ألف تحية وسلام على الشهيد القائد
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
مقالات:
بقلم/ محمد سلطاني
لم تعد المسيرة القرآنية منحصرة في اليمن فحسب، بل بات جمهورها واسع، وأنصار الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بالملايين في أنحاء العالم.
نحن في تونس على سبيل المثال، نتابع أخبار اليمن باهتمام وشغف كبير، ما دفعنا للتعرف أكثر عن المشروع القرآني، ومؤسس هذه المسيرة المباركة، وكلنا أمل أن نسهم في نشر هذه الثقافة على نطاق أوسع وفي مناطق جغرافية متعددة.
أفكار الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- هي مستقاة من مفاهيم القرآن الكريم التي تكشف جلياً مدى الارتباط الوثيق بالمستجدات والأحداث الإقليمية والدولية، بمعنى آخر “عين على القرآن وعين عن الأحداث”.
سطع نجم الشهيد القائد من بين أعالي قمم “مران” في خضم الواقع المرير الذي يعصف باليمن خلال فترة الصراعات الداخلية المتتالية، والتدخل الأمريكي في شؤون البلاد، ليشرع بتأسيس المشروع القرآني، والذي يهدف إلى مقارعة المخططات التخريبية التي تحضر في مطابخ الاستكبار العالمي، بالاستناد إلى ثقافة المقاومة والإباء، مدركاً حجم المخاطر المهددة بكرامة الأمة، كما وضع أسساً جديدة لصراع يمتد من عمق الوجود العربي والإسلامي.
لذلك أولى الشهيد القائد اهتماماً بالغاً بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مركزية حاضرة في وجدان الأمة، وعمل على تصحيح الوجهة الصحيحة للبوصلة، وسعى إلى تعزيز روابط الوحدة بين المسلمين، فيما أرادهم كتلة صلبة عصية على الانكسار.
وتعتبر الصرخة اليمانية، أو البراءة من أعداء الله، رافداً من روافد المشروع المقاوم، وقد استطاعت أن تكون نداً ثورياً تسحق ذهنية العجز، والانكفاء والخضوع، والاستسلام، والانبطاح من خلال مجابهة الحملات التضليلية الهائلة التي ما فتئت تسعى إلى اختراق وعي الأمة بواسطة نشر ثقافات انحرافية ومغلوطة من شوائب ظاهرة “العولمة” الإستغلالية الإنتهازية الإحتكارية. وسرعان ما تحرك السيد في فلك الهوية الإيمانية لتحصين عقول الشعوب من زرع هذه الأفكار الخبيثة، وينير دربهم لقطع طرق مشاريع هندسة الهزيمة.
وعي الشهيد القائد الإستراتيجي بخطورة المرحلة دفعه إلى إطلاق شعار “الصرخة في وجه المستكبرين”، حيث شكل منعطفاً تاريخياً في إحدى محطات تاريخ الأمة الإسلامية، كما أعطت زخماً عظيماً في تحرك الشعب اليمني، وتحفيز الشعوب على التحرر من الخوف، وعدم مواجهة الأعداء.
ثم جعل الشهيد القائد عملية الوعي مرتكزاً أساسياً، كونه متعلق باستنهاض الهمم، وتحقيق الصحوة والنهوض، وفي ذلك رفض كلي للتبعية والانسياق نحو السياسات الاستعمارية القذرة تحت غطاء التطبيع الخياني مع أمريكا والكيان المؤقت.
وهكذا عمد الشهيد أسمى مشروع حضاري عرفته البشرية على مر التاريخ حتى ارتقائه شهيداً لينمو بذرته الطاهرة وتتسع آفاقه ويزهر نصراً مؤزراً.
لقد بات اليمن خط الدفاع الأمامي عن غزة والمقدسات الإسلامية في فلسطين وأضحى قوة دولية عالمية تخطى تأثيرها المنطقة بعد إذلال حاملات الطائرات الأمريكية، وحظر السفن الغربية الداعمة لكيان العدو الذي تكبد خسارة فادحة للاقتصاد الإسرائيلي، إضافة إلى كسر هيبة العلو العبري بالضربات القاصمة لمنشآت العمق الصهيوني.
فسلام الله على مؤسس المسيرة القرآنية المباركة، وعلى من كسر جدار الزمن في زمن التخاذل المقيت والخنوع المذل ومن صنع أمة تعشق الشهادة، ورضوان الله تعالى على الصوت القرآني الخالص الرباني العلم سيدي حسين بن بدر الدين الحوثي.
*ناشط من تونس
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد.. رؤية عالمية ومبدأ جهادي شامل
في بُعدٍ يتجاوز الحدود الجغرافية والمذهبية، تجسد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” رؤيةً عميقةً للأمة الإسلامية، فكان واسع الأفق، يملك نظرة شاملة تهتم بمصير الأمة في مواجهة التحديات الكبرى، وكان يعي تمامًا المخاطر التي تهدد هوية المسلمين وثقافاتهم.
وفي خضم الأحداث العالمية، وخاصةً بعد الهجمة الأمريكية والإسرائيلية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قدم الشهيد القائد رؤيةً قرآنيةً تُرشد الأمة إلى كيفية التصدي للخطر الأمريكي الداهم، حيث كان يدرك أن هذه الأحداث ليست سوى ذريعةً لصناعة صهيونية تهدف إلى السيطرة على المسلمين، ومحو هويتهم، ونهب ثرواتهم.
حيث حرصت مدرسة الشهيد القائد على تصحيح المفاهيم الخاطئة التي سعى أعداء الإسلام إلى ترسيخها، فقد استخدموا مختلف الوسائل، من الإعلام إلى مشائخ الفتنة، لنشر أفكار تضلل الأمة، لكن الشهيد القائد كان له دورٌ محوري في تقديم الحقيقة، وفتح آفاق جديدة للوعي الجماهيري للأمة الإسلامية بكلها.
فجعل من المشروع القرآني برنامجاً عملياً تنطلق من خلاله الأمة لتستعيد مكانتها التي اراد الله لها ان تكون، حيث أطلق الشهيد القائد شعار “الصرخة” كخطوة جريئة لمواجهة الاستكبار، كانت هذه الصرخة تعبيرًا عن الوعي والثقة، تتجاوز كل القوى التي يمتلكها الطغاة، لقد كانت قوة هذا الشعار تفوق حتى ما يطلقه المجاهدون من صواريخ، حيث تجسدت في عزيمة وإيمان اليمنيين وإرادتهم.
وقدّم الشهيد القائد الحلول القرآنية التي يمكن أن ترتقي بالأمة إلى مستوى مواجهة أعدائها، حيث يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”: ((نتحدث أيضاً لنكتشف الكثير من الحقائق داخل أنفسنا، وفي الواقع، وعلى صعيد الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية كلها، نتحدث بروحٍ عملية، بروحٍ مسؤولة، نخرج برؤيةٍ واحدة، بموقفٍ واحد، بنظرةٍ واحدة، بوعيٍ واحد، وهذا هو ما تفقده الأمة))..
مثل الشهيد القائد نموذجًا يحتذى به في القيم والمبادئ الجهادية والإنسانية، تجلت شخصيته في مشروعه القرآني الذي واجه الطغاة والمستكبرين، ليصبح رمزًا للجهاد والكرامة والمقاومة، ورمزًا للعزيمة والإرادة، ودعوةً لكل الأجيال القادمة للوقوف في وجه الظلم والاستكبار.
إن رؤيته القرآنية العالمية لا تزال تضيء الطريق نحو مستقبل فيه خير للأمة الإسلامية في دنياها وأخرتها، فإرثه القرآني والعملي لا يزال حيًا، يمد الأمة بالإيمان والقوة لمواجهة كل مؤامرات الأعداء.