يدرس الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاجتماع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الشهر المقبل في نيودلهي.

ونقل تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، وترجمه "الخليج الجديد"، عن 4 مصادر وصفها بـ"المطلعة"، دراسة بايدن للقاء، للتباحث حول "صفقة ضخمة".

ويأتي ذلك في ظل سعي البيت الأبيض بقوة لإبرام اتفاق دبلوماسي ضخم مع السعودية، يمكن أن يشمل تطبيعا للعلاقات بين الرياض وتل أبيب.

وأشار الموقع إلى أن الاجتماع المحتمل قد يشكل دفعة كبيرة في المحادثات الرامية للتوصل إلى "صفقة ضخمة"، قد تشمل ضمانات أمنية أمريكية للسعودية.

ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي (لم يسمه)، أن البيت الأبيض يسعى لاستكمال مساعيه الدبلوماسية مع السعودية، قبل أن تسيطر الحملة الانتخابية الرئاسية على أجندة بايدن.

ومن شأن مثل هذا الاتفاق أن يكون اختراقا تاريخيا في عملية السلام بالشرق الأوسط، وفقا للموقع الأمريكي.

لكن سيتعين على بايدن على الأرجح أن يمرر أجزاء من ذلك الاتفاق على الأقل عبر الكونغرس، حيث يحمل الكثير من الديمقراطيين وجهات نظر معارضة للغاية للأمير السعودي، نظرا لسجل المملكة في مجال حقوق الإنسان ومقتل الصحافي جمال خاشقجي.

اقرأ أيضاً

تحليل: حسابات معقدة للمفاوضات الثلاثية بين أمريكا والسعودية وإسرائيل

وسبق أن أبلغ مسؤولون أمريكيون موقع "أكسيوس"، أن الإدارة الأمريكية تريد محاولة استكمال مساعيها الدبلوماسية مع السعودية قبل أن يزدحم جدول أعمال بايدن بحملة الانتخابات الرئاسية.

كما أشار الموقع إلى أن "ملفات عالقة" في المباحثات التي تهدف للتوصل إلى صفقة دبلوماسية قد تشمل اتفاقية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، بما في ذلك إمكانية إبرام حلف دفاعي بين واشنطن والرياض، والدعم الأمريكي لبرنامج نووي مدني يتضمن تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.

ونقل "أكسيوس" عن مصدر مطلع، أن المباحثات السعودية الأمريكية لبحث إمكانية ترتيب اجتماع بين بايدن وبن سلمان خلال قمة مجموعة العشرين المقررة في نيودلهي، انطلقت منذ أسابيع، حتى قبل زيارة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، إلى السعودية في يوليو/تموز الماضي.

فيما أكد مصدران آخران، أن إمكانية عقد اجتماع بين بايدن وبن سلمان، لكنهما شددا على أنه لم يتم الانتهاء من الترتيبات بعد.

في حين أفاد مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأنه "لا يوجد ما يمكن الإعلان عنه حاليا بهذا الشأن".

ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن، على طلب للتعليق.

ولفت الموقع إلى زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر، إلى واشنطن، الأسبوع الماضي، وعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في واشنطن، من بينهم مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغورك، بالإضافة إلى كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للطاقة والبنية التحتية آموس هوكشتاين.

اقرأ أيضاً

للتطبيع ثمن.. ما المطلوب من أمريكا والسعودية وإسرائيل وفلسطين؟

وذكر أن ماكغورك وهوكشتاين، اللذان يقودان المفاوضات الأمريكية مع المسؤولين السعوديين، أطلعا الوزير الإسرائيلي المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويعتبر مبعوثه الخاص، على تطور المحادثات مع الجانب السعودي.

وحسب التقرير، فإن المحادثات الأمريكية السعودية تركز حاليًا على القضايا الثنائية وليس التطبيع مع إسرائيل.

كما نقل التقرير عن مسؤول أمريكي وصفه بالرفيع، أن ديرمر اجتمع خلال زيارته إلى واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وبعد عدة ساعات، تحدث بلينكن إلى نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، غير أن البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، لم يذكر ما إذا كان الوزيران قد ناقشا قضية التطبيع خلال المكالمة.

يأتي ذلك غداة التصريحات التي صدرت عن ديرمر لوسائل إعلام أمريكية، والتي ألمّح من خلالها إلى أن تل أبيب "لن تعارض بالضرورة تطوير السعودية برنامجا نوويا مدنيا"، مقابل تطبيع علاقات بينها وبين إسرائيل في إطار صفقة أمنية عسكرية بين السعودية والولايات المتحدة.

وسارع مكتب نتنياهو إلى إصدار بيان للتعليق على تصريحات ديرمر التي تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وشدد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية على أن تل أبيب "لم توافق على تطوير برنامج نووي في أي من الدول المجاورة لها"، وأنها لن تغيّر سياستها بهذا الشأن، مشيرا إلى إمكانية التطبيع مع السعودية ضمن صفقة تساهم بـ"تعزز أمن إسرائيل".

ووفقا للتحليلات الإسرائيلية، فإن تل أبيب لن تتعجل رفض إمكانية توفير دعم أمريكي لبرنامج نووي سعودي مدني، وتنتظر معرفة موقف واشنطن من هذا الشرط السعودي، في ظل التقديرات الإسرائيلية بأن الرياض قد تحصل على دعم لمشروعها النووي من الصين أو فرنسا.

في المقابل، تسعى إسرائيل إلى تحصيل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة ضمن صفقة واسعة قد تشمل دعم واشنطن لرنامج نووي سعودي مدني، حسب ما أشارت تحليلات إسرائيلية، في حين ترفض تل أبيب إمكانية تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.

اقرأ أيضاً

نتنياهو وبايدن بحاجة للتطبيع.. فهل يخضعان لمطالب بن سلمان؟

وتسعى الرياض للحصول على ضمانات أمنية كبيرة من واشنطن، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة تورط الولايات المتحدة في صراعات الشرق الأوسط.

ومثل هذا الاتفاق سيلزم الولايات المتحدة بالرد عسكريًا في حالة وقوع هجوم على الأراضي السعودية.

وتريد السعودية أيضًا المساعدة في تطوير برنامج نووي مدني، على الرغم من وجود خلافات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة.

وتسعى الرياض إلى تخصيب وقود اليورانيوم الخاص بها، بينما تفضل واشنطن صفقة مماثلة لتلك التي أبرمتها مع الإمارات، التي تستورد وقود المفاعلات.

بينما قال السعوديون إنهم يفضلون التعاون في مجال الطاقة النووية مع الولايات المتحدة، وهناك آخرون يحتمل أن يكونوا على استعداد للمساعدة، بما في ذلك منافسون مثل الصين وروسيا.

وجعل نتنياهو التطبيع مع السعودية "موضوعًا رئيسيًا" في حملته الانتخابية العام الماضي، ووعد بالبناء على "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة و"توسيع دائرة السلام".

وفي عام 2020، أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب.

ويبقى الأمل الأمريكي، الذي لم يتحقق حتى الآن، هو أن تحذو دول شرق أوسطية أخرى حذوها، حيث أن توقيع السعودية، قد يدفع الآخرين للسير على ذات الخطى.

اقرأ أيضاً

مشرعون أمريكيون يطالبون بالتحقيق في اتفاق سري بين بايدن وبن سلمان

المصدر | أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن التطبيع السعودية أمريكا بن سلمان قمة العشرين الولایات المتحدة البیت الأبیض مع السعودیة اقرأ أیضا بن سلمان تل أبیب

إقرأ أيضاً:

«صفقة غزة».. مبارزة بين «ترامب» و«بايدن»

النجاح له آباء كثيرون. وعندما أُعلن أخيراً عن وقف إطلاق النار فى غزة، سيطر تساؤل حول الفائز الأمريكى بإتمام صفقة وقف الحرب، هل هو الرئيس العائد للبيت الأبيض دونالد ترامب أم جو بايدن الذى يعيش أيامه الأخيرة فى الرئاسة الأمريكية، حتى وصل الامر إلى سؤال وجه إليه خلال المؤتمر الصحفى حول ذلك وكان رده ساخرا «هل هذه مزحة؟» سأل ثم ابتعد محاطًا بنائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتونى بلينكين.
وكان لكل رئيس مصلحته الخاصة فى تسوية الأمر قبل يوم التنصيب المنتظر. وبالنسبة لبايدن، فإن الاتفاق هو تبرئة نهائية لعهده، وهو ما سعى أن يكون نهاية لأشد الحروب دموية فى تاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى مع تحرير الأمريكيين والإسرائيليين من الأسر. 
وقال بايدن فى مؤتمر صحفى إن وقف إطلاق النار «تم تطويره والتفاوض عليه من قبل فريقى وسيتم تنفيذه إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة». 
وأما بشأن ترامب، فإن الاتفاق فى الوقت الحالى، يزيل قضية رئيسية من على الطاولة مع افتتاحه لولاية ثانية، ما يتيح له حرية متابعة أولويات أخرى. لم يفلت هذا الواقع من انتباه الرئيس المنتخب ترامب. فقد قال فى منشور على موقع Truth Social، وهو موقع للتواصل الاجتماعى: «كان من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الملحمى هذا نتيجة لانتصارنا التاريخى فى نوفمبر، لأنه أشار إلى العالم أجمع أن إدارتى سوف تسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا».
وترى صحيفة «الجارديان» البريطانية انه ربما تكمن الحقيقة فى مكان ما بين الاثنين. فوفقًا لمسئول كبير فى إدارة بايدن، فقد أقام فريقا ترامب وبايدن شراكة غير متوقعة لتأمين وقف إطلاق النار المعقد خلال فترة انتقالية اتسمت بالعداء وانعدام الثقة. وعندما تم الإعلان عن الاتفاق، كانت هناك حتى ملاحظات ودية بين الفريقين المتنافسين، حيث أشاد مسئولو إدارة بايدن بالشراكة بين الدبلوماسى بريت ماكجورك ومبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف.
ووصف مسئول بإدارة بايدن بأن الأمر كان رائعا واضاف أن بايدن أبلغ ترامب أنه يريد العمل معًا للتوصل إلى اتفاق عندما التقيا فى المكتب البيضاوى بعد وقت قصير من فوز ترامب المفاجئ فى انتخابات نوفمبر.
وفى الأيام الأخيرة من المفاوضات هذا الشهر، تمت دعوة «ويتكوف»، الذى لا يشغل أى منصب رسمى فى الحكومة، للسفر إلى الدوحة إلى جانب مسئولى إدارة بايدن المشاركين فى المفاوضات.
وفى لحظة استثنائية، تم إرسال «ويتكوف» بمفرده إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى مهمة عالية المخاطر لإقناعه بقبول اتفاق وقف إطلاق النار. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية اللقاء بين ويتكوف ونتنياهو، رغم الاعتراضات الأولية من جانب مساعدى نتنياهو، بأنه «متوتر». وذكرت التقارير أن «ويتكوف» مارس ضغوطا على نتنياهو لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن والموافقة على تنازلات رئيسية لوقف الحرب فى وقت أقرب.
وقال المسئول فى إدارة بايدن: «اعتقدت أن ذلك كان فعالاً للغاية».
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصادرها الخاصة قولها إن الأمر أقل إيجابية بالنسبة لمعسكر بايدن: «نجح مبعوث ترامب فى التأثير على نتنياهو فى اجتماع واحد أكثر مما نجح بايدن فى التأثير عليه طوال العام».
وفى تصريحاته العلنية بشأن الاتفاق، بدا نتنياهو وكأنه يتجاهل بايدن، حيث اتصل بـ«ترامب» أولاً ليشكره «على مساعدته فى تعزيز إطلاق سراح الرهائن ومساعدة إسرائيل فى إنهاء معاناة العشرات من الرهائن وعائلاتهم».
وأكد مات داس، نائب الرئيس التنفيذى لمركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسيناتور بيرنى ساندرز، أن التفاصيل المسربة عن الاجتماع بين نتنياهو وويتكوف ربما تحتوى على عناصر «مسرحية لإعطاء نتنياهو غطاء لقبول الصفقة أخيرًا»، واضاف: «لكننى أعتقد أيضًا أن الحقيقة هى أن نتنياهو يفهم أن ترامب سيتولى منصبه. لقد أوضح أنه يريد إنهاء هذه الحرب، وترامب يعمل وفقًا لحسابات مختلفة تمامًا عن بايدن».
وجاءت الصفقة أيضا فى ظل تحذير ترامب فى وقت سابق من أن «الجحيم سوف يندلع فى الشرق الأوسط» إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سألغي كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن
  • ترامب: إلغاء كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن
  • ترامب: سيتم إلغاء كل الأوامر التنفيذية التي أصدرها بايدن
  • لقاء يجمع بين أسطورتي الفن والرياضة السعودية .. فيديو
  • اختبارات سائقي موسم الحج والعمرة.. تفاصيل لقاء وزير العمل وفدَ نقابة السيارات السعودية
  • قبيل تولي ترامب السلطة.. معلومات عن حفل تنصيب الرئيس الأمريكي عبر التاريخ
  • السعودية تتحدى واشنطن وتلجأ إلى تركيا
  • «صفقة غزة».. مبارزة بين «ترامب» و«بايدن»
  • كيف دفع تشاك شومر الرئيس الأمريكي «بايدن» للانسحاب من الانتخابات الأمريكية؟
  • بايدن يكشف كواليس صفقة غزة ويتحدث عن أنفاق حماس التي وصفها بالمذهلة