الخليج الجديد:
2025-03-31@18:52:50 GMT

أمريكا تتحدى الصين بحلف ناتو آسيوي؟

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

أمريكا تتحدى الصين بحلف ناتو آسيوي؟

أمريكا تتحدى الصين بحلف ناتو آسيوي؟

تؤكد الاستراتيجية الأمريكية أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تهدد الهيمنة والدور الأمريكي بالمدى البعيد، وتشكل التحدي الأكبر والحقيقي لأمريكا.

تؤكد الاستراتيجية «تشكل روسيا تهديدا فورياً وتنتهك القوانين الأساسية للنظام الدولي. وهذا ما تقوم به روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا».

أمريكا لم ولن تقدم تعهدا ملزما «بأن أي اعتداء على اليابان وكوريا الجنوبية هو إعتداء على الولايات المتحدة»! كما هو الالتزام مع أعضاء حلف الناتو!

سعت الولايات المتحدة لتشكيل وقيادة تحالفات تحاصر بها الصين وتحد من تمددها وحضورها في مناطق نفوذها في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

تؤكد وثيقة الأمن القومي الأمريكي التي تصدرها الإدارات الأمريكية سنوياً أن الصين وروسيا تشكلان أكبر تحديين للولايات المتحدة وأمنها القومي ومصالحها.

عبرت الصين وكوريا الشمالية عن استيائهما من القمة والتحالف الثلاثي بأنه استفزاز وتصعيد يستوجب مواجهته وهدفها التآمر على الصين وتشكيل ناتو آسيوي.

تؤكد استراتيجية الأمن القومي الأمريكي على منع تطور التحالف الصيني الروسي لتحالف استراتيجي وتسريع تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب بعد حرب أوكرانيا.

وضعت الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية الأمريكية أولوية رئيسية لمواجهة واحتواء وعرقلة خطة الصين للوصول لإزاحة الولايات المتحدة من صدارة النظام العالمي.

* * *

تكرر وتؤكد وثيقة الأمن القومي الأمريكي التي تصدرها الإدارات الأمريكية سنوياً، وآخرها في أكتوبر الماضي: تشكل كل من الصين وروسيا أكبر تحديين للولايات المتحدة وأمنها القومي ومصالحها. وتؤكد الاستراتيجية أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تهدد الهيمنة والدور الأمريكي على المدى البعيد، وتشكل التحدي الأكبر والحقيقي للولايات المتحدة.

لذلك على الولايات المتحدة تطوير قدرات قواتها المسلحة وقدرتها التنافسية والابتكار والديمقراطية، والعمل مع الحلفاء والشركاء لمواجهة الصين والدفاع عن مصالحها وتحقيق رؤية المستقبل.

تؤكد استراتيجية الأمن القومي الأمريكي السعي لمنع تطور التحالف الصيني ـ الروسي لتحالف استراتيجي، وتسريع تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب. خاصة بعد حرب روسيا على أوكرانيا. تؤكد الاستراتيجية «تشكل روسيا تهديدا فورياً وتنتهك القوانين الأساسية للنظام الدولي. وهذا ما تقوم به روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا».

سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على التحذير أن الدولة الوحيدة التي تملك القدرات والإمكانيات والتصميم والاقتصاد والتكنولوجيا على تحدي وإنهاء هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي منذ خمسينيات القرن الماضي، هي الصين.

وهذا ما تحذر منه وتكرره أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن الصين المهدد الأول، بما تملكه من قدرات عسكرية واقتصادية وتجارية وصناعية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجي، وحتى المنافسة في الفضاء الخارجي، وكذلك مشروع الصين العملاق الحزام والطريق الواحد وطريق الحرير الذي يمتد ليشمل قارات العالم بتريليونات الدولارات.

لذلك وضعت الاستراتيجيات الأمنية والدفاعية الأمريكية أولوية رئيسية لمواجهة واحتواء وعرقلة خطة الصين للوصول لمرحلة إزاحة الولايات المتحدة من صدارة النظام العالمي.

ولتحقيق ذلك سعت الولايات المتحدة لتشكيل وقيادة تحالفات تحاصر بها الصين وتحد من تمددها وحضورها في مناطق نفوذها في بحر الصين الجنوبي والشرقي وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة القلقين من تمدد وبناء جزر وقواعد عسكرية لترهيب حلفاء واشنطن وخاصة كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا والفلبين بزيادة عدد القواعد العسكرية إلى 120 قاعدة عسكرية أمريكية في اليابان و53 ألف عسكري من مختلف القطاعات العسكرية، و73 قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية و26 ألف عسكري أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

كما نشطت أمريكا منذ إعلان الرئيس أوباما قبل عقد من الزمن «الاستدارة إلى آسيا لاحتواء الصين» ولأن مركز الثقل العالمي انتقل من ضفتي الأطلسي خلال الخمسمائة عام الماضية إلى ما تعرّفه الاستراتيجية الأمريكية منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

بعيداً عن حروب والتزامات أمريكا في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي وحروبها الدائمة والمستنزفة. وبعد ثورة النفط الأحفوري-الصخري حتى أصبحت الولايات المتحدة الدولة الأولى المنتجة للنفط في العالم بـ 12.5 مليون برميل نفط يومياً، لذلك تراجعت أهمية وأولوية الشرق الأوسط في الاستراتيجية الأمريكية

شكلت الولايات المتحدة سلسلة تحالفات لمواجهة الصين: كواد QUAD ـ مبادرة يابانية عام 2007 ـ لتحالف استراتيجي ـ أمني رباعي يضم الولايات المتحدة، أستراليا، اليابان، والهند ـ يهدف لضمان أمن واستقرار وازدهار منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأنشأت الولايات المتحدة قاعدة عسكرية للمارينز في أستراليا.

تحالف أوكوس يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا: تشكل في سبتمبر 2021 ـ تحالف أمني ـ دفاعي وعسكري للدول الأنكلوسكسونية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لدعم وتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية بعد إلغاء أستراليا صفقات غواصات فرنسية ما أغضب فرنسا.

ويهدف التحالف لاحتواء الصين والتعاون الأمني وفي مجال الحرب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي بين الدول الثلاث. اتهمت الصين الدول الثلاث بتشكيل تحالف يعيد عقلية الحرب الباردة.

واليوم يتعمق تحالف جديد بالقمة التاريخية والأولى التي عقدت الجمعة الماضي بمشاركة الرئيس جو بايدن ورئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء اليابان في كامب ديفيد برمزيته باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل!

شكلت القمة ترسيخ الشراكة والتحالف الثلاثي الذي يجمع الدول في أكثر من تحالف ـ وأكدت مخرجات القمة الثلاثية توثيق العلاقات الأمنية والدفاعية. وصف الرئيس بايدن القمة بالحقبة الجديدة والحدث التاريخي.

بتعميق التعاون والتنسيق الأمني والدفاعي لمواجهة التهديدات لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، بعقد مؤتمر سنوي للدول الثلاث، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة سنوياً، وإطلاق خط ساخن يربط قادة الدول الثلاث للتواصل في أوقات الأزمات والطوارئ، وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية، وتقريب وجهات النظر لحل خلافات كوريا الجنوبية واليابان للإرث التاريخي الاستعماري الياباني لكوريا الجنوبية قبل الحرب العالمية الثانية.

واضح برغم تأكيد وتكرير الرئيس بايدن ومستشاره للأمن الوطني قمة كامب ديفيد ليست عن الصين أو تستهدف الصين ـ خاصة وأن الدول الثلاث ترتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية تجعل الصين الشريك التجاري الأول، لكن كما يقول المثل الأمريكي «الصين كانت الفيل في الغرفة»!

واضح كان هدف القمة مواجهة الصين وكوريا الشمالية بالدرجة الأولى. برز ذلك بإدانة البيان الختامي للقمة الأعمال الخطرة والعدائية للصين في بحر الصين الجنوبي. وعبرت الصين وكوريا الشمالية عن استيائهما من القمة والتحالف الثلاثي بأنه استفزاز وتصعيد يستوجب مواجهته. وهدف القمة التآمر على الصين. وعبّرت صحيفة Global Times الرسمية عن موقف الصين ـ «هدف القمة تشكيل ناتو آسيوي».

وانتقد الناطق باسم الخارجية الصينية القمة الثلاثية ـ بتأكيده: «لا يحق لأي دولة (أمريكا) السعي لتحقيق أمنها على حساب السلام والاستقرار». ردت الصين بتسيير دوريات تستفز تايوان!

وغير مستبعد أن ترد كوريا الشمالية بالتصعيد. وكانت استضافت وزير الدفاع الروسي ووفدا رفيعا من وزارة الدفاع الروسية مؤخراً، ولا يستبعد أن تطلق صاروخا باليستيا كرسالة احتجاج.

لكن يجب تأكيد، برغم جميع تلك التحالفات والشراكات، وضم أمريكا اليابان وكوريا الجنوبية لمظلتها النووية-وتعهدها بالدفاع عنهما ومنحهما صفة «حليف رئيسي من خارج حلف الناتو» إلا أن أمريكا لم ولن تقدم تعهدا ملزما ـ «بأن أي اعتداء على اليابان وكوريا الجنوبية هو إعتداء على الولايات المتحدة»! كما الالتزام مع أعضاء حلف الناتو!

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصين روسيا أمريكا اليابان كوريا الجنوبية الأمن القومي الحزام والطريق النظام الدولي المحیطین الهندی والهادئ الأمن القومی الأمریکی تؤکد الاستراتیجیة الولایات المتحدة کوریا الجنوبیة کوریا الشمالیة الدول الثلاث أن الصین

إقرأ أيضاً:

الصين واليابان وكوريا الجنوبية تستعد لرد مشترك على رسوم ترامب

ذكر حساب لتلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) على منصات التواصل الاجتماعي -اليوم الاثنين- أن الصين واليابان وكوريا الجنوبية توصلت إلى توافق على أن ترد بشكل مشترك على الرسوم الجمركية الأميركية.

وجاء في منشور على حساب (يويوان تانتيان) بمنصة ويبو أن اليابان وكوريا الجنوبية تسعيان لاستيراد مواد خام لأشباه الموصلات من الصين، وأن الصين مهتمة أيضا بشراء منتجات الرقائق من اليابان وكوريا الجنوبية، حسب ما أوردت رويترز.

وأضاف الحساب أن الأطراف الثلاثة اتفقت على تعزيز التعاون في سلسلة التوريد والانخراط في حوار أوسع بشأن ضوابط التصدير.

وقال وزير التجارة الصيني، وانغ ون تاو -الأحد- إن الصين ملتزمة بالتنمية عالية الجودة وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى، متعهدا بمشاركة الفرص مع جميع الدول، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان، وفق ما نقلت وكالة شينخوا الرسمية.

وأضاف -خلال النسخة الـ13 من الاجتماع الثلاثي لوزراء الاقتصاد والتجارة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية- أنه وسط الضغط النزولي الذي يواجهه الاقتصاد العالمي، على الصين واليابان وكوريا الجنوبية، باعتبارها اقتصادات رئيسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بذل جهود مشتركة لحماية التجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف، ومعارضة الأحادية والحمائية، ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي.

إعلان

وخلال الاجتماع، اتفقت الدوائر الاقتصادية والتجارية في الدول الثلاث على مناقشة تسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، وتعزيز التعاون بشأن سلاسل الإمداد والحوار بشأن الرقابة على الصادرات.

وزراء الاقتصاد والتجارة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية يتعهدون بتعميق التعاون الثلاثي (الصحافة الأجنبية) ردود أوروبية

وفي فرنسا، قال وزير التجارة لوران سان مارتن إن باريس لا تزال تأمل أن تتجنب أوروبا حربًا تجارية مع الولايات المتحدة، لكنها سترد بإجراءات مماثلة إذا فرض ترامب الرسوم الجمركية التي أعلنها يوم الأربعاء.

واليوم أيضا، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد  إن احتمال تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة في الثاني من أبريل/نيسان المقبل يمثل بداية مسيرة نحو الاستقلال لأوروبا.

وأضافت، في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر، "يطلق عليه (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) يوم التحرير. أراه لحظة يجب أن نقرر فيها معا أن نمسك بمصيرنا بأيدينا".

وكشف ترامب أن الرسوم الجمركية المضادة التي سيعلن عنها هذا الأسبوع ستشمل جميع البلدان وليس عددًا محدودا من الدول صاحبة الاختلالات التجارية الأوسع مع الولايات المتحدة.

وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة "سنبدأ بجميع البلدان".

مقالات مشابهة

  • الصين واليابان وكوريا الجنوبية تستعد لرد مشترك على رسوم ترامب
  • حبهة موحدة..الصين واليابان وكوريا الجنوبية ترد على رسوم ترامب
  • وزير الدفاع الأمريكي: اليابان شريك لا غنى عنه لمواجهة تصعيد الصين
  • الصين وكوريا الجنوبية واليابان تدعم التجارة الحرة في شرق آسيا
  • مستقبل السباق الأمريكي مع الصين تحسمه نقطة هامة!
  • سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة تلتقي السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام
  • الخارجية الروسية: الصين غير مستعدة للانضمام إلى الحوار الروسي الأمريكي المحتمل بشأن الاستقرار الاستراتيجي
  • الولايات المتحدة:برنامج المساعدات الخارجية لخدمة مصالح أمريكا
  • نائب الرئيس الأمريكي: جرينلاند ستكون أكثر أمنا تحت حكم الولايات المتحدة وليس الدنمارك
  • الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة تريد جرينلاند من أجل الأمن الدولي