هل يختار حكام سوريا الجدد الديمقراطية أم الثيوقراطية؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في ديسمبر (كانون الأول) 1993، نشرت صحيفة إندبندنت مقالاً لافتاً بعنوان "المحارب المناهض للسوفييت يضع جيشه على طريق السلام"، إلى جانب صورة لأسامة بن لادن في هيئة ودودة.
يجب بناء المؤسسات وإعادة اللاجئين والحفاظ على الاستقرار
ويقول باتريك هس في مقاله بموقع "أنهيرد" إن ذلك المقال كان طريقة شبه هزلية للتنبيه من الاعتقاد الخاطئ أن أعداء أعدائك سيظلون دوماً أصدقاءك.بهجة ممزوجة بالخوف
لم ينسَ العالم بالطبع عواقب هذا الحكم الخاطئ. بالتالي، عندما طُرد الرئيس بشار الأسد من سوريا بعد ما يقرب من 31 عاماً على نشر ذلك العنوان الرئيسي، خفف الخوف من الحكام الجدد البهجة بنهاية النظام القديم، ومن الاتجاه الذي قد يختار للبلاد.
#Syria’s new President: HTS’ Jolani takes reigns after Assad ouster, abolishes Syrian Constitution
????️ Catch the day's latest news and updates ➠ https://t.co/dyydqF5v6I pic.twitter.com/KBjztXy0Bo
وفي 2013، أسس أحمد الشرع، جبهة النصرة بصفتها فرعاً لتنظيم القاعدة. وبعدما وجد أن مشروع الجهاد العالمي لا يرضيه، انفصل عن القاعدة في 2016، وخفض مستوى آيديولوجية مجموعته إلى الإسلاموية القديمة الواضحة. أعلن أن الشرع أصبح هذا الأسبوع رئيساً جديداً لسوريا في مؤتمر مغلق، كما ألغي دستور البعث السوري في 2012، وحُل حزب البعث.
تشكيك مبرر... ولكن يبدو أن هيئة تحرير الشام تخلت عن التعصب الذي حكمت به محافظة إدلب بين 2017 و2024، منذ تولت السلطة. كان هناك تواصلاً واضحاً مع المجتمعات الأقلوية ومن ضمنها المسيحيون والعلويون والدروز لطمأنتها على سلامتها.وأدان متحدث باسم هيئة تحرير الشام حرق شجرة عيد الميلاد في ديسمبر(كانون الأول) من قِبَل جهات مارقة، كما نظم المسيحيون احتجاجاً لاحقاً دون معارضة السلطات. ولا يُفرض الحجاب على النساء. وفي ليلة رأس السنة الجديدة، رقصت حشود من الشباب والفتيات في حفلات موسيقى تكنو في دمشق. وربما تلقى جهود الشرع لإعادة صياغة نفسه ديمقراطياً تشكيكاً مبرراً، لكن إطلالته بعيدة كل البعد عن طالبان. على الضفة الأخرى
مع ذلك، حتى لو أصبح الشرع رجل دولة براغماتياً حقاً، لا يزال هناك متشددون وأسماء غير مرغوب فيها داخل ائتلافه الحاكم، من ضمنهم حلفاء مقربون. على سبيل المثال، شادي الويسي، وزير العدل المؤقت، الذي ظهر في مقاطع فيديو من2015 يشرف على الإعدام العلني لامرأتين متهمتين بالدعارة.
Ahmad Sharaa has declared himself Syria’s new "president," but his rule looks more like a coup than a transition. If the economy crumbles, analysts warn he may pivot to Islamization, potentially setting #Syria on a path toward a state resembling #ISIS.https://t.co/IqUcIMJz2R
— Asia Times (@asiatimesonline) January 31, 2025وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية لبنانية في ديسمبر(كانون الأول) الماضي حول دور المرأة في سوريا ما بعد الحرب، قال المتحدث الرسمي باسم هيئة تحرير الشام عبيدة أرناؤوط: "للمرأة طبيعتها البيولوجية والنفسية ولها فرادتها وتكوينها اللذين يجب أن يتوافقا بالضرورة مع مهام معينة".
نذير إلى أي مدى سيكون الشرع قادراً على موازنة توقعات المجتمع الدولي، والجمهور السوري العلماني إلى حد كبير مع توقعات حلفائه الإسلامويين، أمر لا يزال على المراقبين رؤيته. وظهرت المخاوف من النفوذ الهائل الذي يتمتع به هؤلاء الحلفاء في الشهر الماضي، بعد إقرار وزارة التعليم المؤقتة تغييرات أحادية الجانب على الكتب المدرسية، ما أعطى محتواها ميلاً أكثر إسلامية.وفي حين أن هذه التغييرات غير مفاجئة في ظل نظام إسلاموي، إلا أنها قد تكون نذيراً بما سيأتي مع صياغة الدستور الجديد، والذي أشار الشرع إلى أنه سيكون من مسؤولية لجنة قانونية. إن احتمال خضوع سوريا للحكم الديني سيعتمد على نفوذ المتشددين في هذه العملية. بين التشجيع والخطر لفت الكاتب إلى أنه قبل ذلك، يجب بناء المؤسسات وإعادة اللاجئين والحفاظ على الاستقرار. والعفو الذي عرضته هيئة تحرير الشام على أعضاء حزب البعث السابقين، والقوات المسلحة، أمر مشجع. لكن التقارير الأخيرة عن إعدام جنود من النظام السابق على يد ميليشيات مارقة، فضلاً عن كمين نصبه موالون للأسد لقوات وزارة الداخلية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تلقي بظلال من الشك على قدرة الحكومة المؤقتة على منع تكرار انزلاق شبيه بالانزلاق العراقي إلى العنف الطائف،ي بعد الدكتاتورية. إن انتشار الأسلحة والمظالم والخوف بين السكان يجعل هذا الاحتمال وارداً على نحو خطير.
لا زالت سوريا في بداية الطريق، وثمة العديد من الأمور التي قد تفسد التحول الديمقراطي في ظل المشهد الطائفي الذي تحكمه حكومة ما بعد الجهاديين. لكن حتى الآن في سوريا، يبدو أن البراغماتية تتفوق على التزمتـ، وحتى إذا كان الأخير أقرب مما أمكن أن يكون مثالياً، فإن هناك بالتأكيد أسباباً للتفاؤل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد هیئة تحریر الشام کانون الأول فی دیسمبر
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء اللبناني يتوجه إلى سوريا للقاء الشرع.. ما محاور المباحثات؟
توجه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الاثنين، على رأس وفد رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق، في أول زيارة من نوعها منذ تشكيل حكومته.
وتهدف زيارة نواف سلام إلى لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة اللبنانية.
ويترأس سلام في زيارته إلى دمشق وفدا رفيع المستوى يضم وزراء الدفاع ميشال منسي والخارجية يوسف رجي والداخلية أحمد الحجار.
وهذه أول زيارة يجريها سلام إلى دمشق منذ تشكيل حكومته في 8 شباط/ فبراير الماضي، وهي ثاني زيارة يجريها رئيس وزراء لبنان منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024.
ومن المتوقع أن يتطرق الوفد اللبناني إلى العديد من الملفات بما في ذلك المختفون اللبنانيون في السجون السورية خلال عهد النظام السابق، بالإضافة إلى تأمين الحدود بين الجانبين، والتي شهدت سلسلة من التوترات الأمنية والاشتباكات في أعقاب سقوط الأسد.
وفي آذار/ مارس، وقع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ونظيره اللبناني ميشال منسي على اتفاق بشأن ترسيم الحدود بين البلدين، عقب اجتماع استضافته مدينة جدة في المملكة العربية السعودية.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس"، بأن المملكة استضافت اجتماعا بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري بحضور نظيرهما السعودي خالد بن سلمان، بهدف تعزيز التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية بين دمشق وبيروت.
وأكد الجانبان على "تفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية وبخاصة في ما قد يطرأ على الحدود بينهما"، بالإضافة إلى الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في السعودية خلال الفترة القادمة.
وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية، بحسب وكالة الأناضول.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ إنها تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـستة معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.