روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشن هجوم صاروخي على مدرسة بكورسك
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشن هجوم صاروخي أمس السبت على مدرسة داخلية تقع في جزء من منطقة كورسك الروسية تسيطر عليه القوات الأوكرانية، مما أسفر عن 4 قتلى. وتزامن ذلك مع إطلاق روسيا عشرات الصواريخ والمسيرات على أوكرانيا، مع تقدمها نحو مدينة توريتسك الإستراتيجية.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية -عبر تطبيق تليغرام- إن روسيا شنت قصفا جويا من أراضيها استهدف مدرسة داخلية في سودجا، الواقعة على بعد نحو 12 كيلومترا عن الحدود مع أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 4 على الأقل.
وأوضحت أنه بحلول العاشرة مساء (20:00 بتوقيت غرينتش) أمس، تم إنقاذ 84 شخصا أو تلقوا رعاية طبية. وكان 4 من المصابين في حالة حرجة. واستمرت جهود الإنقاذ لإزالة الأنقاض.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في حسابه على منصة إكس- إن الروس "دمروا المبنى رغم وجود عشرات المدنيين هناك" مضيفا "هكذا خاضت روسيا حربها على الشيشان قبل عقود. وقتلوا السوريين بنفس الطريقة".
في المقابل، اتهمت الحكومة الروسية اليوم أوكرانيا بشن ذلك الهجوم، وكتبت وزارة الدفاع في بيان "ارتكبت القوات المسلحة الأوكرانية جريمة حرب أخرى بشن ضربة صاروخية موجهة ضد مدرسة داخلية في سودجا" وأضافت أن عملية الاطلاق تمت من مدينة سومي شمال شرق أوكرانيا.
إعلانوقد اندلعت أشد معارك الحرب خلال الأشهر القليلة الماضية في منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات شاسعة من الأراضي منذ أن شنت هجوما كبيرا عبر الحدود في أغسطس/آب الماضي.
تضرر أحد المباني في سودجا نتيجة القتال بين القوات الروسية والأوكرانية (رويترز-أرشيف) عشرات الصواريخ والمسيراتتزامنت هذه الاتهامات مع إطلاق روسيا عشرات الصواريخ والمسيرات على أوكرانيا مما أسفر عن 15 قتيلا، وفق ما أفادت كييف أمس، في حين أكدت موسكو أن قواتها تتقدم نحو مدينة توريتسك الإستراتيجية.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية ظهر أمس أن موسكو أطلقت 42 صاروخا و123 طائرة مسيّرة على البلاد، لافتة إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ، مؤكدة تدمير 56 مُسيرة "معادية" وأن 61 أخرى لم تصل لأهدافها.
وقال زيلينسكي عبر تطبيق تليغرام "خلال الليلة الماضية، هاجمت روسيا مدننا بمختلف أنواع الأسلحة: صواريخ، مسيّرات، قنابل جوية". وأضاف أنّ "هذه الهجمات الإرهابية تُظهر أنّنا بحاجة إلى المساعدة للدفاع عن أنفسنا في مواجهة الإرهاب الروسي" داعيا "شركاء" كييف إلى التحرّك.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أضرار في 6 مناطق، هي زاباروجيا وأوديسا وسومي وخاركيف وخميلنيتسكي وكييف.
وقد قتل 15 شخصا على الأقل في ضربات ليل الجمعة السبت وفجر السبت طالت وسط أوكرانيا وشرقها، خاصة خاركيف وإيوناكيفسكا قرب الحدود الروسية بمنطقة سومي الواقعتين شمال شرق البلاد.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّها استهدفت خلال الليل بنى تحتية للغاز والطاقة "تضمن عمل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري" بأوكرانيا.
هجوم روسي على كييف (رويترز-أرشيف) تقدم روسيوتواجه القوات الأوكرانية صعوبات كبيرة في منطقة دونيتسك حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة كريمسكي بالضاحية الشمالية الشرقية لتوريتسك، وقالت مجموعة المحللين الأوكرانيين (ديبستايت) إن القوات الروسية توجد وسط مدينتي توريتسك وتشاسيف يار المتنازع عليهما منذ أشهر.
إعلانوإلى جانب ذلك، تُحرز القوات الروسية تقدّما أيضا في منطقة خاركيف، كما تقترب من مدينة كوبيانسك التي لها أهمية إستراتيجية.
ويواجه الجيش الأوكراني -الذي يفتقر لجنود ومعدّات- صعوبة في تجنيد مزيد من العناصر خصوصا بسبب إحجام السكان المنهكين بعد 3 أعوام من القتال.
زيلينسكي يأمل الاجتماع قريبا مع الرئيس الأميركي (رويترز) زيلينسكي وإدارة ترامبعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس الأوكراني إنه يأمل في اجتماع شخصي قريبا مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحا أن عدة اتصالات جرت بين واشنطن وكييف منذ تنصيب ترامب.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الاتصالات تمت على مستوى كيث كيلوغ المبعوث الخاص لترامب، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومسؤولين آخرين. ووصف المحادثات بأنها "جيدة جدا" قائلا إنها تناولت "مواضيع عامة".
وقال -في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية- إن هناك زيارة مؤجلة لكيلوغ إلى البلاد ولم تتم إعادة جدولة موعدها بعد، لكنه يتوقع أن تتم قريبا. وأضاف "من المهم لنا أن يحدث ذلك خلال الأسابيع المقبلة، بأقرب وقت ممكن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: روسيا استهدفت البنى التحتية عمداً في 4 مدن أوكرانية
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إن روسيا استهدفت عمداً البنى التحتية المدنية في مُدن بولتافا وزابوروجيا وخاركيف وأوديسا.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وأضاف زيلينسكي في بيانٍ له بأن الهجمات الروسية تسببت في مقتل 6 أشخاص وإصابة 16 آخرين نتيجة الرشقات بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وكانت القيادة العامة للقوات الأوكرانية قد أكدت بيانٍ لها أمس الجمعة على انسحاب الجنود الكوريين الشماليين الذين أرسلتهم بيونج يانج لمؤازرة روسيا في حربها.
وأفاد البيان الأوكراني الذي نشرته وكالات الأنباء الدولية بأن جنود كوريا الشمالية انسحبوا من مواقع القتال في إقليم كورسك الروسي.
ونقلت وسائل الإعلام إفادة الجنرال الأوكراني أولكسندر كيندراتنكو، الذي أكد أنه على مدار 3 أسابيع لم تُلاحظ القوات الأوكرانية أي تواجد عسكري كوري شمالي.
وتؤمن القوات الأوكرانية بأن العناصر الكورية انسحبت من مواقعها بسبب الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها.
ومن المتوقع أن تُعيد القوات تمركزها في مكانٍ آخر على خريطة الاشتباكات.
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا هجومًا عسكريًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد توترات متصاعدة بين البلدين منذ عام 2014. تعود جذور الصراع إلى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، حيث أصبحت أوكرانيا دولة مستقلة، لكن العلاقات بينها وبين روسيا ظلت متوترة، خاصة بعد أن أظهرت كييف ميولًا نحو الغرب والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. تصاعدت الأزمة في عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو، فيكتور يانوكوفيتش، مما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا.
مع تصاعد التوترات، اعتبرت روسيا أن توسع الناتو باتجاه حدودها تهديدًا لأمنها القومي، مما دفعها إلى تنفيذ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا عام 2022. ردًا على ذلك، فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية مشددة على روسيا، وأرسلت دعمًا عسكريًا وماليًا كبيرًا إلى أوكرانيا، مما أدى إلى استمرار الحرب دون حسم واضح. تحولت المعارك إلى نزاع طويل الأمد، حيث شهدت مدن أوكرانية كبرى مثل كييف وماريوبول وخاركيف هجمات شرسة، فيما استمرت المفاوضات الدبلوماسية دون نتائج حاسمة. لا يزال الصراع مستمرًا، مؤثرًا على الأمن الأوروبي والاقتصاد العالمي، وسط مخاوف من تصعيد أوسع.