سوريا بين التحول السياسي والتحديات الدولية.. الشرع يعزز سلطته وسط مخاوف محلية ودولية
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
زيارة مرتقبة للسعودية.. هل يسعى الشراع لشرعنة حكمه إقليمياً؟إعادة هيكلة الشرطة بمبادئ إسلامية.. تحول أيديولوجي أم ضرورة أمنية؟الأقليات بين الأمل والمخاوف.. هل تفي الحكومة المؤقتة بوعودها؟
شهدت سوريا تطورات سياسية مهمة في الأول من فبراير 2025، حيث واصل أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام “سابقا”، والرئيس الانتقالي للمرحلة السياسية الحالية في دمشق تعزيز قبضته على السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
ويعتمد الشرع على إدارة مؤلفة من شخصيات موالية له، حيث قرر تأجيل مؤتمر الحوار الوطني وتجاهل خارطة الطريق الأممية للانتقال السلمي، ورغم تعهده بتبني نهج شامل وإجراء انتخابات حرة مستقبلية، لا تزال الشكوك تحيط بخطط إدارته وخبرتها في إدارة المرحلة الانتقالية، خصوصًا في أوساط القوى السياسية والمدنية.
تعزيز العلاقات الخارجية: زيارة مرتقبة للسعوديةفي إطار محاولات الشرع لتعزيز العلاقات الدولية، يستعد الرئيس الانتقالي لـ سوريا لزيارة السعودية يوم الأحد المقبل، في أول رحلة رسمية له إلى الخارج منذ توليه الحكم.
وتأتي هذه الزيارة عقب اجتماع عقده مع وزير الخارجية السعودي في دمشق يوم 24 يناير، حيث تمت مناقشة إمكانية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد المحلي.
وأبدت دول عربية، وعلى رأسها السعودية، قلقها إزاء استمرار إنتاج وتجارة مخدر الكبتاغون في سوريا، وهو مخدر منتشر في دول الخليج.
وفي هذا السياق، أكدت إدارة الشراع لجارتها الأردن أن تهريب المخدرات لن يكون مشكلة في ظل الحكم الجديد.
إعادة هيكلة المؤسسات وفق رؤية إسلاميةشرعت السلطات الجديدة في سوريا في إعادة هيكلة جهاز الشرطة وفق مبادئ إسلامية، في خطوة تعكس النهج الأيديولوجي للإدارة الحالية.
وتعيش الأقليات الدينية في سوريا، بما في ذلك الشيعة والمسيحيون، حالة من الترقب بين الأمل والقلق في ظل الحكم الجديد.
ماذا تعني دلالات استعداد روسيا لإعادة إعمار سوريا؟روسيا تعرض المساعدة في إعادة إعمار سورياسوريا .. استهداف قوة إسرائيلية بريف القنيطرة السورية | فيديوالرئيس السيسي يهنئ أحمد الشرع بـ رئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية
فبينما أبلغ البعض عن تفاعلات إيجابية مع القيادة الجديدة، لا تزال المخاوف قائمة من احتمال تصاعد العنف الطائفي، لا سيما في المناطق العلوية وبين الجماعات التي تعرضت للاستهداف سابقًا من قبل الفصائل المسلحة.
وتعهدت الحكومة المؤقتة بحماية الأقليات الدينية والإثنية وصياغة دستور شامل، لكن مستقبل البلاد لا يزال محفوفًا بالغموض في هذه المرحلة الانتقالية.
الموقف الأمريكي: استمرار الوجود العسكري في سورياعلى الصعيد الدولي، أكد جابرييل سوما، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا لحماية المصالح الأمريكية ومنع عودة تنظيم داعش.
كما شدد على أهمية القوات الكردية كشريك أساسي في محاربة التنظيم الإرهابي.
تعكس هذه التطورات المشهد السوري المعقد والمتغير، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى ترسيخ سلطتها، ومواجهة التحديات الداخلية، والانخراط في علاقات دبلوماسية أوسع مع المجتمع الدولي، في وقت لا تزال فيه البلاد تمر بمرحلة تحول غير واضحة المعالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا السعودية دونالد ترامب بشار الأسد تنظيم داعش وزير الخارجية السعودي هيئة تحرير الشام المزيد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الشرع: سنشكّل حكومة شاملة تعبّر عن تنوع سوريا
قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، مساء الخميس، إن بلاده "تمد يدها بالسلام للجميع"، مشددا على أن "العملية السياسية في البلاد تتطلب مشاركة الجميع من دون إقصاء".
وذكر الشرع، في خطاب متلفز، أن "سوريا تحررت من نظام مجرم"، مضيفا "أخاطبكم اليوم بصفتي رئيسا لسوريا في هذه الفترة المصيرية".
وأضاف: "سنستعيد هوية سوريا المفقودة وبناء الوطن مسؤوليتنا جميعا"، مؤكدا "سنصنع سوريا المستقبل".
وأوضح: "تسلمت مسؤولية البلاد بعد مشاورات مكثفة مع الخبراء القانونيين لضمان سير العملية السياسية".
وكشف أحمد الشرع: "سنعلن خلال الأيام المقبلة عن تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني"، مبرزا "الإعلان عن لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر يملأ فراغ السلطة التشريعية".
وشدد على أن "الإعلان الدستوري سيكون مرجعا قانونيا للمرحلة الانتقالية".
وأردف قائلا: "سنعمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا برجالها ونسائها وشبابها. وسنعمل على بناء مؤسسات سوريا الجديدة حتى نصل إلى مرحلة انتخابات حرة ونزيهة".
وأكد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا: "لا فساد ولا رشاوى وسنرسي دعائم اقتصاد قوي"، مضيفا أنه : "ستتم ملاحقة المجرمين باعتبارها من أولويات المرحلة الحالية".
كما تعهد الشرع بـ"إتمام وحدة الأراضي السورية وتحقيق السلم الأهلي".
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة الأربعاء تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، وذلك بعد أكثر من شهر من الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
واتخذت الإدارة سلسلة قرارات واسعة النطاق، تشمل حلّ كل الفصائل المسلحة، إضافة إلى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.