الأوركسترا الوطنية صوت الإمارات إلى العالم
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
فاطمة عطفة
«الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة ثقافية رائدة، تهدف إلى بناء أوركسترا الإمارات العربية المتحدة على أُسس التراث الموسيقي الإماراتي، وتربط بين مختلف أطياف المجتمع الإماراتي وتستكشف الروابط مع التقاليد الموسيقية من جميع أنحاء العالم».
بهذا التعريف الدال والمكثّف، يشير الموقع الرسمي لـ«الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة» إلى أهداف تأسيسها ورسالتها، إذ «ستقوم الأوركسترا بتطوير القطاع الموسيقي في الدولة، ودعم المواهب بتوفير فرص عمل للموسيقيين المحترفين، وتطوير أسلوب وصوت مميز يعكس التنوع الثقافي للدولة وإيصاله إلى العالم وتعزيز دور الموسيقى والفنون كلغة مشتركة بين مختلف الثقافات والشعوب.
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أُعلن مؤخراً عن تأسيس «الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة»، في خطوة تعكس اهتمام الدولة بالفنون وتطويرها بمختلف أنواعها، والدور الذي تؤديه في تشكيل هوية المجتمع وتعزيز التواصل والترابط بين أفراده. حيث تقود معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، رئيس مجلس إدارة الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، جهود الأوركسترا في تطوير القطاع الموسيقي في الدولة، ودعم المواهب الواعدة في هذا المجال، وصولاً إلى تعزيز دور الموسيقى والفنون لغةً مشتركةً بين مختلف الثقافات والشعوب، وإيصال الفنون والثقافة الإماراتية إلى العالم». (الاتحاد) استطلعت آراء عدد من الفنانين حول تأسيس «الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة»، وأهميتها في تطوير ودعم المواهب الإماراتية.
هوية موسيقية فريدة
بداية تقول الفنانة الموسيقية إيمان الهاشمي: الموسيقى لغة الروح، لذلك فإن الصوت الموسيقي الذي يعبّر عن الإمارات يشير إلى وجود هوية موسيقية فريدة تمثل الثقافة والتراث الإماراتي. وهذا الصوت يجمع بين العناصر التقليدية والحداثة، مما يعكس التنوع الثقافي والابتكار الفني في الإمارات، ويشمل ذلك دمج الآلات الموسيقية الشعبية الأصيلة ودمجها بصورة خلّابة مع الأساليب الحديثة، مما يخلق حتماً صوتاً موسيقياً مميزاً يعكس الروح الإماراتية. وحول أهمية تأسيس «الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة»، تقول الهاشمي: تطوير الأوركسترا لموضوعات البحث الموسيقي المحلي، يمكن أن يتم من خلال استكشاف التراث الموسيقي الإماراتي؛ والتعاون المثمر مع الملحنين والموسيقيين المحليين؛ ولا ننسى دمج الآلات الموسيقية التقليدية في الأوركسترا؛ مع إجراء أبحاث صحيحة ودقيقة عن تأثيرات الموسيقى العالمية على الموسيقى الإماراتية، ناهيك عن تنظيم ورش عمل وندوات فنية لتعزيز أساليب البحث الموسيقي في دولتنا الحبيبة. ويمكن للأوركسترا أن تلعب دوراً جوهرياً في إثراء فعل الموسيقى مجتمعياً من خلال تعزيز الهوية الثقافية الإماراتية، وكذلك عبّر توفير الفرص الصحيحة للفنانين المحليين، وتنظيم الحفلات الموسيقية وخاصة المجانية للجمهور، وذلك لتوسيع مداركهم الفنية وتنقيح الذوق العام، كما أن التعاون مع المدارس والجامعات والدور التعليمية يسهم في تعزيز التعليم الموسيقى، دون أن نتغاضى عن إنتاج الموسيقى الترفيهية والتعليمية. وتؤكد إيمان الهاشمي أن الأوركسترا تمثل ممارسة أكاديمية علمية في مجال الموسيقى فعلاً، وذلك عند تطبيق النظريات الموسيقية والتركيبات الصحيحة لها، وكذلك عند تحليل وتفسير الأعمال الموسيقية بدقة عالية، مع تسليط الضوء على تطوير مهارات العزف والغناء، ولا بأس من إجراء أبحاث عميقة حول تأثيرات الموسيقى على المجتمعات، والمجتمع الإماراتي بشكل خاص، إضافة إلى أهمية التعاون مع الأكاديميين والموسيقيين الدوليين.
صوت موسيقي إماراتي
أخبار ذات صلة
ومن متعة الموسيقى وأثرها الجمالي في النفوس، ننتقل إلى عذوبة الصوت الأوبرالي مع الفنانة ومغنية الأوبرا فاطمة الهاشمي، تقول: بوجود صوت موسيقي إماراتي يعبّر عن وطننا ومجتمعنا، يعني أن الإمارات لها صوت عالمي تتغنى وتتميز به بين دول العالم، وهذا يؤكد أن لديها مواهبها وتراثها الموسيقي في التاريخ وفي الحاضر. وتلفت مغنية الأوبرا فاطمة الهاشمي إلى أهمية البحث العلمي في تطوير الأوركسترا، فتوضح أن ذلك يتم عن طريق دمج التراث المحلي مع موسيقى الأوركسترا، أو إعادة إحياء الأغاني الشعبية بتوزيع أوركسترالي سيمفوني، ويمكن أيضاً دمج الآلات التراثية مع الأوركسترا أو كتابة قالب لها مثل كونشيرتو الربابة مثلاً. وترى الهاشمي أن الأوركسترا يمكن أن تأخذ دورها الفعّال من خلال تعزيز الثقافة الموسيقية، وإشراك فئات المجتمع المختلفة عن طريق تقديم حفلات بأسعار رمزية وفي أماكن عامة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل تثقيفية، وتقديم موسيقى تبرز قصصاً مختلفة من المجتمع. مؤكدة على أهمية الأوركسترا كونها تجمع الأداء الفني والتطبيقي، وهي تسهم في التشجيع على دراسة وتحليل التاريخ الموسيقي، كما أنها منصة للتطوير والابتكار وتعزّز العمل الجماعي وتظهر أهمية القيادة.
منصة موسيقية
من جانبه يقول الفنان وعازف العود علي عبيد: الصوت الموسيقي الذي يعبّر عن دولة الإمارات، هو انعكاس لهويتها الثقافية، وتاريخها الغني، ورؤيتها المستقبلية، بدعم متواصل للفنون ومبدعيها من القيادة الرشيدة، بما في ذلك الموسيقى، كمجال يعزّز الهوية الوطنية ويعبّر عن القيم والتقاليد، مبيناً أن الإمارات اليوم لديها قاعدة قوية من الفنانين والمؤسسات الموسيقية التي تعتبر ثمرة جهود القيادة في توفير معاهد ومؤسسات متخصصة، وهذا يتيح لأبناء الدولة فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال الموسيقى وربطها بالهوية المحلية والعالمية. وتُعد الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات أداة فعّالة في تطوير البحث الموسيقي المحلي، حيث تسهم في الحفاظ على التراث الموسيقي الإماراتي وتطويره عبر أبحاث ودراسات موسيقية متقدمة، كما أن الأوركسترا الوطنية لدينا تقدم منصة تجمع بين التراث المحلي والأساليب الموسيقية الحديثة، وهذا يؤدي إلى تعزيز مكانة الموسيقى الإماراتية على المستويين الإقليمي والعالمي، ومن خلال تكريمها للتراث الموسيقي، تمثل الأوركسترا ركيزة أساسية لتوثيق الأعمال الفنية المحلية، وتطويرها ضمن سياقات معاصرة.
ويؤكد الفنان عبيد علي أن الأوركسترا قادرة على لعب دور جوهري في تعزيز الفعل الموسيقي وتأثيرها الإيجابي في المجتمع، فهي ليست مجرد منصة للعروض الفنية، بل وسيلة للتواصل الثقافي والتعليمي، كما أن الأوركسترا تسهم في تعزيز التذوق الموسيقي لدى الجمهور، وتدعم الشباب الإماراتي في تطوير مهاراتهم الموسيقية، ما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً بالفنون. وعلاوة على ذلك، تظهر الأوركسترا وجه الإمارات الثقافي للعالم، خاصة من خلال مشاركتها في المحافل الدولية، مما يجعلها جسراً حيوياً للتواصل الثقافي.
مقترحات التطويـر
يقول عازف العود الفنان فيصل الساري: الأوركسترا الوطنية صوت موسيقي يعبّر عن دولة الإمارات، مؤكداً أن الموسيقى تعكس ثقافة وتراث الشعب من خلال استخدام الآلات الموسيقية التقليدية الإماراتية مثل العود والطبلة، إلى جانب إحياء الألحان والإيقاعات التقليدية التي تعكس الهوية الموسيقية الإماراتية، ويمكن للموسيقى أن تكون وسيلة رائعة لنقل وتعزيز الموروث الثقافي والهوية الوطنية وخلق جسور تواصل وتبادل حضاري مع الحضارات الأخرى في باقي الدول. ويتابع الفنان الساري حديثه موضحاً أهمية التقدم في علم الموسيقى وفنها، وقال: لتطوير موضوعات البحث الموسيقي المحلي من خلال الأوركسترا، اقترح الخطوات التالية: أولاً: دراسة التراث الموسيقي المحلي بالبحث العميق ودراسة تاريخ الموسيقى التقليدية المحلية والعناصر الثقافية العريقة المرتبطة بها. ثانياً: تبني الموضوعات الموسيقية المحلية من خلال الموضوعات الموسيقية التي تعكس التراث الموسيقي للمنطقة وابتكار أعمال موسيقية جديدة تستوحي منها. ثالثاً: التعاون مع المؤلفين والفنانين الموسيقيين المحليين لإنشاء موضوعات بحثية جديدة ومبتكرة. رابعاً: تنظيم حفلات وورش عمل موسيقية تسلط الضوء على الموضوعات الموسيقية المحلية، وتشجع على الابتكار والإبداع ودعم الكفاءات الموطنة. خامساً: الترويج والتوعية بالترويج لموضوعات البحث الموسيقية المحلية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات الثقافية، وذلك لجذب المزيد من الاهتمام والدعم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الأوركسترا الوطنية الأورکسترا الوطنیة لدولة الإمارات العربیة المتحدة دولة الإمارات العربیة المتحدة التراث الموسیقی الموسیقی فی فی تطویر یعب ر عن من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات شريك تجاري مهم للسويد ومقر لـ 250 شركة
أبوظبي - «الخليج»
أكد فريدرك فلورين سفير السويد، لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد ليس فقط شريكاً تجارياً مهماً للسويد، بل أيضاً موطناً لأكثر من 250 شركة سويدية، العديد منها يدير مكاتب إقليمية تغطي الشرق الأوسط، وإفريقيا وجنوب آسيا، وتُعتبر هذه الشركات روّاداً في التحول الأخضر، حيث تقدّم حلولاً مبتكرة ومستدامة في قطاعات، مثل: الخدمات اللوجستية، وعلوم الحياة، والرعاية الصحية، والأمن، والاتصالات، والكهرباء، وتقنيات تبريد ناطحات السحاب، والتعدين، والنقل البحري، والأثاث، والتصميم.
قال السفير بمناسبة الاحتفال بيوم السويد يمثل المجتمع السويدي في دولة الإمارات مجتمعاً نابضاً بالحياة ومتنامياً، حيث يعتبر نحو 10000 سويدي الإمارات وطنهم الثاني، ونتطلع إلى المستقبل المليء بالفرص، وأنا واثق من أن تعاوننا سيزداد عمقاً -لا سيما في مجالات الابتكار، والاستدامة، والتنمية الاقتصادية -بما يُبشر بمستقبل مشرق للعلاقات الإماراتية السويدية، فلنُقبل على المستقبل بروح من التفاؤل والعزيمة والالتزام المشترك بالتميّز، ولتبقَ دولة الإمارات نموذجاً ملهماً للعالم في رحلتها الرائدة نحو النمو والتقدم والوحدة.
وأضاف، يسعدني جداً أن أستضيف الاحتفال بيوم السويد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويشرّفني أن أحتفل بهذه المناسبة من خلال معرض صور يسلّط الضوء على الرحلة التي جمعت بين بلدينا في علاقة تمتد لأكثر من نصف قرن.
وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات تأسست في عام 1972، ومنذ ذلك الحين، نمت هذه الشراكة لتُصبح نموذجاً ناجحاً للدبلوماسية الدولية والتعاون الاقتصادي، ومن اللافت أن بعض الشركات السويدية بدأت تزاول أعمالها في دولة الإمارات منذ ستينات القرن الماضي، وهو ما يُعد دليلاً على الحضور التجاري السويدي الراسخ والرائد في المنطقة.
وقال، تأسس مجلس الأعمال السويدي في عام 1994، ونحتفل هذا العام بمرور أكثر من 30 عاماً على وجوده في دولة الإمارات، ما يجعله من أقدم مجالس الأعمال الأجنبية في الدولة، وعلى مدار ثلاثة عقود، شكّل المجلس منارة للتعاون والابتكار، حيث عزز الروابط الاقتصادية، وروّج للتبادل الثقافي، وساه م في بناء صداقات دائمة بين السويد والإمارات.
وأضاف، في عام 2002، تم افتتاح سفارة كاملة التمثيل للسويد في أبوظبي، ما شكّل خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، وفي عام 2005، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة سفارتها في ستوكهولم، ما عمّق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل أكبر، واستمر هذا الزخم في عام 2006، عندما افتتح «بيزنس سويدن»، وهو مجلس التجارة والاستثمار السويدي، مكتبه الإقليمي في دبي لدعم الشركات السويدية في توسيع حضورها في منطقة الخليج.
وأكد السفير السويدي أن دولة الإمارات الإمارات العربية المتحدة لها شهرة واسعة على المستوى الدولي بتنظيمها فعاليات على أعلى المستويات العالمية، وقد شاركت السويد بفخر في عدد منها، في عام 2021، حضر جلالة الملك كارل السادس عشر غوستاف معرض إكسبو 2020 دبي، والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي عام 2023، قاد رئيس الوزراء أولف كريسترسون الوفد السويدي إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28.
وقال، هناك العديد من المحطات البارزة التي لا يسعني ذكرها جميعها في رسالة واحدة، أبرزها في عام 2025 حيث قام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، بزيارة رسمية إلى السويد، حيث عقد مباحثات ثنائية مع وزيرة الخارجية السويدية ماريا ستنيرغارد في ستوكهولم، وقد وقّعا مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين.
كما التقى سموه مع وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، ووزير التعاون الإنمائي والتجارة الخارجية، بنجامين دوسا، وشهدوا معاً توقيع اتفاقية بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات وبيزنس سويدن، بهدف تعزيز التجارة، الاستثمار والابتكار، ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين بلدينا إلى مستويات أعمق.
وأضاف السفير، لفتني بشكل خاص الوصف الذي وصفه سمو الشيخ عبد الله بن زايد «بأن الشركات السويدية هي شركات ثابتة على المدى الطويل وتتسم بالاعتماد عليها والوثوق بها».
وقال السفير من جهته «إنه عندما تنخرط السويد في شراكة الأعمال، فإنها تعمل بسياسة العلاقات طويلة الأمد، وتعمل لصالح جميع الأطراف المعنية».