قصة أسيرين التقيا توأميهما اللذين أنجبا بنطف مهربة
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
"رغم السجان وأبواب السجن الموصدة، أنجبتهما.. سفيرات للحرية"، بهذه الكلمات عبّر أسيران أفرج عنهما ضمن صفقة تبادل الأسرى أمس السبت عن فرحتهما لدى لقائهما توأما أنجباهما عبر نطف مهربة.
فبمجرد وصول الأسير الفلسطيني المحرر ناهض حميد إلى أرض قطاع غزة، ارتمى في أحضان طفليه التوأم اللذين أبصرا النور خلال مدة أسره عبر نطفة مهربة، ليحملهما بكل شغف ويغمرهما بقبلاته وسط مشهد اختلطت فيه دموع الفرح بالاشتياق.
حميد (45 عاما)، الذي قضى 18 سنة في السجون الإسرائيلية، استعاد حريته ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت ليعود إلى أحضان عائلته التي انتظرته سنوات طويلة.
وفور خروجه بحافلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي وصلت عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، استقبله طفلاه التوأم هاني وهمام (3 سنوات) وأفراد عائلته الذين لم يخفوا دموعهم فرحا باللقاء.
حميد، الذي اعتقلته إسرائيل قبل عقدين، أمضى سنوات طويلة داخل الزنازين محروما من لحظات الأبوة التي لطالما حلم بها.
لكن إرادة الحياة لم تتحطم لديه، حيث تمكّن من تهريب نطفة إلى زوجته، لتنجب له طفلين عام 2021 عاشا أول سنوات عمرهما دون أن يحظيا بلمسة والدهما أو رؤيته إلا عبر الصور.
إعلانوأفرجت إسرائيل أمس السبت عن 183 فلسطينيا، بينهم 18 محكوما بالمؤبد و54 من ذوي الأحكام العالية بينهم حميد، و111 من فلسطينيي قطاع غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقابل تسليم 3 أسرى إسرائيليين في غزة.
وفي قطاع غزة حيث كان في طريقه للحرية، كان طفلاه -اللذان لم يسبق لهما أن عانقاه- يقفان على أقدامهما الصغيرة متشوقين للحظة اللقاء.
وما إن رآهما حتى ركض إليهما ليحملهما بين ذراعيه ويقبل رأسيهما وكأنه يعوضهما عن سنوات الفراق الطويلة.
وقال في مقابلة مع الأناضول "هاني وهمام، هذا عين وهذا عين، أغلى من روحي، أعطاني ربنا أحلى وردتين".
وأضاف "تحدّيت السجان والسجن، وأنجبتهما رغم الأبواب والجدران (عبر نطفة مهربة)".
والأسير حميد معتقل منذ 2007، حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية بحقه حكما بالسجن 20 عاما، قضى منها 18 عاما.
قصة أخرى
وتكرر المشهد مع الأسير المحرر عطا محمد عبد الغني (55 عاما) الذي تمكّن بعد 23 سنة خلف القضبان من احتضان ابنيه التوأم زيد وزين، اللذين أنجبهما عبر تهريب نطف من داخل السجون الإسرائيلية.
وأنجبت زوجة الأسير المحرر التوأم عام 2014، لكن والدهما لم يتمكن من احتضانهما إلا بعد تحرره أمس السبت ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
ومحتضنا ولديه، قال عبد الغني للأناضول إن "النطف المهربة هي سفيرات للحرية، والرئة التي كنا نتنفس منها خلف القضبان، ومن بين الجدران التي نخرت رطوبتها عظامنا".
اعتقل ابن مدينة طولكرم شمالي غربي الضفة الغربية المحتلة عام 2002، وخضع لتحقيق قاس عقب اتهامه من قبل السلطات الإسرائيلية بالمشاركة في عمليات عسكرية أدت لمقتل وجرح إسرائيليين، وحُكم عليه بالمؤبد 3 مرات.
إعلانوقبل اعتقاله، كان لدى عبد الغني ابنتان هما إيلانا وسميرة، وانضم إليهما لاحقا التوأم زيد وزين.
واستطاع عدد من المعتقلين الفلسطينيين خلال سنوات الأسر بسجون إسرائيل إنجاب أطفال عبر تهريب نطفة منوية.
ولا يتم الإفصاح عن كيفية تهريب النطف، والتي تتم بطريقة معقدة لا يتم الكشف عن تفاصيلها لدواع أمنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أمس السبت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بتوجيهات حميد بن راشد.. عجمان تواصل دعم غزة بـ 410 أطنان من المساعدات في رمضان ضمن عملية “الفارس الشهم 3”
في إطار الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الجهود الإنسانية والإغاثية، وانطلاقًا من النهج الثابت الذي أرساه الآباء المؤسسون، وجه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي، بإرسال 410 أطنان من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك.
وانطلقت المرحلة الثانية لدعم قطاع غزة، ضمن عملية “الفارس الشهم 3” التي تنفذها دولة الإمارات لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بمشاركة أربع مؤسسات خيرية بارزة في عجمان، وهي: مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية وهيئة الأعمال الخيرية العالمية وجمعية الإحسان الخيرية وجمعية الاتحاد الخيرية، وتتضمن القافلة الإغاثية المواد الغذائية الأساسية، والطرود الصحية، والمستلزمات الإغاثية التي تهدف إلى تخفيف معاناة الأهالي المتضررين، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع، لا سيما مع اشتداد برودة الشتاء.
وأكد الشيخ راشد بن محمد بن علي النعيمي مدير عام جمعية الإحسان الخيرية، أن الجمعية، سيّرت قافلة مساعدات لإغاثة قطاع غزة تتضمن مواد غذائية ومستلزمات حياتية في إطار عملية “الفارس الشهم 3”، للوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين في ظروفهم الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، مشيراً إلى أن هذه الدفعة من المساعدات تأتي تأكيداً من جمعية الإحسان بأنها جزء من دولة العطاء والخير، ولن تدخر جهداً في المشاركة الفاعلة لدعم الجهود الإنسانية، وترسيخ نهج قادة الدولة في جعل العمل الخيري سمة تتصف بها الإمارات.
من جانبه، قال الشيخ علي بن محمد بن علي النعيمي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الاتحاد الخيرية “ إن هذه المبادرة تجسد النهج الإنساني لدولة الإمارات، الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من العطاء والإغاثة قيمة أساسية في سياسة الدولة، وتواصل قيادتنا الرشيدة هذا النهج الراسخ في دعم المحتاجين وإغاثة المنكوبين، دون تمييز، امتدادا لمسيرة الخير التي تميز دولتنا على مستوى العالم”.
وأضاف: “تواصل مؤسسة الاتحاد الخيرية دورها في دعم المبادرات الوطنية والمساهمة في تعزيز قيم التضامن والتكافل، ترجمة لرؤية القيادة الحكيمة، التي جعلت من الإمارات نموذجًا عالميًا في العطاء والإغاثة الإنسانية.”
وفي سياق متصل قال سعادة الدكتور خالد الخاجة الأمين العام لهيئة الأعمال الخيرية العالمية: “إن الجسر الجوي والبحري الذي تسيره دولة الإمارات هو طوق نجاة لآلاف الأسر المتضررة في قطاع غزة، ويعكس أرقى صور العطاء لدعم الأشقاء والوقوف بجانبهم في هذه الظروف الصعبة، وإن هذا ليس بغريب على قيادة دولة الإمارات وشعبها وهيئاتها الخيرية التي تبذل كل ما بوسعها لتكون عوناً للأسر المحتاجة، ومن هنا خصصت هيئة الأعمال الخيرية العالمية برنامجاً إغاثياً شاملاً يتضمن توفير الطرود الصحية والطرود الغذائية والوقود الخاص بالمستشفيات وغيرها من المساعدات التي تخفف أعباء المرضى والمسنين والأيتام، وذلك بدعم سخي من أبناء الإمارات الأوفياء أصحاب الأيادي البيضاء الذين كانوا وما زالوا سنداً لإخوتهم وسباقين لفعل الخير على امتداد جغرافيا العطاء”.
من جانبه أكد سعادة طارق العوضي مدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية، أن عملية “الفارس الشهم 3” ساهمت لحد كبير في التخفيف من شدة الأوضاع التي يعانيها سكان القطاع، وفي رفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، وأن دولة الإمارات تواصل تكثيف الجهود الإغاثية وتعزيز العمل الإنساني للأشقاء الفلسطينيين. وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والأخوية التي تعكس عمق الروابط بين الشعوب، مع تأكيد أهمية استمرار الدعم لتحقيق أثر إيجابي مستدام على حياة المتضررين في غزة.
وتواصل دولة الإمارات، من خلال هذه المبادرات، تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للقضايا الإنسانية، وترسيخ قيم العطاء والتضامن مع الشعوب المتضررة، لتظل عملية “الفارس الشهم 3” نموذجًا حيًا للمساعدات الإغاثية المستدامة التي تعزز الأمل وترسم الابتسامة على وجوه المحتاجين.