هل يمكن أن يكون جسمك أصغر من عمرك الحقيقي؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
الولايات المتحدة – يقول المثل إن المال لا يشتري لك الحب، لكن هل يمكن أن يكسبك الوقت؟ هذا ما يأمل الملياردير الأمريكي برايان جونسون في اكتشافه.
يقال إن الرجل البالغ من العمر 45 عاما ينفق الملايين كل عام في محاولة لعكس مسار الشيخوخة واستعادة جسده بعمر 18 عاما. ولتحقيق ذلك، يلتزم جونسون بنظام غذائي صارم وممارسة الرياضة، ويتناول مكملات متعددة، ويخضع لاختبارات متكررة لتحليل وظائف أعضائه.
ولم يكتسب بحث جونسون الكثير من الاهتمام عبر الإنترنت فحسب، بل جعل الكثيرين يتساءلون أيضا إلى أي مدى يمكن تحقيق هدفه النهائي.
وتتمثل إحدى طرق قياس العمر في العمر الزمني، وهي الأسهل في الفهم. إنه حقا ليس أكثر من المدة التي كنت فيها على قيد الحياة. أدق تقدير لذلك هو تاريخ شهادة ميلادك.
ولكن في الظروف التي تفتقر إلى الأدلة الوثائقية (عادة، الحفريات الأثرية أو الطب الشرعي)، هناك العديد من التقنيات المتاحة لتقدير العمر الزمني. ويمكن القول إن أفضل طريقة هي تحليل الأسنان – على وجه التحديد، “خطوطها الملاطية” السنوية، والتي تشبه إلى حد كبير حلقات النمو في الأشجار، إلى جانب التغييرات في العاج (يوجد تحت المينا ويدعم بنية الأسنان).
كيف تقيس عمرك “الحقيقي”
من ناحية أخرى، يعكس العمر البيولوجي الزيادة الهائلة في فرص الكائن الحي في أن يمرض أو يموت مع مرور الوقت. وفي الأساس، يُترجم هذا إلى المعدل الذي يفقد به جسمك وظيفته.
وفي حين أن معظم الأنواع تتقدم في العمر، إلا أن هناك بعض المخلوقات النادرة على هذا الكوكب التي لا تتقدم في العمر حقا – مثل كواهوج المحيط. ويوجد لدى هذه الكائنات فرصة منخفضة للموت لدرجة أن البعض على قيد الحياة اليوم تعد من كبار السن.
ومع ذلك، بينما نتقدم في السن جميعا، لا نفقد جميعا القدرة الوظيفية بمعدلات متطابقة – وتنخفض أنظمة الأعضاء في أجسامنا بسرعات مختلفة. وهذا يعني أن العمر البيولوجي لبعض الأشخاص قد يكون أصغر أو أكبر من متوسط العمر الزمني.
وهناك عدة طرق لتقدير العمر البيولوجي. ومن المثير للدهشة أن أحد أفضلها بسيط للغاية: استخدم عينيك. تظهر الأبحاث أن تقديرات العمر التي يتم إجراؤها من خلال النظر إلى شخص ما جيدة تماما مثل بعض التقنيات الأكثر تعقيدا لقياس العمر البيولوجي.
ووجدت دراسة أخرى أن المدخنين، والأشخاص الذين يعانون من السمنة، وأولئك الذين يعانون من سوء الحالة الصحية كان ينظر إليهم جميعا على أنهم أكبر سنا من عمرهم الزمني.
وهناك مؤشر آخر بسيط ولكنه قوي للتنبؤ بالعمر البيولوجي هو قياس قوة قبضة الشخص، والتي تميل إلى الانخفاض مع تقدم العمر حيث يفقد كتلة العضلات. كما أن عوامل أخرى – مثل المرض والسمنة وقلة اللياقة – يمكن أن تؤثر أيضا على هذا: قوة القبضة المنخفضة هي إحدى العلامات على أن عمرك البيولوجي ربما يكون أعلى من سن التقويم الخاص بك.
وتشمل الطرق الأخرى الأكثر تعقيدا لتقدير العمر البيولوجي اختبار وظائف الأعضاء المتعددة والنظر في الالتهاب العقيم، الذي يقيس عدد الجزيئات الالتهابية المنتشرة في الجسم (المستوى العالي ليس خبرا جيدا). ويمكنك أيضا إلقاء نظرة على التغيرات اللاجينية في الحمض النووي، أو طول النهايات الصبغية، أو عدد الخلايا الشائخة التي يجب على الشخص قياس عمرها البيولوجي. ومع ذلك، فإن الطريقتين الأخيرتين عادة ما تقدم فقط تقديرا تقريبيا.
وإذا كنت ترغب في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء و”عكس الشيخوخة”، فإن أفضل مكان للبدء هو التركيز على نمط حياتك: ممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين ومراقبة وزنك وتناول الكثير من الفاكهة والخضار.
وهناك فرق يبلغ 15 عاما تقريبا في متوسط العمر المتوقع بين الشخص الذي يقوم بأربعة من هذه الأشياء الخمسة وشخص لا يفعل أيا منها.
وهناك أيضا علاجات قيد التطوير يمكنها عكس الشيخوخة بشكل سريع وكبير، حيث أظهر الباحثون أن تراكم الخلايا المتشيخة في الأنسجة هو سبب رئيسي للشيخوخة في الفئران. وأظهر إزالتها تحسينات في كل من صحتها وعمرها.
وهناك العديد من المحاولات الجارية لتكرار هذه التأثيرات على البشر، بينما يتم أيضا دراسة مجموعة من التقنيات الأخرى لتحسين الصحة في وقت متأخر من الحياة. ويمكن للنجاح في أي من هذه أن يقلل بشكل كبير من تكاليف الرعاية الصحية ويحدث ثورة في الطريقة التي نقضي بها سنواتنا الأخيرة.
التقرير من إعداد ريتشارد فرج، أستاذ علم الأحياء في جامعة برايتون.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كيف يحمي النظام البيئي الجبلي التنوع البيولوجي في الدولة؟
دبي: يمامة بدوان
تتنوع النظم البيئية في دولة الإمارات، ويغلب عليها النظام البيئي الصحراوي الغني بالكثبان الرملية، كما تتميز بساحلها المطل على الخليج العربي والغني بأشجار القرم، حيث تساءل عدد من الأفراد عن خصائص النظام البيئي الجبلي وما يقدمه من حماية للتنوع البيولوجي بالدولة.
وحسب وزارة التغير المناخي والبيئة، فإن النظام البيئي الجبلي في الإمارات له دور بارز في تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على الموائل الطبيعية، حيث يشكل حاجزاً للدولة من الناحيتين الشرقية والشمالية، خاصة سلسلة جبال الحجر، التي تعد أبرز سلسلة جبلية في الدولة، كما يسهم في تخزين المياه الجوفية وتوفير ملاذ آمن لأنواع الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الوشق والطهر العربي والوزغ المدهش، كذلك يعد إرثاً بيئياً وتاريخياً يسهم في حماية النباتات والحيوانات ويحتضن عدداً من الأنواع النادرة مثل نبات الأوركيد.
وأضافت الوزارة أن البيئة الطبيعية للدولة تتسم بالتنوع، وتوجد بها 4 أنواع رئيسية من الأنظمة البيئية، هي النظام البيئي الصحراوي، والنظام البيئي الجبلي، والنظام البيئي الساحلي والبحري، والنظام البيئي للأراضي الرطبة، إلى جانب النظام البيئي الصحراوي.
وتشكل الجبال في الدولة نسبة 2.6% من مساحتها الإجمالية، ويبلغ طولها 155 كيلومتراً، تفصل ما بين بحر عمان شرقاً والكثبان الرملية للخليج العربي غرباً، تنقسم الجبال إلى مرتفعات رؤوس الجبال، والمرتفعات الوسطى، وأهمها جبال الحجر، التي تُشكل حاجزاً في الجهة الغربية للدولة، وتعمل كمنطقة تجمعات أمطار، ويعتبر جريان المياه السطحية في المنطقة المصدر الوحيد الذي يغذي المياه الجوفية. تبرز جبال الحجر الوعرة بشكل حاد لتصل إلى ارتفاع 2000 متر، وتشق وديان الأنهار الجافة الجبال لتكوّن سهولاً خصبة.
وتُعد جبال الحجر من أبرز المعالم الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تمتد هذه السلسلة الجبلية الشاهقة على طول الحدود مع سلطنة عمان، والتي تمتد من الشمال إلى الجنوب، على طول الحدود الشرقية، وتوجد الوديان بجوار هذه الجبال، وتكون هذه الوديان عادة جافة، إلا أنها تزدهر بالجداول والبرك في الأشهر ذات الطقس الأكثر برودة عند سقوط المطر، كما تشتهر جبال الحجر بجمالها الأخاذ وتنوع تضاريسها، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي المغامرات والطبيعة.