لبنان ٢٤:
2025-03-05@01:25:07 GMT

التواضع والوطنيّة لتشكيل حكومة إصلاحيّة وإنقاذيّة

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

كتب شربل الأشقر في" الديار": بعد أكثر من سنتين وشهرين على الفراغ في الرئاسة الأولى بسبب صراع بين فريقين، الأول أصر على ترشيح سليمان فرنجية والثاني إنتقل من ترشيح النائب ميشال معوض في البداية إلى ترشيح جهاد أزعور كمرشح تقاطع بين المعارضة والتيار الوطني الحر وذلك في 12 جلسة إنتخابية دون نتيجة، إنتخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بأغلبية ساحقة وبدعم الخماسية خاصة الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية.

إنتظر الجميع خطاب القسم للرئيس المنتخب عون فأتى كخارطة طريق تؤسس للدولة الفاضلة بمعنى آخر لدولة
متطورة وعصرية وعادلة على جميع الأصعدة. وبعد الإستشارات النيابية الملزمة التي فاجأت الجميع بتكليف الدكتور نواف سلام بإيعاز إقليمي كما بدا معلوماً. ومن يعرف الرئيس سلام من المقربين منه يعرف عنه أنه عنيد جدآ عندما يقتنع بشيء لكن مرن في نفس الوقت، كتوم جداً، لا يخاف التهديد ولا يتراجع عن قناعاته إذا كانت صائبة لكن له وجه ديبلوماسي أيضاً ويحاور بسهولة لكن ما يهمه في النهاية هو الحق والمصلحة العامة والنظام.
يقول مرجع نيابي أن بين قائد جيش سابق وبين رئيس محكمة دولية سابق هنالك الكثير من نقاط التشابه كـ: الإنضباط والحق والإحترام والنزاهة والإلتزام والإستقامة ودائماً النظرة نحوالأفضل. فيبدو أن العلاقة السياسية والإنسانية بين الرئيسين ستكون منسجمة جدآ فيما خص مصلحة لبنان واللبنانيين.
يتهمون الرئيس المكلف بعدم إحترام وحدة المعايير بين جميع الأفرقاء خاصة في ما خص وزارة المالية والثلث الضامن لكن تقول أوساط سياسية متابعة أن لا يجب الحكم على الرئيس سلام إلا بالخواتيم أي عندما يقدم تشكيلته الوزارية النهائية وتقول الأوساط أن الرئيس المكلف يعمل بتنسيق كامل مع فخامة الرئيس عون والذي يحظى بدعم دولي وشعبي كبير ولن تسمح دول الخماسية بتغيير حرف واحد من خطاب القسم خاصة عندما تكلم الرئيس عون في خطاب القسم عن "المداورة وعن الإصلاحات". يقول الرئيس المكلف أمام المقربين أنه على الجميع التواضع وأن العالم أجمع ينظر وينتظرنا لمساعدتنا بجعل لبنان جنة على الأرض على جميع الأصعدة لكن يقول الرئيس سلام أمام الجميع تواضعوا أمام الوطن وأمام الشعب. من جهة ثانية يرفض الرئيس سلام وزراء حزبيين لأنه يحاول الإبتعاد عن المحاصصة الحزبية أولآ لتشعباتها الكثيرة خاصة بين أحزاب لبنان وثانيآ لأنه يريد ولاء للدولة وليس للحزب ولرئيس الحزب كما ولا يريد أن يصبح مجلس الوزراء ميني مجلس نواب فيفقد هذا الأخير دوره الرقابي.
من البديهي جدآ أن يحق للطائفة الشيعية الكريمة وهي من الطوائف المؤسسة والكبيرة في لبنان كما وللثنائي أن يأخذ وزارة المالية كما وأي وزارة أؤخرى لكن ما يتكلم عنه الجميع هو المداورة في الحقائب وهذا الأمر ملحوظ في الدستور بوضوح للوزراء وللمدراء العامين كما أن الرئيسين عون وسلام لا يريدان إعادة تجربة الثلث المعطل ولا فقدان الحكومة للميثاقية من
أي طائفة كانت وفي ظروف ما بعد الحرب بين حزب الله وإسرائيل وتراجع النفوذ الإيراني في لبنان لصالح النفوذ العربي وبما أن إعادة ما دمر في لبنان إثر العدوان الإسرائيلي كما وإعادة إطلاق العجلة الإقتصادية بحاجة إلى دعم دول ومستثمرين عرب فمن المفضل أن يكون وزير المالية وهي وزارة استراتيجية جدآ من الطائفة الشيعية الكريمة لكن ليس أن يكون حزبي. ومن المتوقع أن يكون هذه المرة الدعم بعشرات المليارات من الدولارات في الإعمار وفي الإقتصاد خاصة إذا كانت الحكومة كفوءة ونزيهة وإصلاحية. مقربون من الرئيس سلام يؤكدون أن بإستثناء رئيس الجمهورية الذي يريد وزارت الدفاع والعدل والخارجية ووزارة المالية للطائفة الشيعية فلم تقرر حتى الآن أي وزارة لأي فريق بعد، كما هنالك الكثير من الأسماء يتم تقديمها لكل وزارة. والمقربون من الرئيس المكلف يؤكدون أن التشكيلة الوزارية النهائية لن تعلن قبل عرضها وأخذ موافقة فخامة الرئيس كما وسيتم عرضها مسبقآ على الرئيس نبيه بري وعلى باقي الأفرقاء. كما أكد مقربون من الرئيس سلام أن هذا الأخير لن يستسلم ولا فترة محدودة لتكليفه ومتفائل أن بدعم فخامة الرئيس ودول الخماسية سيشكل حكومة سيفتخر بها اللبنانيون وستكسب ثقة المجتمع الدولي خاصة العربي والأوروبي والأميركي أما إذا لم يوفق فتقول المصادر أن سلام سيشكل حكومة أمر واقع ومن يعارضها فليتحمل المسؤلية أمام المجتمع الدولي وأمام الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة جدآ التي يمر بها لبنان خاصة الحاجة الماسة للإعمار، كما وأن عقوبات أميركية وأوروبية ستفرض على كل من سيعطل قيام الدولة برئاسة العماد جوزاف عون والرئيس الدكتور سلام.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس المکلف الرئیس سلام

إقرأ أيضاً:

حكومة الاحتلال تشنّ حرباً على الكتب والثقافة والفنون لمنع أي رواية معارضة لها

قال الرئيس الأسبق للكنيست والوكالة اليهودية، أبراهام بورغ، عبر مقال له، نُشر بموقع "ويللا" العبري، إنّ قيام شرطة الاحتلال بمداهمة متجر للكتب في شرقي القدس المحتلة، ومصادرة الكتب، واعتقال اثنين من أصحابها مع إساءة معاملتهما، ثم إحضارهما أمام قاضٍ لمزيد من المعاملة الفظّة، تسبّب بإحراج كبير لدولة الاحتلال، في الرأي العام الغربي.

وأبرز بورغ، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "بدت كدولة يحكمها الجهلة وليس أهل الكتب، فيما يُعيد للأذهان ما أقدم عليه النازيون في 1933 وسط برلين، حين أحرقوا أعمال مئات الكتاب والمفكرين والفلاسفة والعلماء".

 أكد أنّ: "مداهمة الشرطة للمكتبة المقدسية، استنساخ لما أقدم عليه النظام النازي، حين جمع طلابه الهتلريون المتحمسون عشرات آلاف الكتب، ثلثاها من تأليف اليهود، في مجالات العلوم والفلسفة والفن والتاريخ، كان مؤلفوها معارضين للنظام بأشكال مختلفة، من اليهود والشيوعيين والمثقفين والليبراليين".

وأضاف: "بتحريض من وزير الدعاية النازي حينها، جوزيف غوبلز وبصحبة جوقات قوات الأمن الخاصة، تم إحراق أعمال توماس مان، كارل ماركس، سيغموند فرويد، إريك كاستنر، هينريخ هاينه، والعديد من الآخرين، وكان هذا الحريق الرئيسي، الذي أعقبه إشعال العديد من نيران الجهل في جميع أنحاء ألمانيا، وحرق مئات آلاف الكتب".

وأوضح أنّ: "مسيحيي إسبانيا سبق لهم أن أحرقوا القرآن في القرن السادس عشر، واليوم عندما منعت شرطة الاحتلال، مصحوبة بأصوات جوقة إيتمار بن غفير العنصرية، وأوركسترا سموتريش العنصرية، الحرب على بائعي الكتب الفلسطينيين، فإنهم لا يختلفون كثيرًا في جوهرهم عن غيرهم من حارقي الكتب في تاريخ البشرية، لاسيما من النازيين".

في سياق متصل، لا تتورّع حكومة الاحتلال على انتهاج كل الأساليب القمعية لحجب أي رأي مُخالف لروايتها الكاذبة عن العدوان على غزة، بما في ذلك الأصوات الصادرة من داخل المجتمع الاسرائيلي، حيث تتصدّى لكل صوت ليبرالي ديمقراطي إنساني، من خلال إبراز التهديدات الدينية القومية، لاقتلاع هذه الأصوات من المجال العام، خاصة في الثقافة والفنون.

وأكد الكاتب بصحيفة "معاريف" العبرية، ران أدليست، أنه: "منذ تأسيس حكومة اليمين الحالية عموما، ومنذ بدء الحرب على غزة خصوصا، فرضت حظرا على إنتاج وصناعة الأفلام الوثائقية التي تتعامل مع الصراع مع الفلسطينيين بمنطق مخالف لرواية الحكومة".

"يستمر هجوم حكومة بنيامين نتنياهو، وشركائه في الجريمة على عالم الفنون والثقافة في كل المجالات، وهو الشغل الشاغل والهدف الأساسي لجميع الوزارات الحكومية" تابع أدليست، في مقال ترجمته "عربي21" أن "محاولة إلغاء المحكمة العليا لهذه العروض فشلت في هذه المرحلة".

وأكّد: "تستمر محاولات الالتفاف عليها على مدار الساعة، حيث تشنّ الحكومة الآن حملة تدمير بنفس القدر من الأهمية ضد عالم الثقافة، وعلى النقيض من النظام القانوني الذي يكافح من أجل بقائه بدعم إعلامي وجماهيري، لا أحد يسمع أو يرى انهيار الشجرة الثقافية في مكان ما من الغابة الإسرائيلية، خاصة الفنون التي تحتوي على محتوى يتعارض مع أوامر الحكومة". 

وأوضح أنه: "منذ تشكيل الحكومة اليمينية، خاصة منذ اندلاع حرب غزة، فرضت حظر إنتاج على صناع الأفلام الوثائقية التي تتناول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لاسيما التي تركّز على الاحتلال، بسبب وجود كيانات "غير مرئية" تعمل من داخل أحشاء الحكومة".

وتابع: "تشارك بتخريب عرض الوجه الحقيقي للدولة، وتتعرض المحاولات الرامية لشنّ حملة ضد المقاطعات من خلال اللجان والمؤسسات الخاصة لعملية تخريب عنيفة". 


وفي السياق نفسه، ضرب على ذلك مثالا بـ"منع الشرطة لعرض فيلم أميركي في حيفا، بزعم أنه يحتوي على تحريض ضد دولة الاحتلال وجنودها، وسبق الحظر مضايقات هاتفية ضد إسرائيليين مهتمين بالفيلم، وتم إلغاء العرض، ناهيك عن التهديدات الموجهة للمذيعين لمنعهم من بث مواد خطيرة، بل إن العديد من المنتجين يعلنون أنهم عالقون مع فيلم وثائقي ليس لديه أي فرصة لإنتاجه وتمويله في دولة الاحتلال".

وأشار إلى أنه: "لا جدوى من الشكوى، والطريقة الوحيدة هي جمع التمويل من خارج دولة الاحتلال، لكن النكتة المريرة هنا أنه في عالم من المفترض أنه ليبرالي، فإن حقيقة كون الفيلم إسرائيلياً، حتى وإن كان نقدياً، تجعله غير مؤهل لعرضه في شركات الإنتاج بسبب الطريقة التي يصور بها الفيلم سلوك الحكومة والجيش في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا أحد مكونات العالم الثقافي الفني في دولة الاحتلال".

وكشف أنّ: "وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهر، طالب وزير المالية، بيتسلئيل سموتريتش، بمنع ميزانية "السينماتيك" لعرض الأفلام الروائية الفلسطينية، كما تم إغلاق مكتبة فلسطينية في القدس بتهم كاذبة، كما يتم استهداف الممثلين الكوميديين في حيفا، بزعم أنهم يمثلون عملاً فنياً يتناول الواقع بعيون عربية فلسطينية".

مقالات مشابهة

  • حكومة الاحتلال تشنّ حرباً على الكتب والثقافة والفنون لمنع أي رواية معارضة لها
  • الرئيس اللبناني: لبنان عاد إلى مكانته وشرعيته العربية والدولية
  • «الرئيس اللبناني»: لا سلام دون دولة فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة وتحرير آخر شبر من لبنان
  • الدوغة: تصريحات القيب تعكس التخبط داخل حكومة الدبيبة
  • تعاون بين الأوقاف والوطني للتدريب في تنظيم ندوات توعوية
  • الأردن يرفض الدعوة لتشكيل حكومة سودانية موازية
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • بيان مصري يرفض أي محاولات لتشكيل حكومة سودانية موازية
  • مصر ترفض أي محاولات لتشكيل حكومة سودانية موازية
  • الخارجية المصرية تعبر عن رفض أي محاولات لتشکیل حكومة سودانية موازية