Luz.. فيلم يستكشف دور الواقع الافتراضي في علاج الجراح العاطفية
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
اعتدنا على رؤية الواقع الافتراضي يُصوَّر في السينما كأداة خادعة أو تقنية خطرة، كما في أفلام The Matrix وVirtuosity وThe Lawnmower Man. لكن فيلم Luz للمخرجة فلورا لاو، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي هذا الأسبوع، يقدّم منظورًا مختلفًا، حيث يُعامل الواقع الافتراضي كوسيلة لتعزيز التواصل بين البشر بدلاً من كونه تهديدًا.
تدور أحداث الفيلم بين مدينة تشونجتشينج الصينية الحديثة، ذات الطابع المستقبلي المشبّع بأضواء النيون، وباريس، حيث يعيش أبطال القصة وسط تكنولوجيا مألوفة ولكنها أكثر تطورًا قليلاً مما نعرفه اليوم. في قلب الحبكة نجد رين، عاملة في معرض فني تؤدي دورها ساندرين بينا، ووي، رجل العصابات الزائف الذي يجسّده شياودونج جو. يجد الاثنان في الواقع الافتراضي ملاذًا من مشاكلهما الواقعية، إذ يسمح لهما بالهروب من عالم يشعران فيه بالضياع، لكنه لا يوفر لهما حلاً نهائيًا.
يستخدم الفيلم تكنولوجيا واقع افتراضي متطورة، مثل نظارات تحاكي أقنعة التزلج وأجهزة استشعار للأصابع تبدو كأظافر ساحرة، لتقديم تجربة رقمية غامرة عبر عالم يُدعى Luz، وهو مساحة افتراضية تشبه منصات الواقع الافتراضي القديمة ولكنها تسبق مستوى التطور الحالي لسماعات مثل Apple Vision Pro.
عالم افتراضي يعكس الأزمات الحقيقيةيحاول Luz استكشاف مدى قدرة الواقع الافتراضي على تعويض النقص في التواصل البشري. تسعى رين للتواصل مع زوجة أبيها سابين (التي تؤدي دورها النجمة الأسطورية إيزابيل هوبير)، وهي مالكة معرض فني باريسي تتسم بالبرود العاطفي وترفض المساعدة في مواجهة مرض خطير محتمل. في المقابل، يحاول وي إعادة الاتصال بابنته المنفصلة فا، التي لا يمكنه رؤيتها إلا عبر بث مباشر مجهول الهوية.
مع تطور الأحداث، يجد الثنائي نفسيهما في رحلة بحث داخل Luz عن غزال نيون غامض، وهو التحدي الأساسي داخل اللعبة والذي يُنظر إليه كوسيلة لـ"الفوز". رغم تباين شخصياتهما، ينجحان في بناء علاقة غير متوقعة تساعدهما في مواجهة جراحهما العاطفية. ومع ذلك، فإن الفيلم لا يمنح المشاهد وقتًا كافيًا داخل العالم الافتراضي لخلق ارتباط قوي بين الشخصيتين، مما يجعلهما يبدوان وكأنهما مجرد مراقبين بدلاً من مشاركين نشطين في التجربة.
واقعية بصرية تُغني عن المؤثرات الرقميةعلى عكس أفلام مثل Ready Player One، لا يحاول Luz تقديم عالم افتراضي يعتمد بالكامل على المؤثرات الرقمية. بدلاً من ذلك، يُضفي الفيلم على الواقع الحقيقي طابعًا أسلوبيًا مشبعًا بالنيون، حيث تبدو الشخصيات وكأنها في طريقها إلى Comic-Con وليس إلى مغامرة رقمية. هذا الأسلوب يُذكّر بأعمال المخرج مامورو أوشي، مثل فيلم الخيال العلمي البولندي Avalon، الذي استكشف كيف يمكن للناس إعادة تعريف أنفسهم داخل عوالم افتراضية.
فيلم ذو طموح بصري لكنه يفتقد العمق العاطفيرغم الجهود المبذولة في تصميم العالم البصري، إلا أن الفيلم كان بحاجة إلى مساحة أكبر للحوار العاطفي بين شخصيتيه الرئيسيتين. فبدلاً من استكشاف علاقتهما بعمق، يعتمد الفيلم على لقطات صامتة حيث يحدّق كل منهما في الفراغ، مما يجعل المشاعر تبدو غامضة أو غير مكتملة. ومع أن المشاهد بين رين وسابين كانت من أكثر اللحظات إثارة للاهتمام، إلا أن الفيلم لم يستغل إمكانيات شخصياته بالكامل.
في النهاية، يقترب Luz من أن يكون عملاً سينمائيًا بارعًا، بفضل أدائه القوي وتصويره المتميز. لكنه، بسبب قيوده السردية والأسلوب البارد في تقديم شخصياته، يترك المشاهد في حالة من الانفصال بدلًا من أن يكون تجربة مؤثرة عن إعادة اكتشاف التواصل البشري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الواقع الافتراضی
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة يناقش في السويداء سبل النهوض بالقطاع الزراعي وتطويره
السويداء-سانا
ناقش وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، السيد أمجد بدر، أهم المشكلات التي تعترض العمل الزراعي في محافظة السويداء، وسبل النهوض به وتطويره، وذلك خلال اجتماعه اليوم مع العاملين بمديرية زراعة المحافظة، وبعض المزارعين والمعنيين، بحضور محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، وذلك في مبنى محافظة السويداء.
وأكد الوزير بدر ضرورة تلافي الواقع الفاسد الذي كان زمن النظام البائد، والاعتماد على الكوادر الإدارية النزيهة والخبيرة، وإعادة هيكلة الواقع الزراعي، وبناء قاعدة بيانات على أسس إحصائية دقيقة للمساحات والثروة الحيوانية والموارد المائية، مشيراً إلى ضرورة وضع خطة زراعية تفي بمتطلبات العملية الزراعية على مستوى البلاد، وخاصة مع بدء تطبيق الروزنامة الزراعية لدعم تصريف وتسويق الإنتاج الزراعي.
ولفت الوزير بدر إلى ضرورة إعادة تشجير الغابات، خاصة بعد التعديات الحاصلة عليها، والمحافظة عليها واستثمارها بالشكل الذي لا يضر بالغابة والبيئة، وزيادة إنتاجية المشاتل، وإشراك المجتمع المحلي في تحمل مسؤولية حماية الغابات والحفاظ عليها.
واستعرض الوزير بدر الوضع المتدهور للثروة الحيوانية وانعكاسه السلبي على المربين نتيجة الأعمال العسكرية التي أبادت جزءاً من القطعان، والتهريب، وارتفاع أسعار الأعلاف، مشدداً على تفعيل دور مؤسسة الأعلاف والحفاظ عليها من التعديات التي تستهدف مستودعاتها في السويداء بالتعاون مع المجتمع المحلي.
وبين الوزير بدر أهمية وضع آلية حلول للمشكلات التي تعتري القطاع الزراعي عبر توفير المستلزمات الزراعية للإنتاج النباتي والحيواني ودعمه ضمن حدود إمكانيات الخزينة، وحدود نشاط التعاون الدولي مع المنظمات الدولية، وتقديم دعم حقيقي للمزارعين بتوفير القروض للأعلاف والأسمدة، مع اعتماد مبدأ المتابعة والمراقبة.
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى البكور، محافظ السويداء، الاستعداد لتقديم كل الدعم اللازم للمزارعين ولتطوير الواقع الزراعي، وأهمية الإسهام في النهوض الاقتصادي للمحافظة.
من جهتهم، طالب الحضور من فلاحين ومسؤولين في القطاع، بدعم الطاقة الكهربائية المخصصة للأغراض الزراعية، وتشغيل مضخات الآبار، وتقديم القروض الميسرة للطاقة البديلة، وإعفاء الفلاحين من فواتير الكهرباء المجحفة السابقة. وأكد آخرون على ضرورة ضبط استيراد المنتجات الزراعية من الخارج، ودعم تنافسية المنتجات المحلية، وإلغاء الرسوم الجمركية على جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي، والمكننة الزراعية، وتخفيض أسعار الأسمدة والأعلاف، وتحسين نوعيتها.
تابعوا أخبار سانا على