تهديد ترامب الأجوف لبوتين يكشف نقطة ضعفه
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
مع أن تصريحه حول روسيا يعد الأقسى منذ أعوام، إلا أن دونالد ترامب تلافى توجيه أي تهديد قد يستدعي تأهب فلاديمير بوتين
وتعتبر العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا شديدة بالفعل، فقد وصلت التجارة الأمريكية مع روسيا إلى مستويات معدومة تقريباً بعدما فرضت واشنطن أكثر من 5 آلاف نوع من التقييدات والحظر منذ غزو أوكرانيا في 2022.وقد أمعنت إدارة بايدن المنتهية ولايتها في تضييق الخناق على روسيا ففرضت وزارة الخزانة في اللحظة الأخيرة عقوبات إضافية على 183 ناقلة تحمل شحنات النفط والغاز الروسي كما اتخذت مجموعة من الإجراءات لتقييد قدرة الكرملين على بيع وقوده الأحفوري في العالم.
ولا تزال تجارة النفط الروسي مستمرة بينما حُدد السعر الأقصى للبرميل الواحد بـ60 دولاراً (59 جنيهاً إسترلينياً) مقارنة مع السعر العادي حالياً والبالغ نحو 79 دولاراً للبرميل. وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن عائدات النفط الروسي بلغت 192 مليار دولار العام الماضي لكن هذا المبلغ يشمل أيضاً مبيعات الغاز الطبيعي المسال، الذي تعتمد عليه دول أوروبية كثيرة.
لم يقدم ترامب أي إشارة إلى الدعم العسكري لأوكرانيا، أظهر الرجل في الماضي درجة كبيرة من التشكيك في الدعم المحدود الذي قدمته إدارة بايدن لذلك البلد، والذي بلغ حوالى 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية.
انقض الرئيس الجديد بقوة وسرعة على مجموعة كبيرة وواسعة من الأعراف الاقتصادية والثقافية والقوانين والسياسات الفيدرالية التي تكبح تقدم الولايات المتحدة، برأي إدارته، لكنه لم يتحرك قيد أنملة بعد لدعم قدرات أوكرانيا على دحر القوات الروسية عن أراضيها.
وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال"، "أنا لا أسعى إلى إيذاء روسيا، وأنا أحب الشعب الروسي، توصلوا إلى تسوية الآن وأوقفوا هذه الحرب السخيفة! فالقادم أسوأ إن لم نتوصل إلى ’صفقة‘ قريباً".
ثم تابع بتحذيره من فرض مزيد من العقوبات وأشكال أخرى من الضغوط الاقتصادية التي لا تملك الولايات المتحدة إجمالاً القدرة على فرضها، كان ذلك أشبه بتهديد بلا أنياب يوجهه للكرملين.
في ميدان العلاقات الدولية، تعد علاقة ترامب بروسيا نقطة ضعفه، وقد تطبع هذه الأخيرة إرث الرئيس الـ47 بعد انتهاء ولايته الثانية والأخيرة، وهو يعلم، أو بالأحرى من المفترض أن يعلم، أن افتتانه السابق ببوتين، إضافة إلى عدم اكتراثه بحماية أسرار الولايات المتحدة وحلفائها، أفضى إلى اعتباره خطراً استخباراتياً محتملاً.
وهذا أحد الأسباب التي دفعت دولاً أوروبية منها دول البلطيق، والمملكة المتحدة، وبولندا وغيرها إلى التحرك السريع من أجل تعزيز قدراتها العسكرية الخاصة، ففي مسألة دعم أوكرانيا، لا ثقة في ترامب.
إذ أظهر في غالب الأحيان قبولاً للموقف الروسي في شأن ضرورة تخلي أوكرانيا عن رغبتها بالانضمام إلى "الناتو"- وتنازلها لمصلحة الكرملين عن 20 في المئة من البلاد التي وقعت تحت سيطرة قوات موسكو، إن كانت هذه هي الصفقة التي يعتقد ترامب أنه على بوتين القبول بها، فـ"تهديداته" الأخيرة تبدو فارغة أكثر.
إنما يستطيع الرئيس أن يستعيد الثقة المفقودة فيه إن كتب منشوراً آخر على منصات التواصل الاجتماعي يعرض فيه زيادة مساعدته لكييف إذا رفض بوتين الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وربما يمكنه أيضاً أن يعبر عن إعجابه بعزم أوكرانيا والتضحيات التي بذلتها هذه الدولة الديمقراطية في وجه تعرضها للغزو على يد نظام دكتاتوري.
لكن لا يجب أن يغيب عن الأذهان أن ترامب وصف الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا وهم يحاربون هتلر بأنهم "حمقى" و"فاشلون".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب عودة ترامب
إقرأ أيضاً:
ترامب: روسيا قدمت تنازلا كبيرا لإنهاء حرب أوكرانيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إن روسيا قدمت" تنازلا رائعا" لوضع نهاية للحرب في أوكرانيا بالتوقف عن المضي قدما في الاستيلاء على كامل البلاد.
وشدد ترامب على أن "روسيا لا تشكل عقبة في وجه اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا"، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تقبل موسكو وكييف وبروكسل شروط التسوية الأوكرانية.
وأوضح ترامب خلال اجتماع مع رئيس الوزراء النرويجي في البيت الأبيض، ردا على السؤال بشأن ما إذا كانت روسيا وأوكرانيا وأوروبا ستقبل شروط الاتفاق: "أعتقد ذلك، نعم. أعتقد أنهم سيفعلون ذلك. أعتقد أننا سننتهي من هذا الأمر قريبا".
وأكد ترامب أنه سيكون من الصعب على كييف "استعادة" شبه جزيرة القرم التي تم تسليمها إلى روسيا دون إطلاق رصاصة واحدة.
وعن مفاوضات إيران، ذكر الرئيس الأميركي أن جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران تسير على نحو جيد، وذلك قبل محادثات فنية بين البلدين في عُمان السبت.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي "أرى أننا نسير على نحو جيد فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مع إيران. وهناك اتفاق في الطريق للتوصل إليه، ربما نشهد قرارا ممتازا للغاية. وسينقذ ذلك أرواحا كثيرة".