لا تزال مسألة أسماء الوزراء والحقائب  محل أخذ ورد بين الكتل النيابية والرئيس المكلّف نواف سلام الذي ما إن ينجح في إيجاد حل ما لعقدة وزارية حتى تنبت له من مكان آخر عقد أخرى أكثر استعصاء وهذا ما يؤخر التشكيل الذي لن يبصر النور قبل تدخل الخارج وتحديداً قبل تدخل السعودية التي لعبت دوراً أساسياً في انتخاب الرئيس وتسمية القاضي نواف سلام لتأليف الحكومة.

     
وبحسب مصادر سياسية متابعة لملف التشكيل، فإنَّ لقاء "الخليلين" النائب علي حسن خليل والسيد حسين خليل والرئيس المكلّف لم يكن إيجابيا، إذ أنَّ عقدة الوزير الشيعي الخامس لم تحل والرئيس نبيه بري مصر على أن يسميه "الثنائي"، وكذلك الأمر بالنسبة إلى "الاشتراكي" الذي لن يقبل أن يمثل بوزير درزي واحد وينسحب الأمر على "القوات اللبنانية" و "التيار الوطني الحر" اللذين يبديان ريبة من كيفية تعاطي الرئيس المكلف مع توزيع الحقائب والحصة التي ستؤول لكل منهما.   وتشدد مصادر متابعة على أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يريد تسمية حزبيين للحقائب التي ستكون من حصة حزبه وهذا الأمر يرفضه سلام.   وتقول مصادر سياسية إن هناك سيناريوهين أمام الرئيس المكلف، فإما أن ينجح في تشكيل حكومة بالتعاون مع القوى السياسية وتبصر النور هذا الأسبوع، أو أن تفشل مفاوضاته مع هذه القوى ويذهب إلى تأليف حكومة أمر واقع، يوقع مرسومها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون  لكنها لا تنال الثقة في المجلس النيابي وتتحول مباشرة إلى حكومة تصريف أعمال.   وفي الشأن الجنوبي، يتحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن تشييع السيد حسن نصرلله و عن آخر تطورات الجنوب  عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم.   إلى ذلك، انتشرت وحدات عسكرية من الجيش  في بلدة عيترون  ومناطق أخرى في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، وسط تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته بما فيها حرق المنازل في عيترون ورب ثلاثين وعديسة، بعدما كان نفذ غارتَين على آليات كانت تشارك في عملية انتشال جثامين الشهداء في بلدة الطيبة.    ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الصادرة في بياناتها الرسمية، والتقيد بإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، والتنسيق مع السلطات المحلية، حفاظًا على أرواحهم وسلامتهم.   ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل العمل على تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإجراءات الميدانية الضرورية في عدة مواقع في منطقة جنوب الليطاني.   وأكدت بلدية عيترون في بيان رسمي أن دخول المدنيين إلى البلدة لا يزال يشكل خطرًا على حياتهم، مشددة على ضرورة انتظار الترتيبات الأمنية التي يجريها الجيش.   في حين اصدر أهالي القرى الحدودية المحتلة امس بيانا أكدوا فيه الدعوة إلى مسيرة "العودة 2" لتحرير ما تبقى من القرى المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، ووجهوا نداء الى جميع فئات المجتمع والأحزاب والنواب والهيئات المدنية للمشاركة في المسيرة وهذا التحرك الوطني.   وأكد النائب علي خريس، أن مجلس الجنوب بدأ عملية إحصاء الأضرار، تمهيدًا للحصول على مساعدات دولية وعربية لتعويض المتضررين، كما شدد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، معتبرًا أن ذلك سيسرّع في تأمين المساعدات وإطلاق عملية إعادة الإعمار.           المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": تفيد المعلومات نقلاً عن مصادر ديبلوماسية أن إسرائيل لا تزال تبعث برسائل إلى لبنان أنها ستستمر بحرية الحركة وضرب أهداف لـ"حزب الله" تعتبرها تهديداً أمنياً لها، وأنها ستبقى في النقاط الخمس بذريعة عدم التزام الحزب واستمراره في نقل السلاح، مستندة إلى الضمانات التي انتزعتها من الأميركيين، وهو ما يؤمن لها التغطية في خروقاتها وعملياتها.
تعكس هذه التطورات في الجنوب مناخات توتر وتصاعد للتهديدات الإسرائيلية، في وقت يشدد لبنان الرسمي على تطبيق القرار 1701 وأيضاً العمل ديبلوماسياً للضغط على إسرائيل ودفعها للانسحاب من النقاط المحتلة وتسليم الجيش اللبناني المواقع الحدودية. وهذا الأمر يواجهه "حزب الله" بالتشكيك أقله في ممارساته على الأرض فضلاً عن مواقف يطلقها بعض مسؤوليه. ويشير مصدر سياسي إلى أن الحزب الذي منح الحكومة الثقة وفقاً لبيانها الوزاري، لم يحسم مسألة الانسحاب من جنوب الليطاني وهو يؤكد استعداده للقتال على ما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عزالدين.
 
لكن ما غاب عن "حزب الله" أن الالتزام بما نص عليه البيان الوزاري لا يحتمل التفسير الأحادي، ذلك أن الدولة حسمت بحصرية السلاح بيدها، وهو ما يعني بحسب المصدر السياسي أنها هي التي تحدد الوسائل وتقرر ما هو مناسب لتحرير الأرض، علماً أن تحميل الحكومة المسؤولية اليوم عن عدم الانسحاب الإسرائيلي يطرح تساؤلات حول موقف الحزب الحقيقي من ترك الأمور لها، وهو الذي قرر حرب الإسناد غير آبه بالنداءات والدعوات التي حذرته من جرّ لبنان إلى حالة استنزاف والتفرد بقرار الحرب، إلى أن شنت إسرائيل حرباً عدوانية على لبنان استمرت 66 يوماً وأدت إلى تدمير عظيم وسقوط آلاف الشهداء.
 
لا يمكن اليوم وفق المصدر السياسي محاسبة الحكومة على أي تقصير في العمل على التحرير بعد أيام من نيلها الثقة، ولا يمكن أيضاً اتهامها بأنها ترضخ للإملاءات الأميركية لنزع سلاح "حزب الله". فاتفاق وقف النار ينص صراحة على سحب سلاح الحزب وفق مندرحات القرار 1701، وهو ما وافق عليه، لكنه يشكك بقدرة الجيش على الامساك بالحافة الامامية. وعلى هذا ليس متاحاً اليوم شنّ عمليات مقاومة متسرّعة في ظل الواقع الراهن خصوصاً بعد الحرب، ليس فقط بسبب اختلال الموازين، بل لأن أي مقاومة تستلزم السؤال عن وظيفتها وقدرتها على تحقيق الأهداف، علماً أن إسرائيل لا تزال تستعد للحرب وتواصل خروقاتها، وهو ما يعكس ما أصاب "حزب الله" من وهن بعد الضربات التي وجهت له والخسائر التي دفعها نتيجة رهاناته الخاطئة.
 
الضغط الإسرائيلي يحظى بغطاء أميركي يتعلق وفق المصدر الديبلوماسي بـ"حزب الله" تحديداً، فيما الهدف الأميركي الاستراتيجي في لبنان كما في سوريا هو التوصل إلى التطبيع والتوقيع على اتفاق سلام، وهو ما جرى التداول فيه أخيراً مع لبنان، لكنه مرتبط بما ستؤول إليه التطورات في المنطقة. لكن هذا المسار متعلق أيضاً بإيران التي تصر في خطاب مسؤوليها بما يتناقض مع البيان الوزاري للحكومة.
 
المرحلة المقبلة تحمل أخطاراً كثيرة على لبنان، خصوصاً أن المساعدات لإعادة الإعمار مشروطة دولياً وحتى عربياً، ولذا فإن تعزيز الجيش ومده بالدعم هو مهمة أساسية، ولا يمكن لـ"حزب الله" أن يعارض ذلك وفق المصدر السياسي، إذ أن تقوية الجيش لا تعني مواجهته، وعليه الاعتراف أن هناك مساراً جديداً فرضته نتائج الحرب الإسرائيلية، ولا يمكن للبنان النجاة إلا بتأمين غطاء عربي وإجراء اصلاحات جوهرية تعزز وضع الدولة في مواجهة الأخطار.  

مقالات مشابهة

  • دعاء الإفطار اليوم 4 رمضان 2025 وموعد أذان المغرب
  • مباراة الهلال السوداني.. الأهلي يخاطب كاف لحسم ملعب وموعد مباراة العودة
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • حصيلة جديدة ومعلومات عن عملية الدهس في ألمانيا
  • الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
  • الجيش: عملية دهم في بلدة القصر – الهرمل
  • امبارك: الإيرادات والموارد متركزة لدى حكومة الدبيبة وتتسلُّط عليها التشكيلات المسلحة
  • الأهلي يستأنف تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة طلائع الجيش
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا
  • محمد لطفى ومحسن منصور يشاركان في تشييع جنازة والدة باسم سمرة.. صور