نلاحظ عن جماعة إنها في بداية هذه الحرب وإلي أمس قريب كانت تتحاشى وترفض إدانة عنف الجنجويد. وكانت تقول إن الإنتهاكات سببها الحرب ويسأل منها من أشعلها. وهذا يعني أن الجنجويد غير مطالبين باحترام القانون الدولي وحقوق المدنيين وبالتالي في هذا تلميح بأن جرائمهم مفهومة ومبررة فالمجرم هو الحرب وليس الجنجويد.
لكن نلاحظ في الأسابيع السابقة أن قيادات الجماعة صارت تصدر إدانات ضد إنتهاكات الجنجويد وسمتها جرائم حرب.
كنا علي إستعداد لان نرحب بهذا التحول بدون تحفظات لو بينت لنا الجماعة أسباب تغير نبرة الخطاب وماذا حدث لها لتغير رايها هكذا لاننا نريد أن نميز بين إحتمالات مثل:
+ هل نتج هذا التحول عن مراجعة صادقة للذات؟ هذا كان سيكون محمدة مقبولة لو صحبها تفسير واعتذار عن تغبيش الوعي العام بخلق إنطباع مخالف للأخلاق وللقانون الدولي بان المحاربين معفيين من إحترام حقوق المدنيين والإلتزام بقوانين الحرب التي تدعو لحمايتهم. في هذا الخطاب المبرر لإجرام الجنجويد، المجرم هو الحرب وليس الاشوس الذي أغتصب جارتك ونهب بيتك وبلدتك وكأن الاشوس روبوت مسلوب الإرادة تبرمجه الحرب.
+ ولو كانت التوبة، عن تخفيف قبح إنتهاكات الجنجويد، صادقة فلماذا لم تقم الجماعة بالخروج عن اتفاقها مع الجنجويد الذي وقعت عليه قبل عام في أديس؟ كيف تبرر الجماعة لنفسها تواجدها في إتفاق/إعلان أديس مع جنجويد تتهمهم بإرتكاب جرائم حرب مرارا وتتكررا.
+ أما لو كانت تعريدة الخطاب بسبب تحولات تكتونية في الفضاء السياسي والعسكري والإعلامي فان الإدانات المتاخرة تدخل من باب إضافة النفاق إلي الأذي.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
جربنا ديمقراطية ال دقلو التي أصبح قمع الكيزان وظلمهم وفسادهم أمامها كعدل بن الخطاب
كمواطن سوداني تتوزع دمائي بين الشكرية و البوادرة الدباسين و الكواهلة و الجعليين و العوامرة و العقليين و المحس و المغاربة ، فإنني سألوذ بمثل قديم يقوله أهلنا :
الليك كان أكل لحمك ما بكسر عضمك …
لذلك فإنني أجد المقارنة بين كيكل الذي يتبعه جنود سودانيون و عصابة الجنجويد التي تضم مرتزقة الفيافي و الصحاري و الشتات من الطامعين بدمي و مالي و داري ، كالمفاضلة بين أن يصيبك صداع و بين أن يصيبك سرطان .
همي الآن كمواطن سوداني هو أن لا أرى مرتزقة الجنجويد يتحاومون بين القرى و المدن ينشرون الموت و الخراب و يروعون الآمنين .
همي فقط أن يعود الأمن و الاستقرار و الطمأنينة و عادية الحياة و الخدمات الأساسية و أقسام الشرطة و المرافق الخدمية التطبيبية و التعليمية و الأسواق و المياه و الكهرباء .
بعدها ليتحدث السياسيون و ليختلف المأدلجون و ليتنازع المتنازعون على كرسي الحكم دون أن نسمع صوت الرصاص و أنات الثكلى و المعذبين .
من يحاولون المساواة بين الجيش و الجنجويد و كيكل و جيشه و عبدالرحيم و مرتزقته الأجانب ، لن يجدون غير الخزي و الرماد ، فقد جربنا ديمقراطية ال دقلو ، التي أصبح قمع الكيزان و ظلمهم و فسادهم أمامها كعدل بن الخطاب .
كمال الزين
إنضم لقناة النيلين على واتساب