رُسمت رؤية فريدة لمستقبل اليابان في عام 2050، حيث عالم يُنظر فيه إلى الأعاصير والكوارث الطبيعية التي لطالما بثت الخوف في قلوب سكانه، على أنها نعمة وليست نقمة، وبحسب صحيفة «جابان تايمز» يكمن الحافز لهذا التحول الملحوظ في مشروع بحثي يُدعى «تايفون شوت»، ويشرف عليه هيرونوري فودياسو، مدير مركز أبحاث علوم وتكنولوجيا الإعصار في جامعة يوكوهاما الوطنية.

وياتي المشروع مدفوعًا ببرنامج «موون شوت»، وهو مبادرة بحثية مدعومة من الحكومة اليابانية تهدف إلى حل المشكلات المجتمعية المعقدة، يسعى مشروع «تايفون شوت» إلى تمكين البشر من التعايش في الظروف الصعبة، من خلال القدرة على التحكم في الأعاصير.

الاستفادة من الأعاصير

وتدور الفرضية العلمية المركزية للمشروع حول فكرة أن الأعاصير المدارية، المعروفة في اليابان والأعاصير أو في أجزاء أخرى من العالم، يمكن تسخيرها من أجل السلامة والاستدامة، وتعتبر أنظمة العواصف العاتية، المسؤولة عن الدمار الهائل وفقدان الأرواح عبر التاريخ، مصدرًا محتملاً للطاقة، وذلك من خلال استكشاف طرق لإضعاف أو تحويل مسار هذه العواصف والاستفادة من الكمية الهائلة من الطاقة التي تولدها، ونقلت الصحيفة عن «فودياسو» أنه مستقبل قد لا يتم القضاء على الأعاصير، بل تتحول إلى مولدات طاقة متجددة.

خيال علمي

وتابعت الصحيفة أنه، رغم فإن عظمة رؤية مشروع «تايفون شوت» يقابلها بعض الشكوك التي قد تواجهه، لا سيما فيما يتعلق باحتمالية التحكم في الطقس حيث يرفض البعض فطكرة المشروع، ويعتبرونها خيالا علميا، مستشهدين بالتحديات العملية والمعضلات الأخلاقية، فمحاولة محاولة السيطرة على الأعاصير المدارية ليست جديدة.

وفي وقت مبكر من عام 1947، بدأت الولايات المتحدة مشروع «سيراس»، الذي حاول تعديل مسار الإعصار من خلال ما يسمى بـ«البذر السحابي»، وتضمن المشروع تطبيق تقنيات استمطار السحب، وإدخال الجليد الجاف إلى العاصفة، بهدف تعطيل هيكلها وإضعاف قوتها، على الرغم من نجاح الفطرة نظريا، إلا أن النتيجة كانت كارثية، حيث انعكس مسار الإعصار، ما أدى إلى هبوط قطع من اليابسة، وتسبب في دمار واسع النطاق.

فشل «ستورم فيوري»

وتابعت الصحيفة ان التعقيدات التي قد تواجه تلك المشروعات الخاصة بالتحكم في الطقس، تم التعامل معها من خلال مشروع «ستورم فيوري»، الأمريكي، وهو سلسلة من التجارب التي أجريت من الستينيات إلى الثمانينيات، من خلال «بذر» الأعاصير الحلزونية باليود الفضي، حيث كان الباحثون يهدفون إلى تجميد المياه فائقة التبريد داخل العواصف، وبالتالي تقليل شدتها، وعلى الرغم من بعض النجاحات، إلا أن النتائج ظلت غير حاسمة بسبب العدد المحدود للعواصف وبعض الصعوبات الأخرى، ثم تم التخلي عن هذا المشروع أيضًا في عام 1983.

اختلاف تقنيات «تايفون شوت»

وأقر «فودياسو» بالتحديات لكنه ظل متفائلاً، وبحسب الصحيفة اليابانية، قدم محاكاة حاسوبية متقدمة ومراقبة عالية الدقة من خلال الطائرات كحلول للتغلب على أوجه عدم اليقين التي شابت الجهود السابقة، حيث تم استكشاف طرق مختلفة في إطار مشروع «تايفون شوت»، بما في ذلك استمطار السحب والأساليب المبتكرة مثل استخدام المياه الباردة من أعماق المحيط لتقليل شدة العاصفة، كما يتضمن الجانب الآخر للمشروع تحويل الطاقة الهائلة للأعاصير إلى طاقة قابلة للاستخدام، وتتضمن إحدى الطرق المقترحة إبحار سفن غير مأهولة في قلب عاصفة ، حيث تولد مراوحها اللولبية الطاقة.

قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة

ويرى «فودياسو» أن الفوائد المحتملة للمشروع مقنعة، حيث تهدف إلى تقليل شدة الإعصار بنسبة 5-10٪، وهو انخفاض يمكن أن ينقذ الأرواح ويخفف من الأضرار، ويؤكد أن الهدف ليس القضاء على الأعاصير ولكن تقليل تهديداتها، علاوة على ذلك ، يتماشى هذا المفهوم مع سعي اليابان وراء مصادر الطاقة المتجددة، ومن خلال تسخير الأعاصير، يمكن أن تصبح البلاد قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة ، مستفيدة من قوة الطبيعة الجامحة.

مخاوف وتحديات كامنة

 ورغم ذلك، لا يزال البعض متشككين، حيث يسلط موشيه ألامارو، عالم الأرصاد، الضوء على التحديات الكامنة في تجارب الطقس الخاضعة للرقابة حيث يكون التمييز بين نتائج التباين الطبيعي والتعديل أمرًا صعبًا، كما يشير إلى مخاوف بشأن العواقب القانونية والجيوسياسية  ويتصور سيناريوهات حيث يمكن أن تؤدي العواصف المتغيرة إلى دعاوى قضائية أو صراعات دولية، ويشاركه، روبرت سبيتا، عالم الأرصاد الجوية، هذه التحفظات ويشير إلى التأثيرات المحتملة على أنماط الطقس العالمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطاقة النظيفة الطاقة المستدامة اليابان من خلال

إقرأ أيضاً:

بـ 64.7 مليون دولار.. «البنك الأوروبي» يوافق على تمويل إنشاء محطة طاقة رياح برأس غارب

وافق البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD» على تقديم قرض أولي طويل الأجل بقيمة تصل إلى 64.7 مليون دولار أمريكي «60.5 مليون يورو» لتمويل تطوير إنشاء محطة طاقة الرياح البرية في مدينة رأس غارب الواقعة في منطقة خليج السويس، بقدرة إنتاجية 200 ميجاوات.

وقال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار إن مشروع مزرعة رياح رأس غارب سيبيع الطاقة المنتجة إلى الشركة المصرية لنقل الكهرباء بموجب اتفاقية شراء طاقة طويلة الأجل مدعومة بضمان سيادي من وزارة المالية.

وقدر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار التكلفة الإجمالية لإنشاء محطة الرياح البرية في مدينة رأس غارب بنحو 216.735 مليون دولار.

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار ومحطة طاقة رياح برأس غارب في مصر

وأضاف البنك عبر موقعه الإلكتروني، سيعمل المشروع على تعزيز مشاركة القطاع الخاص في قطاع الطاقة المصري وزيادة حصة الطاقة المتجددة بما يتماشى مع الأهداف المعلنة وطنيا.

وتابع بنك «EBRD»، من المتوقع أن يعمل المشروع على تحسين الخصائص البيئية لقطاع الطاقة في مصر من خلال الحد من انبعاثات الملوثات المحلية وثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن استهلاك المياه، وسيكون المشروع من بين أول المشاريع التي يتم تنفيذها في إطار برنامج الطاقة المتجددة بقدرة 10 جيجاوات التابع لركيزة الطاقة التي يقودها البنك الدولي لمبادرة برنامج المياه والغذاء والطاقة «NWFE».

وأشار إلى أن المشروع يأتي في إطار المشاركة الرئيسية والخطة التي وضعها البنك الدولي نيابة عن حكومة مصر وتم الإعلان عنها في مؤتمر المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ.

وأكمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمال، سيساهم المشروع في الجودة الخضراء، من خلال إضافة 200 ميجاوات من سعة الطاقة المتجددة الجديدة إلى الشبكة الوطنية، ودعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وإزالة الكربون من قطاع توليد الكهرباء، والذي يعتمد بدرجة عالية على توليد الطاقة الحرارية.

هذا وسيساهم مشروع مزرعة رياح رأس غارب في تحقيق هدف مصر المتمثل في توليد 42% من الطاقة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ويري البنك أن المشروع سيحقق فوائد بيئية كبيرة، مع تجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية المتوقعة والتي تقترب من 400 ألف طن، كما سيساهم المشروع أيضًا في الجودة الشاملة.

ويقع مشروع مزرعة رياح رأس غارب في الغرب من مدينة رأس غارب في منطقة مخصصة لمشاريع طاقة الرياح أمام القطاع الخاص، وسيتصل المشروع بالشبكة الوطنية من خلال خط نقل 220 كيلو فولت بطول 12-13.6 كم، وسيتصل هذا الخط بمحطة فرعية قائمة وسيقوم بدوره بتصدير الكهرباء من خلال خطوط النقل القائمة، إلى ذلك سيتم تركيب الخط وتشغيله من قبل الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وسيتم بناء المشروع وخط النقل على أرض صحراوية مملوكة للدولة، وهي بعيدة عن أي مناطق مأهولة بشكل دائم.

يشار إلى أن تحالفا يضم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» و«إنفنيتي باور» وقع رسميًا على اتفاقية شراء للطاقة مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، في حضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بهدف تعزيز قدرات إنتاج الكهرباء المستدامة من الطاقة المتجددة التي ستولدها محطة طاقة الرياح البرية في مدينة رأس غارب بخليج السويس.

اقرأ أيضاًبتكلفة 650 مليون جنيه.. إنشاء محطة معالجة صرف صحي برطباط في المنيا

محافظ بورسعيد يوجه بالبدء في تشغيل محطة رفع " أولاد علم " بمنطقة شمال سهل الحسينية

الصين تبني محطة أرضية للاتصالات الليزرية لنقل البيانات الضخمة عبر الأقمار الاصطناعية

مقالات مشابهة

  • بلدية دبي تستعرض مشاريع رائدة تسهم في تطوير بنية تحتية مستدامة خلال مشاركتها في “ويتيكس 2024”
  • «البيئة» تطلق تطبيق إلكترونيا للطاقة الجديدة والمتجددة «جرين طاقة»
  • الإمارات تقتنص صفقة طاقة ضخمة بقيمة 18 مليار دولار
  • مصدر الإماراتية تنهي صفقة الاستحواذ على 50% من شركة طاقة أميركية
  • «الرياضة»: مشروعات جديدة لتنمية النشء ضمن رؤية مستدامة للأمن القومي
  • المملكة المتحدة تودع إنتاج الفحم
  • بـ 64.7 مليون دولار.. «البنك الأوروبي» يوافق على تمويل إنشاء محطة طاقة رياح برأس غارب
  • خطوات أرامكو لدعم تحول السعودية لأكبر منتج للهيدروجين عالميًا (تقرير)
  • طريقة حساب فاتورة الكهرباء بعد تركيب ألواح شمسية.. «وفر فلوسك»
  • إندونيسيا تخفّض أهداف طاقة الرياح لعام 2030