا شانه شان الالاف الذي هجروا موطن انسهم ومرابع صباهم تركوا ذكرياتهم
الرحمة والمغفرة تقبله الله فيمن عنده فقد كان احد الاباء المؤسسين للاعلام الحديث في دارفور عثمان محمد عثمان أجمع الناس على محبته كإنسان سهل ارتقى أولى عتبات الاعلام في الفاشر منذ اواخر الستينات في القرن الماضي اسس قسم المخاطبة الجماهيرية ثم قسم السنما بالاعلام وهو الذي اسس اللبنة الاولي لاستوديوهات الاذاعة بالفاشر وكان وحده ينتج رساله الاقليم ويرسلها للاذاعةً الام وكان المشرف الفني لرسالة محافظة دارفور والتي كانت تبث اسبوعيا بالاذاعة السودانية وهو من مؤسسي اذاعة وتلفزيون الفاشر تدرب علي يديه العشرات من الصحفيين في مجال الاذاعة والتلفزة والتصوير والتحرير الصحفي عثمان محمد عثمان هو ثاني شخصية من دارفور تعلمت الطباعة علي الاله الكاتبة سبقه في ذلك عمنا المرحوم عباس البقي الذي يعتبر اول موظف من ابناء دارفور طبع وكتب علي ماكنة الطباعة فقد عمل كاتبا في المديرة وكان مسئولا عن النظام الكتابي في المديرية وعثمان كان هو اول من ادخل الة الطباعة وعمل بها في ادارة الاستعلامات والعمل سابقا والتي تغيرت الي وزارة الثقافة
شخصيا كنت احد الذين تدربوا علي يديه فكان نعم المعلم ونعم المرشد والمعين
كان محبوبا في الوسط الصحفي ومن الموطئين اكنافا
عثمان محمد عثمان هو الذي قدم الفنان عبدالحميد الشنقيطي مع زميله الفنان علي عمر ( علي العمرابي )
والفنان ابراهيم جاذبية للاذاعة السودانية ولولا جهوده لما تعرف الناس عليهم
ظل فترة طويلة يعمل كصحفي متكامل فهو يقوم بتسجيل المواد الاذاعة ويمنتجها ويقوم بدور المذيع والمقدر ويقوم بتحرير الاخبار وارسالها الي وكالة السودان للانباء يوم كانت تتبع لوزارة الاستعلامات والعمل بل كان يقوم بالتصوير السنمائي ويقوم في الامسيات بجولة داخل احياء مدينة الفاشر لتقديم العروض السنمائية بالمدينة
اجتماعيا كان من اجود الناس فكم استضاف في منزله المتواضع العشرات من الصحفيين الذي يتفاودون الي الفاشر فقد استضاف في منزله كبار الصحفيين السودانين من اذاعين ورجال تلفزه وصحافة فرغم قلة مرتبه الا انه كان وفيّ جفنة لا يغلق الباب دونها
لديه مكتبة اذاعية خاصة يحتفظ فيها بالعديد من التسجيلات النادرة وله سجل ضخم من الصور الفوتوغرافية التي تمثل الحقب التاريخية المختلفة التي مرت بها دارفور وبيته عبارة عن معرض ضخم يحوي ثروات اعلامية ضخمة نادرة فلديه وثائق نادرة منها زيارة الرئيس اسماعيل الازهري لدارفور ومدينة الضعين كما يمتلك صورا لزيارة الفريق عبود الي جبل مرة وافتتاح محطة تلفونات جبل مرة وزيارته الي مدينة الضعين ومن اجمل ماشاهدته في مكتبته الوثائقية صور زفة سبدو التي احتفل فيها الرزيقات بزيارة الفريق ابراهيم عبود والرئيس المصري جمال عبد الناصر
ولئن كان الاخ عثمان خامس-اطال الله عمره هو الصندوق الاسود للاعلام في دارفور فعثمان محمد عثمان هو من يملك مفتاح وشفرة ذاك الصندوق واعتقد ان الذين زاروا دارفور وجايلو العثمانين يدركون اهمية الرجلين ودورهما العظيم في مجال التوثيق تمنياتنا للاخ خامس بالصحة والعافية وان يبارك الله له في عمره فهو الاخر قد اعطي ولم يستبقي شيئًا ولم يعطه الاقليم اي فسيجزيه ربه خير الجزاء
بعد ان فقد العمر خصوبته ووهن عظم الاخ عثمان واشتعل راسه شيبا عاد الي حيث مرتع صباه في قرية شقرة ليعيش شيخوخة هادئة ليمارس حياة الزراعة والحصاد عله يجد فيها السلوي ولكن الحرب اجبرته ان يخرج منها ليلتحف ويتوسد ثري معسكر زمزم الذي تحول هو الاخر الي بركان يتطاير حمما وشواظ
هذه الحرب اللعينة من اهدافها تطبيق نظرية توطين الفوضي وزراعتها في كل اركان البلاد فقد بعثرت ارجاء الوطن حتي تعهنت جبالها وتطايرت اوتادها وتمزقت اشلائها اكلت اللحم ودقت العظم ولم تبقي ولم تذر منا شيئا ولم يعد فدان منها يصلح لحياة العصافير ناهيك عن حياة الانسان فالموت اصبح اقرب الي رقابنا من حبل الوريد ومن لم يمت بذبح مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد
ارقد في امان الله فانت ابريز من الذهب الخالص واهل الفاشر لن ينسوك فهم مثل الصاغة اعلم الناس بالذهب واعرفهم بنفائس الارض ومعادنها
ان وفاه الاخ عثمان محمد عثمان يمثل خسارة فادحة لاهل الصحافة عموما ولاهل الفاشر جميعا اللهم أغفر لمن عشنا معهم أجمل السنين وهزنا إليهم الشوق والحنين رحمه الله رحمة واسعة وتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ولاحول ولا قوة الا بالله وتعازينا للجميع وسلام له في الخالدين
ms.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
«الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، في وقت سابق أمس الخميس، مقتل قائد هيئة أركان الكتائب القائد محمد الضيف خلال معركة “طوفان الأقصى”، إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، فمن هو محمد الضيف الذي طاردته إسرائيل لعقود؟
ويعد الضيف صاحب المسيرة الطويلة والمحاطة بالغموض في حماس، حيث كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة إسرائيل التي وضعته على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود، فمن هو الضيف؟
ارتبط اسم محمد الضيف، منذ التسعينيات بفصائل “المقاومة الفلسطينية”، ويعتبر أحد أبناء الجيل الأول من “القساميين”.
منذ أكثر من ثلاثة عقود، قاد الضيف كتائب “الشهيد عز الدين القسام”، متجاوزا محاولات الاغتيال المتكررة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق إسرائيل ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولا إلى معركة “طوفان الأقصى”.
نشأته وبداية حياته العسكرية:
وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ”محمد الضيف”، عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لعائلة هجّرت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم خان يونس كما بقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.
تأثر منذ صغره بواقع “الاحتلال وظروف اللجوء القاسية”، وهو ما دفعه للانخراط في صفوف “حماس” خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس العلوم وكان من الناشطين في الكتلة الإسلامية.انضم إلى حركة “حماس” منذ صغره وكان عنصرًا نشيطا فيها.
شارك في فعاليات الانتفاضة الكبرى التي اندلعت نهاية عام 1987 واعتقل في إطار الضربة الأولى التي وجهتها القوات الإسرائيلية للحركة في صيف عام 1989 بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ صلاح شحادة (قتل في صيف 2002) قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عاما ونصف العام في السجن.
أفرجت إسرائيل عام 1991 عن الضيف من سجونها ليلتحق بالمجموعات الأولى لكتائب “القسام” التي أعيد تشكيل الجهاز العسكري من خلالها، وذلك من خلال مجموعة خان يونس، والذين قتل معظمهم مثل ياسر النمروطي وجميل وادي، هشام عامر، وعبد الرحمن حمدان، ومحمد عاشور، والأسير حسن سلامة وغيرهم من المقاومين.
أصبح الضيف مطلوبا لإسرائيل، بعد مشاركته في تنفيذ العديد مما يسمى بـ”العمليات الفدائية” والاشتباك مع قواتها.
بدأت عملية مطاردته بعد أن رفض تسليم نفسه. وتمكن خلال هذه الفترة ومن خلال إتقانه للتخفي والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، من ألا يقع في قبضة القوات الإسرائيلية حيا أو ميتا.
برز دور الضيف بعد اغتيال عماد عقل الذي برز اسمه في سلسلة “عمليات فدائية” في نوفمبر من عام 1993، حيث أوكِلت إليه قيادة “كتائب القسام”.
خلال هذه الفترة، استطاع الضيف أن يخطط وينفذ عدة عمليات نوعية، وكذلك تمكن من الوصول إلى الضفة الغربية وتشكيل العديد من “الخلايا الفدائية” هناك، والمشاركة في تنفيذ عدة “عمليات فدائية” في مدينة الخليل والعودة إلى قطاع غزة.
لعب محمد الضيف دورا كبيرا في التخطيط لعملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام 1994 في بلدة بير نبالا قرب القدس والذي قتِل وخاطفيه بعد كشف مكانهم.
وظهر الضيف وهو يحمل بندقية وبطاقة هوية فاكسمان التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حيث كان ملثما بالكوفية الحمراء.
ومع اشتداد الخناق على المطلوبين لإسرائيل في قطاع غزة، رفض الضيف طلبا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو اغتياله، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أيا من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، وذلك على الرغم من موافقة عدد من زملائه على الخروج من القطاع.
تمكن الضيف من أن يؤمن وصول المهندس يحيى عياش، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، حيث تم اغتياله بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996.
وقف الضيف وراء عمليات الثأر لعياش، من خلال إرسال حسن سلامة إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، حيث قتل في هذه “العمليات الفدائية” حوالي ستين إسرائيليا.
لاحقا، بدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر من عام 2000 .
ومع إفراج السلطات الإسرائيلية عن الشيخ صلاح شحادة عام 2001، سلّم الضيف الشيخ شحادة قيادة الجهاز العسكري، حيث كلف شحادة الضيف بالمسؤولية عن الصناعات العسكرية للكتائب.
تعرض الضيف لمحاولة الاغتيال الأولى بعد عام من اندلاع الانتفاضة، حيث كان برفقة عدنان الغول (قتل في 22 أكتوبر 2004) خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله بلال، إ أطلقت عليهم طائرة إسرائيلية صاروخا في بلدة “جحر الديك” وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد مقتل بلال في القصف ليغطي على والده ورفيق دربه.
قيادة الجهاز العسكري:
وبعد اغتيال شحادة في صيف عام 2002، أعادت قيادة الحركة المسؤولية للضيف لقيادة الجهاز العسكري.
في 26 سبتمبر من عام 2002، نجا الضيف من محاولة اغتيال ثانية بعد قصف السيارة التي كانت تقله في حي الشيخ، حيث قتل مرافقاه وأصيب بجراح خطيرة للغاية.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى تعرض الضيف لمحاولة اغتيال ثالثة في قصف أحد المنازل في صيف 2006 خلال العملية العسكرية “لإسرائيلية بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث قيل إنه أصيب بجراح خطيرة. دون أن تؤكد ذلك كتائب “القسام”.
وكانت أخطر محاولات اغتيالاته في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهدفت الطائرات الحربية منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن الضيف خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.
منذ توليه القيادة، أدار الضيف العديد من العمليات الفدائية ضد إسرائيل، وكان من أبرز المهندسين الذين عملوا على تطوير القدرات العسكرية لـ”حماس”، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية.
دوره في “طوفان الأقصى”:
أطل محمد الضيف في السابع من أكتوبر 2023، ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى قتل فيها.
ومن أبرز أسباب الطوفان سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيداً للتقسيم المكاني والزماني، ولبناء الهيكل المزعوم.
محمد الضيف لم يظهر في الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكن يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين “فصائل المقاومة” وإسرائيل.
فخلال معركة “سيف القدس” عام 2021، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف تل أبيب بالصواريخ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.
ووضعت إسرائيل، على مدار عقود، محمد الضيف على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها. ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إليه، حتى رحل كما “يحب شهيدا في ميدان أعظم معركة شارك في التخطيط لها وفي قيادتها وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة”، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.