شبكة انباء العراق:
2025-03-04@12:38:09 GMT

حاصرونا ثم وضعونا في الكيس

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عندما نرسم خطا بيانيا للهزات المتلاحقة التي عصفت بمعظم عواصم الشرق الأوسط، نشعر أننا نقف بإزاء شريط طويل من اشرطة الفحص في ردهات العناية السياسية الفائقة. حيث تتعرض مؤشرات الأمن والاستقرار من وقت لآخر لهزات وانتكاسات عنيفة (خارجية وداخلية). .
تذكرني هذه الهزات بحكاية الفلاح المصري الذي كان يركب القطار متوجها إلى القاهرة، وكان يحمل معه كيسا من أكياس القماش (شوال) يمتلئ بالجرذان والقوارض الأخرى.

لاحظ الركاب انه كان يهز الكيس ويقلبه ويحركه كل خمس دقائق. ولما سألوه عن دواعي هذه الهزات المتوالية ؟. .
قال لهم: هذا ليس لغزا محيراً. . فعندما يستقر الكيس لمدة طويلة تهدأ الجرذان، ويرضى كل جرذ بمكانه، فتسكن حركته، ويشرع في قضم الكيس ليفتح له خرماً صغيراً يهرب منه. لذا كان لابد من الإسراع بهز الكيس بين الحين والآخر لكي تشعر الجرذان بالخوف والذعر، وتدخل في عراك مع بعضها البعض، وهكذا أواصل الهز والتحريك كل خمس دقائق حتى لا امنحها فرصة التفكير في البحث عن المخرج لحين وصولي إلى وجهتي. .
بات من الواضح أننا وقعنا داخل كيس محكم (أعزكم الله)، وصرنا اكثر عدوانيه ضد بعضنا البعض، فقد دأبت القوى الخارجية على افتعال الأزمات، وتفننت بإشاعة الفوضى، وتخصصت بزرع بذور الفتن الطائفية، حتى نجحت في تأجيج النزاعات فيما بيننا داخل الحاويات المكيسة، التي وضعونا فيها. فنتحول إلى فرق مشدودة الأعصاب، فاقدة للأهلية، غير قادرة على معالجة أمراضها، وعاجزة تماما عن مواجهة التحديات المحدقة بها. وفوق ذلك كله لدينا كيانات حزبية وسياسية لا شغل لها سوى تحريك الأكياس واغتنام فرص السيطرة علينا.
كانت هذه حكاية رمزية بطلها فلاح مصري، وأترك لكم التأمل في نتائجها ومطابقتها على أحوالنا المتدهورة، وبيان فيما إذا كانت الجماعات الخائفة من اعداءها الوهميين قادرة على الخروج من الكيس ؟ . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

البعض يتسآئل لماذا مصر

البعض يتسآئل لماذا مصر
أول دولة فتحت أبوابها للسودانيين بعد محنة الحــــ ـرب :
لا يمكن قياس دور مصر الرسمية والشعبية فقط من زاوية معاملة اللاجئين (لكل دولة مخاوفها وحساباتها الاقتصادية والأمنية والصحية) ولا يمكن إسقاط معاناة السودانيين في القنصليات والمعابر على معادلة وسلوك مصر تجاه الأزمة السودانية ..

وجودي في ولاية نهر النيل أمن لي قدر كبير من المعلومات الهامة عن مكاسب الشعب السوداني من الجاره الشمالية مصر . على أساس أن الولايات قبل سقوط مدني كانت تمثل معبرا الي غالب ولايات السودان (من والي) خصوصاً حركة البضائع في ستة نقاط اختصر مكاسب السودان الشعب والدولة من مصر الدولة والشعب :

أولاً. (…………….) ساترك المساحة خالية لأنها جزء من أسرار الدولة لا يحق لي الحديث وان كنت شاهد عليها ..

ثانياً : بعد انهيار مصانع إنتاج الدقيق في الخرطوم وتوقف الواردات عبر ميناء بورتسودان .. أنسابت سلعة الدقيق من مصر عبر البر وبأسعار أقل بكثير من المعروض في السوق المحلي اَ المستورد لاحقا من السعودية .. ولولا جشع إدارات التجارة والتموين في ولايات المعبر الشمالية ونهر النيل لبقى سعر جوال الدقيق 25 كيلو في (20 جنية سوداني) الي اليوم لكن فرض الرسوم ضاعف من السعر بمعنى أن المصريين لم يستغلو أزمة السودان لمضاعفة سعر الدقيق وحتى كتابة هذا الدفاع عن مصر لم تشهد البلاد أزمة في سلعة الدقيق …

ثالثاً : ظل التعامل بين تجار البلدين بالعملات المحلية وكان في أماكن شركات مصر ان تشترط البيع بالدولار او الدرهم في بلد الحــــ ـرب فيها تاكل كل شيء وربما وطنيةوحسن إدارة رجال الأعمال السودانيين كذلك ساعدت .. ومن جانب آخر ساهم التبادل بالجنيهين السوداني والمصري في رفع الطلب عليهما وزادت قيمه الجنية السوداني خلال الأزمة .

رابعاً : كان من اليسير جداً على قيادات الجيش والشرطة والمستنفرين ان يرسلوا أهلهم وأولادهم الي مصر للتفرغ للمعركة لأن الذين تحملوا الصدمة الأولى لولا اطمئنانهم على أهلم اما استطاعو الصمود ..

خامساً : الملابس والأدوية والمعدات الطبية وغيرها من مطلوبات المعركة وعلاج الجرحى حتى المياة المعدنية كانت تأتي من مصر بأسعار السوق المحلي هناك

سادساً واخيراً : ما ضر السودان حكومة وشعبا ان يرد الدين والجميل في تخصيص مشروع واحد أو أكثر لشركات مصرية في مشوار إعادة البناء افترض ان قيمة العطاء ملياري دولار ما ضر السودان وحالياً أكثر من مليون مواطن سوداني موجود هناك ..

إذا تم ذهنيا عكس موقف مصر من الحــــ ـرب في السودان الي المعسكر الآخر .. معسكر الإمارات .. ما هو السيناريو المتوقع حينئذ .. اقولها وأنا على يقين .. لو وقفت مصر إلى جانب الإمارات لكان شكل وواقع المعركة يختلف عن الذي حدث وربما امتدت المعارك حتى حلفا القديمة شمالاً

Osman Alatta

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عمر كمال عبد الواحد يحتفل بعيد ميلاد والدته بهذه الطريقة
  • رنا سماحة.. رفعت قضية خلع لأني مكنتش قادرة أكمل ومبيصرفش عليا ولا على ابنه
  • دعم ومساندة.. أحمد موسى: مصر لديها ثوابت فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد وائل كمال: وصى أخوه يدفنه مع منسى
  • لغز السعادة
  • هل الحكومة قادرة على زيادة الصادرات والتنافسية؟.. تفاصيل طلب برلماني
  • كمال ريان: الحزمة الجديدة الأكبر في دعم محدودي ومتوسطي الدخل
  • رئيس الشيوخ: نقدم الدعم والمساندة للدولة المصرية فيما تتخذه من إجراءات لتحسين مسارات الإصلاحات الشاملة
  • البعض يتسآئل لماذا مصر
  • مش قادرة أرد على حد.. ريهام سعيد تصل مصر بعد احتجازها 3 أيام في لبنان